الصربي نيبوشا أنقذ موهبته من الضياع
مالك معاذ من لاعب منسي في دكة الاحتياط إلى هداف بمواصفات عالمية
الرياض: أ ف ب
قصة مهاجم المنتخب السعودي لكرة القدم مالك معاذ أقرب إلى الخيال مع معشوقته كرة القدم إذ كان منسيا في ناديه الأهلي حتى مطلع عام 2006 حين منح الفرصة فلم يتأخر كثيرا في فرض موهبته.
وكان الأهلي "ركن" معاذ على دكة البدلاء إلى أن جاء المدرب الصربي نيبوشا وأنقذ هذه الموهبة من الضياع فاعتمد عليه كمهاجم أول في الفريق بعد أن كان اللاعب قاب قوسين أو أدنى من العودة إلى ناديه السابق الأنصار (أحد أندية الدرجة الأولى)، حيث ترعرع قبل أن ينتقل إلى الأهلي قبل 3 مواسم.
وأفطر معاذ أول من أمس في شباك اليابان بعد أن صام عن التسجيل لمدة 390 دقيقة في المباريات الـ4 الأولى للأخضر في بطولة كأس آسيا الحالية، فسجل هدفين رائعين قاد بهما منتخب بلاده إلى الفوز على حامل اللقب اليابان 3/2 والتأهل إلى النهائي.
وحصل معاذ على جائزة أفضل لاعب في المباراة بعد أن قدم فيها نفسه كأبرز نجومها و نجح فيها في إنهاء الأفضلية اليابانية على المنتخب السعودي في النهائيات الآسيوية.
وكانت اليابان فازت على السعودية مرتين في نهائي الدورة بنتيجة واحدة 1/صفر، في هيروشيما عام 1992 وفي لبنان عام 2000، فضلا عن فوز كبير في الدور الأول من نهائيات لبنان 4/1.
يتميز مالك معاذ بسرعة كبيرة في الانطلاق بالكرة ويجيد اختراق دفاعات الخصم والتمرير إلى زملائه كرات خالصة للتسجيل، وقد صنع أكثر من هدف في البطولة الحالية حتى الآن.
والعناصر التي يتميز بها مالك معاذ جعلت المحللين يعتبرونه "حالة فريدة" في تاريخ المهاجمين السعوديين.
ويعتبر معاذ أن "الهدفين اللذين سجلهما في اليابان تحققا بتعاون زملائه الذين كانوا يتلهفون لهدف منه في البطولة".
وشارك معاذ أساسيا في جميع المباريات حتى الآن، وأبقى المدرب البرازيلي هيليو سيزار دوس أنجوس على ثقته به رغم عدم تسجيله أي هدف قبل مباراة اليابان.
وعزا معاذ الفوز والتأهل إلى المباراة النهائية رغم أن الترشيحات كانت تصب في مصلحة اليابان ، إلى المنظومة المتكاملة للمنتخب السعودي في البطولة من دعم إداري كبير من قبل نائب الرئيس العام لرعاية الشباب رئيس البعثة إلى البطولة الآسيوية، الأمير نواف بن فيصل وطموحات كبيرة للمدرب البرازيلي أنجوس وإصرار كبير للاعبين لإعادة هيبة الكرة السعودية في نهائيات كأس آسيا بعد الحالة الاستثنائية لها عام 2004.
وخرج المنتخب السعودي من الدورة الماضية في الصين قبل 3 أعوام من الدور الأول في أسوأ مشاركة له في النهائيات الآسيوية.
وألمح مالك معاذ إلى أن الجيل الحالي للكرة السعودية لا يقل شأنا عن الأجيال السابقة في الطموحات بدليل الوصول للمباراة الختامية عبر بوابة اليابان التي كان الجميع يرشحها للقب.
واعتبر أيضا أن لاعبي المنتخب الحالي موهوبون وأن اللاعب الاحتياطي بمستوى الأساسي.
بداية الظهور
مالك معاذ (من مواليد 1982، طوله 164 سم ووزنه 64 كلج، خاض نحو 14 مباراة دولية حتى الآن)، حصل هذا الموسم على لقب أفضل لاعب سعودي، اشتهر بسرعته وبراعته منذ صغره، وذاع صيته مع شقيقيه عبد الرؤوف وعلي معاذ، قائدي فريقي الأنصار وأحد على التوالي حاليا.
ويؤكد المقربون من المهاجم السعودي أن المدربين المحليين محمد أبو سكيت وعبد الحميد السيكة وأحمد الحاج مساعد مدرب منتخب السعودية للناشئين حاليا تناوبوا على تدريبه في مراحله الأولى بناديه السابق الأنصار وتوقعوا له مستقبلا كبيرا.
وساهم معاذ هذا الموسم في فوز فريقه الأهلي ببطولتي كأس الأمير فيصل وكأس ولي العهد، ولعبت أهدافه الحاسمة دورا كبيرا في عودة الأهلي إلى الألقاب بعد سنوات عجاف.
ويسجل للمدرب الصربي نيبوشا الذي قاد الأهلي في الموسم الماضي، إعادة الحياة الكروية من جديد لمالك بعد أن دمره أكثر من مدرب مر على الفريق وجعله حبيس دكة الاحتياط مما أدى إلى عدم مشاركته في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم الماضية لأنه لم يبرز مع ناديه، لكنه وخلال فترة وجيزة جدا مع الأهلي، تألق في صفوفه فاختاره مدرب المنتخب السابق البرازيلي ماركوس باكيتا في تشكيلة "الأخضر" في نهائيات المونديال وشارك في المباريات الثلاث في الدور الأول أمام تونس وإسبانيا وأوكرانيا.
وتعد دورة "خليجي 18" في الإمارات، البداية الحقيقية لنجومية مالك معاذ مع المنتخب، حيث كان رقما صعبا في الدورة وسجل هدفا جميلا في مرمى قطر، فثبت قدميه في التشكيلة في البطولات التالية ومنها كأس آسيا الحالية.
ويقول المدرب أنجوس عن معاذ "إنه مهاجم سريع يربك دفاعات الخصوم ويمتاز باللعب بالقدمين كما يجيد الضربات القوية بالرأس والتسديد".
ويضيف "إذا لم يسجل فإنه يصنع الأهداف وهذه ميزة عظيمة للاعب كرة القدم".
وكان باكيتا قال عن معاذ في دورة الخليج "إنه من المهاجمين الذين يفاجئونك في كل مباراة بميزة خاصة، فهو من اللاعبين الذين يجعلون الدفاع دائما في قلق كبير لسرعته وبراعته وإجادته التسديد بكلتا القدمين".