النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: طلب من الأخ newone_01

  1. #1
    ../ عيون الحزن /..
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    200

    طلب من الأخ newone_01

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أنا بطلب من الأخ newone_01 جزاه الله خير

    لأني كنت أبحث عن بحث شفت وحده طلبت بحث والأخو ماقصر معها جزاه الله خير

    الله يجزاك خير أخوي أنا أبي بحث عن أي موضوع من هذه المواضيع
    (التربية المدرسية, التربيه اللامدرسيه , التربية ومشكلات المجتمع , التربية والمجتمع والثقافه)

    موضوع واحد فقط يكفيني من هالمواضيع الله يجزاك خير يكفيني بحث قصير مو طويل

    وأتمنى وأكون شاكـــره لك لو يكون فيه مقدمه وخاتمه

    الله يجزكم جنه عرضها السموات والأرض
    قتلوا الشيوخ فسكتنا..!
    وذبحوا الأطفال فصمتنا..!
    وهتكوا الأعراض فألجمنا..!
    ولم يبق إلا سب نبينا..!!
    فلا ... وألف لا..
    يامسلمين قاطعوهم وأدعوا عليهم

  2. #2

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    عليكم السلام ورحمة الله

    وحياك الله خيتي دمعة قهر وإن شاء الله مطلوبك يكون بين يديك في اقرب فرصة

    وربي يجعل ايامك كلها سعاده في سعاده ويبعد عنك الدموع والقهر

    تمنياتي لك بدوام التوفيق
    [align=center][/align]

  3. #3

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]التربية المدرسية

    لم تعد مسألة التربية وأثرها في السلوك المستقبلي للانسان، مسألة علمية، أو عملية غامضة، فهي من أوضح القضايا في منطق العلم. فالعناصر التربوية في الحياة المدرسية لها أكبر الاثر في تكوين الشخصية، وتشكيل هويتها.
    فالطفل في عالمنا المعاصر يقضي الشطر الهام من حياته في أجواء المدرسة، فهو يبدأ حياته في أحضانها، ومنذ دور الحضانة ورياض الاطفال يتدرج في مراحل حياته بين المدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والجامعة، فهو يقضي حياة الطفولة والمراهقة والشباب في نظام حياتي مخطط ومصمم وفق اُسس وأهداف ومنهج محدد.
    لذا فهو ينشأ وينمو وتتكون شخصيته وفق فلسفة التربية والنظرية الحياتية التي تتبناها المدرسة، سواء المدارس التي تديرها الدولة، أو الافراد والمؤسسات، فهي تعمل على صياغة نمط الشخصية، ولون السلوك.
    فالمدرسة التي تتبنى الفكر المادي من خلال منهجها، والاجواء التربوية فيها وطريقة الممارسات السلوكية المختلفة وتربي الفردية والاباحية ولاتعتني بقيم الاخلاق والايمان بالله، فإنها تنتج شخصية اباحية، تبحث على مستوى السلوك الفردي عن اللذة والمتعة، وتنساق وراء الشهوات والدوافع الغريزية الشاذة من غير ضوابط، وهي على الصعيد الاجتماعي والسياسي تنتج عقلية مادية رأسمالية.
    لذا فإن الاصلاح والتغيير العام، يبدأ بشكل اساس من المدرسة في فلسفتها التربوية، ومناهجها وطرق الحياة فيها، وشخصية المعلم الممارس للتعليم.
    فإن العناصر المدرسية ـ المنهج واسلوب الحياة والتعامل داخل المدرسة والمعلم ـ تساهم بمجموعها بتكوين وبناء الشخصية.
    فالمدرسة تربي الطالب على ان يعيش مع عشرات، أو مئات من الطلبة، ويتعامل مع مختلف الشرائع والاذواق والطبائع، ويكتسب منهم.
    كما تقوم المدرسة التي تبني الحياة التربوية فيها على اُسس فلسفة محددة بغربلة الاوضاع الاجتماعية، وانتخاب ما يوافق فلسفتها، ورفض ما لا ينسجم وأهدافها، لذا فهي نموذج مصغر لمجتمع ودولة.
    وليس هذا فحسب، فالمدرسة تشكل بالنسبة الى الطالب، ومنذ يبدأ بالاحساس بفهم شخصيته، ونمو التفكير بالمستقبل الذي يأخذ بالسيطرة على تفكيره وطموحاته، تكون بالنسبة اليه هي الوسيلة الاساسية التي يحقق من خلالها أهدافه الحياتية، وطموحاته المستقبلية.
    لذا فإن استطلاع الرأي العام وسط الطلبة، يوفر لنا قراءة للامال والاتجاهات والميول التي يحملها الطلبة، وتحديد نمط المستقبل الذي يراودهم، كما وأن الفشل في الدراسة ينتج مشكلة كبرى للكثير منهم، تنعكس على سلوكهم، ومستقبل حياتهم، بل وعلى اُسرهم ومجتمعهم؛ لذا تنبغي دراسة مشاكل الطفل والمراهق المدرسية، قبل أن تستفحل ويصعب حلها فيترك الدراسة في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة أو الثانوية، دون ان يكتسب الثقافة، أو المهارة والخبرة العلمية التي تحقق آماله المعقولة.
    وكثيراً ما يكون للمعلم، واُسلوب التربية في المدرسة، أو طريقة التعامل الاثر الكبير في حصول المشاكل للطفل والناشئ والمراهق، مما اقتضى ان يكون في المدرسة باحث اجتماعي ونفسي لدراسة مشكلة الطالب، حسب سنّه وظروفه، ومشاكله من الطفولة والصبا والمراهقة، وحلها بالطرق والوسائل العلمية، قبل أن تتحول الى مشكلة وعقدة تشرد الطالب، وتجني على مستقبله الدراسي، وقد اخذت المدارس الحديثة بهذا الاسلوب.
    كما وتساهم الظروف الاقتصادية السيئة مساهمة كبيرة في ترك الطالب في هذه السن للدراسة، وتوجهه لطلب العيش، أو يتركها بسبب العجز عن تغطية نفقات الدراسة.
    كما ويساهم أصدقاء السوء مساهمة كبيرة في حصول الفشل الدراسي. فالطفل والمراهق يسهل جذبه في هذه المرحلة الى ممارسات اللهو والانشغال، وتحويل الاهتمام من الجدية والتفكير في المستقبل المحترم الى التردي والتسكع والتشرد والعبث.
    ولثقافة الابوين، وتقديرهم لمستقبل أبنائهم، وحرصهم عليهم، ولاسلوبهم في التعامل معهم من التشجيع والتوجيه، أو سوء التعامل والاهمال، الاثر الكبير في الفشل الدراسي، أو تحقيق النجاح والتفوق.
    كل ذلك يدعو الى التعامل مع الشاب والمراهق، أو من هو على أبواب المراهقة بتوجيه سليم، وتعامل يساعده على النجاح في حياته المدرسية.
    ومن الجدير ذكره أن الا سلام اعتبر طلب العلم فريضة على كل مسلم، وعلى المستويين: المستوى العيني، والمستوى الكفائي. اعتبر التعلم بمختلف فروعه، طريقاً الى اكمال انسانية الانسان ، والايمان بالرسالة الالهية، ومعرفة الله تعالى، والاستقامة السلوكية، وبناء المجتمع، وتنظيم الحياة، جاء ذلك واضحاً في قوله تعالى:
    (انمّا يخشى اللهَ من عباده العلماء). (فاطر / 28)
    وبقوله: (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين اُوتوا العلم درجات). (المجادلة / 11)
    وبقوله: (اقرأ وربّك الاكرم * الذي علّم بالقلم * علّم الانسان ما لم يعلم). (العلق / 3 ـ 5)
    وربط بين الجهل والانحطاط السلوكي. فقال تعالى: (انكم لتأتون الرجال شهوة دون النساء بل أنتم قوم تجهلون). (النمل / 55)
    وقال تعالى: (والاّ تصرف عني كيدهن أصب اليهن واكن من الجاهلين). (يوسف / 33)
    (وحملها الانسان انّه كان ظلوماً جهولاً). (الاحزاب / 72)
    (اني أعظك أن تكون من الجاهلين). (هود / 46)
    (ولكني أراكم قوماً تجهلون). (الاحقاف / 23)
    وكما أسس القرآن الدعوة الاسلامية على أساس العلم والمعرفة، ونادى باقامة الايمان على أساس العلم والدليل والبرهان، واصل الرسول (ص) الدعوة الى طلب العلم، والحث عليه، ومارس هو(ص) نشر العلم والمعرفة.
    وطلب الرسول (ص) من أسرى قريش في بدر، أن يعلّم كل واحد منهم عشرة صبيان من أبناء المسلمين، كفداء لهم من الاسر، ليوحي بأنّ الفك من أسر الحروب يعادله الفك من أسر الجهل.
    وكم نقرأ في الاحاديث والاوامر والارشادات النبوية الكريمة، الحث والالتزام بطلب العلم. منها قوله (ص): «طلب العلم فريضة على كل مسلم»(9).
    ومنها: «انّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم»(10).
    ومنها: «من سلك سبيلاً يطلب به علماً، سلك الله به سبيلاً الى الجنة».
    من تلك وأمثالها من البيانات والممارسة، نكتشف أهمية العلم، وطلبه في الاسلام. ويتضح لنا الاهتمام بعلوم الحياة، كالطب والهندسة والفيزياء والزراعة والكيمياء، ومختلف المهن والصناعات، اذا عرفنا أنّ الشريعة الاسلامية اعتبرت تلك العلوم والصناعات والمهن، من الواجبات الكفائية، أي يجب توفيرها بقدر الكفاية، نعرف أهمية العلم، وهدف الاسلام العملي من تحصيل العلوم.
    وتتولى الدولة، كما يتولى الافراد تنفيذ هذا الواجب. وذلك يعني اعداد الافراد وتأهيلهم علمياً، وتدريبهم على الخبرات والحرف والمهن المختلفة، لتوفير الكفاية الاجتماعية من تلك العلوم والصناعات والمهن والحرف.
    ويزداد حث الاسلام الآباء على تعليم أبنائهم، والرفق بهم، وحل مشاكلهم، ومن الواضح أن للاُسرة دوراً كبيراً في توفير الاجواء المناسبة لتعليم الأبناء، وتشجيعهم على طلب العلم حتى مرحلة التأهيل الكافي، وتجنيبهم أصدقاء السوء، الذين يساهمون في ارباك الاستمرار الدراسي، كما تستطيع الاُسرة، بالتعاون مع المدرسة، حل مشاكل الأبناء الدراسية.
    ومما ينبغي الاهتمام به، هو توعية الطلبة عن طريق المقررات الدراسية وأجهزة الاعلام على أهمية الدراسة، وتشجيعهم على الاستمرار حتى اكمال المراحل الدراسية، وتعريفهم بالاسباب التي تعيق مواصلة الدراسة، واعطاؤهم النصائح والارشادات الكافية، لانقاذهم من الهروب من الدراسة، أو معاهد التأهيل المهني.
    كما يجب على الدولة أن تساهم مساهمة فعالة في التعليم، وفي حل مشاكل الطلبة الاقتصادية التي تضطرهم لترك الدراسة.
    انّ الشاب مدعو الى التفكير بوعي في الحرص على مستقبله، وانّ مواصلة الدراسة والعلم واكتساب المهارات والخبرات، والتأهيل المهني مسألة أساسية في حياته، يجب عليه أن يهتم بها، وليكن أكثر الناس حرصاً على مستقبله، وعليه أن يجعل الاخرين الذين خسروا مستقبلهم ودراستهم عبرة له، ولا يكون هو ضحية الاخطاء.[/align]
    [align=center][/align]

  4. #4

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]الجديد في التربية المدرسية

    اعتدنا في رسالتنا التدريسية والتربوية الى إعطاء الدور الأول والمباشر للمعلم، حيث يبذل المعلم بدوره الجهود الكبيرة لإيصال المعرفة إلى الطالب بأساليب وطرق مختلفة ومتنوعة، لفظية او باستخدام الأساليب المتنوعة دون ان يكون للطالب في اغلب الوقت دوراً رئيساً سوى الاستماع والإنصات وتدوين الملحوظات، وهذا ما يؤدي اجتماعياً وسلوكياً وتربوياً إلى تنمية بعض منهم إلى التبعية وعدم بذل الجهود الكافية للتفكير البناء والناقد وقبول هذه المسلمات على علاتها دون دراسة وتحليل وتدقيق. قال جون ديوي في كتابه، التعليم والتجربة، عام 1938 \"يعتبر المعلم مسؤولاً عن المعلومات الخاصة بالأشخاص (المعلومات التي يلقنها للأشخاص) وعن المعلومات المتعلقة بالمواضيع التي ستساعد على اختيار النشاطات التي ستصبح جزءاً من التنظيم الاجتماعي الذي يتيح الفرصة لجميع الأفراد بالمشاركة في بناءه\". والسؤال المطروح: هل هذا واقع مدارسنا؟ وكيف تتبلور عملية بناء الشخصية للطالب؟ ألم يحن الوقت للنقلة النوعية في هذا الأسلوب التقليدي من التعليم؟

    نتكلم عن مدرسة المستقبل، مدرسة المجتمع حيث تبلورت الكثير من النظريات التربوية المعاصرة لبناء الطالب وتطوير المجتمع واثبات نجاعتها وفعاليتها في العملية التعليمية التعلمية لبناء الإنسان المتوازن في التعليم البنائي أي بناء المعرفة.

    إنها النظرية البنائية Constructivism التي بناها بياجيه مجيباً على النظريات التقليدية حيث دعى إلى الاهتمام بالإجراءات الداخلية للتفكير والاهتمام بالعمليات المعرفية للتعليم. والهدف هو تطوير وتحسين التدريس والتعليم في المدرسة.

    إن الفرد هو الذي يبني معرفته بنفسه وذلك من خلال مروره باختبارات كثيرة تساعده الى بناء المعرفة الذاتية في عقله. وهكذا يمكن تطبيق هذه النظرية البناء في العملية التعليمية من خلال تمهل المعلم وعدم صب المعلومات في عقل الطالب (كالتعليم البنكي لباولو فوريرو)، فالمعلومات المتوفرة في المصادر المختلفة هي مواد خام لا يستفاد منها إلا بعد القيام بعمل المعالجةلها مثل الطعام الغير مهضوم والطعام المهضوم الذي يستفيد منه الإنسان من خلال إدخال المعرفة وتبويبها وتدقيقها وربطها مع مشابهتها وتصنيفها في ذاكرته وتولد بصياغة جديدة وبفكر خاص وحقيقي. هكذا يتحول الطالب من مستهلك للمعلومات إلى منتج لها.

    عملياً يستطيع المعلم تكليف الطلبة بعمل ما للحصول على المعلومة مثل البحث عنها في مصادر المعلومات المختلفة المتوفرة (مكتبة، انترنيت، البيت...) وبناء مسابقات وحوافز متنوعة في داخل المنهج الواحد والمدرسة الواحدة من خلال بناء الصحافة العلمية أو القراءات الموجهة وإحياء الإذاعة المدرسية والندوات الثقافية بإشراف الطلبة وعمل النشرة الإشرافية في داخل المدرسة....

    هكذا تتحقق النظرية البنائية والمعرفية لبناء الشركة والمشاركة في العملية التعليمية التعلمية وإحياء التطور الفكري وصياغة المعرفة الحديثة ومواكبة تحديات وتطورات العصر لبناء شخصية الطالب المفكر والناقد والإلكتروني والمعاصر والبناء. [/align]
    [align=center][/align]

  5. #5

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]تنظيم المجموعات التربوية في المدرسة للطلاب



    نشأت فكرة تنظيم مجموعات تربوية مدرسية بعد ملاحظة الخلل الكبير في الدور التربوي لكثير من المدارس لعدم وجود علاقة متينة بين التربويين والمستهدفين (الطلاب) رغم التأكيدات على ذلك، فكثيراً ما يلاحظ في المدارس: اكتفاء غالبية المعلمين للصفوف العليا، (وكذلك المرحلة الأولية، بعد تحويل نظام مربي الفصل إلى معلم المادة في المرحلة الابتدائية) بالدور التعليمي التلقيني للمقررات الدراسية دون الجوانب الإنسانية في حياة الطالب.
    فالوكيل يتولى في العادة الإشراف على سير اليوم الدراسي، ومعالجة مشكلات الطلاب اليومية.
    والمرشد الطلابي يتابع التحصيل الدراسي، ويعالج بعض الظواهر بعد تطورها، دون الوقاية منها بشكل مؤثر لمنع حدوثها، لكثرة الطلاب، وعدم تمكنه من تنفيذ البرامج المطلوبة للجميع بمفرده مثل: الزيارات والرحلات والمنافسات المختلفة واللقاءات.
    والرائد الاجتماعي لا يعطي النواحي الاجتماعية في حياة الطالب أهمية للمساعدة على التكيف الاجتماعي؛ لعدم تفرغه لتفعيل الدور؛ لانشغاله بالمساهمة في المناسبات العامة، بالإضافة إلى جدوله اليومي من الحصص، وكذلك قلة المتخصصين في الميدان العملي.
    ورائد الفصل يقتصر دوره على بعض الأمور الشكلية البسيطة إذا كان نشيطاً، دون الاهتمام بشخصيات الطلاب ومشكلاتهم وظروفهم الخاصة المؤثرة في الغالب.
    يتضح لنا من هذا التوزيع عدم تحديد المسؤولية وإبراز الدور، وتداخل التخصصات وعدم اقتراب أحد من الطالب قرباً حقيقياً يشعر معه الطالب باحترام الذات، والثقة والانتماء والمرجعية، فهو لا يعرف هؤلاء إلا بعد ظهور مشكلة تفاقمت. أو يكون طالباً متميزاً تنظر له المدرسة بهدف السمعة والظهور في المحافل.

    نتائج حتمية
    أما بقية الطلاب فلا يعرف عنهم الجميع إلا النزر اليسير رغم وجود المرشد الطلابي، والوكيل لكثرة أعمالهما الكتابية، وعدم استيعاب الدور وأهميته، وكثرة الطلاب، الأمر الذي أفرز خللاً واضحاً في سلوكيات بعض من الطلاب، يلاحظ في التمرد داخل أروقة المدارس المتوسطة والثانوية، وفي عدم انضباط وتأدب، وسرعة انفعال وعدم طمأنينة تصل في بعض الأحيان إلى التصادم ببعض المعلمين والزملاء وإتلاف التجهيزات الداخلية للمدارس، والكتابة على الجدران، وغير ذلك من السلوكيات السيئة التي نبتت بذورها في المرحلة الابتدائية؛ نتيجة لتعرض بعض الطلاب للعنف داخل المدرسة وخارجها، وقلة الرعاية المعنوية، والاحترام، وكثرة اللوم والتقريع، مما نتج عنه الإحباط ورد الفعل، والرغبة في الانتقام.
    ومما يلاحظ، كثرة الحوادث والمشكلات المتكررة في أقسام الشرطة والإصلاحيات من طلاب المدارس نتيجة للمشاجرات والخلافات وحوادث السيارات، واستخدام المخدرات وغير ذلك من الحالات الناتجة عن القلق والارتباك، وعدم التوجيه السليم، وعدم الاستقرار النفسي، ولا يبرر ذلك إلا قلة المساعدة وعدم الإشراف المباشر والمسؤولية غير المحددة للمربين سواء في المنزل أو في البيئة التعليمية.
    لذا تظهر أهمية أن يكون لكل مجموعة من الطلاب مربٍ أو مشرفٌ يساعد على تحقيق النمو الشامل. ويكون له دور واضح ومحدد في غرس ما نحبذ من قيم،. وفق مفاهيم تربوية صحيحة، من خلال برامج معدة سلفاً لهذا الغرض.

    تكوين المجموعات التربوية المدرسية
    1. يقسم طلاب المدرسة على عدد المعلمين على النحو التالي:
    المجموعة = عدد طلاب المدرسة ÷ عدد المعلمين.
    2. يتولى كل مجموعة معلم يشرف عليها تربوياً.
    يسمى المعلم: (مشرف المجموعة التربوية).
    3. للمدير حق تحويل من تستدعي الحاجة تحويله لمجموعة أخرى.
    المشرف
    أحد المعلمين بالمدرسة وهو صاحب العلاقة المباشرة والمختص بشؤون أفراد المجموعة طيلة بقائهم في المدرسة، والمسؤول أمام أصحاب العلاقة من معلمين ومسؤولين في المدرسة وخارجها وكذلك أمام أولياء الأمور.
    دور المشرف مع المجموعة
    يستمر المعلم مشرفاً للمجموعة طيلة بقائه في المدرسة، فالمعلم ثابت، وأفراد المجموعة معه، يشرف عليهم طيلة بقائهم في المدرسة وفق المرحلة فهو ثابت وهم متحركون فكلما ترك الطلاب المدرسة أضيف إليه في بداية العام الدراسي من الطلاب المستجدين أو المحولين، فتكون المجموعة مستمرة مع المشرف بهدف تصحيح مسارات الطلاب وحل مشكلاتهم ووقايتهم، بناءً على ما ينشأ من ثقة وقبول بين المشرف وأفراد المجموعة؛ ومن هنا تتضح أهمية ثبات المعلمين في مدارسهم؛ وفق برامج يهدف من خلالها إلى تقييم وتقويم سلوك الطلاب.
    فالمعلم ركيزة من ركائز المنهج الأساسية: المعلم، البيئة التعليمية، المقرر الدراسي. بل هو المفعل له. وبأدائه هذا الدور يكون المعلم قد أدى المطلوب منه بدلاً من كونه محقنة للمقررات الدراسية المكتوبة في الكتب الدراسية فقط دون إعطاء المعلم فرصة لإظهار إبداعاته وأثره التربوي. فكلما طالت المدة التي يشرف فيها المعلم على الطالب، يكون أكثر قرباً منه ومعرفة بوالده أو ولي أمره وظروفه الأسرية، ومعرفة أكثر بقدراته وإمكاناته وتوظيفها، وناقلاً للخبرات، ومؤثراً إيجابياً ومرجعاً موثوقاً به للجميع. وهذا العمل حري به أن يبعد الملل عن نفوس المعلمين، لما يوجده من منافسات شريفة في الميدان التربوي، ليؤدي الجميع دورهم حسب المطلوب.

    البرامج المقترحة
    لقاءات فردية وجماعية، زيارات ورحلات، معسكرات، اجتماعات، منافسات وأنشطة مختلفة.

    السجلات المقترحة
    يعد سجل أو سجلات مبسطة تسهل على المشرف معرفة الحالات التي يتعامل معها، ورصد تفاعلاتها الاجتماعية من خلال البيئة التعليمية في المدرسة أو في المجتمع خارج المدرسة من خلال معرفة الأصدقاء والمعلومات التي تصل عن طريق الأسرة، مع الاستفادة من سجلات المرشد الطلابي في المدرسة. مثل: (سجل المعلومات الشامل للطالب).

    علاقة المشرف بالأسرة
    يجب تقوية العلاقة بالأسرة وتنظيمها، وتعريفها بدور المشرف وأهمية دوره، وضرورة التعامل معه بوضوح، وأن المشرف هو صاحب العلاقة المباشرة والمختص بشؤون الطالب طيلة بقائه في المدرسة، وأنه مؤهل علمياً ويمكن الرجوع إليه في الأمور التربوية لمساعدة الأسرة عند الحاجة فيما يخص الطالب إلى أن يُسلم هذه المسؤولية إلى مشرف آخر في مرحلة دراسية أخرى.

    أهداف المجموعات التربوية المدرسية:
    1- توزيع الإشراف التربوي بين المعلمين على الطلاب وتحديد المسؤولية يساعد الجميع في لعب أدوار مؤثرة ومباشرة في حياة الطالب.
    2- تساعد المجموعات التربوية على التقارب بين الطلاب ومشرفي المجموعات فتمتد جذور الثقة بين المعلم والطلاب، مما يؤدي إلى مزيد من الاحترام والانضباط والحرص على أن يظهر الطالب بالمظهر اللائق في جميع شؤونه داخل المدرسة وخارجها.
    3- معرفة ولي الأمر لمعلم واحد هو صاحب العلاقة بدلاً من جميع المعلمين والمدير والوكيل والمرشد الطلابي وكل يحيله للآخر، مما تصعب معه الثقة في إيضاح بعض الأمور الأسرية المؤثرة في حياة الطالب.
    4- يتمكن المشرف على المجموعة التربوية من رصد الملحوظات على الأعضاء في المجموعة والاتصال بالمعلمين المشاركين في تعليم الطالب وتربيته ومعرفة ملحوظاتهم ومناقشتهم نيابة عن ولي الأمر، ونقل الملحوظات الهامة إلى ولي الأمر والتفاهم معه بشأنها، إذا لزم الأمر.
    5- تحويل جميع مشكلات الطالب إلى مشرف المجموعة، للعمل على حلها، وتوجيه الطالب إلى المسار الصحيح بالقدوة والمناقشة والحوار، وتحويله إلى النشاط المناسب، لامتصاص طاقته الزائدة وتحقيق ذاته.
    6- إظهار المنافسة بين المجموعات يحقق انتماء الطلاب للمجموعة، ويظهر قدراتهم في المجالات المختلفة، مما يمكّن من دعمها وإبرازها ودفعها في الاتجاه الصحيح.
    7- سهولة رصد المبدعين والموهوبين وتقديم خدمات خاصة بهم، وتهيئة من لا يستطيع مواصلة الدراسة في التعليم العام للدراسة في المعاهد الفنية المناسبة أو البحث عن المهنة المناسبة، إن أمكن ذلك.
    8- الإشراف على نتائج الطالب التعليمية والاطلاع عليها، ومناقشة الزملاء المعلمين حولها سواء كان قصوراً أو تفوقاً.
    9- الاهتمام بالنواحي الوقائية في الحالات الاجتماعية والسلوكية مثل الصداقات غير المتناسبة، والانحراف، والتوجهات غير المرغوب فيها، والتعريف بالمخدرات وأخطارها.
    10- الحاجة إلى معالجة حالات الانحراف التي بدأت تزداد بين الطلاب وأصبحت أو تكاد تكون ظواهر المرحلتين المتوسطة والثانوية مثل العنف والتمرد وعدم احترام الآداب العامة.
    11- إكمال النقص الذي يظهر واضحاً في عجز الآباء عن تربية أبنائهم بشكل صحيح، لعدم قدرة بعض الآباء على متابعة سلوك الأبناء وتوجيههم، إما بالعجز الفعلي أو بالانشغال عنهم بالمسؤوليات الخاصة.

    آلية التنفيذ

    حتى يمكن التنفيذ بشكل صحيح لابد من :
    أولاً: تعريف المعلمين بهذا الدور وأهميته وعقد اجتماعات تعريفية ليكون المعلم على قناعة جيدة به، نضمن معها استعداده لتنفيذه حسب المطلوب.
    ثانياً: تعريف المجتمع بهذه الفكرة من خلال الإعلام التربوي، ووسائل الإعلام العامة.
    ثالثاً: أن يتولى الفكرة اختصاصيون تربويون، وكذلك نفسيون واجتماعيون؛ حتى يسلط الضوء على الجوانب المهمة في مراحل النمو المختلفة وفق المراحل الدراسية الثلاث؛ للاستفادة من خصائصها وتوجيهها التوجيه الصحيح، ولإبراز عوارض الأمراض النفسية، فهي أمراض العصر. تؤثر في القرار وتعوق الإنتاج.
    - رابعاً: إعداد برامج تنفذ من قبل المجموعات التربوية، وترصد نتائجها، ويقاس أثرها على أفراد المجموعة، ومدى الاستفادة منها، وتطويرها حسب الحاجة.
    خامساً: أن يقدم كل معلم مشرف تقريراً مفصلاً لما تم مع مجموعته، وأعماله المنفذة والعقبات لكل فصل دراسي.
    سادساً: أن توضع نقاط في تقويم الأداء الوظيفي لقياس الجهد المبذول والمتميز، حتى يشاد بأصحاب الجهود المتميزة، ويحاسب المقصر والمتساهل في أداء واجبه ومسؤوليته.

    إضافة لما تقدم يمكن التنفيذ من خلال:

    * إعداد خطة أو برنامج يوزع فيه العمل طول العام الدراسي لكل مجموعة:
    - مواعيد المعسكرات والرحلات والهدف منها.
    - المسابقات والمنافسات الثقافية والرياضية.
    - مواعيد اللقاءات الجماعية بالطلاب، وكذلك بأولياء الأمور.
    * تحديد ساعات مكتبية للمعلم (مشرف المجموعة) وذلك بأن يراعى أن تكون استراحات المعلم في الجدول أحد أيام الأسبوع حصتين أو أكثر متتابعتين كأن تكون استراحة المعلم (الحصتين الرابعة والخامسة) مثلاً، وأن يعرف أولياء الأمور بهذه الساعات المكتبية؛ حتى يتمكن أولياء الأمور من زيارة المشرف أو الاتصال به هاتفياً لمناقشته، وكذلك مراجعة طلاب المجموعة والمعلمين له حسب الحاجة.
    * إعداد سجلات تناسب العمل، وتكون ميسرة الاستخدام لا تأخذ من المعلم كثير جهد ووقت، وتفي بالغرض المطلوب مثل سجل الملحوظات اليومية، فتخصص صفحات لكل طالب يسجل فيها المعلم ملخص ما يتم مع الطالب وولي الأمر، والمواضيع التي تمت مناقشتها وعدد مرات الاتصال سواءً زيارات أو مهاتفة أو مكاتبة.
    * أن يكون في تقرير الطالب أو بطاقة الدرجات تقييم للمتابعة وعلاقة ولي الأمر مثلاً:
    - ولي الأمر متعاون
    (نعم) (لا)
    - درجة التعاون (من 100 درجة)
    - أثر التعاون على الطالب ومدى الاستفادة منه:
    جيد - متوسط - ضعيف
    ومن هذه النقاط في التقويم يكون لنا أكثر من فائدة منها:
    - أن يدرك أولياء الأمور أهمية التعاون. وبهذا التقويم يزداد تحقيق الأثر، وأن يحفز الآباء المشغولون بالاطلاع على أحوال أبنائهم. ومشاركة المدرسة المسؤولية ومعرفة ما يجري داخلها.
    * عقد لقاءات خارج وقت الدوام الرسمي كأن تكون يوم خميس معين من كل شهر، أو مساء أحد الأيام، على أن تحدد، ويعرف بها أولياء أمور المجموعة، وأن يوضع لها جدول ويذكّر بها الآباء عند كل لقاء، ويناقش في هذه اللقاءات كثير من المستجدات بصفة جماعية لما يستدعي ذلك، وبصفة فردية للحالات الخاصة فتعالج كل حالة بخصوصيتها، على أن يكون للآباء دور فاعل في المعالجة، والاقتراح، والإسهام، وإبداء الآراء والملحوظات، ولا مانع من حضور الأبناء بعض هذه اللقاءات للإشادة بالمتميزين منهم وتشجيع المجموعة عند تقديم أفرادها ما يستحق إطلاع أولياء الأمور، ومشاركتهم المناسبات الإيجابية والناجحة.[/align]
    [align=center][/align]

  6. #6

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]النشاط المدرسي عنصر هام من عناصر العملية التربوية، وتأتي أهميته في أنه يساعد، إلى جانب النشاط الأكاديمي، في صقل شخصية الطالب وتفتيح مداركه وصيانة ذهنه وإعداده للعب دوره في الحياة العامة.


    مبررات تفعيل النشاط الطلابي في المدارس


    1 - النشاط الطلابي عنصر مكمل للمنهج الدراسي بمفهومة الواسع، وبدون الاهتمام به لا تكتمل العملية التربوية.
    2- تتآزر الأنشطة المدرسية مع الجانب الدراسي البحت لتكون معه شخصية متكاملة متوازنة، وهي تهتم بالتربية خارج الفصل في الغالب (لكن داخل حدود المنهج بمفهومه العام)، ولتحقيق هذا الهدف فإنه يمكن للمعلم النشط أن يوظف برامج النشاط لخدمة مادته العلمية فيؤثر في شخصية الطالب تأثيراً أبلغ من مجرد التوجيه المباشر أو حقن المعلومات والمعارف وحشوها في ذهن الطالب مجردة عن التطبيق والممارسة.
    3- نستطيع أن نوظف الأنشطة المدرسية ونستثمرها بقدر طاقة الإنسان على العطاء، وبقدر ما يحصل الإنسان على محركات وتشجيع ودعم بقدر ما يقبل على الأنشطة ويتحسن مستواه وترتفع كفاءته، ولو أُحسن تخطيط الأنشطة وتنفيذها لتحولت طاقات مهدرة وسلبية إلى فاعلة وإيجابية.


    ضرورة مستقبلية


    4- في ظل الواقع الذي ازداد فيه الازدحام على الجامعات بعد المرحلة الثانوية، وفي ظل إمكانات القبول المحدودة مهما كبرت أمام أعدادهم الهائلة، ووفق النظرية القائلة بأن الجامعة ليست هي الطريق الوحيد للعمل والوظيفة، وفي ظل الحاجة المتزايدة إلى الكوادر الفنية بمختلف تخصصاتها لدفع عجلة التنمية، وإحلال أبناء البلاد محل الوافدين، فإن الضرورة تحتم أن يكون التعليم الثانوي تعليماً نوعياً يمكن الطالب من الانخراط في المهن أو الوظائف الفنية والإدارية المساعدة، وحيث إن هذه المهن تتطلب حركة ونشاطاً وتفاعلاً، فإن الأنشطة المدرسية إذا أحسن إعدادها خير ميدان يعدهم لتلك الحياة العملية، وذلك يدعو إلى تطبيق اختبارات لقياس القدرات ومعرفة الاتجاهات تمهيداً لطرح هذه الأنشطة وضمان انخراط الطلاب فيها.


    استغلال للوقت في المفيد

    5- من أشد الأخطار التي تواجه شبابنا اليوم خطر الفراغ الذي أفرزته المدنية الحديثة فانشغل الأب عن ابنه، وتوفرت تحت يده وسيلة نقل فارهة، وتسللت إلى بيته قنوات إعلامية لا رقيب عليها أو حسيب، وغيرها من المستجدات على مجتمعنا اليوم، ويأتي مبرر تفعيل الأنشطة المدرسية هنا من حيث كونها وسيلة مثلى للقضاء على أوقات الفراغ عن طرق نشاطات محببة للنفس، بل استثمار الفراغ في تعلم مهن أو إجادة حرف أو اكتشاف موهبة فنية أو قدرة رياضية أو غير ذلك، مما يمكن استثماره وتطويره لصالح الشباب نفسه، وهذا يستدعي أن يتنادى المخلصون إلى دعم الأنشطة الموجهة لأوقات الفراغ، وألا تقتصر المسؤولية عنها على وزارة المعارف فقط، بل كل جهة مسؤولة عن الشباب وعن توجيههم سواء كانت حكومية أو أهلية.


    واقع سلبي


    وإذا كنا نشكو الواقع السلبي لممارسة بعض الأنشطة الطلابية على نطاق واسع، فإن من أهم أسباب ذلك عدم وضوح مبررات تفعيل تلك الأنشطة لدى الكثير من العاملين في سلك التربية والتعليم بالدرجة الأولى، فالمعلم على سبيل المثال يعتقد أن دوره مجرد نقل المعلومة وإلقاء الدرس المقرر، وغاية جهده أن يرتفع مستوى تحصيل طلابه الدراسي، لكن ما أثر تدريسه في وجدانهم، في مهاراتهم، في سلوكهم؟ إنه لم يتوقف يوماً ليسأل نفسه هذا السؤال، ويزيد الأمر أسى حين يؤصل المشرف التربوي هذا الاتجاه فيبارك أسلوبه دون نظر في واقع الطلبة التربوي، وقس على هذا الفهم فهم المدير والمرشد والوكيل والمشرف التربوي وولي الأمر، ولا أدل على خطأ هذا المنهج من واقع أبنائنا اليوم فعلى الرغم من جودة المقررات- كمحتوى نظري- إلا أن سلوكياتهم في البيت والشارع والحي بل وفي المدرسة وربما في المسجد لا تنبئ عن أثر سلوكي إيجابي واضح عدا قلة قليلة نراها في سمت وسلوك حسن قد يكون مصدره معلم مجتهد أو أب واعٍ أو جليس صالح، وهذا الواقع المرير يعد في نظري من أهم مبررات تفعيل الأنشطة المدرسية في مدارسنا اليوم.

    التحديات التي تواجه هذا الاتجاه

    يواجه الاتجاه إلى تفعيل الأنشطة الطلابية العديد من التحديات التي يمكن مواجهتها بالتخطيط العلمي، ولعل من المناسب أن نذكر هنا كل تحد من التحديات ونذكر معه الحل المقترح لمواجهته، وفيما يلي أبرز تلك التحديات:

    1. الاهتمام بالجوهر

    إن أبرز تحد يواجه تفعيل الأنشطة المدرسية اليوم هو مفهومها، فنحن في حاجة أكيدة إلى أن نعيد القطار فوق القضبان، والحصان أمام العربة، فالأصل في النشاط الطلابي أنه برامج تربوية يختارها الطالب حسب رغبته وميوله لتحقق فيه هدفاً وجدانياً أو مهارياً، ولا يمنع ذلك من إعلان الفرحة بالنشاط والاحتفال به وخدمته إعلامياً ليعرف الناس حقيقته، لكن التحدي هو تفنيد الاتهام بتجاوز الجوهر والاكتفاء بالمظهر، وظهور اجتهادات فردية قد تعمم على سائر البرامج والنشاطات، ولهذا فإننا في حاجة كما ذكرنا لمراجعة أسلوبنا في الممارسة ليقف عند الإيجابية، ويتوقف عن السلبية.

    2. تكوين اتجاهات إيجابية

    هو الاتجاهات الحالية نحو الأنشطة الطلابية لدى كل من المسؤولين ومتخذي القرار في المؤسسات التربوية والتعليمية، ولدى العاملين في المؤسسات التربوية أنفسهم من مخططي المناهج والبرامج التربوية، ومديري التعليم والمشرفين التربويين ومديري المدارس ووكلائها ومرشدي الطلاب ورواد النشاط والمعلمين، ولدى الطلاب وأولياء أمورهم، والحل أن نبدأ بتكوين اتجاهات إيجابية نحو الأنشطة الطلابية لدى جميع هؤلاء تجعلهم جميعاً يدركون أهدافها وأهميتها ودورها التربوي، بل والتحصيلي الدراسي البحت، ونكون بهذا قد قبلنا التحدي والنتيجة بإذن الله في صالح تفعيل الأنشطة الطلابية.

    3. إعداد الكوادر

    عدم وجود الكوادر المؤهلة لقيادة النشاط وإدارته وتنظيم برامجه وتصميمها والإشراف عليها ومتابعتها وتقويمها، وذلك على الرغم من افتراض أن جميع العاملين في السلك التربوي قد سبق إعدادهم تربوياً قبل التخرج، أو بعده في دراسات تربوية تخصصية، لكن تلك الدراسات لم تتضمن إعداداً فيما يتعلق بالأنشطة الطلابية، بل لم يدرس أولئك مقرراً واحداً في الأنشطة المدرسية0
    ولمواجهة هذا التحدي يجب:
    أ. الإعداد المبكر
    إعداد العاملين في المجال التربوي قبل التخرج في مجال الأنشطة المدرسية مع إدراجها ضمن التدريب الميداني الذي ينفذه الطالب قبل التخرج.

    ب. ثم التدريب المستمر
    إعداد المعلمين وهم على رأس العمل بتنفيذ دورات تدريبية قصيرة في مجال الأنشطة المدرسية والتوسع فيها بقدر حاجة المدارس والإدارات التعليمية.

    ج. نشر الوعي
    نشر الوعي الإعلامي التربوي بين المعلمين بأهمية الأنشطة الطلابية.

    4. الإفادة من الإمكانات المتاحة
    من الحلول لمواجهة تحدي قلة أو انعدام المرافق والتجهيزات اللازمة لممارسة الأنشطة الطلابية عن طريق العمل بالإمكانات المتاحة والاستفادة من مرافق الجهات الأخرى إن وجدت.

    5. الإبداع في تصميم البرامج
    إعداد خطوط عريضة ونماذج للبرامج التي يمكن ممارستها مع التأكيد على الإبداع والتجديد من قبل المعلم، بل وجعل الطالب هو مصدر اقتراح البرنامج وتخطيطه وتنفيذه ومتابعته وتقويمه تحت إشراف معلمه وتوجيهه، وفوق هذا يمكن توفير بعض المراجع والكتب والأدلة في إدارة الأنشطة والتخطيط لها، وتدعيم هذا الاتجاه باللقاءات والاجتماعات الدورية مع المشرفين والمعلمين ورواد النشاط المتميزين لإثراء معارفهم وتبادل خبراتهم.

    6. تنويع مصادر الدعم المادي

    الكلفة العالية للأنشطة الطلابية وخصوصاً إذا أردنا تنفيذ وممارسة نشاطات علمية ومتقدمة، وفتح المجال للطالب أن يمارس النشاط الذي يريده وقد يترتب عليه توفير خدمات مرتفعة السعر، إضافة إلى التكاليف الإدارية المعتادة لتكليف مشرفين على هذه الأنشطة داخل المدرسة أو خارجها، وأثناء اليوم الدراسي وخارجه، لكن هذا التحدي يمكن أن يواجه أولاً: بدعم مخصصات الأنشطة الطلابية باعتبارها استثماراً في الإنسان وهو أغلى ثروات البلاد، وثانياً: بإيجاد آلية تنظم إيرادات المدارس المتوفرة في المقصف المدرسي على وجه الخصوص، إذ تبين بإحصائيات سريعة توفر مبالغ كبيرة من هذه المقاصف تحتاج إلى تنظيم وحسن توزيع، لتشمل فوائدها المدارس الصغيرة وضعيفة الدخل، وثالثاً: يمكن التنسيق مع القطاع الخاص لتبني مشروعات نشاط على مستوى المدارس أو الإدارات التعليمية أو الوزارة، سواء بالتمويل أو التجهيز أو التدريب أو غير ذلك.[/align]
    [align=center][/align]

  7. #7

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]الدرس النموذجي:


    بالأمس كانت الحصة النموذجية تحقق أهدافها، وتوسع مدارك المعلم والمعلمة وتطور أسلوبهما. وتسند إلى من كان لها سنوات عجاف في سلك التعليم. أما اليوم فقد امتدت الأيدي العابثة بمعالم الحصة النموذجية وشوهت صورتها وأصبحت كالجبل في ثقله على قلب المعلم «المكلف» وكاليد الخانقة على نفوس «الطلاب» وأبحرت بعيداً عن تحقيق الأهداف المرجوة منها. وأتمنى ألا تتسع الدائرة وأن تكون على نطاق محدود. من أسباب هذا الانحدار:

    1. الوسائل التعليمية:

    قد تكون سلاحاً ذا حدين إذا لم تستخدم بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب. وفي رأيي أنه كلما كانت الوسيلة التعليمية بسيطة وغير مكلفة أدت الوظيفة التي أعدت من أجلها على أكمل وجه. ولكن الواقع أن المعلم المكلف بالحصة النموذجية يعد «وسائل تعليمية» عديدة استنفدت كثيراً من الوقت والجهد والمال، وللأسف ليس بهدف خدمة التعليم وإنما لإرضاء غرور المشرفين التربويين والفوز بتقدير المعلمين الحاضرين ولسان حاله يقول: «مكره أخاك... لا بطل».

    2. وقت الحصة:

    المتعارف عليه أن الحصة الدراسية لا تتجاوز الـ 45 دقيقة. واليوم الحصة النموذجية مستثناة، فالوقت قد يمتد إلى ساعة أو ساعتين. أما السبب فهو أن المعلم يستنفد زمن الحصة في عرضه لوحاته التعليمية ووسائله "المزركشة" والغالية أمام المشرفين... عفواً.. أقصد أمام طلابه ويغوص عميقاً إلى حد الاختناق في عرض المعلومة، فتبحر عقول التلاميذ بعيداً إلى عالم آخر ويصابون بالملل والضجر.

    3. شخصية المعلم:

    لن أبرئ ساحة المعلم وأصرخ أنه بريء من محاولة الاغتيال، فهناك معلمون - وأتمنى أن تكون تلك الفئة قلة - غير مؤهلين لإعطاء درس نموذجي، حيث يتصفون بعدم الثقة والارتباك أمام الجمهور «من معلمين حاضرين ومشرفين» ويختال أمامهم مارد الفشل، فيحاولوا بشتى الطرق ترقيع العيوب فيبادرون بشرح الدرس للطلاب قبل عرضه في الحصة النموذجية خوفاً من عدم تجاوبهم مع عرض الوسائل التعليمية العديدة والمكلفة لأول مرة أمامهم، وقد يكون معظمها لا يخدم الدرس ولكن يفيد في خطف الأبصار المترصدة لصيد عيوبه، وقد ينجح في ذلك!

    4. سلوك الطلاب:
    ولن نلقي عليهم عتباً ولا اتهاماً؛ لأنهم الضحية. فالصورة المثالية لمعلمهم قد شوهت بسلوكه غير المقبول وشخصيته المتناقضة فينعكس ذلك بالتالي على سلوك الطلاب. فمن منا لم يلاحظ أثناء الدرس النموذجي إجاباتهم اللائية، الهدوء البغيض، جو يفتقد إلى الألفة ويسوده كتم الأنفاس.
    جو من البساطة
    وقبل أن أصل إلى المرسى هناك سؤال يقفز دائماً على طرف لساني: ما الضير ألا تختلف الحصة النموذجية عن أي حصة دراسية يغلفها جو من الألفة والبساطة؟ أيجب أن نلبس الأقنعة الزائفة فتتشوه صورتنا الجميلة؟ هذا ينم عن عجز وضعف. فالإطار المذهب لن يجمل الصورة القبيحة. وهمسة قد تصل إلى حد الصراخ أرسلها إلى المشرفين التربويين: كفاكم ما تثقلون به كاهل المعلم من التوجيهات العقيمة والقيود القاتلة، أطلقوا سراحه ليعطي بسخاء بعيداً عن التكلف.[/align]
    [align=center][/align]

  8. #8

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]


    التربية بالأهداف

    إن في الإسلام منهجاً تربوياً فريداً، يـقـوم على دعائم وأسس من شأنها إن هي لُمست وجُلِّيت وأُبرزت أن تكوِّن نظرية تربوية إسـلامية متكاملة الأهداف، واضحة الخطوات، متناسقة المراحل، مضمونة الثمرات ـ بإذن الله ـ.
    إن النظرات الجزئية للمنهج الإسلامي التربوي مفيدة ولا شك؛ بيد أنها تعجز عن تكوين وصياغة تلك النظرية؛ لأن ذلك فقط هو من شـأن النظرات الشاملة العميقة المتكئة على دعائم قرآنية، وأسس نبويّة، وتطبيقات صحيحة يـجــب أن تـنـداح دائرتـهــا لتشمل النظريات والتطبيقات المعاصرة المفيدة في علوم التربية والنفس والاجتماع ونحوها.
    إن عملية تحديد دعائم وأسس النظرية التربوية الإسلامية ضرورة حتمية لصياغة النظرية وتـكـويـنـهـا، وهي في الوقت ذاته صعبة وشاقة؛ لذا فهي تستحق من أرباب العلم والفكر والإبداع: إجـالـة نظر في النصوص، وتأملاً وتفكراً في التطبيقات، كيما يتضح السبيل لصياغة النظرية التربــويــة المنشودة، وبلورة تفصيلاتها وإجراءاتها، وتجلية أهدافها وغاياتها.
    إن منظومة الدعائم والأسس التربوية تنتظم عدداً كبيراً، لعل من أبرزها وأوضحها ما يلي:
    1- تحقيق التوحيد في النفس الإنسانية.
    2- الأهداف التربوية: تحديداً وربطاً وتذكيراً.
    3- الترغيب والترهيب.
    4- مراعاة مقتضيات الفطرة الإنسانية.
    5- الشمول والتكامل.
    وفي هذا الموضوع سيكون التركيز على أساس ودعامة الأهداف مبيناً كيفية استخدام المنهج الإسلامي وتفعيله لهذا الأساس، ليكون توطئة وتمهيداً للحديث عن التربية بالأهداف.
    معنى الهدف:
    يدور المعنى اللغوي والاصطلاحي للهدف على معنى واحد مفاده: الغاية التي يُسعى إلى الوصول إليها وإلى تحقيقها، والغرض الذي يُراد إدراكه ونيله (1).
    كل له غرض يسعى ليدركه والحر يجعل إدراك العلا غرضاً
    المنهج الإسلامي والأهداف:
    إن الـمـتـأمــل للمنهج الإسلامي ليدرك بجلاء دون أن تلحقه صعوبة أو تعتريه مشقة قدر العناية التي أولاها ذلك المنهج لقضية الأهداف، وكيف أن الإسلام يتكئ بكامل ثقله على أهداف محــــــددة؛ تبني بمجموعها الهدف الأسمى والغرض الأوحد الذي جاء الإسلام لتحقيقه: وهو تحقيق العبودية الحقة لله ـ تعالى ـ، ويُتوصل بذلك إلى تحقيقه ونيله، قال ـ تعالى ـ: ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ)) [الذاريات: 56].
    بعد تأمل للكيفـيــة التي انتهجها المنهج الإسلامي فيما يتعلق بالأهداف، تمكنت من لمس الخطوات التي نفذهــــــا هذا المنهج لتفعيل دور الأهـداف والإفادة منها، وهـي متمثلة ـ بحسب اجتهادي ـ فيما يلي:
    أولاً: تحديد الأهداف بدءاً؛ وذلك بكل دقة ووضوح:
    نقرأ في القرآن الكريم أنه خـاطــب رسـولنا الأمين-صلى الله عليه وسلم- ـ في أول آياتـه نزولاً(2) ـ بأن يقوم عازماً، وينـهـــــض راشداً، ويسير ثابتاً واثقاً صابراً، مزيلاً اللحاف والـدثــــــار ليحقق أهدافاً شاملة عظيمة:((يَا أَيُّهَا المُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ(3) وَثِيَابَكَ فَطـَـهِّـــرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ)) [المدثر:1-6]، ثم توالت بعد ذلك آي القرآن العظيم لتبين هذه الأهداف وتفسرها وتكملها وتفضلها، فهدف العلم محـدد بقـوله ـ تعالى ـ: ((اقْــراً بِاسْمِ رَبِّكَ الَذِي خَلَقَ)) [العلق:1]، وهدف التحلي بجميل الخلق وعاطر المعاملة وحـســـــن السلوك بقوله ـ تعالى ـ: ((وَإنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ)) [القلــم:4]، وقـوله ـ تعالى ـ: ((فَبِمَـــــا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظاً غَلِيظَ القَلْبِ لانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفـِــرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَوَكِّلِينَ)) [آل عمران:159]، وهـــــدف التماس الحكمة في الدعوة بقوله ـ تعالى ـ ((ادْعُ إلَـى سَـبـِـيـلِ رَبِّـــكَ بِـالْـحِـكْـمَـــةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)) [النحل:125].
    وهـــــــدف الـثـبـات بقوله ـ تعالى ـ: ((وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَاًتِيَكَ اليَقِينُ)) [الحجر: 99]
    وهدف الانتماء للدين وأهله بقوله ـ تعالى ـ: ((اللَّهُ وَلِيُّ الَذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كـَـفَـــــرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ)) [البقرة:257]، وقوله ـ تعالى ـ: ((لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِندَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) [الأنعام:127]، وغير ذلك من الأهداف التي ناسب تقريرها في المجتمع المكي الـــذي كان يمر بظروف بداياته، ويتطلب التركيز على قضايا محددة.
    ولقد أكد القرآن الكريم على أكثر الأهداف حتى بعد انتقال الجماعة المؤمنة من طور التأسيس العقدي والإيماني (مكة) إلى عهد البناء الشامل المتكامل (المدينة)؛ لأنها أهداف متناسقة متكاملة، بيد أنه قرر أهدافاً أخرى، تستطيع الجماعة المؤمنة من خلالها أن تقيم البناء الإسلامي الحضاري الشامل، فمن ذلك ما قرره القرآن بقوله ـ تعالى ـ: ((وَمَا كَانَ المُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ مِّنْهُمْ طَائِفَةٌ لِّيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إذَا رَجَعُوا إلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ))[التوبة: 122] لقد دفع القرآن الكريم الأفواج المؤمنة لاقتحام مجالات الجهاد المتعددة وطرق أبوابه المتنوعة.
    ثانياً: ربط الحياة بهذه الأهداف:
    رَبَطَ الإسلامُ حياة المسلمين بأهدافه السامية التي حددها في البداية بكل جلاء ووضوح عبر قوالب متعددة ووسائل متنوعة، لعل من أكثرها وضوحاً القالب المشكّل بـ ((وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ))، ((قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ لله162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ المُسْلِمِينَ)) [الأنعام: 162، 163]، فهل ثمة جزء من حياة الإنسان بقي دون أن يربط بالعبودية لله ـ تعالى ـ؟! لا وحاشا.
    ثالثاً: التذكير بالأهداف:
    إن المنهج الإسلامي رباني يتعامل مع الإنسان، مدركاً طبعه وجبلّته، ومراعياً نقصه وضعفه؛ لذا فمن غير المستغرب أن تكثر النصوص التي تذكِّر الإنسان ـ الذي يغفل ويذهل وينسى بحكم طبيعته ـ بالأهداف التي يجب أن يحققها، بل إنه يمكن تقرير أن نصوص الشرع جميعها تذكر بالأهداف ولكنها مختلفة في طبيعة التدكيـر وقـوتـه وقالبه، إن قـول الله ـ تعالى ـ: ((إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ)) [الفاتحة: 5] من أقوى النصوص تذكيراً وأكثرها ترداداً.
    ولعل مما يجدر ذكره وتقريره أن الخطوات الثلاث سالفة الذكر لا تخص المنهج الإسلامي التربوي فحسب، بل هي صبغة اصطبغ الإسلام بها بأكمله؛ لذا فإنه يمكن الإفادة منها عند دراسة وتأصيل المناهج السياسية والاقتصادية والإدارية والنفسية والاجتماعية ونحوها.
    وبعد هذا الاستعراض المجمل للكيفية التي انتهجها الإسلام ـ وذلك حسب فهمي ـ تجاه الأهداف، يمكنني أن أتناول موضوع التربية بالأهداف: مصطلحها ومنطلقاتها ومراحلها(3) وذلك عبر النقاط التالية:
    تعريف التربية بالأهداف:
    يمكن تعريف التربية بالأهداف بأنها (عملية إكساب المتربين سلوكاً جديداً، أو ترسيخ سلوك معين من خلال تحديد الأهداف عبر المربين والمتربين معاً والتي يجب تحقيقها مع تحديد الوسائل الكفيلة بتحقيقها).
    منطلقات التربية بالأهداف:
    تقوم هذه التربية على أسس، منها ما يلي:
    1- ضرورة تحديد الأهداف الواجب تحقيقها في البداية بشكل واضح ودقيق.
    2- ضرورة مشاركة المتربين في عملية تحديد الأهداف أو بعضها، وذلك بحسب استطاعتهم، وقدراتهم العلمية والفكرية والنفسية والعمرية؛ طلباً لتحقيق الأهداف التالية:
    أ - شعور المتربين بتحقق ذواتهم، وذلك لاستشارتهم وأخذ آرائهم.
    ب - شعورهم بالارتياح النفسي التام؛ لأنهم يعملون على تحقيق أهداف ساهموا هم في تحديدها.
    ج - التوفيق بين أهداف المربين والمتربين (في حالة وجود تعارض).
    3- تحديد الوسائل التي تحقق الأهداف المنشودة من خلالها.
    خطوات التربية بالأهداف:
    ثمة خطوات في ضوء التربية بالأهداف، يجب على المؤسسات التربوية (كوزارات المعارف والتربية والتعليم) أن تقوم بها:
    أولاً: تحديد الأهداف الواجب تحقيقها في البداية بكل دقة ووضوح: وتحت هذه الخطوة يجب مراعاة الأمور التالية:
    أ - وصفت الأهداف المحددة المنشودة بالواجبة التحقيق، وهذا يعني عدم ترك المربي ليحقق من الأهداف ما تميل إليها نفسه، أو تتفق معها طبيعته وجبلته، أو أن تحقيق تلك الأهداف سهل المنال، أو أنها مما يتقنه ويقدر عليه!! إن الأمانة التربوية تقتضي تحديد الأهداف التربوية الواجبة التحقيق ليتم تحقيقها في الواقع التربوي، ولهذا ندرك أن ممارسات بعض المربين السلبية مخالفة للأمانة التربوية.. إنهم أولئك الذين لا يحققون إلا الأهداف التي تتفق مع قدراتهم وطبيعتهم وميولهم ورغباتهم.. إن بعضهم مغرم بالكمال، متشدق به، متكلف لأحواله، متلبس بزيه، إنه ليس ثمة نقص يعتريه، ولا عيب يكتنفه!! لذلك فقد استحالت ممارساتهم التربوية إلى (استنساخ تربوي)!! وبعضهم لا يريد ذلك، ولكنهم يتجهون إلى الأهداف التي يتمنون تحقيقها بمقتضى الجبلّة والفطرة، وبهذا نعرف قدر وصية أحد السلف لابنه وأهميتها؛ إذ هو يقول له: (يا بني تعلم العلم كله؛ فإن الإنسان عدو ما جهل، ولا أريدك أن تكون عدواً لشيء من العلم)، إن الإحاطة والإلمام بفنون العلم والثقافة في الوقت الحاضر من الصعوبة بحيث لا مفر من أن يستفيد بعضنا من بعض، فكلنا يكمل الآخر.
    ب - ثمة اعتبارات علمية يجب مراعاتها عند تحديد الأهداف التربوية:
    1- تحديد الأهداف بدقة ووضوح بحيث تفهم من الجميع فهماً واحداً، ولتوضيح المقصود نفترض أن من ضمن الأهداف المحددة: حفظ ما تيسر من القرآن.
    إن هذا الهدف عام وفضفاض، وقابل لتفسيرات متعددة.
    2- تناسق الأهداف وتكاملها وعدم تعارضها.
    3- واقعية الأهداف، وذلك بإمكانية تحقيقها، وهي باعتبارين:
    أ - باعتبار كل هدف على حدة؛ وذلك بكونه ممكن التحقق.
    ب - باعتبار الأهداف مجتمعة؛ وذلك بكونها ممكنة التحقق في وقت واحد.
    4- صياغة الأهداف بشكل قابل للقياس طلباً لتحديد نسبة النجاح في تحقيقها وذلك بربطها بأمر أو أكثر من الأمور التالية:
    أ - الـزمـن: مثل: حفـظ كتاب الله ـ تعالى ـ في فترة لا تتجاوز السنتين.
    ب - الكمية: مثل: حفظ وجه واحد من القرآن يومياً.
    5- ترتيب الأهداف بحسب أهميتها.
    6- أن تكون الأهداف من نوع واحد، فإما أن تكون رئيسة (استراتيجية) أو مرحلية (تكتيكية أو فرعية)، ولا يصح الجمع بينها؛ لأن الرئيسة تشمل المرحلية (مثل هدف: تعبيد الأفراد لله ـ تعالى ـ (رئيس) وهدف: تربية الأفراد على أعمال القلوب (فرعي) أليست التربية من التعبيد لله؟) ومن البدهي وجوب كون الأهداف التربوية مشروعة وشاملة.
    ج - لتسهيل عملية تحديد الأهداف وعملية تحقيقها، يمكن أن تقسم إلى أقسام:
    فمن حيث النوع: يمكن تقسيمها إلى: أهداف رئيسة، وأهداف مرحلية.
    ومن حيث الزمن: يمكن تقسيمها إلى: أهداف طويلة أو متوسطة أو قصيرة الأجل.
    ثانياً: تحديد الوسائل الكفيلة بتحقيق الأهداف المنشودة بأعلى كفاءة ممكنة؛ وعند تحديد مثل تلك الوسائل يجب مراعاة الأمور التالية:
    1- أن تحقق الوسائل (البرامج العملية) الأهداف المحددة بأعلى كفاءة ممكنة.
    2- أن تكون الوسائل مرنة، بحيث يمكن تعديلها عند الحاجة.
    3- أن تتضمن البرامج العملية كيفية مواجهة العقبات المستقبلية (إن وجدت).
    4- الاستفادة من العلوم الحديثة النافعة، كعلوم التربية والنفس والاجتماع والفسيولوجيا والإدارة والاقتصاد وغيرها.
    بالإضافة إلى الاعتبارات العلمية الثلاثة الأولى المذكورة آنفاً (الخاصة بالأهداف).
    ثالثاً: يجب تحديد نسبة النجاح في تحقيق كل هدف عقب فترة محددة طلباً لتشجيع وزيادة الإيجابيات والنجاحات، والتماساً لعلاج الأخطاء والسلبيات وتلافيها، وهذه الخطوة تظهر بجلاء أهمية كون الأهداف قابلة للقياس (الاعتبار العلمي الخاص بالأهداف رقم 4).
    رابعاً: التذكير بالأهداف الواجب تحقيقها على فترات دورية، لئلا يُنسى بعضها!!
    إن شركة (ماتسوشيتا) وهي شركة يابانية استطاعت أن تحقق نجاحات كبيرة لتصبح من كبريات الشركات العالمية، تؤكد على هذه الخطوة، وتعرف أهميتها وثمرتها، وذلك بأنها تطلب من مديريها وعمّالها أن يرددوا أهداف الشركة صباح كل يوم(4).
    خامساً: مراجعة الأهداف المنشودة والوسائل المحددة عقب فترة زمنية مـعـيـنـة؛ وذلــك لإجـــراء الـتـعـديـلات اللازمة لمقتضيات شرعية أو واقعية، وتجدر الإشارة هنا إلى أهمية التجديد في البرامج العملية طرداً لسآمة المربين ودفعاً لملل المتربين!!.
    الخلل التربوي:
    يجمع المربون على وجود خلل واضح في المنتجات التربوية ناتجٍ من وجـود تصدع بيِّن في البنية التحتية للتربية، بيد أنهم يختلفون كثيراً في أســبـاب الظاهــرة وعلاجهـا، وفـي رأيي ـ المتواضع ـ أن للظاهرة أسباباً متعددة يمكن إرجاعـهــــا إلى سـبـب واحد هو غياب الأهداف التربوية الواضحة التي يجب على المربي تحقيقها.
    فكيف ـ والحالة كهذه ـ يحقق المربي نجاحاً مثمراً وهو لا يدري فـي حالات كثيرة ما هي المواصفات التي يجب التقيد بها؟!!
    إن بعض المربين قد يغفل عن بعض الأهداف لمدة قد تصل إلى سنوات؟! فماذا عن المُنتَج..؟ قطعاً إنه معيب!! وهنا يأتي دور المؤسسة التربوية في صياغة وتحديد الأهداف التربوية، ومطالبة المربين بـتـحـقـيـقـهـــا، وذلـك لـئــلا يُـلـجـأ المربي لأن يجتهد.. فيخطئ ويغفل وينسى!(5).
    المعادلة التربوية الفعالة:
    إن خلاصة القول يمكن قراءتها في أحرف هذه المعادلة:
    قصد ونية خالصة نقية <---
    أهداف ووسائل شرعية علمية <---
    صنع أجيال فتية للمجد بانية.
    الهوامش :
    (1) المنجد في اللغة والأعلام، مادة هدف، ص 858.
    (2) ثبت في صحيح البخاري عن جابر أنه كان يقول: (أول شيء نزل من القرآن ((يا أيها المدثر))، والجمهور بأنها ((اقرأ باسم ربك الذي خلق))، والمهم أنها من أول الآي نزولاً.
    (3) استندت كثيراً من فلسفة المدرسة الإداريــــة الحديثة0(الإدارة بالأهداف)، ولمزيد من المعلومات عن هذه المدرسة يمكنك مراجعة كتاب: (الإدارة بالأهداف ـ النظرية والتطبيقية) د. علي عبد الوهاب.
    (4) لم أقصد أن السبب الوحيد في نجاح الشركة هو ترديد الأهداف، وإنما قصدت أنه من ضمن الأسباب الرئيسية في ذلك. ولـمـزيـد مــن المعلومات عن هذه الشركة وفلسفتها، انظر كتاب: (فن الإدارة اليابانية) باسكال وآخر، ترجمة حسن ياسين.
    (5) إن عـمـلـيـة تـحـديـد الأهــداف صعبة وهي مناطة بالمؤسسة التربوية، ولا مناص من الاجتهاد في حالة تقصيرها، ويمكن الاستفادة من بعض الكتب في هذا الموضوع مثل:أهداف التربية الإسلامية، محمد الحريري، وأهداف التربية الإسلامية وغايتها، د. مقداد يالجن.[/align]
    [align=center][/align]

  9. #9

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    ان شاء الله اكمل لك باقي الردود في وقت اخر

    موفقه لكل خير
    [align=center][/align]

  10. #10
    ../ عيون الحزن /..
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    200
    الأخ الكريم newone_01

    كلمات الشكر لاتفيك حقك


    أسأل الله العظيم رب العرش العظيم الحي القيوم أن يجزيك جنات الفردوس الأعلى بالجنة
    وان يسهل عليك كل أمر ويجعل لك من كل ضيق مخرج ومن كل هم فرج
    وأن يــحـقـق لك ربــي مـاتــمــنـــى ويحفظ لك ربي كل غالي على قلبك ياااااارب
    وأسأل الله العظيم أن يرزقك سعادة الدنيا والآخره

    اللهم آمـــــــــــيـــــــــــ ــــــــــن




    أخوي ماقصرت كفيت ووفيت
    بسألك:
    الله يعطيك العافيه هذا كله بحث واحد وإلا أكثر من بحث؟؟؟؟؟؟
    التعديل الأخير تم بواسطة دمعة قهررر ; 28-04-2007 الساعة 09:50 PM
    قتلوا الشيوخ فسكتنا..!
    وذبحوا الأطفال فصمتنا..!
    وهتكوا الأعراض فألجمنا..!
    ولم يبق إلا سب نبينا..!!
    فلا ... وألف لا..
    يامسلمين قاطعوهم وأدعوا عليهم

  11. #11
    ../ عيون الحزن /..
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    200
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخوي newone_01

    جزاك الله خير ألف ألف ألف شكر لك

    اللي نزلته كفاني وسويت منه بحث لي وبحث لصديقتي بعد


    الله يعطيك العافيه خلاص لاتتعب نفسك وتنزل زياده كفيت ووفيت
    قتلوا الشيوخ فسكتنا..!
    وذبحوا الأطفال فصمتنا..!
    وهتكوا الأعراض فألجمنا..!
    ولم يبق إلا سب نبينا..!!
    فلا ... وألف لا..
    يامسلمين قاطعوهم وأدعوا عليهم

  12. #12
    ~ [ نجم ماسي ] ~ الصورة الرمزية عبدالرحمن الجبابرة
    تاريخ التسجيل
    Aug 2004
    الدولة
    حيث النقاء
    المشاركات
    6,000
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    أخي الفاضل newone_01

    الله يعطيك العافية على ما تبذله من جهود في خدمة اخوانك وأخواتك

    وجزاك الله خير

    مودتي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الصاحب اللي ما سأل عنك مرّه ... قلّي وش اللي بالوفا ينبغى به !! /// صوتية ..
    بواسطة عقاب بن ممدوح المرزوقي في المنتدى الشعر النبطي
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 11-08-2008, 10:29 AM
  2. newone_01 و ــ(1000)ــ جوهرة ثمينه تألق بها فباركوا له
    بواسطة عاشق الحزن في المنتدى منتدى الاستقبال واخبار الأعضاء
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 17-05-2007, 12:29 AM
  3. انا آسفه عالاقتحام اللي خاش عررررض بس الله يخليكم اللي يقدر يساعدددددددني
    بواسطة المملوووحة في المنتدى منتدى الاستقبال واخبار الأعضاء
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-11-2005, 04:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •