مفهوم التهديف بالرأس في كرة القدم .
أن ضرب الكرة بالرأس هي مهارة خاصة بلعبة كرة القدم إذ أن هناك العاب كرة أخرى قليلة يمكن أن تلعب الكرة فيها بالرأس ، لذا فأن مهارة ضرب الكرة بالرأس من المهارات الأساسية الهامة جداً في كرة القدم . وبما أن الكرة في مباراة كرة القدم تكون طائرة لفترة ليست بالقليلة من وقت المباراة فأن الضرب بالرأس هو واحد من الطرائق الرئيسية للعب الكرة الطائرة ، لذلك نشاهد في منافسات وبطولات كرة القدم أن نسبة كبيرة من الأهداف يتم تسجيلها بالرأس ، الأمر الذي جعل المدربون يعطونها الأهمية الكبيرة في الوحدات التدريبية وكم من لاعب تميز بضربات الرأس وله القدرة على حسم نتيجة المباراة لصالح فريقه بتسجيله هدف من ضربة رأس لذا فأن وجود لاعبين يجيدون اللعب بالرأس ميزة مهمة وفعالة في كسب الكثير من حالات الصراع على الكرة.
فلو أجاد اللاعب استخدام رأسه لأمكنه استثمار هذه المهارة في التهديف حيث تأتي قوة ضربة الرأس بقوة ضربة القدم أحياناً ، لذلك فاللاعب الذي يجيد استخدام رأسه أمام المرمى يشكل خطورة واضحة وينجح في كثير من الأحيان في تسجيل الأهداف برأسه.
لذا فأن عملية ضرب الكرة بالرأس هي عملية مهمة وتلعب دوراً مهماً في كرة القدم الحديثة وذلك في التأثير على نتائج المباراة كما تكمن أهميتها في التنافس الثنائي على الكرة إضافة إلى استخدامها عند أداء الحركات التكتيكية أيضاً .
ويعد ضرب الكرة بالرأس من المستلزمات الأساسية للاعب سواء كان مدافعاً أو مهاجماً ولا بد للاعب أن يجيدها ويتقنها بصورة كبيرة وهذا لا يكون ألا من خلال تطبيق الأسس الميكانيكية الصحيحة والتدريب المتواصل عليها في مختلف الظروف والمواقف خاصة وأن اللعب بالرأس يحتاج إلى إمكانية عالية وتوقيت جيد فضلاً عن تمتع اللاعب بثقة كبيرة بالنفس في لعب الكرة بالشكل السليم. وتبرز أهمية ضرب الكرة بالرأس للاعبين المهاجمين في تسجيل الأهداف حيث أعطت التطورات الخططية الحديثة بكرة القدم الدور الكبير والفعال للعب الكرة بالرأس ومنها لعب الكرات العالية (العرضية أو الجانبية) عن طريق الجناحان نحو منطقة المرمى لغرض استثمارها في تسجيل الأهداف بالرأس.
وكما هو ملاحظ أن الهجوم على دفاع الخصم يتم غالباً من منطقتين هما :-
1. منطقة الأجنحة.
2. المنطقة المركزية (الوسطى).
ألا أن منطقة الأجنحة والواقعة أسفل خطوط التماس من المناطق الحيوية للهجوم للأسباب التالية :-
1. الفراغات الواسعة عند الأجنحة .
2. قلة المدافعين في تلك المناطق (كثافة عددية قليلة) .
3. صعوبة تقديم التغطية بين المدافعين أنفسهم.
4. سهولة تغلب لاعب على لاعب .
5. سهولة تنفيذ الجمل الخططية .
ووجد أن نسبة التهديفات بالرأس لمنتخب ألمانيا خلال الدور الثاني لتصفيات كأس العالم (1990) كانت 20.89% ، بينما كانت نسبة الأهداف المسجلة بالرأس في بطولة كأس العالم لعام(1994) 16.3% وهي نسبة ليست بالقليلة ، ومن خلال إحدى الدراسات بكرة القدم وجد أن نسبة ضرب الكرة بالرأس من القفز كانت (80%) أما بدون قفز فكانت بنسبة(20%) عند تقويم هذه المهارة في بطولة أمم أوربا لعام (1996) وفي تحليل لبطولة أمم أوربا (2000) وجد أن هولندا بفلسفتها الهجومية أخذت طريقها بوجود لاعبين مميزين في الأجنحة مثل مارك ، أوفر ماز ، يوت وجون فرندين وبأستطاعة هؤلاء اللاعبين أن يفتحوا الطريق نحو المرمى وحتى تسجيل الأهداف ، وديفيد بيكاهام كان لاعب على الجناح الأيمن بالنسبة لفريق إنكلترا بينما رومانية فلورنتن بيتر والأسباني فراون وجوزيبا اكس بيرة البرتغالي سيرجو كون سيكو أوضحوا بأن لاعبي الأجنحة بإمكانهم صنع مساهمة ملحوظة وبنجاح فريد عندما يوصلوا الكرة إلى اللاعب المهدف في المكان والوقت المناسب ، وكذلك هناك جوانب أكثر وأكثر اعتمدت على لاعبي الخلف الذين لديهم توجه هجومي ولاعبي وسط مبدعين لإعطاء السعة في الهجوم ولويس فيكو من البرتغال كان نموذج للاعب الوسط القادر على تحويل نفسه إلى لاعب جناح من الدرجة الأولى عندما تستدعي الحاجة.
وفي حالة الوصول إلى تلك المناطق (الأجنحة) بنجاح سواء أكان ذلك بشكل حر أو تحت ضغط الخصم فأن على اللاعب الحائز على الكرة تنفيذ لعبها إلى ثلاث مناطق مهمة جداً وهي:-
1. منطقة العمود القريب .
ويلعب الجناح هذا النوع من الكرات إذ وصل إلى المنطقة المحصورة بين منطقة الجزاء وخط التماس ويجب توجيهها إلى حافة منطقة الست ياردات ، وقبل التنفيذ يجب أن يوضع بالاعتبار توفر الفراغ ومعرفة موقع المدافعين وكذلك مواقع المهاجمين وعلى الخصوص المهاجم الذي يندفع نحو العمود القريب .
2. منطقة وسط الهدف .
وهي المنطقة المواجهة لمركز الهدف ويعتبرها البعض منطقة الست ياردات وما حولها وعلى الرغم من اتساع مجال رؤية المهاجم للهدف ألا انه بسبب مراقبة حامي الهدف وأي مدافع متأخر لهذه المنطقة فأن تسجيل الأهداف منها صعب بعض الشيء على الخصوص ضد حامي هدف جيد يستطيع اللعب بمنطقة واسعة.
3. منطقة العمود البعيد .
وتعتبر من أخطر المناطق التي توجه أليها الكرة من الجانب حيث تعتبر (مناطق عمياء) تقع خلف مراقبة حامي الهدف ولاعبي الفريق الخصم وتكون سهلة اللعب من قبل المهاجم داخل الهدف.
إضافة إلى ذلك فأن لعب الكرة في منطقة العمود البعيد تعطي فائدة للمهاجم من خلال أن المدافع سيجد نفسه منسحباً للخلف للتعامل مع الكرات العرضية المرفوعة وبذلك يصبح من الصعوبة عليه القفز أثناء الحركة للخلف أما إذا توقف المدافع بسرعة فأنه سيقفز من الوقوف وبذلك يصبح بموقف أقل فائدة من موقف المهاجم الذي يتحرك لمهاجمة الكرة. وفي إحــدى دراســات الـ FIFA (اكتوبر1998) أوضحت أن التمريرات الجانبية (العرضية) كتمريرات أخيرة أو قبل الأخيرة تشكل عاملاً هاماً في تسجيل أكبر نسبة من الأهداف إذا ما استثمرت وتم متابعتها جيداً لتوجيهها نحو المرمى ، ومن دراسة التحاليل لتسجيل الأهداف في كأس العالم عام(1994) أتضح أن 40% من حصيلة (141) هدف سجلت من خلال مناولات من الجانب وهو مؤشر جيد لأهمية الهجوم من الجانب وهو يحتم ضرورة التركيز على إلية التحصيل الخططي من تلك الاتجاهات وتنمية عملية التدريب عليها.
رد مع اقتباس
