المدرس وأعداده :
يعد الاستثمار في بناء الإنسان من أعظم أنواع الاستثمار وأجداها ، لأن الإنسان هو الركيزة الأساسية للتنمية ، فمهما توفرت الوسائل الحديثة ، والتقنية المتطورة وصيغت النظريات ، يظل الإنسان هو الضمان الأساسي لتسيير التنمية بشكل ناجح 0
فالإنسان هو العنصر المحقق للايجابيات أو المتسبب في السلبيات ( سلطان ، 1977 ، ص61) وإذا نظرنا بعيداً في التاريخ ، نجد أن التربية وجدت منذ أن وجد الإنسان على وجه الأرض حيث كانت التربية تنم عبر الاحتكاك المباشر بالبيئة ، عن طريق إدماج الصغار في أنشطة الكبار ، وعبر مراحل النمو المختلفة ، ولم تكن للمجتمع مؤسسات تتولى عملية التربية (عبد الدايم ، 1981، ص16) ولكن بعد أن تعقدت الحياة وتراكمت المعرفة أحتاج المجتمع إلى مؤسسة تساعده في نقل التراث الثقافي ، وتكييف الطفل للحياة من حوله ، وتعليمه القيم والنظم والمعتقدات والسلوك الإنساني الذي يرضى عنه مجتمعه ومن هنا ظهرت المؤسسات التعليمية وظهر المعلمون (الراوي ، 1987 ، ص106) 0
فالمعلم حجر الزاوية في العملية التربوية ، هو الخبير الذي أقامه المجتمع ليحقق أغراضه التربوية ، فهو القيم الأكبر على تراثه الثقافي ، والعامل الأكبر في تجديد هذا التراث والغريزة ولكي يقوم المعلمون بهذه المسؤوليات الجسام ، لابد أن تتوفر فيهم صفات شخصية مختلفة عقلية وعلمية وأخلاقية (سليمان ، 1987 ، ص53) فالمعلم الجيد قادر في كل العصور المختلفة على أن يسد الثغرات ، ويعوض النقص الذي قد يظهر سواء في فلسفة التعليم وأهدافه ، أو في آلياته 0 فأحسن المناهج وأفضل الإمكانات المتوفرة لأي نظام تعليمي ، قد تموت في يد معلم غير قدير لذلك لم يكن غريباً أن يحتكر مهنة التدريس ، الصفوة المختارة من أبناء الأمة في كل العصور (عبود ، 1984 ، ص242) 0