[align=center]
أعضاء منتديات غرابيل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة .
أعتذر أولاً على تأخري بطرح هذا الموضوع وإنشغالي عن التواجد
بينكم وأتمنى منكم مناقشة هذا الموضوع وطرح أرائكم ..
نعلم بأن وزارة التربية والتعليم لها أيادي بيضاء على كافة
مجتمعنا ولها علينا فضلاً كبير فهي من حملت على إعتاقها
منذ القدم أمر في غاية الأهمية من أجل ما فيه الخير والمنفعة
لكافة شرائح مجتمعها إيماناً أولاً من حكومتنا الرشيدة بأهمية
التربية والتعليم وإسناد هذا الأمر إليها وإيماناً منها
هي بالأمر ذاته .
فالتربية والتعليم هي سلاح مجتمعنا لكل غزو قادم فبغير
هذا السلاح ربما لا نستطيع المقاومة ضد مخلفات العالم
التي أصبحت تأتي إلينا من كل صوب دون هوادة .
ولم تقصر وزارة التربية والتعليم حيث كانت تعتقد بأن
وجود المدارس الأهلية وانتشارها سيكون مؤدياً للغرض
ذاته فمنحت ألاف التراخيص على أن يبقى المجتمع وأبنائه
هم محور الاهتمام وهي من تسعى أولاً من أجل خدمتهم
وتهيئة كافة متطلبات المجتمع الواعي لهم .
ولكن بعد مرور سنوات عدة من بعد السماح للمدارس الأهلية
بمزاولة هذا النشاط وهذا الحملُ الكبير أصبحت وزارة التربية
والتعليم تفقد السيطرة عليها وخير مثال مايدور في بعض هذه
المدارس الأهلية من خروج غير مسبوق من إدارتها ونسف
بعض القيم التي لابد وان يتحلى بها طالب المعرفة , وحيث
أصبحت بعض المدارس الأهلية الغرض من إنشائها الربح
المادي (الاستثماري) وهذا هو ماسيدفع المجتمع قيمته في
السنوات القادمة لأن هناك البعض أصبح مستثمر وربما
لايفقه شيئاً عن التربية والتعليم بقدر مايفقه في جمع المال
والسعي خلفه .
فالتربية والتعليم لابد وأن تعيش في معزل عن بيئة استثمارية
ولابد أن تكون قوية في اتخاذ قراراتها كي لا تسمح لمثل هؤلاء
العابثين بأن يعبثوا بقيم المجتمع وعاداته وسلوكه ويحوروه
الى مجتمع مستهلك بأفكار دخيلة عليه .
قبل أيام ليست بقليلة خرجت جريدة شمس بتحقيق صحفي
وصدمت كل من ينتمي إلى هذه المجال كيف يحدث هذا ؟
ومن المسؤول ؟ وهل من المعقول أن توصل بعض المدارس
إلى هذه الدرجة ؟
وقد ذكر في هذا التحقيق الذي ورد في العدد 484 في يوم
الخميس الموافق 23 ربيع الآخر 1428هـ . المعنون
بـ ( سواليف التخرج ) بعض ماقد كان خافياً وربما قد يكون
خافياً عن عين الوزارة .
فنان العرب يغني لبنات المدارس الأهلية .
إحدى المدارس الأهلية بالرياض تستعد حالياً لتنظيم حفل تخرج
لطالبات الثانوية العامة . وأكدت مديرة المدرسة ( ن م ) أن
مدرستها وقعت عقداً مع فنان العرب محمد عبده بـ 180 ألف
ريال !! لتسجيل أغنية التخرج الخاصة بالطالبات وذلك لمدة نصف
ساعة . بعد ماجرى التعاقد مع أحد الشعراء لكتابة قصيدة خاصة
بالمناسبة . وأشارت ( ن م ) إلى أن الوزارة لاتتدخل في
حفلات التخرج الخاصة بطالبات الثانوية العامة في المدارس
الخاصة فكل مدرسة تنظم حفل تخرج مناسباً لطالباتها
بالشكل والمستوى اللذين تراهما . انتهى الخبر ..
وذكرت إحدى الطالبات في نفس العدد من مدرسة أهلية
بأنها دفعت هي وزميلاتها خمسة آلاف قيمة اشتراك لحفل
التخرج الذي أحياه رابح صقر وكذلك الفنانة نوال الزغبي
التي كانت موجودة على مسرح المدرسة بحضور عدد كبير
من الضيفات وأمهات الطالبات ! .
هذا بعض ماقد ورد في تحقيق الصدمة !!
إذن المدارس الأهلية لم تسمح بدخول هؤلاء إلا لأنها تملك
القوة في اتخاذ قراراتها حيث اتضح بأنها تعمل ماتشاء دون
تدخل وأنا بدوري هنا أود أن أسأل هل التربية لأبنائنا تكون
بهذا الشكل ؟ وهل أبنائنا يحتاجون إلى هذه النوع الهزيل من
التربية ؟ وهل في السنوات القادمة ستصبح لدينا مناهج
للموسيقا والغناء والرقص . لا أعلم ربما سيحدث هذا بكل
بساطة .
وهل هذا ما يريده الآباء عندما يضعوا فلذات أكبادهم في مثل
هذه المدارس؟؟ لاليس هذا فأي أب دوماً طموح أن يعلم ابنه في
أرقى المدارس ولكن ليس على حساب قيمة وعاداته وثقافته
الاجتماعية هو يطمح أن تكون لدى ابنه حصيلة من المعرفة
وحصيلة من التربية لأن للمدارس دور في مواجهة مخلفات
العالم فالأسرة لايمكن أن تستغني عن المدرسة
والمدرسة لايمكن أن تستغني عن الأسرة, فكلاهما مكملة
للأخرى .
المدارس الأهلية هي من سمحت لهؤلاء بالدخول وهي من تحاول
بتغيير كل المفاهيم وكيف لا وهي من تُدعي بالتجديد وفق
خصوصيتها , وليس هنا الحديث عن عموم المدارس الأهلية
حيث إن هناك بعض من المدارس الأهلية حتى ولو جددت وغيرت
في أعمالها وسياستها ستبقى سياستها متوافقة مع المجتمع
وهذه المدارس نادرة ولعل هناك سبب تعرفت عليه من خلال
احتكاكي القليل بها ومن خلال تبادل بعض الأراء مع بعض
العاملين بها والنقاش فيما يدور بداخلها حيث إنها تبحث
عما يريح الطالب وعما يطلبه مهماً كان بغض النظر إن كان
الأمر محمود أو مذموم وخير مثال هو ماقد كتب في التقرير
السابق الذي أرفقت بعضاً منه .
فالشيء الذي ولابد وأن يؤخذ بجدية وأكثر من ذلك هو مستقبل
أبنائنا الطلاب مستقبلهم من الناحية التعليمية ومن الناحية
الأخلاقية لأن الكل يسعى للمحافظة على تقاليد المجتمع وثقافته
التي تثبت مكانته بين المجتمعات الأخرى ووضع هذه المدارس
تحت الملاحظة وعدم السماح لها بأن تعمل في معزل عن الوزارة
الأم لأن المجتمع ينظر إلى هذه المدارس بنظرة قد يكون مغشوش
فيها في حين إنه يتطلع منها أن تكون مساعدة لبناء المجتمع على الأخلاقيات
لا لهدمها وتبديلها لما ليس هو ذات فائدة ومنفعة .
وهناك نقطة يجب أن يعاد النظر إليها من قبل الأسرة حيث إن
الكثير من الأسر عندما تسجل ابنها في مثل هذه المدارس لم تعد
تسأل عنه ولم تعد تهتم به فربما يكون في أوقات لإنشغالها بظروفها
أو لتوقعها بأن دورها انتهى أو لثقتها العمياء وأنا استغرب مثل هذه الأمور
فمن المفترض ومن الواجب أن تكون الأسرة أكثر قرباً من المدرسة لمعرفة
مايدور وما الذي يتلقاه إبنها داخلها . فالكثير من الأباء منشغلين عن أبنائهم
ولايعلمون ماذا يحدث وقليل من الأمهات يكررن اتصالاتهن مع إن هناك كثير
من الأمور تحدث ولكن لا احد يتعرف عليها سواء إدارة المدرسة التي تحاول
التستر عليها كي لاتفقد حفنة من الريالات كل عام .
ولأن الشيء مع الشيء يذكر هذه بعض النقاط التي أتمنى أن
يعي لها كل أب وكل أم لها ابن في مدرسة أهلية .
هل تعرفت على المُدرس الخاص الذي يأتي في المساء ليعطي
ابنك دروساً خصوصية , ربما يكون هو مدرسهُ في نفس المدرسة
التي دفعت لها ألاف الريالات ؟
هل تعاني من عدم استيعاب ابنك لمقرارته الدراسية مما يحز في
خاطرك وتأتي له بمدرس خاص ؟
في بعض المدارس يستغل بعض المدرسين الأجانب تواجدهم
فيها للبحث عن دروس خصوصية حيث يلاحظ عليه في الحصة
المقررة الأصلية عدم وجود أي جهد منه وتكاسل أثناء الشرح
فكن قريباً من المدرسة وتعرف أنت على أسباب إلحاح
ابنك لتوفير مدرس خاص به .
هل تعاني من زيادة مصروف ابنك أثناء ذهابه إلى المدرسة ؟
المدرسة الخاصة ( الأهلية ) استثمارية بحته حتى أن مقاصفها
ترفع الأسعار وتخالف كل الأنظمة فقيمة البسكويت أو الشوكولاته
أو العصير تتدبل من غير رقيب عليها فلا تقلق ابنك يأكل ويشرب
ويتعلم في بيئة استثمارية ولكن عليك أن تعي كل مايدور فيها .
إلى كل إذن مازالت تسمع !
التعليم الأهلي بصورته الحالية لا وزارة تروضه ولا أحد يعمل بجد كي ينقذه .
قلة هي المدارس الأهلية التي تعمل بكل إخلاص وربما لاتتجاوز أصابع اليد
الواحدة .
أبنائكم هم المستقبل لكم فأنقذوهم !
ودمتم بكل الخيرات
اخوكم السُّلمي .[/align]