مهارة تحرير رسالة التعزية والمواساة
تعريف التعزية :
هي قولك عند وفاة أخ لقريب من الناس في الوقت والمكان المناسب :
عظم الله أجرك وأحسن عزاءك .
والمقصود بها تقوية قلب المصاب حتى يصبر على مصيبة الموت التي حلت بساحته وليس لها لفظ معين ولكن الناس تعارفوا على اللفظ السابق في التعريف وأحسن ما يعزى به ما جاء في صحيح البخاري ومسلم عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال : أرسلت إحدى بنات النبيّ صلى الله عليه وسلم إليه تدعوه أنّ صبياً لها في الموت . فقال لمن أرسلته: ارجع إليها فأخبرها أنَّ لله ما أخذ ولهِ ما أعطى ، وكلُّ شيءٍ عنده بأجلٍ مُسمّى ، مُرها فلتصبر ولتحتسب)
ومنه ما دعا به صلى الله عليه وسلم لأبي سلمة رضي الله عنه حين توفي وعزى به أهله : ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين -أي كن له خليفة في ذريته الباقين من أسرته - واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وأفسح له في قبره ، ونور له فيه ) رواه مسلم .
وهي من آدب الإسلام التي حض عليها لتكميل الشخصية المسلمة وتحقيق الانسجام بين الناس وشد أواصر المودة بينهم وهي من الفضائل التي تزيد في جمال سلوك المسلم وتدنيه من القلوب والنفوس ومن باب التواصي بالحق وبالصبر ، وإذا كنت ممن لا يرى الاجتماع للتعزية في البيت وهو الأفضل وتحب أن تؤدي واجب التعزية بأسلوب الرسالة وهو موضوع درسنا فإليك بعض أدبيات كتابة رسالة التعزية والمواساة :
تعريف رسالة التعزية :
هي رسالة مواساة لشخص ما لإظهار مشاعر الحزن والألم بوفاة عزيز أو قريب وتتضمن شيئاً من الوعظ .
وتصنف من أنواع الرسائل الخاصة أو الشخصية المتبادلة بين الأقارب والأصدقاء والإخوان وفيها يعبر الكاتب عن نفسه ببسط مشاعره وعواطفه دون قيود أو تكلف ومنها رسائل النصح والشوق والشكر والتهنئة وغيرها
وغالبا ما تجد المقالات الشخصية طريقها بعد وفاة الأعلام والعلماء والفضلاء فهذا هو ظرفها ووقتها المناسب ، فينتقل الكاتب من أداء واجب التعزية إلى ذكر محاسن الفقيد ومآثره وآثاره الفاضلة وأعماله الجليلة
والرسالة كنص مكتوب ينقل من مُرْسِلٍ إلى مُرْسَلٍ إليه يتضمن عادة كلاماً يخصهما لها ديباجه ( مظهر ) وأصول معروفة يجب أن تراعى عند كتابتها تستطيع استنتاجها من الرسالة التالية :
بسم الله الرحمن الرحيم
المكرم الأستاذ .... وفقه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره وببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة ...... ( وإذا كان له منصب أو مكانة تذكرها ) أو تقول : بمزيد من الأسى والألم تلقينا نبأ أو تقول : تتقدم أسرة فلان أو أتقدم بأصدق مشاعر التعازي والمواساة ، أو يتقدمون بأحر التعازي ، وقد تقول : القلبية وأخلص مشاعر المواساة إلى الإخوة بوفاة ، أو تختصر وتقول : تلقينا ببالغ الأسى رحيل ، داعين الله سبحانه أن يسكن الفقيد فسيح جناته وأن ينزل عليه شآبيب رحمته وأن يلهم أهله و ذويه جميل الصبر والسلوان ، أو تقول : تغمده الله تعالى برحمته وأسكنه فسيح جنانه وألهمكم الصبر والسلوان ، أو تبسط القول فتذكر : سائلين العلي القدير أن يتغمد الفقيد ( الشهيد ) بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً، وأن يلهم آله وذويه الصبر والسلوان وحسن العزاء
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ... وإنا لله وإنا إليه راجعون
وصلى اللهم و بارك على خير الخلق والمرسلين نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وعبارات الناس تختلف ولكن غالبا ما تتضمن إظهار التوجع ومشاطرة مشاعر الحزن والأسى والدعاء والحث على الصبر واغتنام الجر في المصاب إذ لا راد لقضاء الله وقدره وقد يتخللها بعض الثناء أو الوعظ وليس هذا موضع استقصاء جملة منه ولكن ينبغي مراعاة الشروط والضوابط التالية :
1- البعد عن التكلف في العبارة والثناء والإطراء
2- الوضوح والإيجاز ومراعاة الظرف والمقام
3- أن تكون على سنن كتابة الرسائل المتفق عليه وهو :
أ ـ تبدأ الرسالة بكتابة البسملة في وسط الصفحة .
ب ـ يكتب اسم المرسل و المرسل إليه في يمين الصفحة .
ج ـ المقدمة ، وتشمل : تحية المرسل إليه , و السؤال عن أحواله .
د ـ الغرض الأساسي من الرسالة سواء كان التعزية أو االشكر أو النصح أو غيرها
هـ ـ الخاتمة ، حيث تختم الرسالة بفيض من مشاعر الود و الإخاء, ثم السلام .
و ـ كتابة الاسم و العنوان ( المرسل ) و تاريخ الرسالة .
ويستحسن بل ومن المتعارف عليه أن ترد على رسالة التعزية برسالة شكر