الفصل العشرون
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»� �لــــــجلاء «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
ليزا
تقف بجواري على الشرفة
ينسحب نياز المهزوم بالذكاء للصالون
تبتسم
تشع الغمازتان
أفكر
لماذا لم يتزوج بهذا الكمال
تضع يدها فوق يدي المتمسكة بإطار الشرفة الحديدي المشدودة بتوتر
تهمس بصوتها الواثق :
تعرفين من أنا
احترمك
اقدر الذي تقاسينه من أجل فهد
ما مكانة المرأة بالمجتمع
قدرها محفوظ
إجابة خاطئة
يحفظ المجتمع المرأة في كمين القدر
ما سمعت اعتراف الغرب بي
ولا تدويل قدراتي النسائية
بقدر ما أوجعتني حروف اسم فهد المتراقصة على شفتيها السخية
فهد
الاعتراف سيد الأدلة
انهارت كل الشكوك
علاقة معلنة
هذا الاحترام
هو حصن حمايتها من كرهي المضاد
ما عرفته
كل النساء من حيث قدمت حجب عنهن مثله
فكيف نقتسم خرافة
والرجال أنكروا أحقيتي به
عبد الله كنت له مرحلة متاح
و أيمن إجبار على العشق المحال
وفهد ثأر واهن من المرض السفاح
أما الساري فموهبة تاهت للشعب وهي من حق السلطان
و نياز كنت قشة تنقذ روحه من حقد الحرمان
حتى سعد رآني تنازل طائش
كلهم ما احترموا ميثى
تقلبت بين الأهواء والرغبات
وأبعدوني عن هذا الشاطئ
حيث الآمن
تابعت الاعتراف
هل وجدت بصبري سمات قسيس الأحد
لتقول :
فهد
كان مريضي منذ سنوات
أقسمت ألا اسمح لعلاقة المرضى أن تتطور بالطبيب
لكن فهد
أعادت نظرها لي لتكمل :
لا يقاوم
قلت بسرعة لئلا يكبح التردد الجرأة :
لماذا لم تتزوجا
قالت بغموض أدهشني أن للوضوح الغربي ظل :
يستحيل
أنا أكثر من يعرف ثمن الزواج من فهد
لست مثلك
تابعت :
حب الشرقيون
فكر
كم يبدعون بأعمال الذهن
الحب مراكب تمخر عباب ترحال بلا محيط
أفعال بلا تجسيد
توقفت
احترت
كم مريض من الشرق باح لها بأسرار الحب العذري
وروى قصائد قيس وهجران عبلة
نسيج محبوك من خيال
حب اللا مساس
قالت بردة فعل غريبة :
هل تغارين مني
ضقت بسؤال وقح
قلت بسخرية :
أهذه استشارة مجانية
أتجدين بي ما يثير اهتمامك الطبي
قالت باعتذار متأخر:
ما قصدت إغضابك
حديثنا مبتور بأسرار المريض المحظورة
أتعلمين
أصر فهد أن أراك
فخور بك
أنت امتداده بعد الغياب
وصرخته المكتومة بوجهه الفناء
أراني صورك مردد
هي أجمل
وحضورها قوي تعجز التقنية احتجازه
قلت له
ستعرف علاقتي بك
قال
لا ميثى صغيرتي
وأنا خائن
وما كانت الدناءة بكتب الأطفال
منذ دخولنا الشقة
رأيت بعينيك مكاني
وصمتك أعناني
أجاوب سؤالي لك
أغار منك
واحترمك
استدركت بقايا التبغ في السيجارة
اشخص حالة ليزا
خريجة مدارس الطب
موبوءة بالغرام
أصابتها عدوى شرق أوسطية
حادة
حالة مرضية مستعصية
بعد مغادرة الضيوف الشقة
وفهد أولهم لموعده الليلي
هربت للنوم
استغرقت برحمته العميقة
طرق باب الشرفة الصغيرة
زائر أول أيام لندن
أيقظني
مصر على الدخول
تجاهلته
وضعت يدي على إذني
اذهب
أيها الطارق
هز الباب بعنف
لم يكترث بالرفض
سخر مني
برسالته
موعدنا الغد
في الصباح
استيقظت متأخرة
على رنات الجرس
كانت سمر وحدها تنتظر مشوا ر التسوق
طرد نياز روحه الذليلة من جنان ما خطرت على قلب بشر
لماذا نتحصن بالأزياء الجميلة من الأخبار السيئة
شرف محاولة الدفاع عن شر الغيب قلدته لفستان عصري بتصميم غريب
ومكياج متقن
وشعر حر
أردت أن أكون
زوجة الشيخ
وان زارتني عشيقته البارحة
قلت لسمر باعتذار عن تأخيري :
يبدو إن الإفطار سيكون بالخارج اليوم
بلطفها المعهود قالت :
التغيير جميل
لنتصل بنياز وعاصي
ونفطر بمقهى ايطالي مميز
يهواه كل السعوديون
عند باب الشقة
قابلت فهد يقرا رسالة بجواله ليقول بتثاقل الساهر ولغة رفاقه :
صباح التسوق يا ميثى
هذه رسالة من أيمن
قرر خطبته على صبا بيوم عودتنا
أضيفي لقائمة الهدايا خطيبة أخي
قلت بشرود :
مبروك
تخيلت سرور الجوهرة زوجة عمي بخطوبة تعوض خيبة الابن الكبير
توجت صداقتها لزهوة بالنسب
أين صيته الصاقود من هذا الثنائي المتوافق
هذا الخبر على الصباح القادم من محطة أيمن المجروح
بداية
لماذا
لا اعرف بعد
في التاكسي اللندني الأسود
ضيق يجثم فوق صدري
تعجبت
كم هي المرأة مستحوذة تهيم بالتملك
لماذا الضيق
ليعيش أيمن حياته
هل أشفق على أن تكون صبا مثلي
شاخص
فزاعة
تطرد لوم المجتمع لرجل عازب
تتطلع لقلب متيم
وترتبط بأشلاء ماضي
أتمنى أن أكون
خسرت أيمن الذي ما كسبت
قالت سمر :
سيدتي
وصلنا
سنسير للمقهى خطوات
لذلك الشارع الجانبي
أحببت الألفة في المقهى الهادئ
تذكرت المشب بمجلس الرجال بالنسيم
ويوسف يحرك الحطب
قلبي يصرخ بحنين
اكتفيت
أريد الرياض
قلت لسمر :
تذكرت عزيز
كل النكات التي أحفظ هو رواها
وأشقى المقالب شاركني إياها
اشتقت له
هذا المكان فيه منه
ضحكت وبالعربية قالت :
بلكي بتجي أنت و ياه شي يوم هون
يوسف
في صغري قاسمتني الحياة حين نسى الآخرون وجودي
خلف باب الحديد
انتظرت عودتي من قصر العليا
بكفوفك الصغيرة المحتفظة لي بعطايا الفقر
أعوضك الآن
سأشاطرك لندن
هذه البديعة
مرشدك السياحي سأكون ذات يوم
قلت وعد غبي بلهجة سمر
وكأن الكلمات قد تجلب خير أو تدفع شر إن تنكرت بزي آخر
ولا يغتالها القدر :
أكيد
شي يوم
اختارت سمر طاولة خشبية دائرية
بالقرب من النافذة الكبيرة المخفرة على الجانبين بستائر بلون البنفسج وتل وردي
تلاعب اللون الدافئ على شحوب لندن
حادثت عاصي و نياز لنلتقي
تكلمنا عن المتاجر وما احتاج
بعد دقائق
أجد نياز قادم
أنيقا بتفوق البساطة
سمو الحضيض
عندما جلس على الطاولة
تأملت صورتنا على زجاج النافذة
تناقض
وحشية الصحراء
ومدنية البحر
التقاء فريد
متناغم متنافر
يبقى الانعكاس على الجماد
معقد بالواقع
لوحة جميلة
مستحيلة
تعجب سياح من اليابان خارج المقهى
يرفع الكاميرا مستأذن بالتصوير
بحركة من يد نياز يفهم رفضنا لتوثيق الفراق
أضاع عاصي التفرع الجانبي للشارع الرئيسي
ذهبت سمر لتقابله
أو ادعت ذلك ليعتذر نياز عن سلوك البارحة :
العمل مع العرب يحتاج خدمات شخصية
تفقد الكرامة
وتحفظ الوظيفة
اكره الاعتذار
وتفسخ العربي عن ذنوب مورثاته
يبث الحياة بالخلاف
منذ أمس
خسرت نياز الذي صدقت
رن الأجراس الصغيرة المعلقة على الباب
قدوم ليس كآخر
رفعت عيني
كان هو
الساري
ومعه ثلاث من الأصحاب
أعدت بصري لكوب القهوة أضفت مزيد من السكر احتفاء بلقاء الصدفة
الطارق كان موعد مع الروعة
بدلة سوداء وقميص ابيض بلا ربطة عنق
وملامح الفارس
وعيون حادة تحت سلال سيوف الحاجب
وابتسامة
تجمدت برؤيتي
اختار الطاولة البعيدة في ركن خافت الإضاءة
لا أريد أن انظر
ولا أطيق التغافل
لو كانت للنظرات صوت لأصاب لندن الصمم من دوي ما تقول عيناه
يأس نياز أن أتجاوب مع حديثه
كان المقهى ساكن
استشعرت حيرته
هي سلمى
من هو هذا الوسيم معها
ا أصدق ظن
لماذا تهرب بعينيها عني
لأنهما العنوان
انضم لنا سمر وعاصي
قام نياز وقرب مقعده ليستطيع عاصي مجالستنا
نهض الساري من مقعده بلا إرادة للحظة
جزع من تقاربنا
ثم جلس فليس له من الأمر شيء
تحدثنا معا
وكان خامسنا
ثم قام بقرار حاسم
هي سلمى
وهذا الوعد
تحرك باتجاه طاولتنا الصغيرة
تعلقت بوجهة الرائق بلمسات العافية
نثر السكر على المفرش المخرم بورود رقيقة
كتب
الساري
علق يده
يمين اسمه
قال نياز مؤديا لدور كلب الحراسة :
أعرفك بزوجة الشيخ فهد القادر
تعرفنا بنفسك
بقيت يده معلقة لحظات
غير الاتجاه
كتب نقطة باليسار
ورجع لطاولته
خسرت الساري الذي به آمنت
قلت لسمر :
صداع شديد
أريد العودة
في الشقة كانت عاملة المنزل تغني كلمات معجونة بلهجة تخفيها
ضحايا الطبقية يحتلون الأرض
في غرفتي
رن هاتفي
تجاهلته
أنا صفر اليسار
كيف أرد
أصر
لا أريد أن يوقظ فهد المتعب من ليل الغواني
أجبت
كانت أمي تبكي أخي عبد العزيز
بلهجتها التي تخفي
كعاملة شقة لندن
راح
لأمريكية
خطبها أمس
صيته
هو ابن أبيه
كيف تريدين أن يقود لك العز وعراقة الأصل
ما وجدت عندي سلوى
ثابرت على الصمت فهو ألطف من الحقيقة
خسرت عبد العزيز الحلم الذي انتظرت
ونمت بلا نعاس
كل الرجال رحلوا اليوم
اخلاء
ما بقي بديار ميثى رجل
تذكرت يوم خسرت عبد الله
السلسلة تتابع
أبي
عبد الله
أيمن
نياز
الساري
عبد العزيز
حتى فهد ما كان لي بيوم
أحكمت الغطاء على جسدي الموجوع
تذكرت يوسف
قرين اليوم العجيب
عندما واساني بهجر عبد الله
قلت له
جعلي اخسر كل الرجال وتبقى لي
هل قال
آمين
كما طلبت
إن قالها
يكفيني
في نومي
هجعت على كتفي يمامة بيضاء
أرخيت خدي أتحسس طراوة جناحيها
ترفرف لتطير
أريدها تبقى
تصير حركتها اعنف
صحوت من النوم
كانت يد فهد
تعجبت
ماذا يفعل بغرفتي المحرمة على قدميه بسلطته الحاكمة
أخافني وجهه الغاضب
هل قص عليه نياز أخبار الغريب الذي سطر لزوجته كلمات على فراش من السكر
هل غدي مرهون لركوب عين لندن الموحشة
قال بغضب :
يوسف
سوى لنا مصيبة
الغبي
إطلاق نار ومطاردة مع شرطة مكافحة المخدرات
ميثى
يوسف مصاب بالمستشفى
ما عندي تفاصيل بعد
بس حالته حرجة
هذا هو إذا
الطارق الليلي المتوعد لبقايا الأنس بحياتي
دقائق وبدأت استعيد القدرة على الكلام :
فهد
رجعني السعودية
ما اقدر اجلس هنا
أنت مشغول بأعمالك
أبي أكون مع يوسف
تابعت برجاء :
وبعد أسبوع أنت بالرياض
الله يخليك
دعوة بحكم الاعتياد
تؤذي فهد ولا تقنعه
قال بمرارة :
يخليني
أنا هدف إخلاء
بها الدنيا
خلاص أشوف لك لو ممكن
نعم صدقت
أنت لا تزال حاضر غائب
وإخلائك قادم
فرحت
قفزت من السرير بلباس النوم
أردت أن اقبل رأسه
دفعني عن نفسه بعنف
لماذا كل هذا الرفض
امتنان يا فهد
لا أكثر
لماذا تنفر من براءة علاقة الشرع
وتتلذذ بخطايا الحرام
أين ما تحكي لليزا عني
هم ينكرون المجاملة
لن تخدعني ليزا
ما دفعت لها ثمن جلسة استعادة ثقة أو تحرر من الغضب
لتواسيني
وقف بعيدا عند الباب
رمى علبة سجائره اعتذاره التافهة وقال:
كان تبين سجاير
أنا طالع
جهزي الشنط
أحاول لك برحلة بكرة
نظرت للساعة
ما بقي على رحلة السعودية لمساء الغد
يكفي لحزم الحقائب
والتحلل من الإيمان بالحدس
قال يوسف يوم الزفاف
تتغيبين عن عيوني
وكذبت به
بجهد فهد ومكانته ركبت الطائرة وحدي
في المطار
أهداني نياز كتاب مغلف بورق أجعد وبطاقة افتقاد
أمام العامود
ستارة مسرح إلقائه لشعر نزار يوم وصولنا
رفضت
وقلت بالعربية بلهجتي السعودية
سيفهمها وان استنكر :
نياز
آسفة
بطلنا الكلام المعلب
ما يمشي عندنا
ما احد يستورده
بلدي بشعوب
وتصدر للعالم
نفط وفكر
أنظر من للنافذة
أدير البزل رينق حول أصبعي
الأحجية
كيف ينفض تشابك الحلقات المتداخلة
كل أبطال رواية ميثى
رحلوا
بعملية إجلاء عن روحي
جلس بجانبي رجل ووجهي ملتصق بالنافذة
لن التفت
عرفته برائحته التي اختزنت حواسي من دولابه
الساري
بفوقية الأمير
والتمرد على الأوامر
يرفض الإجلاء
ليبقي
بالمقعد المجاور
رفيق ساعات رحلتي الطويلة
عائدة للسعودية