الإسعافات الأولية.. منهج يدرس
-----------------------------------------
ابتسام الفهد
نتساءل دائماً.. لماذا لا يكون التعليم أول ما يرشدنا إلى ما نحن بحاجة إليه بصورة يومية، فكثيراً ما يسأل الأطفال ويسألون عن معان كثيرة تفوق أعمارهم ضمن مناهج تعليمية، قد لا يحتاجونها إلا في أضيق الأمور.. إننا بحاجة إلى أن نعرف ما نحتاج إليه أولاً.. ثم ننتقل وفق تبويب تربوي إلى ما يجب أن نعرفه بعد ذلك.
فنحن كثيراً ما نتعرض إلى أزمات أو حوادث قد تكون طفيفة وقد تكون بليغة ولكن كيف نتصرف في تلك الحالة؟!
الجواب إننا نضطرب ونهرع بصراخ.. أي نصاب (بهستريا الحدث).. ويظل المصاب أمام اعيننا على حالته إلى أن يرشدنا عقلنا لتصرف.. خصوصاً في غياب التجربة الكافية والمنهجية الواضحة لمعالجة مثل هذه الحالات وهو الإسراع إلى الخارج والصراخ بذعر إلى أن نجد من يساعدنا سواء أحسن التصرف أم لا يحسنه.
وقد نأخذ المصاب على حالته إلى المستشفى دون أن نقدم له مساعدة أو إسعافاً وقد نصل إلى المستشفى بعد فوات الأوان.
ففي تلك اللحظات الحرجة والحاسمة نكون محتاجين لكل الناس نحتاح الصديق المرشد والمسعف والطبيب.
لماذا لا نكون نحن كل أولئك في تلك اللحظة؟!
لماذا نظل في تلك اللحظات ننظر إلى المصاب ونحن خائفين لا ندري،، كيف نتصرف وقد تنهمر العبرات.. والحسرات تغزو قلوبنا؟!
لماذا في تلك اللحظات نظل ننتظر أن تمتد يد لتساعدنا؟!
لماذا لا نساعد نحن أنفسنا؟!
نظل دائماً كالغريق الذي يتعلق بقشة..!
يجب أن نرفض أن نقف عاجزين نضرب كفاً على كف في أحرج المواقف وأضيقها.
يجب أن نكسر إقفال عقولنا بمنهج جديد على المناهج الدراسية فيكون بمنزلة حزام الأمان لنا بدلاً من أن نغلق الأبواب على مناهج تحوي معرفة متراكمة مكررة طوال أيام الدراسة التي تحتاجها في كل معرفة جديدة ومفيدة ونعمل على تزويده بشكل مستمر يجب أن نستغل طاقاتنا في تعلم كل شيء مفيد ونحدد احتياجاتنا حسب الأولويات.
فإن الإسعافات الأولية هي أولى الأساسيات.. فنحن نحتاجها في المنزل والمدرسة وفي كل مكان يوجد فيه الإنسان.. فإن الأم مثلاً محتاجة إلى مثل هذا النوع من المعرفة حيث كثيراً ما ترتفع الحرارة لأحد الأطفال.. فلا تعرف كيف تتصرف،، فلو كانت تعلم أن أول إسعاف لمثل هذه الحالة هو سكب الماء عليه لكي تنخفض الحرارة وإعطائه خافضاً للحرارة لفعلت ذلك من دون خوف أو قلق،، ولكن للأسف لا تعلم ذلك،، كذلك الغصة التي قد يصاب بها أحد أفراد الأسرة في أثناء تناوله الطعام حيث يتعرض لاختناق أمام أعيننننا فلا نعرف ما الذي نفعله في تلك الحالة أيضاً ولا ننسى الحروق بأنواعها فنحن معرضون لها في أي وقت،، ولا أجمل عدم المعرفة للجميع فقد يلهم الله أحدنا لتصرف سليم ربما لتعرضه لموقف مشابه فتعلم منه أو شاهد برنامجاً عبر جهاز التلفاز فعرف كيف يتصرف ولكن هل نحن نتوقع أن نصاب بمثل هذا الحدث في يوم ما وهل نحن واثقون أن يكون منا من يحسن التصرف.. بالطبع لا.
http://www.alriyadh.com/2007/04/28/article245436.html