النتائج 1 إلى 8 من 8

الموضوع: مطلوب بحث عن ( السمع لله )

  1. #1
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    26

    مطلوب بحث عن ( السمع لله )

    [align=center]بسم الله الرحمن الرحيم[/align]




    [align=center]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد


    أشكر منتدى غرابيل على مساعدتي وتحقيق طلبي في البحث السابق

    وفضلاً لا أمراً

    مطلوب بحث عن إثبات السمع لله



    قال تعالى ( لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ).
    هذه الآيات فيها إثبات صفتي السمع والبصر وقد ذكر الله -سبحانه- هذا الوصف بعدة تعبيرات، فمنها بالزمن الماضي كقوله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ [المجادلة:1]. وبالمضارع كقوله: وَاللَّهُ يَسْمَعُ [المجادلة:1]. وكذلك بالاسم كقوله: إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ [الأنفال: 61]. فهذه الصفات نثبتها لله -سبحانه- على ما يليق بجلاله وعظمته،[/align]

    .
    .
    .
    .
    .

  2. #2

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    حياك الله خيتي رحاب


    وإن شاء الله ابحث لك عن مقتطفات عن صفة السمع والبصر لله سبحانه وتعالى


    تمنياتي لك بدوام التوفيق
    [align=center][/align]

  3. #3

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]
    ( عقيدة أهل السنة والجماعة في إثبات السمع والبصر لله سبحانه وتعالى )

    قال الله تعالى :- { ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } ،

    وقوله تعالى :- { إن الله نعما يعظكم به إن الله كان سميعا بصيرا }

    الشرح للشيخ / صال بن فوزان آل فوزان :-

    { ليس كمثله شيء } أول الآية قوله تعالى { فاطر السموات والأرض

    جعل لكم من أنفسكم أزواجا ومن الأنعام أزواجا } قال الإمام ابن

    كثير في تفسيره ، أي ليس كخالق الأزواج كلها شيء لأنه الفرد

    الصمد الذي لا نظير له ، { وهو السميع } الذي يسمع جميع الأصوات

    { البصير } الذي يرى كل شيء ولا يخفي عليه شيء في الأرض ولا في السماء

    قال الإمام الشوكاني في تفسيره :- ومن فهم هذه الآية الكريمة حق

    فهمها وتدبرها حق تدبرها مشي بها عند اختلاف المختلفين في

    الصفات على جادة بيضاء واضحة ويزداد بصيرة إذا تأمل معنى قوله

    { وهو السميع البصير } فإن هذا الإثبات بعد ذلك النفي للمماثل

    قد اشتمل على برد اليقين وشفاء الصدور وانثلاج القلوب فأ قدر

    يا طالب الحق قدر هذه الحجة النيرة والبرهان القوي فإنك تحطم

    بها كثيرا من البدع وتهشم بها رؤوسا من الضلالة وترغم بها أنوف

    طوائف من المتكلمين ولا سيما إذا ضممت إليه قوله تعالى { ولا

    يحيطون به علما } ، وقوله { إن الله نعما} قبله قوله { أن الله

    يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن

    تحكموا بالعدل } قوله { نعما} نعم : من ألفاظ المدح و ( ما)

    قيل نكرة موصوفة كأنه قيل : نعم شيئا يعظكم به ، وقيل إن ما

    موصولة أن نعم الشيء الذي يعظكم به ، وقوله { يعظكم } أي

    يأمركم به من أداء الأمانات والحكم بين الناس بالعدل ، وقوله {

    إن الله كان سميعا بصيرا } أي أنه سبحانه سميع لما تقولون ، بصير بما تفعلون ,


    الشاهد من الأيتين الكريمتين :- أن فيهما إثبات السمع والبصر

    وفي الآية الآولى نفي مماثلة المخلوقات ففي ذلك الجمع فيما وصف

    وسمى به نفسه بين النفي والإثبات ، والله أعلم

    وإلي العقيدة الثانية من عقائد أهل السنة والجماعة في أسماء الله وصفاته سبحانه وتعالى . [/align]
    [align=center][/align]

  4. #4

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]صفة السمع

    إن صفة السمع صفة كمال، السمع يطلق على إدراك الأصوات؛ كل من يوصف بإدراك الأصوات فإنه يسمى سميعا، فإذا كانت المخلوقات الحية المتحركة من كمالها أنها تسمع الأصوات؛ فلا يمكن أن الذي خلقها يكون فاقدا لهذه الصفة؛ فإن ذلك يكون تفضيلا للمخلوق على الخالق، الله سبحانه وتعالى وصف نفسه بالسمع في القرآن -في الآيات الكثيرة-؛ فذكره بالاسم، وبالفعل الماضي، وبالفعل المضارع، بلفظ الجمع، وبلفظ الإفراد، مثال ذلك قوله تعالى: لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ هذا ذكر بلفظ الماضي لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ ومثله: قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا هذا ذكر بلفظ الماضي، ثم ذكر أيضا بلفظ المضارع في قوله: وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا بلفظ المضارع يسمع، ثم ذكر بالاسم في قوله: إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ فتنوع ذلك يدل على الإدراك للأصوات .
    وتقول عائشة رضي الله عنها: سبحان من وسع سمعه الأصوات؛ لقد جاءت المجادلة تجادل النبي صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب الحجرة، وإنه ليخفى علي بعض كلامها؛ حتى أنزل الله قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وهي امرأة أوس بن الصامت وهي التي استوقفت عمر رضي الله عنه مرة؛ فلامه بعض أصحابه وقالوا: كيف أطلت الوقوف مع هذه المرأة؟ فقال: هذه هي التي سمع الله شكواها من فوق سبع سماوات، يعني: أنه أجابها لما اشتكت ويطلق السمع على الإجابة، يعني: استجاب، فقول المصلي: سمع الله لمن حمده، ليس المراد هنا إدراك الأصوات؛ وإنما المراد سمع سَماعَ إجابة أي: سمعهم ليجيب من حمده على حمده له ويثيبه، يجيبهم ويثيبهم، فيكون السماع هنا سماع الكلام الذي يلزم منه الإجابة، وفي الورد الذي اشتهر قول : حسبي الله وكفى، سمع الله لمن دعا، يعني: سَِمع سمْع استجابة .
    وفي دعاء الاستعاذة: نعوذ بالله من عين لا تدمع وقلب لا يخشع ودعاء لا يسمع أي: لا يسمع سماع استجابة، أي: لا يسمعه الله سماع إجابة، ويكون أيضا من آثار سمع الله تعالى لكل شيء حصول مراقبة العباد لربهم، فإن العبد الذي يستحضر أن الله تعالى يسمعه لا بد أنه يراقبه ويستحضر أيضا أن ربه تعالى سوف ينصره إذا استنصره، ويعطيه إذا سأله، ويجيبه إذا دعاه، يدل على ذلك قول الله تعالى لموسى وهارون إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى وهذا جاء بلفظ المضارع، أسمع وأرى، فمعنى ذلك أنني سوف أنصركم لأني أسمع ما تقولونه وما يقال لكم، ومن كان كذلك فإنه لا يخاف أن يغلب، إذا كان الله تعالى معه؛ فإنه يسمع كلامه سماع إجابة، وينصره إذا اعتدي عليه، ويكون أيضا من فوائد استحضار سمع الله تعالى أن يراقب العبد ربه؛ فلا يقدم على معصيته بأية كلمة وهو يتحقق أنها في سمع الله تعالى، ولذلك قال الله تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ وغير ذلك من الآيات.
    ونعتقد مع ذلك أن ربنا سبحانه يسمع كما يشاء، وليس بحاجة إلى الأدوات التي يسمع بها الإنسان، لا نتكلم فيها؛ فلا نقول: إن السمع يحتاج إلى الأذن، وإن الأذن لا بد أن يكون فيها أصمخة وفيها فتحات وفيها طبلات، وفيها وفيها، هذا كله لا يجوز الخوض فيه؛ لأنه لم يرد؛ حيث أثبت الله تعالى لنفسه أنه سميع وأنه بصير، ومع ذلك ما ذكر لنا صفة أو آلة السمع -كما نعرف-؛ بل أثبت لنفسه صفة السمع كما يشاء، فالذين يردون هذه الصفة يقولون: إن السمع يحتاج إلى أجهزة، أجهزة السمع التي تكون في الحيوان، والجواب: أنا لا نخوض في مثل هذا، وأما الحديث الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ قول الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إن اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا لما قرأها وضع أصبعيه على عينيه وأصبعيه على أذنيه فليس المراد سميعا بصيرا كعينين مثل أعيننا، وأذنين كآذاننا؛ وإنما مراده حقيقة السمع وحقيقة البصر، أي: كما أنكم تسمعون من هنا، وتبصرون من هنا، فالله سميع بصير؛ أي: كما أن العينين آلة للبصر: والأذنين آلة للسمع .
    فكذلك الله تعالى سميع سمعا حقيقيا، وبصير بصرا حقيقيا، فلا يجوز تشبيه صفة من صفات الله تعالى بما يختص بالآدميين ولا بما يختص بسائر الحيوانات؛ لأن الله تعالى نزه نفسه عن مشابهة المخلوقات بقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ فمع إثباته للسمع والبصر نفى المثلية أو المماثلة، وهذه الآية أو بعض آية رد على الطائفتين، فقوله: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ رد على الممثلة، وقوله: وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ رد على المعطلة، ولهذا ثقل آخرها على الجهمية ونحوهم، حتى روي: أن بعض المعطلة أظنه ابن أبي دؤاد اقترح على بعض الخلفاء يمكن أنه المأمون أن يكتب على كسوة الكعبة ليس كمثله شيء وهو العزيز الحكيم يعني حتى لا يكون في الآية إثبات صفة السمع والبصر؛ فاعتذر بأنه يكون قد غير كلام الله تعالى، فالله تعالى ليس كمثله شيء؛ مع أننا نثبت له هذه الصفة التي هي صفة السمع وصفة البصر؛ وذلك لأنها صفة كمال.
    ثم من صفات السمع أن الله تعالى يسمع كل شيء، يقول في بعض الآثار: إن الله يسمع دبيب النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليلة الظلماء دبيبها يعني: حركة وطئها بأقدامها؛ يسمع ذلك، ثم كذلك من خصائص الله تعالى أنه يسمع الأصوات ولا تشتبه عليه اللغات ولا تغلطه كثرة المسائل مع اختلاف اللغات وتفنن المسئولات، ففي اللحظة الواحدة يسأله مئات الألوف، وكل منهم يسأل حاجته، وقد يكونون بلغات متعددة؛ مئات اللغات وألوف اللغات، ومع ذلك لا تغلطه كثرة المسائل؛ مع اختلاف اللغات وتفنن المسئولات ؛ فيسمع كلهم في آن واحد، ويجيب من يريد إجابته منهم، ويعطيه طلبته، ولا تشتبه عليه الأصوات مع اختلافها في آن واحد، المخلوق أنت مثلا إذا تكلم أمامك اثنان أو ثلاثة فقد لا تميز كلام هذا من هذا إذا كانوا يتكلمون في آن واحد؛ كل واحد يوجه خطابه إليك؛ فإنه يلتبس كلام هذا بكلام هذا، ويشتبه بعضهم ببعض أما الخالق تعالى فإنه يسمع الجميع ولا يشتبه عليه كلام أحد بكلام الآخر، وذلك دليل على ما اختص به الرب سبحانه وتعالى في أنه يسمع كلام عباده ويجيبهم ويعطيهم ما سألوه، فهذه فائدة إيمان العبد بأن الله تعالى وسع سمعه الأصوات. [/align]
    [align=center][/align]

  5. #5

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]ثم ثبت أيضا صفة البصر في آيات كثيرة وصفة الرؤية في قوله تعالى: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا البصر: هو إدراك المبصرات يعني إدراك الأشياء, الله تعالى يرى كل شيء قال الله تعالى لموسى وهارون إنني معكما أسمع وأرى فأثبت لنفسه السمع وأثبت لنفسه الرؤية.
    وقال تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ أثبت لنفسه الرؤية وصفة العين والأعين والرؤية والسمع والبصر كلها صفات ذاتية, ملازمة للذات يعني: أن صفته كونه يسمع ويرى صفة ملازمة لذاته سبحانه وتعالى لا تنفك عنه هذه الصفة, ولا شك أن هذه كلها صفات كمال وأن نفيها صفة نقص فلذلك اعترف بها الأشاعرة أثبتوا صفة السمع والبصر؛ لأنها صفات كمال, ونفاها المعتزلة, وبالغوا في نفيها وادعوا أن إثباتها يعتبر تشبيها كما قالوا. [/align]
    [align=center][/align]

  6. #6

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]وأما البصر فقد قرن الله تعالى البصر بالسمع في بعض الآيات التي ذكرنا كقوله تعالى: إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ في قوله: سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ قرن بين السمع والبصر، السميع الذي يسمع الأصوات، والبصير الذي يدرك المبصرات، البصر هو: إدراك المبصرات يعني: إدراك المرئيات، يطلق عليه اسم البصر؛ أبصر فلان كذا، ويأتي بلفظ الرؤية؛ رأى فلان كذا وكذا، ورد ذلك أيضا في حق الله تعالى في قوله لموسى وهارون إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى لم يقل هنا: وأبصر؛ إذ أنه أثبت لنفسه اسم البصير في عدة آيات؛ والبصير هو الذي يرى ولا يخفى عليه شيء من أمور عباده، وكذلك أيضا أخبر بأنه يطلع على أمور عباده، ولا يخفى عليه منهم دقيق ولا جليل، قال الله تعالى: وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْآنٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ أي: نراكم ونشاهدكم ونراقبكم عندما تفيضون في هذا الأمر من الأمور لا تخفون علينا، فيقول العلماء: إن الله تعالى بصير بالعباد، ويطلق البصر على العلم ويطلق على الرؤية، بصير بالعباد بمعنى: أنه عالم بهم، يعلم من يستحق الهداية أو الإضلال يعلم من يستحق الفضل أو عدمه، بصير بالعباد يعني: يعلم من هو أهل للإيمان أو للكفر، هذا معنى من معاني البصر؛ ولكن المراد في أكثر المواضع البصر الذي بمعنى الرؤية يعني: أنه يرى عباده ،كما في الآية التي ذكرنا وهي قوله تعالى: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ يعني: ولو كنت في ظلمة في مكان خفي فإنه يراك ويطلع عليك .
    يقول العلماء: إن الله تعالى بصير لا يستر بصره حجاب، لا يحجبه عن خلقه شيء من مخلوقاته؛ بل لا يحتجب ذو شأن بحيث لا يطلع عليه ولا يراه الرب سبحانه وتعالى.
    وفائدة الإيمان بهذا البصر -بإبصار الله تعالى هي مراقبة الله، مراقبته فلا يقدم على ذنب ولا يعمل سيئة، إذا هم بشيء يقول: كيف أفعله وأنا أمام الله تعالى؟ يراني في كل حالاتي، وقد علمت بأنه قد نهاني، وقد حرم علي ذلك، فمن استحضر أن الله تعالى يراه في كل الحالات؛ فإنه لا تحدثه نفسه أن يقدم على ذنب أو يفعل أي معصية وهو يعلم أنه بمرأى ومسمع من الله، ويعلم أن ربه حرم عليه ذلك، وأنه قادر على أن يعذبه، وينتقم منه.
    ذكر أن رجلا كان قد عشق امرأة، وأغرم بها فقال له بعض أصحابه: لو خلوت بها في مكان بعيد عن الناس، لا يراكما إلا الله، ماذا تفعل معها؟ فقال: لا أجعل ربي أهون الناظرين، هكذا تكون المعرفة، يعني: لا أتهاون بنظر ربي، الله تعالى ينظر إلي، قد عرفت أنه نهاني وحرم عليَّ فعل الفاحشة فكيف أتهاون بنظره؟ لو كان ينظر إلي أبوها لهبت أن أمسها أو أن أقبلها، وأبوها أو أخوها أو زوجها ينظر، وربنا أقدر منهم، الله قادر أن ينتقم مني ويعذبني ويهلكني في لحظة، وقدرته أقوى من قدرة أوليائها، هذا أثر المعرفة، لا أجعل ربي أهون الناظرين، وهكذا يكون كل عاقل إذا خلا بمعصية؛ فلا يقول: إني خال. يقول بعض الشعراء:
    إذا ما خلوت الدهـر يومـا فلا تقل
    خـلوت ولكــن قـل علـي رقيب


    الرقيب: هو الله تعالى وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ رَقِيبًا أي: مراقب لعباده، يطلع على أحوالهم ويعلم سرائرهم وما تخفيه ضمائرهم، فلا تقل: خلوت؛ ولكن قل: علي رقيب .
    ذكر ابن رجب أيضا في بعض كتبه: أن رجلا راود أعرابية على نفسها في ليلة ظلماء، في برية، فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب، فقالت تلك الأعرابية الجاهلة: فأين مكوكبها؟ استحضرت أنها مخلوقة مدبرة مسخرة، وأن الذي كوكبها يعني خلقها وسيرها لا يخفى عليه خافية، وأنه يرى جميع العباد في كل الحالات، فهكذا تكون مراقبة الله تعالى إذا علم المؤمن التقي أنه دائما بمرأى ومسمع وأنه لا يخفى على ربه منه خافية لم يستطع أن يتجرأ على المعصية التي يعلم أنها حرام، وأن الذي حرمها يراه.
    لو أن أميرا من الأمراء أو ملكا من الملوك حرم اعتداء على شيء -على إنسان مثلا أو على شجرة أو نحو ذلك- فهل يجرؤ أحد أن يقطع تلك الشجرة ؟ وذلك الملك يراه، ومعه قوته، ومعه جنوده الذين هم مزودون بالأسلحة، يعلم أنه لو قطعها لبطشوا به، كيف يقدم عليها؟ وقد علم أن ذلك الملك نهى عن قطعها أو نهى عن هدم هذا الجدار أو ما أشبه ذلك، فإذا كان هذا في حق المخلوق؛ أنه لا يتجرأ أحد على أن يطلب أو يفعل شيئا نهى عنه وهو يرى فكيف بالخالق ؟! فهذا أثر الإيمان، من آمن إيمانا حقيقيًّا يقينيًّا بأن الله تعالى يراه ويراقبه لم يعصه طرفة عين.

    في وصية بعض العلماء أو بعض النساك لأحد تلاميذه يقول : استحي من الله أن يراك حيث نهاك، أو يفقدك حيث أمرك يعني: خف من الله أن تفعل شيئا نهاك عنه، وتعلم أنه يراك، يراك تفعل شيئا نهاك عنه، أو يفقدك في مكان أمرك بفعله، يفقدك في المساجد في صلاة الجماعة، وقد أمرك بذلك، أو يراك في أماكن الرقص وأماكن الغناء وأماكن اللهو، وتعلم أنه قد نهاك، استحي من الله أن يراك حيث نهاك، وأن يفقدك حيث أمرك.
    وكل هذا إقرار بأن الله تعالى يرى عباده في كل حالاتهم، وأنه بصير بأحوالهم، ومراقب لهم، لا يخفى عليه منهم أحد مهما احتجب ومهما تستر.
    في الحديث الذي في الصحيح أن ثلاثة بمكة خلوا بمكان فقال أحدهم: هل ترون أن الله يرانا في هذا المكان أو يسمعنا؟ فقال آخر: يسمعنا إن جهرنا، ولا يسمعنا إن أخفينا، فقال الثالث مستنكرا: إن كان يسمعنا في الجهر فإنه يسمعنا في السر، أنزل الله تعالى قوله: وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ تظنون أن الله لا يعلم أحوالكم، ولا يطلع على خفاياكم، ولا أسراركم ... كما كنتم تستترون من الله تعالى، فيفيد أن أهل العلم وأهل الإيمان وأهل الصدق هم الذين لا يجرؤون على أن يفعلوا شيئا مما حرمه الله، وهم بمرأى من ربهم ومسمع، فهذه فائدة الإيمان برؤية الله تعالى. [/align]
    [align=center][/align]

  7. #7
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Feb 2006
    المشاركات
    26
    الأخ newone_01


    جزاك الله خيرا على المجهود الجبار الذي تقوم به



    وجعلها الله في موازين حسناتك



    ( الدال على الخير كفاعله )

  8. #8
    مراقبـــة الصورة الرمزية (* الوفـاء طبعي *)
    تاريخ التسجيل
    Jan 2006
    المشاركات
    10,249
    جزاك الله خيرا على المجهود الجبار
    لا تحسبني يوم ابتسمت في وجهك أبيك..........
    ................بعض الوجوه اهينها بابتسامه


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. مطلوب أمنيا .... مطلوب شعبيا
    بواسطة kamel asharef في المنتدى منتدى القضايا العامة والاستشارات الاجتماعية
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 08-10-2008, 12:32 AM
  2. رفيق الشمع
    بواسطة trad omar في المنتدى منتدى الخواطر والشعر الفصيح
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 11-07-2008, 12:57 PM
  3. قم ياعاشق الطيب مطلوب يالطيب مطلوب
    بواسطة الصقر البرازي في المنتدى المحاورة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 20-07-2006, 02:50 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •