أمنية المحب ان يجد في حبيبته كل ما يتمناه 00وهي أمنية تسبح في سويداء القلب فتمنحها جناحاً فوق جناح وتدفعها دفعاً قوياً اتجاه قهر المستحيل وتبدد غبش الواقع فيخيل المحب انه ظفر بمحبوبة لا يضاهيها من هن على الأرض جميعاً ولو اجتمعن 00من حق أي قلب أن يتمنى ذلك , وفي نفس المقام من حق المحبوبة ان تتخيل في حبيبها جميع الصفات التى تجعلها تقتحم حيائها لتجاهر بذلك المكنون ولكن هل جربت أن تتمنى في كل ليلة بحبيبة أخرى وعلى حسب ما تراه أو تقرأه من قصص تتكون تلك الحبيبة أو الحبيب ؟؟ اعتقد إذا كنت من أولئك الخيالين فأنت رهن معتقل أسمه ( التذبذب) في الرؤية والشخصية على حد سواء لأنك سمحت للحالمين والممثلين والعابثين أن يلوثوا طريقة تفكيرك في أجمل شيء تتمناه لنفسك وهو شريك العمر الذي يجب ان يكون تفكيرك به ينبع من اعتقاد راسخ وخيار من صنع القلب والعقل معاً 00معظم مشاكلنا أننا نظل مراهقين الا ما بعد سن المراهقة وتظل تلك الصورة المتلونة بألوان الجنون لصيقة بنا من المهد الى اللحد إذا صح التعبير الفتاة الصالحة هي من تشفي حبيبها من ( فترة المراهقة ) وذلك بأن تجعله واقعياً مع نفسه فلا تعشمه بجمالها الأخاذ ولا بمركزها أو حسبها بل تقذفه بواقعها فأن استيقظ فعليه أن يلج من الباب طالباً يدها 00وكذلك الرجل الصالح عليه أن لا ينفخ في قلب من أحب لتشتعل أوار نارها وتلتهب فتعتقد المسكينة ان كلام حبيبها حقاً والنساء يعجبهن الثناء لذا فعليه أن يمنحها الآمن قبل السلام والكلام 00وأنا أتجاوز كثيراً في كلامي لأن واقعنا يفرض علينا بعض من التحرر في منهج الحب والمحبين فلم يعد أحداً سجيناً في بيئته أو منزله وواقعنا يندى له الجبين ولكن مالا يدرك كله لا يترك جله من هذه القاعدة أتوسع في بعض القواعد وأعلم انها ليست قاعدة سليمة مائة في المائة ولكن يجب أن نعمل على تهذيب بعض من سلبياتنا ببعض من آداب الدين الإسلامي فليس كل من أحب نقذفه بما لم يعمل به من حرام فالحلال بين والحرام بين وبينهم أمور00 ونحن نلج بين تلك الأمور الذي من الأفضل لو تركها المؤمن 00ولكن كما قلنا لابد من أن نخاطب واقعنا بلغة العصر الذي ينموا بالمفاهيم فيعتقد الجاهلون أن الأسلام لم يضع لكل معضلة حل 00ولكن مصيبة البعض أنه يسعى الى الكمال اللفظي بينما هو يهمل الكمال المعنوي والعملي في آن واحد 00سهل ان نتكلم لمجرد الكلام ولكن الصعب أن تنفذ ما تقوله وتعتقده لذا فأن مبدأ اليسر والسهولة من المبادئ الكبرى التى قام عليها الأسلام لأنه يلامس الفطرة السوية ويمنحها حق الإنابة فيما نقترفه من ذنوب وخطايا 00بذلك المبدأ الرحيـــــــــــــــــــم يجب أن نقتحم طوارئ هذه الحياة فهل وصلت الفكرة ؟؟؟