بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، وبعد ..
أواصل معكم سلسلة أشراط الساعة والتي توقفنا فيها عند هــلاك الــدجــال
[bdr][/bdr][p5s][/p5s]
نزول عيسى عليه السلام
قبل أن نتحدث عن نزول عيسى بن مريم عليه السلام يحسن بنا أن نتعرف على صفته التي وردت بها النصوص الشرعية ..
[align=right]صفة عيسى عليه السلام :[/align]
صفته التي جاءت بها الروايات أنه رجل ، مربوع القامة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أحمر ، جعدُ ، عريض الصدر ، سبط الشعر ، كأنما خرج من ديماس ـ أي : حمام ـ له لمة قد رجَّلها تملأ ما بين منكبيه .
[align=right]الأحاديث الواردة في ذلك :[/align]
منها ما رواه الشيخان عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ليلة أسري بي لقيت موسى ... ( فنعته إلى أن قال : ) ولقيتُ عيسى ... ( فنعته فقال : ) ربعة ، أحمر ، كأنما خرج من ديماس ( يعني : الحمام ) .
وروى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( رأيت عيسى وموسى وإبراهيم ، فأما عيسى ، فأحمر جعد عريض الصدر ) .
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لقد رأيتني في الحجر وقريش تسألني ... ( فذكر الحديث وفيه : ) وإذا عيسى بن مريم عليه السلام قائم يصلي ، أقرب الناس به شبهاً عروة ابن مسعود الثقفي )
وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أراني ليلة عند الكعبة ، فرأيت رجلاً آدم كأحسن ما أنت راءٍ من أدم الرجال ، له لمة كأحسن ما أنت راء من اللمم ، قد رجَّلها ، فهي تقطر ماء ، متكئاً على رجلين أو على عوائق رجلين ، يطوف بالبيت ، فسألت : من هذا ؟ فقيل : هذا المسيح بن مريم ) .
وفي رواية للبخاري عن ابن عمر ، قال : ( لا والله ، ما قال النبي صلى الله عليه وسلم لعيسى أحمر ، ولكن قال : ( فذكر تمام الحديث بنحو الرواية السابقة ) .
وفي رواية لمسلم عنه رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم : ( فإذا رجل آدم ... ( إلى أن قال : ) رجِل الشعر ) .
[align=right]والجمع بين هذه الروايات من كونه في بعضها أحمر ، وبعضها آدم ، وما جاء أنه سبط الشعر ، وفي بعضها بأنه جعد :[/align]
إنه لا منافاة بين الحُمرة والأُدمة ، لجواز أن تكون أُدمته صافية .
وأما ما جاء من إنكار ابن عمر لرواية أن عيسى أحمر ، فهو مخالف لما حفظه غيره ، فقد روى أبو هريرة وابن عباس رضي الله عنهما أنه عليه السلام أحمر اللون .
وأما كونه في رواية سبط الشعر ، وفي أخرى أنه جعد ، والجعد ضد السبط ، فيمكن أن يجمع بينهما بأنه سبط الشعر ، وأما وصفه بأنه جعد ، فالمراد بذلك جعودة في جسمه لا شعره ، وهو اجتماع اللحم واكتنازه .
[bdr][/bdr][p5s][/p5s]
صفة نزوله عليه السلام .. هذا ما سنعرفه في الجزء القادم بإذن الله تعالى .
[align=left]* أشراط الساعة / يوسف الوابل .[/align]