[align=center][align=center]على مر القرون التي مضت كان الرجل عندما يبحث عن شريكة العمر يبحث عنها مع الأبواب
التي تتعارف عليها كافة القبائل فالرجل كان يبحث عنها عند أبيها أو من له ولاية عليها
ونادراً مايعرف الرجل عن شريكة العمر بعض المعلومات البسيطة فهو قد كان يسمع عنها
أو يسمع عن أسرتها فيعجب فيذهب كي يطلبها كما هو متعارف عليه ويطلبها
على سنة الله ورسوله , وهذا لايعني عدم وجود علاقات ماقبل الزواج , سمعنا عن هذه
العلاقات ولكن على ندرتها نادراً من يثبتها وكانت القبائل أكثر حرصاً
على الإهتمام والحرص بأبنائها وبناتها لأن شرفها وعارها سيكون ذائعاً
عندما يهتك أحد أبنائها أو بناتها مابنته هذه القبيلة أو الأسرة الصغيرة .
هذا كل ماكان يحدث عند البحث عن شريكة العمر ولكن في هذا الزمن
الأمر لم يعد كذلك فالبحث عن شريكة العمر قد يكون أيسر لهذا الجيل
عن الجيل الذي سبقه حيث الرجل أصبح يعرف مدى رغبة الفتاة من عدمها
في الإقتران به وقد يتفاجىء بعض الرجال القدامى لو سمع بأن أحد الفتايات
قد عرضت على رجل ما الزواج منه مع توفير كل مايحتاجه وتلبية
كل ماسيطلبه منها ليس عن معرفتها المعرفة التامة به بل لمعرفتها به
عن طريق الإنترنت أو ماشابه هذه الوسائل !!
بين جيل الأمس ( القدامى ) وجيل اليوم الشباب فروق شاسعة وقد تكون مخيفة
لمستقبل الشباب خاصة لو عرف أبنائهم في المستقبل بأن أباه وأمه قد ارتبطا
عن طريق تعارفهم ببعضهم البعض عن طريق الإنترنت مما قد يجعلهم يحذون حذوهم
ويسيرون بتخبط في مشاعرهم وأحاسيسهم .
ولايخفى على أحد جمال جيل الأمس في تمسكه وقوته وفي جيل اليوم بمشاعره
وأحاسيسه حيث قد يكون جيل الأمس حتى ولو امتلك مشاعراً وأحاسيس صادقة قد
لايبوح بها لشيء في نفسه أو لأن المرأة قد كانت لديه لاتمثل ماتمثله اليوم لجيل
الشباب الذي تخبط مع إرتجاج العالم الفضائي له والغزو الذي يلاحقه في كل مكان .
اليوم وعندما كنت أقرأ بأحد المطبوعات العربية وللآسف لفت إنتباهي إعلان قد حاز
على معظم الصفحة , إعلان عن شريك العمر لكافة الجنسين
من رجال وإناث والذي حسب ماورد في الإعلان إنه سيعرض على قناة ما
أي بمعنى أن كل ماسيدور بين هذين الشريكين سيكون على الفضاء حتى المشاعر
والأحاسيس وهم ليس بشريكين فقط بل هم جموع من الإناث والذكور يتواجدوا من أجل
البحث عن شريك العمر .
لذا أن أقول رحم الله جيل الأمس المتماسك القوي في كل مايمثله حتى ولو أخفى
مشاعره فهو قد كان يخفيها من أجل المستقبل من أجل أبنائه الذين سيتربون تحت يده .
بأمانة أليست هذه التصرفات قمة الغباء وقمة الإنحلال الخُلقي .
بأمانة أليس الخروج بمثل هذه البرامج مايدعو إلى الشك
والريبة في الحاضر وفي المستقبل ؟
في هذا الزمن المحظوظ من يجد فتاة متمسكة بدينها وبخلقها
فأحواض المياة أصبحت اكثر ظهوراً وإنتشاراً وأصبح الغارقين
فيها والمكشوفين إلى العالم الذي يحيط بهم في تعداد مخيف !!!
اخوكم السُّلمي ( عناد الجرح )[/align][/align]