نفذت السلطات المختصة في الدمام (شرق السعودية)حكم القصاص في شاب سعودي قتل والده غيلة
وهو نائم، وأخفى جثته في منطقة مجهولة قبل أن يدعي مع بقية أفراد أسرته ببلاغ كاذب لسلطات الأمن باختفائه.
وأصدرت وزارة الداخلية السعودية بياناً حول «تنفيذ حد القتل في الجاني مشعان بن مد الله بن شامان الشمري لقتله
والده غيلة وهو نائم وذلك بإطلاق النار على رأسه من سلاح رشاش».
وفي معلومات استقتها «الشرق الأوسط» فقد صدرت أحكام أخرى في الحادثة التي اشترك فيها مع الجاني والدته و
3 من أشقائه، بالسجن للأم 15 عاما، وللأشقاء الثلاثة 10 سنوات و8 سنوات و4 سنوات، بالترتيب وفق أعمارهم
ودورهم في جريمة قتل والدهم.
واتضح أن أسباب الجريمة كانت لخلافات عائلية «شديدة بين الأب وبقية أفراد أسرته».
وفي تفاصيل القصة التي شهدتها الدمام في السادس من شهر أبريل (نيسان) 2002، قام الجاني مشعان، 21 عاما،
بقتل والده مد الله الشمري، 50 عاماً، وهو نائم بطلقتين في الظهر بواسطة سلاح رشاش، بمعاونة والدته، 41
عاماً، ليقوم بعدها بمعاونة 3 أشقاء له أيضاً يصغرونه سناً بنقل الجثة بسيارة والدهم إلى منطقة مهجورة تعرف
بـ«طريق أبي حدرية» الواقعة على طريق الدمام ـ الكويت الدولي، ومن ثم دفنها.
وبعد أن تمت عملية إخفاء الجريمة قام الابن الأكبر (شامان) بإيقاف سيارة والده الضحية في شارع ضيق في حي
مدينة العمال في الدمام، وهو الحي الذي لا يبعد سوى كيلومترات معدودة عن منزل الأسرة وترك فيها ثوب والده
وغترته وهاتفه الجوال. وقبل أن يتجه مع ابن عمه (وهو لا يعلم عن تفاصيل الجريمة) إلى إبلاغ الشرطة باختفاء
والده، قام مع والدته بإجراء أكثر من 100 اتصال على هاتف والده، من أجل إيهام الشرطة بقلقهم حول مصيره.
وفي الشرطة سجل البلاغ، وبدأت التحريات. وبعد أيام قليلة تم العثور على سيارة الضحية وفيها أغراضه بحالة
سليمة، إلا من بقع دم صغيرة على صدر الثوب لم تقدم شيئاً مفيداً لفريق التحقيق والطب الشرعي. في حين أن أقوال
الجاني مع والدته وبقية الأشقاء أفادت بأن والدهم جاء من عمله في شركة ارامكو السعودية في وقت مبكر،
بعد «حضور شخص مجهول لمنزله وركب الضحية سيارته لجهة غير معروفة من دون أن يبلغ أحدا من أفراد
عائلته ولم يعد لمنزله».
وجاء اكتشاف الجريمة، ودحض رواية الاختفاء، بعد أن اتضحت لفريق التحقيق آنذاك بعض الثغرات في سرد
الحكاية بين أفراد الأسرة، حتى انهار أحدهم واعترف بالقصة التي اصطدم بها بقية المشاركين في الجريمة، فكشف
عن قيام أفراد أسرته بإخفاء الجثة ودفنها مع بقية معالم الحادثة، وأخذ أحد ثياب والده من المنزل ووصمها بنقط من
الدم، والاستفادة من توافق فصيلة دم شقيقه مع والده، ومن ثم وضعها في سيارته الخاصة مع محفظته الخالية من
النقود وهاتفه الجوال وإيقافها في حي قريب من منزلهم.
ومع بداية انهيار الأسرة وكشفها لتفاصيل الحادثة والتعرف على موقع الجثة، أخذ الابن «مشعان» يؤكد براءة
أمه، وانفراده وحيداً بالجريمة، في وقت كانت فيه الأم تمارس أيضاً نفس الادعاء ببراءة أبنائها، سعياً لتخفيف
المصيبة على الأسرة التي كانت مسجونة كلها ما عدا شقيقتين لا علاقة لهما بالحادثة. غير أن النتائج النهائية
للتحقيقات أدانت الأم و4 من أبنائها بالاشتراك بالجريمة من خلال التخطيط والتنفيذ والتضليل، فصدرت الأحكام
القضائية بالتساوي على كل واحد منهم حسب دوره.
وتنفذ الأم مدة الحكم في السجن النسائي في الدمام. وعلى بعد سور واحد يقبع ابنها الذي صدر بحقه حكم بالسجن
لعشر سنوات، في حين يمضي الشقيقان الآخران وهما دون الثامنة عشر عاماً المدتين المحكومين فيهما وهما 8
سنوات للأكبر و4 سنوات للأصغر.
حسبى الله ونعم الوكيل
محبكم
بقايــا أمـــل