منع الزينة عن الطالبات والسماح بها للمعلمات تناقض عجيب
--------------------------------
جذبني تصريح لمنسوب بإدارة التربية والتعليم في إحدى المناطق ينفي فيه ما توارد من أخبار بأن الوزارة قد سمحت للطالبات بإحضار أدوات الزينة واستخدامها وعندما أكملت التصريح وجدته يقول بأن الوزارة قد سمحت بوضع المرايا في المدرسة والسماح للطالبات باستخدامها.
عندها عدت بالذاكرة إلى بعض نقاط التفتيش التي كانت في بعض المدارس ووجدت أن المرايا الخاصة قد منعت وأنه لا وجود لمرايا عامة لاستخدام الطالبات إلا في حال وجود عمل فني أو مجسم في المدرسة يكون فيه القليل من المرايا، واستوقفتني الذاكرة أيضاً عند بعض المناظر التي لا أنساها والتي لا أجد لها تفسيرا فعندما تمنع الطالبة والتي هي في الوقت نفسه فتاة من إحضار أدوات الزينة والتي لا يمكنها أن تخرج من طابورها الصباحي بدون عقاب لإحضارها تلك الأدوات ثم وبعد دخولها فصلها وهي في قمة الأسف تلتفت لتجد تلك المعلمة التي لا يوجد مكان بوجهها غير ملطخ بهذه الأدوات.
إنني لا أطالب بالسماح بإحضار هذه الأدوات ولكنني أطالب بمراعاة شعور أولئك الفتيات اللاتي منعن حتى من المراييل التي قد يظهر فيها القليل من الزينة وفي نفس الوقت تكون معلمتها ترتدي الملابس التي أصبحنا في يومنا هذا لا نفرق بينها وبين ملابس الحفلات!
وما يشيب الرأس حقاً وجود بعض المعلمات اللاتي يمنعن حتى ما سمحت الوزارة باقتنائه مثل المشط الذي هو من دواعي فطرة الفتاة الأنثوية ومع ذلك نجد في بعض المدارس منعاً له ولا ننسى أيضاً العطر الذي أصبح أحد الجرائم البشعة التي قد ترتكبها الطالبة في سبيل أن المعلمة تستخدم العطر أمام الطالبات وفي كل الأوقات وكأن هؤلاء الطالبات لا يجوز لهن شرعاً استخدامه.
إنني لا أعلم اليوم إلى أي حد قد يصل بمعلمات أجيال المستقبل هذا الحال، ولكنني أعلم أن هذه الأشياء تجعل الحواجز بين الطالبة والمعلمة وأنني أعلم أيضاً وبتيقن أنهن في تدهور مستمر فبدلاً من انشغال تلك المعلمة بكيفية إيصال المعلومة الجيدة وبدقة إلى أذهان الطالبات أصبحت تنشغل بالأناقة وكيفية إبهار كل منسوبات مدرستها بما تحمله من إكسسوارات وماكياج وملابس، هذا فضلاً عن التنافس الذي يكاد يفتك بهؤلاء المعلمات!
وما يُبهرني هو تساهل أغلب مديرات المدارس في هذه الأيام مع المعلمات في مسألة جوال الكاميرا التي وبلا شك بدأنا نلاحظ ازديادها ونلاحظ تهور بعض المعلمات باستخدام جوال الكاميرا بين الفصول وفي ساحات المدرسة بدون أي رادع وبدون أي رقيب مع أنني أتذكر أن قراراً قد أصدر بمنع استخدامها في الدوائر الحكومية، فما بالكم إذا كان الاستخدام داخل أسوار مدرسة للبنات؟
إنني لا أقول ولا أطالب بمساواة الطالبات بالمعلمات، فلكل شخص قدره ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه ولكن أقول لكل شيء حدود وضوابط ومراعاة ولا تنسوا يوماً أن هؤلاء المعلمات وهؤلاء الطالبات داخل ذلك الصرح لأسباب أهمها التربية أولاً، والتعليم بعد ذلك، فكيف تريدون أن نربي أبناءنا على العدل وتطبيق الأحكام الصحيحة ونحن في قمة التناقض في ذلك؟
ولاء محمد الجرعي
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.a...no=2536&id=950