التربويون يطالبون بتسمية المدارس بأسماء شهداء الواجب
---------------------------------------------------
د. الغامدي: سننفذ برنامج (أمننا استقرارنا) مطلع الشهر القادم
نوه عدد من التربويين بمشروع الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض للبنين الخاص بالتوعية الأمنية.. وأكدوا على أن هذا الأسبوع هو امتداد لمنهج جميع المدارس في تعزيز الأمن الفكري والذي أطلقته الإدارة قبل ثلاث سنوات.
وفي البداية تحدث د. محمد بن سعيد الغامدي مدير ثانوية المعتمد بن عباد قائلا لن نُخالَف أو نختلف إذا ما قلنا إن الأمن أحدأهم حاجاتنا التي نسعى لتحقيقها ونبذل كل ما نستطيع في سبيل المحافظة عليها. ولا جدال في أننا بحمد الله ننعم بأمن وطمأنينة يفتقدها الكثيرون بل كان يفتقدها أجدادنا قبل عقود قليلة.
وتساءل قائلا إن السؤال الذي نود طرحه هنا باعتبارنا قادة في ميدان التربية هو: ماذا يجب على مؤسساتنا التربوية تجاه أمن الوطن ؟وللجواب على ذلك نقول:
إننا كمؤسسات تربوية نسعى إلى تحقيق نمو الناشئة جسمياً وعقلياً وانفعالياً واجتماعياً، بما يحقق إعداد الفرد وتنشئته التنشئة الاجتماعية ليكون مواطناً صالحاً معداً للحياة.وإننا ندرك ونربي الأجيال على أهمية الوعي الأمني.ونحن نعي أهمية سيادة الأمن على المواقف الاجتماعية والظروف المحيطة به في المجتمع. ونسعى إلى ترسيخ مفهوم الوقاية من الجريمة في الأذهان. ونعلم الأبناء كيفية إدارة حياتهم المعيشية العادية بطرق وأساليب تكفل لهم و لذويهم وأموالهم الحماية والأمن. ونلفت أنظارهم إلى التصرفات التي تقع منهم بحسن نية رغم أنها تمثل إهمالاّ يؤدي إلى إتاحة الفرصة لذوي السلوك الإجرامي لارتكاب الجريمة ضدهم. وإننا نسعى إلى تربية أبنائنا على إدراك أهمية المشاركة مع الآخرين في اتخاذ موقف موحد ضد العبث بالأمن أو الإخلال به.ونهدف إلى تنمية توافق الطالب مع بيئته التي يعيش فيها والمشاركة في أداء الخدمات الأمنية بالجهود الذاتية، والمشاركة في وضع الحلول لما يعرض من مشكلات عامة .ونؤكد على الناشئة بضرورة تقدير جهود العاملين في الأجهزة الأمنية، ونشعرهم بالثقة في قدراتهم واحترامهم مما يساعد على زيادة عطائهم.ونحن لا نغفل دورنا الأساس والأهم في رفع مستوى التحصيل العلمي وخفض الجهل المرتبط بالجريمة في تناسب طردي.
ولهذا عملت ثانوية المعتمد بن عباد خطة في مجال التوعية ومن أبرز ما تعتزم المدرسة تقديمه في هذه الفترة أسبوع التوعية الأمنية والذي بدأت فعالياته يوم السبت بتوجيه من القيادات التربوية العليا يتضمن البرنامج عددا من المسابقات والكلمات والمحاضرات والمسرحيات واللقاءات التي تركز في مضمونها على القضايا الأمنية ، وسوف تنتهي فعاليات الأسبوع غداً الأربعاء وما إن تنتهي المدرسة من هذا البرنامج إلا وهي تتهيأ لإقامة برنامج يجري الإعداد له منذ شهر تقريبا ،ويمتد لمدة أسبوع تحت شعار (أمننا استقرارنا) وذلك اعتباراً من يوم السبت 1428/5/2ه وحتى 1428/5/6ه..
وعبر الاستاذ محمد بن هندي الغامدي مدير مدرسة المملكة قائلاً: يتصف النسق القيمي في مجتمع ما بالديناميكية المتزنة، إلا أن الانفتاح المعرفي والتكنولوجي والثقافي بشكل عام أدى إلى تخلخل في المنظومة القيمية لمجتمعنا وعلى الأخص للفئة الأكثر تأثراً في هذه المتغيرات وهي فئة الشباب.
ويظهر هذا الخلل على هيئة تعبير لفظي صريح، وقد يظهر من خلال سلوك الأفراد في المواقف المختلفة، وباتت تلك القضايا تشكل هاجساً مقلقاً لكافة شرائح المجتمع وعلى الأخص لمؤسسات التنشئة الاجتماعية، وفي مقدمتها المؤسسات التربوية والتعليمية. إذ أصبح لزاماً عليها الاهتمام بشكل مركز وأكثر من ذي قبل بالمنظومة القيمية لمجتمعنا في سبيل بناء نسق قيمي يجسد هويتنا الإسلامية والوطنية.
ويتزامن هذا الطرح مع بدء فعاليات الأسبوع الأمني الذي تطبقه الإدارة العامة للتربية والتعليم بمنطقة الرياض والذي يشتمل على العديد من الفعاليات الثقافية والتوعوية وفق إطار زمني محدد. إلا أنني أقترح بأن تبنى مثل هذه الفعاليات على نتائج مسوحات واستطلاعات تتصف بالعملية المهنية لرصد اتجاهات وآراء الشرائح المستهدفة.
كما اقترح أن تنتهج مثل تلك الفعاليات "طريقة المشروع" كأحد أبرز الأساليب الملائمة في تعليم القيم وغرسها في عقول الناشئة، على أن يعقبها قياس لأثرها من خلال أدوات مقننة ومناسبة.
وقال الأستاذ خالد بن صالح العبدالسلام مشرف النشاط بمدارس الرياض إن ما نعيشه اليوم من تضافر للجهود وتوحيد للصف وتوطيد للعلاقة بين المجتمع وقادته في ظل المنهج الرباني والدستور الإلهي الذي ارتضته حكومة هذا البلد الطيب وشعبه ليعد أكبر دعامة في وجوه خفافيش الليل الذين يريدون الزج بشبابنا في مهاوي الردى وظلمات الفتن وغياهب الضلال.
لذا كان لزاماً على رجالات التربية والتعليم تحمل المسؤولية في مملكتنا الغالية وفي العالم بمضاعفة الجهود للتبيين والتوضيح وفك رموز المعادلة أمام الناشئة لتتضح المفاهيم وتعرف الغايات وتنكشف الأقنعة؛ وذلك باستخدام أسلوب الحوار والإقناع والتأكيد على الرجوع للعلماء الربانيين في مثل هذه الخطوب. ويعد هذا الأسبوع إحدى الخطوات لتوجيه الشباب وحمايتهم وتحصينهم ضد أي فكر منحرف.
كما أكد الدكتور منصور بن عبدالعزيز بن سلمة مدير مدارس الرياض لقسم البنين أن مؤسسات التربية والتعليم عليها مهمة كبيرة في مواجهة هذه الأفكار المنحرفة التي تحاصر الشباب من عدة اتجاهات وخصوصاً عن طريق الانترنت والقنوات الفضائية.
لهذا أصبح لزاماً علينا في المؤسسات التربوية العمل على حماية الشباب وتحصينهم وتزويدهم بالأدلة.
ودعا إلى استخدام أسلوب المناقشة والاستماع إلى الأبناء الطلاب وعدم الامتناع عن الإجابة عن أي أسئلة يطرحها الشباب والطلاب.
وأضاف ان فتح باب الحوار داخل المدرسة وإعطاء الطالب الفرصة للحديث والتعبير عما في داخله هو أمر هام جداً ويساعد في تطوير إمكانات الطالب ويكشف عن شخصيته وعن أي أفكار قد يتمسك بها.
وتابع ابن سلمة قائلاً: ان هذا الأسبوع هو امتداد لمنهج تعليم الرياض الذي وضعه منذ سنوات ضمن برنامج تعزيز الأمن الفكري وينفذ هذا البرنامج باستمرار من خلال العديد من المشاريع التي تساهم في حماية الشباب من الأفكار الضالة والمنحرفة.
كما طالب مجموعة من التربويين بتكثيف التوعية الأمنية في المناهج عبر تغذية مجموعة من المواد كالقراءة والمطالعة ومادة الإنشاء والتربية الوطنية بقضايا أصبحت مهمة في تنشئة الطفل منذ الصغر ليكشف له زيغ هذه الفئة التي تستهدف صغار السن والشباب والتغرير بهم وعبر المعلمون عن استحسانهم لفكرة الأسبوع الأمني والذي بدأت فعالياته في جميع مدارس منطقة الرياض عبر برنامج مكثف يتخلله عدد من الأنشطة والفعاليات.
وذكر المعلمون بأن هذا البرنامج والذي تم الاعداد له منذ أكثر من أسبوعين وجاءت انطلاقته متزامنة مع الإنجاز الأمني الذي يسجل لأبطال هذا الوطن وطالب التربويون بأن تسمى المدارس الجديدة بأسماء هؤاء الأبطال ويهدف الأسبوع إلى ترسيخ مفهوم الولاء وسيربط الطلاب مباشرة بالعلماء المعتبرين وسيكون له وقفة لمعالجة الأخطاء السلوكية والتي يرصدها الميدان التربوي.
فقد ذكر مدير مدرسة معاوية بن أبي سفيان الأستاذ سفر بن مطلق العتيبي بأن البرنامج قد تم الاعداد له منذ أكثر من أسبوعين بتكوين لجان لعمل البرنامج والفقرات المناسبة لاعمار الطلاب لانجاح هذا البرنامج وأضاف العتيبي بأن الإنجاز الأمني الذي سبق هذا العمل بقدر ما هو مؤلم في نوعية والكم الهائل من الأسلحة وعدد المقبوض عليهم وأفكارهم الشاذة إلاّ انه يعد مفخرة لكل المواطنين وبأنه يجير لرجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ولرجال الأمن الذين قاموا بهذا العمل معرضين حياتهم للخطر في تعاملهم مع هذه الفئة.
أما الأستاذ صالح الدوسري فيذكر بأن التربية لها دورها الذي تلعبه وللمدرسة حصة كبيرة في تهذيب الأخلاق وتثقيف الطالب وتنظيم سلوكه وتخريج أجيال تلتزم بكتاب الله وسنة نبيه وتنبذ ثقافة الإرهاب وهذا البرنامج سيعمل بإذن الله على بناء المواطنة الصالحة في الطالب وترك ثقافة العنف والكراهية التي رأيناها آثارها مع الأسف بعد تبني فئة ضالة لمثل هذه الأفكار.
ويضيف المعلم فهد المريشد بأن مشاهدة لطلاب لما عرض على أجهزة التلفزة والصحف والتي عرت كل ما يزعمه أفراد هذه الفئة الضالة، وذكر المريشد بأنه أثناء حديثه مع طلابه عن هذا الحدث وجدت بأن الصغار كانوا يتساءلون ببراءة هل يريدون الإرهابيين قتلنا، لماذا كل هذه الأسلحة والقنابل وماذا يريدون بها، نحن نصلي ونقرأ القرآن ونصوم لماذا يفعلون بنا كل ذلك وهم أبناء هذا الوطن ونبه المريشد إلي أهمية تبني مثل هذه البرامج في الصغر لأن هذه الظاهرة هي ظاهرة فكر وهو ما يصعب معرفة واكتشافه إلاّ بعد وقت من الزمن وهذا ما يتطلب منا تنشئة هؤلاء الصغار منذ سنينهم الأولى على الخير وترك ونبذ العنف والإرهاب.
أما المعلم أحمد الحارثي فيرى ان هناك دورا كبيرا لوزارة التربية والتعليم فدورها مساعد لوزارة الداخلية باعتبارها المحضن الأول للطفل وباعتبار المعلم قدوة لطلابه فالأمن مسؤوليتنا جميعاً والوطن هو وطن الجميع وهذا يتطلب من الوزارة زيادة الجرعات الأمنية في المواد الدراسية كمواد اللغة العربية والاجتماعيات وفي أنشطة الطلاب المختلفة حتى تكون هذه المواد والأنشطة سداً منيعاً ضد تسرب مثل هذه الأفكار المنحرفة للمجتمع وخصوصاً إلى فئة الشباب التي تعد الأكثر تشرباً لها وعد الحارثي النشاط الطلابي من الوسائل المهمة في دحر هذه أفكار هذه الفئة عبر الطابور الصباحي وعبر مسرحيات ومسابقات وعن الأسبوع ذكر الحارثي بأن تكثيف برنامج لمدة أسبوع كامل سيلفت انتباه الطلاب إلى ان مشكلة الإرهاب هي مشكلة الجميع وليست مشكلة رجال الأمن فقط لأن الوطن هو وطن الجميع وهو الذي نعيشه عليه.
وطالب المعلم حمود الحمود بتسمية ما يستجد من مدارس بأسماء شهداء الواجب وهذا من أقل ما يقدم لهم لتبقى ذكراهم في أذهان أبنائنا الطلاب ليعرفوا فيما بعد بأن هؤلاء قدموا أرواحهم فداء لدينهم ووطنهم ولحماية مواطنيه، وطالب الحمود كذلك بإيجاد معرض أمني يتبع لإدارة التربية والتعليم يكون توعوياً ويوزع فيه إصدارات وكلمات أعضاء هيئة كبار العلماء ويقوم هذه المعرض بزياراته للمدارس لاستعراض إنجازات الوطن ولتحصين الطلاب ضد هذه الأفكار وغرس حب الوطن والولاء له بطريقة جميلة وجذابة.
http://www.alriyadh.com/2007/05/09/article248109.html