هل نحن منشغلون أو متشاغلون ؟
عجباً للناس ما قابلت أحداً منهم إلا وهو يشكو الشغل ويشتهي الفراغ لا تكاد تخاطب غيرك بموعد إلا وضعت اللافتة المعروفة : مشغول !! ورغم ذلك لا تجد منه إنتاجاً ولا كسباً , وتزداد الحيرة عندما تستخدم أنت الشعار ذاته أمام الآخرين ثم تلتفت إلى زمانك الماضي فلا تجد جديداً.
سبحان الله بماذا انشغلت إذاً وهل نحن منشغلون أم متشاغلون ؟ وهل الفراغ هو الذي شغل الفراغ ؟ أسئلة كثيرة أجدني حائراً عن الإجابة عليها.
إن الأمة التي تشكو من الفراغ أمة ضائعة , فما بال أمة مشغولة ولكن بفراغ , لاشك أنها عن سواها أضيع .
ثم إياك أن تتجرء وتسأل ماذا عندك ؟ بعد سماعك (مشغول) فهذا تدخل في خصوصيات غيرك, وسوء ظن فيه, وربما رد عليك : ماذا يعنيك أنت ؟ أرأيت أن الناس يدركون أن أشغالهم فارغة ويكتمون أشغالهم عنك أيها الفارغ .