[GLOW="FFCC99"]
أسعد الله أوقاتكم بكل خير...
بسم الله نبدأ اخبار التعليم ..
لهذا اليوم ..
الخميس 10 / 3 / 1428 هـ ..[/GLOW]
الرياض:الخميس 10ربيع الأول 1428هـ - 29مارس 2007م - العدد 14157
------------------------------------------------------------------
لعلنا نفهم
مذكرات وزيرة 1- 2
د. حنان حسن عطاالله
تعليقا على موضوعي السابق عن تعليم اللغة الإنجليزية في المدارس الأهلية وذلك بتاريخ 3/ربيع الأول/ 1428ه كتب الأخ ناصر الصالح في موقع "الرياض" على الشبكة (أتمنى أن أراك وزيرة أو على الأقل وكيلة وزارة في التعليم فأنت خير من يمثل الآباء والأمهات في حكومتنا الرشيدة) شكراً يا أخ ناصر أكيد أن كلامك هذا جاء من قلب أبيض وعقل واع متفتح يكفي أن تكون واحداً من قلة قليلة جداً تؤمن بأن المرأة مثلها مثل أخيها الرجل وأن توليها لبعض المراكز القيادية لا يضر الرجل ولا يسلبه دوره القيادي والوظيفي فالعملية ليست عملية اما أنا أو أنت أنا أؤمن بأن الرجل الذي يعطي للمرأة حقوقها ويؤمن بقدراتها مثلها مثله هو رجل واثق من نفسه ولا يضره نجاح المرأة.
ولكن يا سيدي الكريم دعني أستعرض معك بعضاً من يوميات ومذكرات الوزيرة المقترحة التي سنفترض أنها ستتولى شؤون وزارة الأسرة والطفل وذلك حتى لا يغضب آدم سنترك كل الوزارات له ففي النهاية شؤون الطفل والبيت مهام يلصقها آدم بحواء فهي حسب وجهة نظره الأقدر والأعرف والأحسن في إدارة كل ما يتعلق بهذه الأمور.
قبل فترة لم يوجد عندي رجل في البيت لا زوجي ولا السائق كلاهما غائب، وسيارتان تقبعان أمام منزلي. لدي رخصة قيادة أمريكية أحتجت للذهاب للصيدلية واحترت كيف؟ وأخيراً قلت لابني ريان (احد عشر عاماً) دعنا نمشِ للصيدلية وافق بعد جدال وإقناع وعند خروجنا قال لي ابني ماما ليتهم يسمحون للنساء بالقيادة أنا لا أريد المشي أو حتى دعي والدي يعلمني القيادة فهناك الكثيرون ممن هم في سني ويقودون السيارة، قلت نعم الفكرة الثانية قابلة للتنفيذ أما الأولى فشبه مستحيلة وأخذت أمزح معه رغم أن قائد السيارة في الفكرة الأولى أكثر حكمة واتزاناً ولكنها في النهاية امرأة فالمعيار ليس العقل والنضج بل التوعية (ذكر أو أنثى) هذه يا أخ ناصر جزء من مذكرات وزيرة.
صفحة أخرى وموقف آخر قبل ما يقارب الأربع سنوات مرض زوجي واحتجنا للذهاب إلى أمريكا للمراجعة الطبية وكان زوجي في المستشفى لما يقارب الشهر قمت فيها أنا (وزيرة بيتي وما هو خارج بيتي) بإدارة كل صغيرة وكبيرة. وقبل السفر اكتشفت أن جواز سفري قد انتهى وان علي تجديده أحضرت خطابا باسم زوجي يطلب من الجوازات تجديد جواز سفري وقد ختم الخطاب من جهة عمله وشرح فيه تعذر حضوره شخصياً لوجوده في المستشفى لمرضه الشديد وعبثاَ حاولت أن أقنع المسؤول بحاجتي الماسة للجواز فلم يبق سوى يومين لسفري. وببساطة شديدة قال لي لابد أن يحضر زوجك شخصياً حتى لو كان مريضاً قلت له أظن الأسهل لو استطعت أنت الذهاب اليه في المستشفى "على طريقة خدمة التوصيل" بالطبع أدركت أن المسؤول الذي لا يدرك كلمة مريض ومنوم في المستشفى على ما فيها من بساطة هل سيدرك أنني في سن تؤهلني لاستخراج جواز سفر دون وصاية ثم لديه خطاب موثق.
أنا يا سادة ببساطة امرأة ناضجة. لست صغيرة، لدي أطفال أعمل أستاذة جامعية في كل فصل دراسي تتخرج العشرات من تحت يدي والله لن أهرب ولن أترك وطني وأهلي وأسرتي. نحن أكثر من مجرد طائر يقلع فرحاً إذا ما فتح له باب القفص. نحن باختصار يا سادة عقل وفكر ورؤية وحكمة وقد تتفوق كثيرات منا على بعض من عالم آدم. ولن يخاف منا ولا علينا متى ما ربينا تربية واعية ناضجة نعامل فيها كإنسان مسؤول. المهم حضر زوجي وفي يده أسورة المستشفى حضر وهو يمشي خطوات ثقيلة مؤلمة وجدد جواز سفري، في النهاية سافرنا وكنت أنا من يقود السيارة هناك لأخذ زوجي من وإلى المستشفى وأنا من تولى مهمة الحجز في الفندق وعند الأطباء حتى قبل سفرنا ورغم ذلك عجزت عن تجديد جواز سفري.
يا أخ ناصر شكراً مرة أخرى ولكن الا ترى أنه قبل أن أصبح وزيرة لابد أن أكون في نظر آدم أكثر من مجرد حمامة؟.. ودمت.
http://www.alriyadh.com/2007/03/29/article237206.html