الأبعاد التربوية لزيارة الدكتور العبيد لمكتب التربية العربي لدول الخليج (رؤية شخصية)
-------------------------------------------------
منصور إبراهيم الدخيل/ مكتب التربية العربي لدول الخليج
لقد دأبت المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها على يد الموحد الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه - على احتضان كل ما يسهم في ترسيخ القيم والمثل للارتقاء بالجانب السلوكي في حياة الأمة، فالتربية هي الركيزة الأساسية لتحقيق ذلك، فلهذا حرصت على إيجاد التعليم بكافة مراحله العام والجامعي والمهني، وجعلت تطويره مستمرا، فتحمسها لإنشاء مكتب التربية العربي لدول الخليج كان من أسباب ذلك وحرصاً منها كانت بدايات تأسيسه في أروقة وزارة المعارف آنذاك حتى تم إيجاد مقر رئيسي له بعد أن وضعت الاستراتيجية واللوائح المنظمة له لكي يؤدي دوره على الوجه المطلوب بدعم ومشاركة فاعلة من دول الخليج الأعضاء في تأسيسه، وقد بدأ المكتب نشاطه بجد واجتهاد من خلال خطط زمنية مدروسة استقطبت في إعدادها نخبة من رجال التربية والتعليم في العالم العربي والإسلامي والأجنبي وهذه الخطط غطت منظومة التربية مجتمعة من خلال أعمال ملموسة يستنير بها أصحاب القرار والمسؤولون عن المؤسسات التربوية ليس على مستوى دول الخليج، بل على مستوى الوطن العربي، وأصبح مكتب التربية هو الرائد حتى على مستوى المنظمات العربية والإسلامية، وجامعة الدول العربية مدركة لجهوده ونشاطه حيث تثمن الكثير من أعماله وتعتبرها ركيزة يعتمد عليها في تطوير التعليم في الوطن العربي حيث اختير ضمن الفريق الذي شكلته الجامعة العربية، فزيارة معالي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد لمكتب التربية العربي لدول الخليج يوم الثلاثاء الموافق 1-3-1428هـ ذات أبعاد تربوية تؤكد حرص المسؤولين في وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية بأن هذا المكتب يمثل بيت خبرة لإصلاح وتطوير التعليم في هذه المنطقة وبأن ما قام ويقوم به من أعمال هي محل تقدير وثناء من المسؤولين في هذه الدولة، ولاسيما رجال التربية والتعليم وهي رسالة مضيئة للعاملين في المكتب للاستمرار في هذا النهج لتقديم المزيد من هذه الخبرات التي يحتاجها التعليم، فاجتماع معاليه ونائبيه ووكلاء الوزراء بمعالي الدكتور علي بن عبدالخالق القرني المدير العام للمكتب واستماعهم إلى الشرح الوافي عن مسيرة المكتب وإنجازاته وبرامجه لهو أكبر دليل على ذلك، ولم يتوقف عند هذا الحد بل أكد الدكتور العبيد دعمه للمكتب الذي يأتي مكملاً للدعم الذي تقوم به الدول الأعضاء في المكتب. لا شك أن هذا الزيارة ليست مستغربة على معاليه لأنه يعبر عن هموم وهواجس خادم الحرمين الشريفين الحريص على تطوير التعليم، فوثيقة الملك عبدالله التي أقرت من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون والتي أوكل لمجلس التعاون والمكتب على وجه التحديد بتفعيلها وجعلها في متناول صناع القرار من خلال معطيات ملموسة لا شك أنها تأتي ضمن أبعاد هذه الزيارة ويعتبرها وساما للعاملين فيه لتقديم المزيد من الخبرات التي يحتاجها التعليم في منطقة الخليج بصفة خاصة والعالم العربي بصفة عامة شكراً يا معالي الوزير لقد أثلجت صدورنا بهذه الزيارة وأخذت من وقتكم الثمين إيماناً منكم وراء كل أمة عظيمة تربية عظيمة.
والله من وراء القصد.
http://www.al-jazirah.com/178489/rj6d.htm