[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
سألتُ الجمع في وقت ٍ علامَ =أرى الأقدار تصرعكم جميع
أهذا يوم حشـــــر ٍ في قيامَ=أجيء بكل مقتولـ ٍ صريع
رأيت الناس في كبدٍ سـقامَ=ويـوم الـبأس يأتـيهم سـريع
سيوف الدهر أهلكت العظامَ=ترى بســيوفـه الــحد البــريع
وصار الحزنُ يبدو كل عامَ=يـُـــفأجئـهم بــواقعه الفجــيع
كأن السعد في وقت ارتسامَ =تــأذن راحـــلٍ دون الرجـيع
بليل ٍ حالكٍ جُنح الظلامَ=يشق البيــد يـوشك أن يضـيع
بكاه الكل بعد الابتســــامَ=وكان رحيلـــــهُ أمرٍ فضيع
فلم يبقى لهم غير الإيلامَ =تعذبهم ولم يظهر شفيع
فكم ندبوا على وقتٍ قدامَ=قضوه برغد عيش ٍ من طليع
بحبٍ ضمهم عاشوا رحامَ =برزق ٍ كان من خير ٍ وسيع
وما علموا بأن الدهر ياما=يبيد الفرح بالحزن الصديع
فجاء الحزن سيرهم يتاما =وفرق شملهم حتى الرضيع
لقد كانوا بغفلتهم نياما =وحال الحال في حال ٍِ مريع
أذاك الجمع من بعد إلتماما=تفرق قبل أن يأتي الربيع
فيا اسفا وفي قلبي سهاما=على ضُر ٍ يجيء بلا نفيع
فمن يأمن من الدنيا تعاما=وظل سبيله دون الرجيع
أما علموا عن القوم القُداما=تُرى أيت القلاع لهم وضيع
تراها بالفلا أضحت حطاما=وقد فنيَ العزيز مع الوضيع
وجال الموت في ضرب الحساما=يلموا حصادهم طلع ٍ قليع
وكم قد باح غلمن أو غلاما =وكان اليأس يصفعهُ صفيع
يريد الموت أفصح في كلاما=تمنى الموت من قلبٍ وجيع
فلم يحظى بعيشٍ في سلاما =وكم قاسى من الحزن التبيع
أقام صلاته للفرض صاما=خلوقاً عاش للباري مطيع
وفيه الصبر والتقوى لزاما=بشوش الوجه ذو جسمٍ رفيع
فهذا ما رأت عيني ختاما=بلمحٍ كان في وقتٍ سريع
فهب الجمعُ من بعدي قياما=يلحوا في دعا ربٍ سميع[/poem]
[align=center][/align]