اختفى النبض .. واكتفى القلب ..
كم كانت جميلة ضحكاتهم ، عذبة ابتساماتهم , ساحرة نظراتهم , رقيقة همساتهم ، لطيفة
كلماتهم , بريئة وجوههم , طاهرة أرواحهم ...
قربهم مني يبهج قلبي .. يثلج صدري .. يغمر فؤادي بسعادة لا توصف أبداً ..
كم تسامرنا معاً تحت قبة السماء الصافية ، وشدونا أجمل الألحان ,
لعبنا ولهونا .. ضحكنا وبكينا .. حزنا وفرحنا ..
سعادتنا كانت في اجتماعنا .. وألم أحدنا كان يوجعنا ويبكينا ..
كنا كشخص واحد .. لا.. بل كروح واحدة ..
معاً تقاسمنا همومنا وأحزاننا .. و معاً عشنا أحلى سويعات الود والفرح والوئام .. وملأنا
أجواءنا سعادة وجمالاً وهناء..
نقشنا في ذاكرة الدهر أروع اللحظات .. وخلدنا أعذب الذكريات .. وسجلنا أصدق
الدعوات وأطيب الأمنيات ..
لم نشأ الفراق يوماً .. وما كنا نتوقع البعاد لحظة ..
ولكن...
هاك القدر ... أبى إلا وأن يسطر حروف الوداع ..
فبعثر أوراقنا .. وأضاع بقايا من عمرنا ..
بدل مخططاتنا .. محا وطمس معالم قربنا وأيام اجتماعنا..
شتت شملنا .. فرقنا .. أبعدنا أيما إبعاد ..
ومن هنــــــــا .. كانت نهايتي أنــــــــا....
أما أنتم يا أحباب قلبي .. اعتدتم حياتكم الجديدة بل وأحببتموها...
تأقلمتم على البعد سريعاً .. وأعدتم بناء عالم جديد لكم .. غمرتموه بما تحبون .. وليس بمن
تحبون.. وانخرطتم في دنياكم المبهرة ...
ونسيتم...
نسيتم قلباً تعلق بكم .. وملئ حبا لكم .. وفاض شغفا بكم..
قلباً .. تعود قربكم .. وسماع جميل أصواتكم ..
ثم رحلتم عنه ..
فأفناه الشوق لكم .. و أذابه الحنين إليكم ..
قلباً .. بات ينزف دما على فراقكم .. ويبكي ألما وحرقة على وداعكم ..
قلباً .. أصبح لا يفتأ عن ذكركم .. ولا يمل استرجاع أيامكم ..
قلباً.. كان نبضه أنتم .. وبرحيلكم واختفائكم .. اختفى واكتفى...
عاشقة الفردوس الأعلى
[align=center][/align]