العنف والفساد في مدارسنا
------------------------------------------------
د. محمد بن عبد الرحمن المدني
وصلني بريد الكتروني من الأستاذ احمد بن عيسى يتحدث فيه عن العنف في مدارسنا، وذكر أنه يحتاج إلى وقفة جادة وحازمة، ونظرا لما وجدت فيه من رؤية جيدة في الطرح، سأتناول ما جاء فيها في طيات هذه السطور. تطالعنا بين الحين والآخر في الصحف المحلية وعلى شاشة الإنترنت أخبار مفزعة ومرعبة تهول لها العقول وترجف لها القلوب وتقشعر لها الأبدان عن أعمال عنف واعتداء ودماء تحدث بين جدران مدارسنا. فقد نقلت الصحف خبرا عن مدرسين تم الاعتداء عليهم من قبل طلابهم، وسمعنا عن طلاب اعتدوا على مدرسيهم إما باليد أو بالسلاح أو إحداث دمار وخراب في سياراتهم أو الترصد لهم في الشارع وحتى أمام بيوتهم، ويخشى أن يمتد الاعتداء ليصل إلى بيوتهم وهنا تكون الكارثة أكبر وأفظع. وقرأنا أيضا عن مديري مدارس تم الهجوم عليهم في مكاتبهم من قبل طلابهم أو أولياء أمورهم والاعتداء عليهم إما باليد أو بآلات حادة أو صلبة، وأحيانا بسلاح ناري أو ابيض، وأحيانا يصل التخريب إلى ممتلكات المدرسة وأثاثها.ولا يقتصر العنف في مدارسنا على الاعتداء على المعلم أو مدير المدرسة، بل على طلاب آخرين, ونشوب معارك دموية بين بعض الطلاب على مرأى من المدرسين والمسئولين في المدرسة وتحت أنظارهم وأسماعهم، ولم يستطيعوا فعل أي شيء كمربين ومسئولين عن تربية الطلاب قبل تعليمهم، سوى الاتصال بالجهات الأمنية لاحتواء أعمال العنف تلك، التي تؤدي في الغالب إلى إصابات خطيرة وأحداث مؤسفة. ولا يختص ذلك العنف بمدارس الأولاد فقط بل سجلت أيضا أحداث مأساوية في مدارس البنات ضد المعلمات أو المديرات أو بين الطالبات أنفسهن وأحيانا باشتراك أمهاتهن وقريباتهن أيضا.وقد يصل العنف في مدارسنا إلى الاعتداء على طلاب اصغر سنا، كأن يكون الطفل المعتدى عليه ابن احد المدرسين في المدرسة كنوع من الانتقام، وأحيانا يحدث الاعتداء على طالب في الصفوف الأولى ويكون المعتدون في سنوات أعلى، خصوصا عندما تكون المدرسة مشتركة بين مرحلتين مختلفتين، وقد يحدث اعتداء علي أحد الطلبة المجتهدين من قبل زملاء له فاشلين بذريعة (كسر العين والإذلال) كما يعتقدون, ويحدث ايضا بعض التجاوزات في مدارس البنات وقد تناول البعض مثل هذه الحوادث في كاميرات الهواتف الجوالة, وعبر رسائل الوسائط والبلوتوث.وأذكر أن ابنتي ذكرت لي أنه تم ضبط طالبة في إحدى الجامعات أحضرت مشروبا روحيا إلى الجامعة في علبة بيبسي تم كشفها، ولم يُعرف مصير الطالبة، وهل اعتبرت الحادثة جريمة تستحق الفصل والحرمان أم هفوة يسامح عليها خاصة إذا لم يكن مثل تلك الحالات مذكورة في ضوابط المخالفات بالجامعة، وأعتقد أن الطالبة ستنال العقاب حسب خلفيتها ووضعها الاجتماعي، فهي أمنت العقاب وبالتالي أساءت الأدب.أين وزارتا التربية والتعليم والتعليم العالي من كل هذه الفوضى في مدارسنا وجامعاتنا؟.
[email protected]
http://www.alyaum.com/issue/page.php?IN=12520&P=4