نهرني فهد بقول اجزع أمي :
بعدين
يوسف
تزورها بعدين
فيه أمور خاصة لازم اكلمها فيها الحين
نظر يوسف بغيض مكتوم وقال معلنا انهزامه:
طيب أخليكم براحتكم
وأشوفكم على خير
رافقت أمي يوسف
جلس فهد واضعا يده على رأسه وقال والألم في ملامحه :
الأحد الجاي
أمي عازمة عمي ماجد وخالتي زهوه جايين للسعودية إجازة
ولازم تحضرين
زهوة
رفيقة زوجة عمي الجوهرة منذ الطفولة وقريبتها المتنقلة مع زوجها الدبلوماسي الوسيم بين عواصم العالم
رائعة صداقتهما
لزهوة ابنتين جميلتين ريما وصبا
وقيس المراهق المدلل
لقاء هذه الأسرة اللطيفة من أمتع ما يحدث في قصر العليا
للجميع
إلا فهد المعارض
كان يتحجج بالتوافه لتفادي تواجده بينهم
إلا لأنهم مقربون من أمه
لا ادري
كيف يصر أن احضر ما كان يكره
ماذا سيحدث
ماذا ستقول الجوهرة لصديقتها عني
ومن أين لميساء قدرة لتتحمل زوجة الأخ القادمة من الصفوف الخلفية للصدارة
فعلا سيكون استعراضا غرائبي
كما رددت لزميلات مدارس الرياض
ميثى شو
أكمل فهد حديثه بما أخرجني من توقعات التحالف و المعارضة :
وبكرة نادين تستناك أربع العصر في مقر الشركة
فيه إجراءات إدارية
فتح حسابات وبطاقات ائتمان وعقود بيع وتوكيل مكاتب محاماة وإدارة أموال
أكيد بحكم دراستك ما راح تلقين صعوبة بالتفاصيل
ثم أشار للطاولة الصغيرة حيث العلبة الثروة
وقال :
و طبعا خزنة للأمانات
صمت قليلا وهو يشد من ضغط يده على جانب رأسه وتابع بعمق :
أيمن أنا ما أثق فيه
معاك
في حقوقك
عشان كذا أنا قررت اصفي أشياء مشتركة لسندات بورصة واسهم عالميه
وأبيع عليك عقاراتي بعقود موثقة
فكرت
لماذا
أنا يورثني فهد كل ما يملك مسابقا المرض
هل قرأ السؤال بعيني ليقول :
أنتي زوجتي
انقلابي الصغير
في موتي حقيقة
وما راح تبقي على قبري دمعة اصدق
من هذي
مسح بيده اليمنى دمعة لا ادري كيف هربت من حصار أفرضه على الشفقة
وبيده اليسرى أبعد كفي من فوق فمه بعثتها رسول يستعطفه الصمت
وكأن الموت لا يحضره إلا نداء :
يا ليت يا ميثى
كنت اصغر وأنت اكبر
والعمر أطول
ودق على صدره بقوة مفزعة وقال :
وأنا هنا اطهر
لا شفت ولا سمعت
ما فهمتي
يعنى
لو أنا مثل أيمن
كانت الدنيا علينا أسهل
دخلت أمي بقهوتها
صدمها حزن المكان ووجوم العرسان
قلت محتارة من كلمات لا أفهمها ومتمسكة بتفاصيل اعرفها :
بس فهد أربع العصر
ما عندي احد يجيبني للشركة
قال مستدركا :
فعلا يبيلك سيارة وسواق
قالت أمي التي لم ترى عبوس سعد اليوم
حتى انه لم يبارك لي زواجي :
كلمي سعد ترا وش حليله
نظر فهد مستفسرا عن سعد فقلت :
سعد قريب وحده من رفيقاتي يوديني الحين الجامعة بعد انشغال رشيد مع ميساء
نظر فهد لساعته و قال :
ما دام عاجبكم
خلاص خليه يمر بكرا الظهر على الشركة يستلم سيارتك
ونعمل معاه عقد
أنهى فنجان قهوته بسرعة
قال موادعا :
لا تتأخرين على نادين مرتبطين بمواعيد مع
قاطعه رنين موحد لجواله
ولهاتف المنزل
ومكالمة بنغمة بكماء على جوالي من يوسف
كلها تحمل نفس الخبر
ففي الوقت الذي صرخ يوسف بإذني :
مصعب راجع الخميس
ابتسم فهد ليقول بطريقة وهو يخطو لخارج البيت :
هذا الوالد يقول الداخلية تقول نستلم مصعب من المطار صبح الخميس
وتابع فهد بضيق على خلفية صراخ أمي مبشرة بعودة مصعب :
وكأنه لازم نتلاقى
اقصد نتوادع
استمر صوت أمي يتدفق من صالة المنزل محاربا كل المشاعر إلا الفرح يردد :
الله يبشركم بالخير
مصعب راجع
يا الله لك الحمد
يا بنات مصعب راجع الخميس
ميثى تعالى كلمي أم عبد الرحمن زوجة مصعب
ميثى
وسط الأمان الذي يبشر به صوت أمي البعيد
وجدتها فرصة أن أتطاول على أطراف أصابعي وأنا أودع فهد عند الباب لأقبله على خده الحليق الناعم بسرعة وهمست :
شكرا
أعطاني اليوم الكثير
كم هو مهموم
ووحيد
حتى الصديق عاد متأخرا
مسكني مع عضدي بقوة كدت اصرخ من آلمها
ليقول بصوت يجاهد للخروج من بين أسنانه المطبقة غضبا :
انتبهي
عمرك ما تسوين كذا ثاني
ويخرج
هل يرفض الشفقة
أم يرفضني أنا
لا ادري
يتوجني ملكة على دولة ثرواته المترامية الأطراف
ويشمئز من قبلتي
أخذت أدلك ذراعي عند الباب
ليلتفت
ويلتقط لي صورة بجواله وهو يبتسم بغموض
ويغلق الباب الخارجي
أقف مشدوهة
تسحبني منيرة من ذراعي المصابة بحادث قبلة لتقول :
تعالي
زوجة مصعب على الخط
أم عبد الرحمن تبيك
الحفيد الأول لكل أبناء عمي اسمه عبد الرحمن
تيمنا بعمي الأمام
هل سيكون ابن ميساء عبد الرحمن الثامن
كان ابني
الثامن
يا فهد يا من تقتل قبلة
كان ابني عبد الرحمن الثامن
أتفهم
هذا المطلب العويص هو ما صرخت به منيرة :
أنتي ما تفهمين
شكلها مستعجلة
رقيقة هي هيلة زوجة مصعب
تجرعت الصبر وتميزت بالصمت
شروط الحياة في بيت أهل الزوج
غاب مصعب
فعاشت بين حمى جد أولادها الثلاثة
و راتب مزنه المشاع
وهبات فهد الموسمية
ماذا تريد مني
منيرة لها اقرب
كان صوتها بالهاتف منخفضا من فرح وخجل :
ميثى يا حبيبتي
سمعتي مصعب راجع
وأنتي تعرفين الحال
قصدي
بسم الله عليك أنتي تفهمين بسواليف التصبيغ والتسنع
وهو يوم يروح وأنا شي
والحين
الله يرحم الحال
تغيرت
أيتها المرأة
تحملين نفسك جريرة الهجران
وتتزينين لشارد بين دروب الأوهام
أكملت على استحياء :
يعني تكفين
أبي أسوي ترميم
باللي هو به
تو فهد الله يكثر خيره معطينا العويده
كنه عارف
أساعدك
اعرف كثيرا عن ترميم النساء لحيطان الجسد
ولكن يا هيله
كيف ننقذ أنوثتك من مجاعة عصفت بك أمد
هلكت من انتظار لإحساس رجل