معلمات طيبة يلوحن بالتقاعد رداً على قرار إكمال النصاب
------------------------------------------------
سماح ياسين - المدينة المنورة
أثار قرار مدير إدارة التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة الدكتور علي بن يوسف الفقي بإلزام معلمات مدارس المنطقة بتدريس 24 حصة أسبوعيا ، ونقل الزائدات عن حاجة العمل بعد استيفاء الأنصبة إلى مدارس أخرى ، أثار القرار ردود فعل غاضبة بين المعلمات وصلت إلى تلويح بعضهن بورقة “التقاعد” إذا أصرت الإدارة على تطبيق القرار ، وأكد عدد من المعلمات في لقاءات مع “المدينة” أنه لا يمكنهن تدريس 5 حصص يوميا ، وحتى لو فعلن فلن يتمكن من شرح الدروس بالإتقان المطلوب، وسوف تدفع الطالبات الثمن. وأشرن إلى أن نقل المعلمة من مدرستها التي استقرت بها منذ سنوات والقريبة في الغالب من مقر سكنها سيؤدي الى آثار سلبية على حياتها مهنيا وأسريا واجتماعيا ، أوضحن أنهن سوف يرفعن شكاوى جماعية لوزارة التربية والتعليم لإعادة النظر في هذا القرار. تقول المعلمة “إ- غ” قرار نقل المعلمات الزائدات عن حاجة المدارس مفاجئ وغير مبرر ، فمن غير المعقول أن يكون نصاب المعلمة الواحدة من الحصص أربعا وعشرين حصة ومن لا تستوفي هذا العدد تنقل إلى مدرسة أخرى ، ومن الضروري تخفيف النصاب حتى نستطيع أن نبدع في الشرح للطالبات ، مؤكدة أن المعلمات لن يتمكن في ظل هذا إعطاء المواد التي يدرسنها حقها بسبب الضغط الزائد والناتج عن كثرة عدد الحصص. وتشاركها الرأي “ا- م” معلمة الجغرافيا بالمرحلة الثانوية التي تدرس 11 حصة قائلة : وعدونا بتخفيف نصاب المعلمات من الحصص ورغم هذا فوجئنا بهذا القرار الغريب الذي ترفضه كل المعلمات ، فهل من الممكن أن تؤدي المعلمة رسالتها التعليمية بجودة وإتقان وهي تحمل عبء أربع وعشرين حصة في الأسبوع.وتقول المعلمة “ي- ن” : أقوم بتدريس مادة الرياضيات للمرحلة الثانوية منذ أعوام عديدة وفوجئت بهذا القرار ، ولن أقوم بتطبيقه لعدة أسباب أولها أن زيادة أنصبة المعلمات يمثل جهدا مضاعفا لن أقوى ولن تقوى كثيرات على احتماله ، وسوف يؤثر دون شك على أداء من ترضخ وتقبل به وبالتالي سوف يؤثر على مستوى تحصيل الطالبات .. أما السبب الثاني فيتمثل في أن نقل معلمة من مدرستها التي تعودت عليها والقريبة في الغالب من منزلها سوف يقلب حياتها رأسا على عقب ، بداية من تغيير وسيلة النقل التي تحملها إلى المدرسة الجديدة وانتهاء بارتباك حياتها الأسرية.وتضيف معلمة لها 15 عاما من الخبرة : لا يمكنني وصف القرار إلا بأنه عشوائي ، ولن أقوم بتنفيذه وسوف أرفع أنا وزميلاتي خطابا إلى وزارة التربية والتعليم لإعادة النظر فيه .. وتساءلت إذا كان هناك عجز في عدد المعلمات فما ذنبنا نحن العاملات بإخلاص منذ سنوات طويلة ، ولماذا لا يقومون بتعيين معلمات مستجدات لسد النقص ، وهل يعقل أن تقوم المعلمة بإعطاء خمس حصص يوميا بإتقان وإبداع ..؟وتقول المعلمة “خ- ن” : لن استمر في مهنة التدريس إذا أصرت الإدارة على تطبيق هذا القرار ، لأنه ينطوي على ضغط كبير وصعوبات جمة سوف تعترض حياة المعلمات وتدفعهن إلى عدم الإبداع أو الابتكار في شرح الدروس للطالبات وسوف يؤثر ذلك بالطبع على التحصيل العلمي للطالبات وتتساءل كيف يتم اتخاذ قرار بنقل المعلمات بصورة مفاجئة من مدرسة إلى أخرى بسبب زيادة أعداد المعلمات عن حاجة المدرسة ، فهل يجوز للإدارة أن تعامل المعلمة بهذه الطريقة دون مراعاة لأن غالبية المعلمات يسكن قرب المدارس التي يعملن بها وتقول مديرة إحدى المدارس الثانوية : إذا طبق هذا القرار سوف أطلب التقاعد ، لأن هذا القرار سوف يشكل عبئا كبيرا على المعلمات. وتضيف “ف- ن” و “غ - ب” وأخريات من مديرات المدارس أن هذا القرار المفاجئ للجميع يشكل عبئا على المعلمات ، ولا يراعي الطبيعة الجسدية والنفسية للمعلمة التي لا تستطيع أن تتحمل هذا الكم الكبير من الحصص الدراسية يوميا ، ولذا فنحن نرفض هذا القرار بشكل جماعي.من جهته قال الدكتور يوسف بن علي الفقي مدير عام التربية والتعليم بمنطقة المدينة المنورة : القرار موضوعي ومنطقي ولا يخرج عن صميم أنظمة التعليم بالمملكة ، ولا يوجد به ما يدعو لاستنكار المعلمات وغضبهن ، فالقرار ينص على ضرورة اكتمال نصاب المعلمة بما لا يتجاوز الأربعة وعشرون حصة أسبوعيا ، وبعد اكتمال أنصبة المعلمات في كل مدرسة يتم حصر المعلمات الزائدات عن حاجة العمل ، وبعدها تقوم المعلمة بتعبئة نموذج نقل تدون فيه عشر مدارس ترغب للانتقال إليها بشرط أن تكون المدرسة التي ترغب الانتقال إليها في حاجة إلى تخصصها. وأضاف الفقي : من الطبيعي يكون نصاب المعلمة أربعا وعشرين حصة .. فهل من العدل أن يكون نصاب معلمة في مدرسة ما 11 أو 15 حصة ونصاب زميلتها في مدرسة أخرى 24 حصة .. وطالب المعلمات بالالتزام بالقرار والعمل به لمصلحة العملية التعليمية بمنطقة المدينة المنورة.
http://www.almadinapress.com/index.a...icleid=1018990
رد مع اقتباس
