[align=center]
ظن مشاري أن استشارة فهد ستحل لها شيئا من أزمته وتنتشله من موج الهمّ الذي طفا على فكره وأغرق قلبه غير أنه لم يجد سوى مزيد من الموج مزيدا الحيرة مزيدا من التعب والإعياء انطفأ جمال وجهه من سـُهاد التفكير وشحبت وجنتاه الناضرتان وغدا كثير السهو في أشياء حياته ينسى حتى أبسط الأشياء وأجلّها وضوحا.......
وذات مساء احتشدت مشاعر الحب في صدر صاحبنا وتراكمت على صدره جبال الهموم عنّ في رأسه أن يحادث بدور يصب لها كل ما في جوفه
أن يبوح لها عن آماله وآلامه عن تطلعاتهِ وخوفه أن يكاشفها بكل شيء دار في خلده عنها
رفع سماعة الهاتف ودق على جوالها:
ردت بدور بصوتها الذائب همسا وأنوثة:
ألو
هلا بدور شخبارك؟ قالها بنبرة متموجة يبدو عليها مسحةٌ من هموم
هلا عمري.. أنتْ كيفك؟
بخير الله يسلمك...بس...آااا....
شفيك يا قلبي....صوتك ما يطمّن؟..فيه حاجة؟
أبد والله...بس يا بدور....تعباااان أنا والله....قالها والدموع قد اكتنزت بعينيه...تتدافع نحو أحداقه....
تعبان من إيش ياروحي...مشاري شفيك؟
يابدور ...مدري والله...أحس أني مرة منهك...مش قادر أفكر... مش قادر أدرس...مش قادر آكل...ولا اشرب...مش قادر أسوي أي حاجة...ما أدري أحس أني خلاااص.... قالها والدموع تتصبب من عينيه وهو يكتم صوته حتى لا يجرح كبرياء رجولته....
بشهقة إشفاق ولهفة حزن ردت بدور ....سلامة قلبك وروحك يا بعد عمري......ثم سرعان ما اختلطت نبراتها ببدايات الدموع ...مشاري لا تخبي علي حاجة يا عمري...أروجوك
إذا بتتركني قل لي...أنا كنت حاسة أنو بيجي يوم تتركني...ترميني ..تتخلص مني...
خلاص عشان شفتني ...و ذقتني...تبي تجرب غيري..
بس عشان إيش يا مشاري؟
عشاني اتصلت فيك بعد سنيتين؟
ولا عشاني خاطرت بعمري لعيونك
عشان أشوفك واجلس معك؟
ولا عشاني حبيتك يا مشاري؟
من قلبي حبيتك..يا مشاري...قالتها بغصة ألم مزّق صوتها الناعم وحشرجة دموع شوهت صفاء عينيها...
لا لا لا..يا بدور...لا تروحين كذا....ما كلّمتك عشان كذا والله؟
أجل عشان إيش يا مشاري (قالتها بشهقة حزن من أنفها)...أعرفكم يا الشباب...هذا أنتوا....ما عمركم وثقتوا في بنت...ولا عمركم حبيتوا..ولا تعرفون وش معنى الحب...آاااه يا مشاري ....
قالتها ثم انهمكت في موجات عارمة من النشيج ..أعقبها انقطاع الاتصال....والذي لم يدر مشاري أكان عمدا أو كان غير مقصود.
مباشرة بعدها، ضغط مشاري على زر redial ....
(يتبع)
[/align]