فالتشاؤم
هو توقع الشر من الأشخاص أو البقاع أو الأوقات من غير سبب ظاهر وقد نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم وسماه الطيرة، الأصل في المسلم أنه لا يتطير ولا يتشاءم لأن الطيرة والتشاؤم من الشرك والعياذ بالله فقد جاء في الحديث عن ابن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( الطيرة شرك الطيرة شرك ) رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه والترمذي وقال : حسن صحيح ورواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي وصححه الألباني.
ذلك لأنها اعتقاد حصول الضرر من غير الله سبحانه وتعالى وهذا شرك؛ لأن الله هو النافع الضار فيجب التوكل عليه سبحانه دون غيره وسؤاله جلب الخير ودفع الشر.
ولكن كثيراً من الناس لا يزال عندهم شيء من التطير والتشاؤم وهذا من أمور الجاهلية. ومن ذلك ما نسمعه الآن من بعض الناس من التشاؤم في عام 2005 الميلادي ويقولون إن هذا العام عام مشؤوم حصل فيه كذا وكذا من موت القادة أو الزلازل أو غير ذلك من المكاره.
والواجب
ترك هذا الاعتقاد والتوكل على الله سبحانه وتعالى واعتقاد أن ما أصابنا إنما هو بسبب ذنوبنا جزاء منه سبحانه عليها قال تعالى:
{وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}الآية 30 من سورة الشورى؛ فالواجب التوبة إلى الله وترك الذنوب والمعاصي لا إلقاء اللوم على زمان أو مكان أو غير ذلك.
فالسبب من عندنا والعقوبة من الله وبقضائه وقدره لا راد لقضائه ولا معقب لحكمه. وإنما يصدر مثل هذا القول، وهو نسبة الشر إلى العام أو غيره، بسبب الجهل بعقيدة التوحيد ومعرفة ما يضادها أو ينقصها من أنواع الشرك. وهذا مما يؤكد وجوب تعليم العقيدة الصحيحة ومعرفة ما يضادها أو ينقصها وقد صار كثير من الكتاب والمثقفين يزهدون في تعلم التوحيد والتحذير من الشرك لجهلهم بأهمية ذلك.
العلامة صالح بن فوزان الفوزان
اتمنى الاستفاده وفق الله الجميع لمايحبه ويرضاه
اختكم نور الايمان