قدري وداع الأمل *
قُدّر لي أن أعيش هذه الدنيا ، هو أمر خارج عن إرادتي حتماً ؛
ولو كان لي الخيرة لاخترت العدم على الوجود ...
ولكنه قدري .. والواجب علي الانصياع له رغم كل شيء ...
* * *
قدري أن أحيا في دنيا أشد مرارة من العلقم وأقسى من حجر الصوان ...
أن أحاط بالظلم والقسوة والجبروت من كل مكان ...
أن يغلف عالمي الظلام والبؤس ...
أن أتجرع كؤوس الهوان واليأس ..
* قــــــدري *
أن أُضرب بسوط العذاب والجور ..
أن تكون حياتي أشبه بسرداب مظلم مهجور ..
ضيق مغلق .. يخنق الأنفاس ويحجب النور ..
* قـــــــدري *
أن أفتح عيناي كل صباح فلا أرى للشمس نور ..
فالسواد البهيم غطى أرجاء المكان وخيم عليه كليل مأسور ..
* قـــــــدري *
أن أعاني الصعاب أينما حللت ..
أن لا يبتسم قلبي ما حييت ..
* قـــــــدري *
أن أكون ضعيفة منكسرة ..
والنيران أراها تتقدمني مستعرة ..
والذئاب حولي عن أنيابها مكشرة ..
يتهافتون للنيل مني وأنا لا حول لي ولا مقدرة ...
* ذاك قـــــــدري والكل معذور *
* وأنا وحدي المذنبة *
وذنبي أنني توهمت الراحة والهناء ممكنا المنال ..
ذنبي أنني أرهقت نفسي في البحث عنهما بكل إخلاص ..
ذنبي أنني طالبت بحق ليس من حقوقي ؛ و رغبت في أشياء
ليست من نصيبي ومحـــــالٌ أن تكون ..
نعـم .. أنا المذنبة .. وأنا من يستحق العقاب ..
هيا أيتها الدنيـــــــا ؛ " اقتصي مني "
" عذبيني ولا ترحمي .. اجلديني بسياطك الجائرة ..
واطعني قلبي بسيوفك الباترة "
* حان القصاص وحانت لحظة الندم قبل الألم *
كنت أعلم أن ليس للرخـاء في قلبي مستقر ..
وأني والسعادة ضدان لا يلتقيان و خصمان لا يتفقان ..
وأن نصيبي من هذه الدنيا " دموع وبكاء .. آهـات ونداء .. آلام وجراح .."
كم كنت ساذجة حين اعتقدت أن للسرور مرفء في محيطي المتهالك
وأنى له أن يستدل إليه في وسط الظلام الحالك!!
كيف انتظرت الحبور من دنيا سماتها الظلم والجور ؟؟
ربما كان الأمل دافعي ومحفزي ..
لكن قدري أن أودع ذاك الأمل وإلى الأبــد ..
عــــذرا . . ولكن هذا أرحم لي ..
أمّا أن أمني نفسي بالسعادة فهذا هراء وافتراء ..
وضرب من ضروب الخيال ..
وهيهات هيهات أن يُنال ..
فهذا أمر جدُّ محال ..
إلهي أنت تعلم ما بحالي *** فهل يا سيدي فرج قريب