[align=center]أمى
دوماً أنتِ بقلبى !
شعر /حسن حجازى
مهداة للشاعر المبدع /منير مزيد
فى سفرى وترحالى
أشتاق ُ إليك ِ
فى سمرى وانشغالى
أشتاق ُ إليك ِ
فى خضوعى
فى صلاتى
فى خشوعى
فى عزِ يقظتى
أو منامى
فى فجر أحلامى
أشتاق ُ إليك ِ !
كلما هطلَ المطر
ليروى حقولَ الياسمين
كلما هلَ القمر
وداعب َ ليلَ العاشقين
أشتاقُ إليك ِ
ويعذبنى الحنين
لرشفةِ ماءٍ
تروى جفافَ عمرى
ترد على سؤالٍ حائر ٍ
فى عين ِ أبنى
أقول :
كانً لى وطن !
لا أنسى
أنهم كم حاربونى
وللنخاس ِ كم سلمونى
قالوا أنى بلا ثمن !
فى بلادى
وأشباه ُ بلادى
يبددونَ الأمل
لو استطاعوا
لانتقصوا منى الأجل
لنتفوا منى الزغَب َ
ولغرسوا فى جسدى الوهن
لجردونى من ثيابى
وحَرموا علىَ الصلاة ِ
ومنعوا عنى الكفن
ولأطلقوا عليَّ الكلاب
لأنى ، وأنا الفارس القادم
دوما ً على جناح ِ الريح ,
عندهم , بلا ثمن !
لأنى انا ً
المنتصر دوماً
والخاسر ُ دوما ً
لأنكِ أنتِ ستُ الحسن ِ
وأنا الشاطرُ حسن !
فى بلاد ٍ
تأكل ُ فيها الكلابَُ المواهب
تجيد ُ الرقصَ على الموائد
ومغازلة َ السلطان
فى بلاد ٍ
تجيد ُ نسجَ الأكفان
تجيد ُ تسفيه َ الأحلام
لو بقيت لنا بقية من أحلام !
لا نريد ُ حُكما ً
ولا صولجان
نريد ُ وطنا ً كالأوطان
بلا أسوار
يُظِلُه ُ النهار
تحميهُ أكمام ُ الأزهار
تُظَلِله ُ شقائق َ النعمان !
على عينى
تركتُ الديار
وفى قلبى
وفى بدنى
كم يسكنُ الإعصار
فى وطنى سرقوا منى الغد
أخذونى منى
سجنونى في نفسى
فطمونى قبل الميلاد
منعونى صلاة َ الآحاد
وأغلقوا دونى المسجد
أيام َ الجمع !
فى وطنى
سرقوا الدمعة َ من عينى
حرمونى رؤية َ أمى
أسكنونى فىَ همى
زرعوا الصَبَار فى دمى
امتصوا رحيقَ وجعى
وانا أسقيهم لو شائوا,
من دمى !
وأشوى لهم لو شاءوا ,
فى سبيل وطنى ,
أضلعى !
فى بلاد ٍ
تأكل ُ الكلاب ُ فيها المواهب
فى وطنى
هناك َ طريقان
إما أن تعيشَ فى عباءة ِ السلطان
أو تهوى لأوكار الجرذان
ولأن أمى عربية
شربت نخبَ القومية
ولأن أمى مصرية
بدوية اردنية سعودية خليجية
مغربية
أمى عربية
شربت من دجلة
من عطبرة
ارتوت من ماء النيل
تربت فى الخليل
من صحراء نجد
شبعت من ماء زمزم
من عمان
تفرد ضفائرها
من الرباط ... لعُمان
تروينا ينابيعاً للحنان
تعصرُ لنا فرط َ الرمان
فى أكف ٍ من عبير
ريقها سلسبيل
يروى العطشان !
قالت لا مفر
عليك َ بالسفر
وتحدى القدر
وكان القرار
أن أفكَ الحصار
وأحلقُ فى البعيد
ولان وطنى ضاق بقلبى
فقد حويتُ بقلبى العالم َ أجمع
بعد ان ضاقَ بى وطنى
الذى باعنى كما التراب
غادرت الوطن
وأنا البلبل
وأنا القصيد
وأنا الفارس
وأنا للوطن ِ النشيد
صانع الأحلام
قاهر غيوم َ الظلام
وأنا شهريار الجديد
محرر آلاف العبيد
محرر شهرذاد !
فى ليل ِ الغربة
ما زال قلبى
يرقصُ طرباً
يرقص ُ شوقا ً
هناك............
فى حجر أمى !
تشتاقُ عينى
لحضن ِ أمى
لمنديل ِ أمى
لأمسحَ دمعَ الغربة
بكف ِ أمى ![/align]