في عام 1940م كانت تُـقـدَّم في أمريكا دراما إذاعية بعنوان ( نهاية العالم الآن ) ، و كانت تتحدث عن اقتراب كوكب من الفضاء الخارجي من كوكب الأرض بحيث لم تعد هناك سوى ساعات معدودة لفناء الحياة على الأرض .
و كانت الدراما محبوكة و مقنعة لدرجة أن الناس في نيويورك خرجوا لاهثين في الشوارع ، و باحثين عن المخابئ بمجرد الانتهاء من إذاعتها بالراديو .
.................................................. ......................
و السؤال هو / لماذا للأعمال الدرامية ( من قصص و أفلام و مسلسلات ) هذا التأثير الكبير فينا ؟
قرأت مرة تعليلا أعجبني و هو أن حياتنا الحقيقية تخلو من الإثارة ، فلو استعرض أحدنا حياته خلال آخر عشر سنين فلن يجد مِـن الحوادث المثيرة سوى عدد قليل جدا ، في حين أننا في الأفلام و القصص نطالع مجموعة من الأحداث المثيرة و المتلاحِـقة . و لعلنا جميعا نلاحظ أن الأفلام و القصص - التي نُـغـرَم بمشاهدتها - تخلو من الأحداث التي نفعلها يوميا بشكل اعتيادي و مكرر كالأكل و الصلاة و الاغتسال و ما إلى ذلك ، فهذه الأفعال التي نفعلها يوميا بشكل معتاد و غير مثير تنصرف عنها الأعمال الدرامية ، و هي لا تمـر بها إلا إذا كانت ذات علاقة بحدث آخر مثير كما نشاهد في الأفلام المصرية حين يدور حوار حول مائدة الطعام و يكون الغرض من تصوير هذه اللقطة هو دفع الأحداث من خلال الحديث الذي يدور بين الشخصيات .