صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 16 إلى 30 من 30

الموضوع: بحث عن التربيه

  1. #16
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    12
    اهلين وسهلين اخوي
    الله لايحرمها منك العين اللي تغليك وتعزك
    ماقصرت معي والله يالشيخ
    تسلم والله وهذا العشم
    والسموحه منك لو ثقلت عليك00000
    اختك
    سجم

  2. #17

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هلا بك خيتي سجم .. حياك الله وفي الخدمة


    هذا بحث حلو بعد عن التربية الإسلامية


    وعنوان البحث التربية الإٍسلامية بين الأصالة والمعاصرة

    وهذا هي المقدمة

    التربية الاسلامية بين الاصالة والمعاصرة

    --------------------------------------------------------------------------------

    [align=justify]بسم الله الرحمن الرحيم

    والصلاة والسلام على سيدنا محمد سيد المرسلين المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين أما بعد
    لا يخفى علينا جميعا حاجة الناس إلى التربية الإسلامية بطبيعتها ومحورها ومصدرها وبأصالتها وبأسسها وجوانبها وبمبادئها وبأساليبها وبمناهجها وبأهدافها وبكل ما اشتملت عليه هذه التربية الشاملة المتكاملة بمضامينها الإنسانية والتي لاتخفى على كل ذي لب ولا ننسى أعلامها الذين نهجوا نهج آهل الحق والاستقامة أو نهجوا نهج الفلاسفة أو الفلاسفة أو نهجوا نهج المتصوفة او نهجوا نهج المذهب الاجتماعي وأئمة الإصلاح وبمعطياتها وبقيمتها من كتاب الله السنة النبوية الشريفة وربما على طريقها من المعالم تصلح أن تكون تربية عالمية.
    وعلى هذا الصدد جمعت لكم أعزائي القراء بعض ما احتوت عليها التربية الإسلامية من مفاهيم واهداف وخصائص وغيرها من الأمور أوردتها أعلاه فكما تعلمون التربية الإسلامية مستمدة من مصادر شاملة واسعة لا أستطيع أنا ولاغيري أن يحصرها في صفيحات قلائل لا يسمن ولا يغنين من جوع وأنا _عزيزي القارئ _ في هذا البحث وان كنت مقصرة كثيرا في طرحها فلا غرو أن تجد مجهودي واضح في طرحه فالقصور طبيعة الإنسان ولن تجد إنسان كامل .
    والتربية الإسلامية تربية سامية قويمة قلما تجد أجادوا في تطبيقها إجادة تامة ولئن وجدهم فأولئك هم أعلام الإسلام وأئمة المسلمين وأولياء الله قلما يجد الزمان بهم فانظر يا صاحبي وتأمل وتفكر مال هذه التربية الإسلامية من فضل عظيم يناله من طبقها وسار على نهجها .
    ولتعلم ياخي أن التربية الإسلامية كرمت إنسان بالعلم ودعمت وجوده فنمته من جميع جوانبه ورعته في كل أدوار حياته من المهد إلى اللحد واستغلت مواهبه , فابتكر وطور وجدد ليكون جديرا بخلافة الله سبحانه على الأرض . ولا ننسى بان التربية الإسلامية تنبع من أغنى الموارد واصفاها واعذبها نعم تلك الموارد المستمرة والخالدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها الا وهي كلامه سبحانه " القران الكريم ووحيه على رسله" السنه النبوية".
    ولكن_حديثا_ للأسف لننظر مثلا إلى ما وصلت إليه حال التربية الإسلامية من تهميش وإغفال من قبل طلابها ورودها ومدرسها تهيش الله المستعان عليه فوالله انه ليحز قي نفسي أن اذكره ولكن اترك لكم أن تروء الواقع وتتأملوه ثم انه لاحاجة لي بذكر ذلك البلاء الذي وصل من قبل أولئك الذين يسمون أو يسميهم معلمي التربية الإسلامية ففي حقيقة الأمر أنى في قرارة نفسي لا اعترف بها كمعلمين والطامة الكبرى انهم يدرسون أسمى العلوم والتي لاشك أن بتعلمها وإتقانها والعمل بها تقربنا إلى الله زلفى ولكن ماذا عسنا نقول فيمن حاق عليه الرأن في الدنيا والآخرة
    وحتى لانخرج عن إطار الموضوع اترك لك عزيز القارئ التجوال بين جنبات التربية الإسلامية لتجني من أشجارها المخضرة وتأكل من ثمارها اليانعة كل ماتتقوق اليه نفسك ويشرأب اليه عنقك وتستفيد منه _في الدنيا والآخرة_ وتفيد فإلى هناك [/align]
    [align=center][/align]

  3. #18

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=right][align=justify]وحتى نكون على بينة من امرنا يجب علينا أولا إيجاد تعريف للتربية مجردة لغة واصطلاحا
    وللتربية تعاريف متعددة من الناحية اللغوية ولست هنا بصدد إيرادها جميعا ولد أوردت المعنى الذي يتناسب مع فحوى الخطاب :
    التربية لغة من:ربّى .. يربّو ... بمعنى.. : اصلح وتولى أمره وساساه وقام عليه ورعاه(1)
    والتربية في لغة الاصطلاح:"نشاط إنساني يحدث في المجتمع وتحدد أهدافها وطرائقها بطبيعة المجتمع فهي المؤسسة الأولى للمجتمع للنقل تراثه الثقافي والاجتماعي من مجمع الصغار لتنشئتهم لمجتمع الكبار ".(2)

    التربية الإسلامية:


    أولا:جميعنا يعلم ما هو الإسلام فهودين الله الخالد إلى يوم يبعثون وهي الدين السماوي الوحيد الذي تكفل الله بحفظه من غير تحريف ولاتأويل ومن غير زيادة أو نقصان .
    ثانيا: التربية الإسلامية كمفهوم تعددت التعاريف في هذا الشأن وهنا سأورد بعض منها على سبيل الحصر فقيل هي:"مجموعة التصرفات العملية والقولية ,المأخوذة من نصوص القران الكريم والسنة النبوية الشريفة أو الاجتهاد في ضوئهما. والتي يمارسها الإنسان بإرادته مع إنسان آخر ,بهدف مساعدته في اكتمال جوانب نموه واستعداده وتوجيه قدراته وتنظيم طاقته , ليتمكن من ممارسة النشطات وتحقيق الغايات التي يحددها الإسلام"(3)
    وقيل:"بناء الإنسان بناء متكاملا متوازنا ومتطورا , من جميع الوجوه جسيما وعاطفيا وعقليا واجتماعيا وخلقيا وجماليا وإنسانيا ,كي يكون هذا الإنسان بشخصيته المنسجمة لبنة حية فعالة في بناء مجتمعه" (4)
    ويقول شيخ الإسلام"احمد بن حمد الخليلي" في تعريفه للتربيه الإسلامية بأنها :" هي الإصلاح والتنمية _ويراد بالتنمية هي_ تنمية الفضائل وتربية النشء على طاعة الله , وعلى الأخلاق الفاضلة وعلى تجنب سفاسف الأمور والاستعلاء عليها ,والحرص على الترقي في مدارج الكمال إلى مافيه مرضاة الله سبحانه وتعالى من الاستمساك بخير الدنيا والآخرة"(5)
    ويقول أيضا:"هي العناية بالجوانب المتعددة للناشئة , وتنميتها شيئا فشيئا إلى أن يرتفع إلى الاوج الأعلى محققا العبودية المطلقة لله سبحانه وتعالى"(6)
    بعد هذا الاستعراض المختصر حول مفهوم التربية الإسلامية تنتقل بنا السفينة التي تمخر بنا عباب البحر إلى:

    مصادر التربية الإسلامية
    1

    1_ القرآن الكريم : وهو المصدر الأساسي الأول للتربة الإسلامية, والذي تستمد منه, وفي هديه, أهدافها , ومادتها ,وطرقها ووسائلها والذي على ضوئه تقيم تلك التربية وتعدل . فهو الكلام الحق تبارك وتعالى , ومنهجه الشامل للحياه بكاملها.(7)
    2_ السنة النبوية:وهى المصدر الأساسي الثاني للتربية الإسلامي . وهي" كل ما اثر عن الرسول _صلى الله عليه وسلم _ من قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية أو سيرة" وهي الصورة العملية التي طبق بها النبي _صلى الله عليه وسلم _ واصحابه أوامر القرآن ومقاصده.(8 )
    3_الفكر التربوي للسلف الصالح والتابعين: والسلف الصالح هم " الأوائل الذين اتبعوا سنة الرسول _صلى الله عليه وسلم _ وكانوا عليها أمناء" وفي مقدمتهم الخلفاء الراشدين وصحابة رسول . وفكرهم التربوي نابع من الدين الإسلامي ومستمد من القران الكريم والسنة الشريفة .
    والتابعون هم كل من تبعهم بإحسان في التمسك بكتاب الله وسنة نبيه والتربي على أساسهما . من ثم جاء فكرهم التربوي _أيضا_ مستمدا من المصدرين الأساسين القران والسنة.(9)

    خصائص التربية الإسلامية: (10)

    أولا: التربية الإسلامية تربية سامية: سامية في مصدرها ,وفي وسائلها ,وفي غايتها وأهدافها .فمصدرها الأساسي _الذي تنبثق منه وتدور حوله المصادر الاخرى_ هو القرآن الكريم "قول الحق تبارك وتعالى المنزه عن الهوى والغرض والظلم والجور. ومصدرها الأساسي هذا ليس بفكر وضعي قاصر وليس بديانه أصابها التحريف والتغيير والمسخ والتشويه ومصدر التربية الإسلامية هو قول الحق من قبله سبحانه وتعالى حيث قال عز من قائل "أنا نحن نزلنا الذكرى وأنا له لحافضون"(الحجرات9) فكان ذلك المصدر ولا يزال وسيظل صافيا ونزيها.

    ثانيا: التربية الإسلامية تربية شاملة: فتتسع التربية الإسلامية لتشمل كل جوانب شخصية الإنسان وحياته ,وكل علاقاته مع نفسه ومع الأخريين . وتتسع في اهتمامها بالمجتمع فتشمل كافة جوانب شخصيته والحياة فيه ,بل وعلاقاته بالمجتمعات فتشمل كافة جوانب شخصيته والحياه فيه ,بل وعلاقاته بالمجتمعات الأخرى , وبالتالي تتسع في اهتمامه بالحضارة بأبعادها وجوانبها المختلفة.

    ثالثا:التربية الإسلامية تربية متكاملة: فتهتم بتنمية الفرد ككل ومتكامل من جميع جوانب شخصيته , ولا تتعامل مع أي من تلك الجوانب بعزل عن بقية الجوانب . كما تهتم بتنمية المجتمع ككل ومتكامل من جميع جوانب شخصيته.

    رابعا:التربية الإسلامية تربية واقعية: فهي واقعية في تنميتها للفرد ,وواقعية في تنميتها للمجتمع ,وواقعية في قيامها على العلم والمعرفة وبعيدة عن الخرافات والساذجة. فلم تقل التربية الإسلامية بجمله من المبادئ التربوية الخيالية التي يصعب تنفيذها على الواقع . وانما قالت بما يكفل البناء الحقيقي للشخصية وعلى الواقع.

    خامسا: التربية الإسلامية تربية مستمرة : فهي تربية مستمرة باستمرار الإنسان .ولا تنتهي بفترة زمنية معينة ,ولا بمرحلة دراسية محددة وانما تمتد على طوال حياة الإنسان كلها . فهي تربية من المهد إلى اللحد ,وهي تربية متجددة باستمرار تنمي شخصية الفرد وتثري إنسانيته ,كما أنها تأخذ به إلى الأمام في طريق النمو والتقدم المستمرين" .

    سادسا: التربية الإسلامية تربية متوازنة: فهي متوازنة في تنميتها لجوانب شخصية الفرد بحيث لا يغفل جانب أو يهتم بجانب على حساب بقية الجوانب. فلا ينمى الفرد ماديا وحسب , كما لا ينمى روحيا فقط. وانما ينمى روحيا وماديا وفي توازن دقيق بينهما .وبالتالي لا ينمى لحياته الدينية وحدها ولايعد لأخرته على حساب دنياه وانما هي تربية توخت الاعتدال في الحياة . فدعت إلى أن يتمتع الإنسان في هذه الحياة ,ولكن في الوقت نفسه عليه أن ينجز الواجبات المترتبة عليه إزاء ربه ". فيعبده حق العبادة.

    سابعا: التربية الإسلامية تربية متطورة ونامية (وصالحة لكل زمان): فهي ليست بجامدة في قالب ثابت , أو لفترة زمنية محددة,أو لجيل دون ما يستقبل من أجيال .وليست مرنة بغير حدود . لان المرونة ولانفتاح يؤدي إلى مسخ الشخصية الإسلامية " . فهي صالحة لكل زمان منذ إن أعلن النبي _صلى الله عليه وسلم_ دعوة ربه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . وهي ثابتة في قواعدها الأساسية , فيما يجب إن يخلد ويبقى , في إطارها العام . ثم إن هناك متغيرات تتغير تبعا لظروف المجتمع , مما يجعل هناك مرونة كافية لمواجهة , مثل هذه الأحوال.

    ثامنا: التربية الإسلامية تربية إنسانية وعالمية (وصالحة لكل مكان: فهي تربية لكل البشرية , وصالحة لكل بقعة من بقاع العالم . وعندما تعد فإنما تعد الإنسان الصالح وليس المواطن الصالح الذي قد ينحصر صلاحه في نطاق محدود., وذلك لان الدين الإسلامي دين البشرية جميعا .

    وبعد هذه الجولة السريعة والمقتظبة عن أهم خصائص التربية الإسلامية والتي سبق وان ذكرت لكم أننا لن ستطيع أن نحصرها لا في بحوث ولافي كتب ولافي مجلدات فاختصار للوقت والجهد ومعرفة للقدر نوجز تلك الخصائص لتذهب بنا هي الأخرى إلى أساليب التربية في الإسلام من مطلقات تلك الخصائص السامية
    وفي هذه الأساليب سوف اعرج على ما ذكره الشيخ احمد الخليلي* والتي ذكر فيها أساليب التربية الحسنة والمؤثرات التي تتأثر بها.[/align][/align]
    [align=center][/align]

  4. #19

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]أساليب التربية الإسلامية:(11)
    1

    1) القدوة: يقول سماحته "القدوة ناتجة عن تأثر نفساني من قبل المقتدي بالمقتدى به سواء كان ذلك لعظة شخصيته قي اعتقاد المقتدي أو أو لتفوقه في ناحية من النواحي ,كالنواحي العلمية وغيرها , أو لآي سبب من الأسباب وهذا ما يجعل الإنسان ينساق وراء الشخص بسب الإعجاب البالغ الذي يتحكم في نفسه" ونلاحظ اكثر ما نلاحظ إن المتعلم أو الطالب اوالتلميذا اوالانسان ككل يتخذ القدوة من الناس الاقربين كالمعلم والوالدين والأقران والآسرة......... ألخ
    2) الصحبة: يبين سماحة الشيخ احمد في مواضيع عديدة اثر الصحبة على سلوك الفرد فمن ذلك قوله: على الآباء أن يجنبوا أولادهم رفقاء السوء وهي من أهم الوجبات وعلى الأب أن يتابع ذلك ويراقبه " ويقول في موضع آخر :"واختيار القرناء الصالحين من أهم الأمور فالإنسان يتأثر بقرينه كثيرا فرب قرين يصلح قرينه ورب العكس وقد أجاد الشاعر حين قال:
    لا تصحب الكسلان في حالاته ******** كم صالح بفساد آخر يفسد

    3) الموعظة الحسنة :تقترن الموعظة الحسنة في كتاب الله سبحانه بالحكمة يقول سبحانه "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن إن ربك هو اعلم بمن ضلا عن سبيله وهو العم بالمهتدين" وفي توسط الموعظة بين الحكمة والجدال بالتي هي احسن إشارة إلى إن الموعظة الحسنة مفتقرة إلى الحكمة كافتقار الجدال بالحسنى إلى الحكمة وان خلت الموعظة من الحكمة كانت خشنة لاحسنة وفي هذا المعنى يقول سماحته" وقولوا للناس حسنا" ولم يقل قولوا للمؤمنين حسنا أو للمسلمين حسنا وهذا الخطاب وان كان موجها إلى بني إسرائيل فهو أيضا موجه إلى هذه الأمة ,لانه حكي لها هذا الخطاب, وهو من المعاملة الحسنة.
    4) القصة: القصة أسلوب مؤثر في التربية الإسلامية فقد جبلت النفوس على التذاذها والارتياح إليها ولانفعال بأحداثها ,والاعتبار بوقائعها والتأثر بدلالاتها في السلوك عامة يقول جلا شأنه :" لقد كان في قصصهم عبرة لاولي الألباب ماكان حديثا يفتري ولكن تصديق الذين بين يديه وتفصيل كل شيء وهدى ورحمة لقوم يؤمنون " يشير الشيخ إلى أهمية هذا الأسلوب في التربية بقوله :" إن فيما قصه الله تبارك وتعالى في كتابه عن الصالحين , وفي مقدمتهم أنبياء الله تعالى الذين اختصهم الله بمواهبه , ورفع من شأنهم مافيه معتبر لاولي الألباب فالمؤمن لاتمر به القصة حتى يأخذ منها العبرة والعظة"

    5) ضرب الأمثال: المثل من التمثيل وهو أسلوب قرآني فكثيرا ما يضرب الله المثل في القرآن" كذلك يضرب الله الأمثال للناس" يقول سماحته :" ومن فوائد الأمثال ترسيخ المعاني في الأذهان , وتقريب الحقائق حتى تكون كالصور البارزة ,ومع ذلك ففيها إيجاز للقول بعد الإطناب واجمال بعد تفصيل ,فان المعاني إذا قدمت في عبارات متفرقة فربما تتشتت في الذهن فان جمعت في الأمثال كان ذلك ادعى لان تعيها الأذهان وترتسم في الأدمغة على إن الوهم يكابر العقل في المعقولات ولكنه اضعف في المكابرة على المحسوسات .فإذا ما برزت الحقائق المعنوية في عرض الصور المحسوسة كان ادعى لان تتضاءل الأوهام وتتبدد الشبه فتستسيغ العقول تلك الحقائق المجلوة بدون تردد".

    6) المحاظرات والخطب : هي خطاب بليغ فصيح يجلى حقائق معينه , وله موصفات تميزه عن أنواع الخطاب الأخرى ,كالدروس والمواعظ وما شابهها.

    7)الحوار: يقول سماحته مبينا أهمية الحوار والمناقشة الهادئة :"وقد ظل النبي _صلى الله عليه وسلم_ يعرض الإسلام على الناس بحسن الأسلوب وهدوء المناقشة ,وسماحة الحوار ولم ينفك عن هذا المسلك إلى أن قبضه الله اليه , وقد مضى أصحابه من بعد على نفس الطريق"

    8) الثواب والعقاب: مما تقدم قلنا بان الله هو المربي الحقيقي لعباده ,وقد وعد الموجهين سلوكهم في الحياة الدنيا وفق أحكام الشرع الشريف بجنات عرضها السماوات والأرض كما توعد المنفلتين من قيوده أوامره سبحانه بنار تلظى لا يفنى عذابها , ولذا يعيش المؤمن راجيا من ربه الثواب وخائفا من الله العقاب فبذلك يصبح الرجاء حافزا والعقاب رادعا .

    9) الأعلام: لا ينكر أحد دور وسائل الأعلام المعاصرة بشتى صورها المرئية والمسموعة في توجيه الناس , وتغيير الكثير من أفكارهم بشتى الأساليب ولذا كان دوره عظيما في تربية الناشئة يقول سماحته :"الأعلام له دور خطير فانه الآن يتجاوز جميع السدود ويدخل إلى الناس في بيوتهم دون استئذان, فلإعلام وسيلة خطيرة وهي سلاح ذو حدين يمكن أن يستغل في الخير ويمكن أن يستغل في الشر , وان لم يستغل في الخير استغل في الشر وكانت عاقبته وخيمة".

    10)اعتقاد السؤال: لقد رسخ في المذهب الاباضي والمذهب الإسلامية بشكل عام قديما وجوب اعتقاد السؤال وهو وسيلة تربوية فاعلة إلى ابعد الحدود في إرساء دعائم الاستقامة في النفس والسعي الذاتي إليها , وقد أولاه سماحته عناية تامة , ويعنيني هنا التنبيه إليها من حيث هو أسلوب تربوي فريد بوصفه حركة ذاتية من النفس في طلب الاستقامة على منهج الله تعالى فعندما يعتقد الفرد بوجوب السؤال عليه في طلب الحكم الشرعي فانه لا يقر قراره ألا بالسعي إلى المعبر أو قل المرشد أو الموجه والمربي سالكا أي طريق توصله اليه ليعلم ما يجب علي اعتقاده وما يفترض عليه تصوره , وما ينبغي عليه إن يقوم به فكره وسلوكه , انه تفعيل دائم لفاعلية النفس في طلب المعرفة وتقويم السلوك , انه سعي دائم للاستقامة في الدين.[/align]
    [align=center][/align]

  5. #20

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=right]أهداف التربية الإسلامية:(12)يمكن تقديم أهداف التربية الإسلامية مجملة في هدف عام واحد ثم في عدة أهداف فرعية تندرج تحت الهدف العام , على النحو التالي:
    أولا: الهدف العام للتربية الإسلامية :
    وهو "تحقيق العبودية الخالصة الله" وذلك هو غاية التربية الإسلامية , تلك الغاية التي خلق الإنسان للاجلها . واكدها الحق تبارك وتعالى في اكثر من موضوع بكتابه العزيز, فقال سبحانه, (وما خلقت الجن والأنس ألا ليعبدون) "الذاريات56" وقال موجها خطابه لرسول الله :"قل إنما أمرت أن اعبد الله ولا أشرك به " "الرعد36" ,وقال تعلى أيضا:"وقل إنما أمرت أن اعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وامرت أن أكون من المسلمين" "النمل :91" .

    ثانيا:أ) التنمية الشاملة لشخصية المسلم:
    فينمى المسلم جسميا وعقليا واعتقاديا وروحيا وخلقيا واجتماعيا ونفسيا وإراديا وجنسيا وجماليين , ويتم ذل كله في ضوء تعاليم الدين الإسلامي.

    1) فينمى جسميا بالتغذية الطيبة المناسبة , بالوقاية من الأمراض ومسبباتها وبالعلاج إذا أصيب بأحد منها .
    2) وينمي نفسه عقليا بتغذية العقل بالعلوم والمعارف المحمودة وبوقايتها من الأفكار والمعارف المذمومة وتحرير العقل من الجهل والخرافة.
    3) وينمى عقليا بتعريفه بربه , وبالعقيدة الصحيحة وبالاعتقاد به وحده لاشريك له.
    4) وينمى خلقيا بمعرفة الفضيلة والقيم الأخلاقية الإسلامية , والعمل وفقا لها , وباجتناب الرذيلة وتطهير النفس منها.
    5) وينمى روحيا بإخلاص العبادة لله وحده فتوجه إليه النية في الصلاة والصيام والحج والزكاة ودعاء وذكر وغير ذل من صنوف العبادة ,مع الاتصال الدائم بالله في كل الأوقات والأعمال.
    6) وينمى اجتماعيا بتعريفه بحقوقه وواجباته , بمختلف الدوائر في محيط الأسرة والعشيرة ,في نطاق أهل البلد والمجتمع , وعلى مستوى الإنسانية عامة ثم العمل بمقتضى هذه العلاقات.
    7) ويبنى نفسيا بضبط الغرائز والانفعالات وتوجيه الميول والاهتمامات وبالوقاية من الأزمات والمشكلات النفسية ومحاولة تفاديها إذا حدثت وبالوقاية والعلاج من الأمراض النفسية
    8) وينمى إراديا ,بتقوية العقيدة من جهة وبإخلاص العبادة لله , من جهة ثانية وبالتمسك بالحقوق واداء الوجبات , من جهة ثالثة
    9) وينمى جنسيا بالتعرف على تعاليم الإسلام وآدابه والعمل بمقتضاها فيما يتعلق بالرغبات الجنسية وضبطها , والإشباع الجنسي وطرقه. وبالوقاية من الانحرافات الجنسية وكذا الوقاية والعلاج من الأمراض التناسلية.
    10) وينمى جماليا بالتعرف على القيم الجمالية والعمل وفقا لها حيث تعود النظام واحترامه ,والعمل على نظافة الجسم والثياب , وللمسكن والبيئة والمجتمع .وحيث الإحساس بالجمال والحفاظ عليه وتنميته . وحيث التبصر ببديع صنع الله ودقة صنعته.


    ب) إعداد المسلم لعمل من الأعمال الصالحة:
    فيعد المسلم لمواجهة متطلبات الحياة, بإعداد لمهنة أو حرفة أو بإعداده لوظيفة يكتسب منها المال الذي يحقق له ولمن يعول مطالب الحياة , وينفع غيره ومجتمعه ,بل ويمكن إن يفيد المجتمعات الأخرى بهذا العمل . فالمجتمع الإسلامي إنما يعبئ قواه الإنتاجية تعبئة تحافظ على سلامة كيانه , وتحفظ كرامة أفراده حتى لاتكون بينهم من تستذله الحاجة أو تفتته الضائقة.




    ج)بناء أمة خيرة:فمثلما تهتم التربية الإسلامية ببناء وتنمية الإنسان , الصالح الخير الذي يأخذ معايير الصلاح والخيرية من تربية تحت مظلة العبودية لله سبحانه وتعالى فأنها تهتم وبنفس الدرجة ببناء أمة خيرة وتنميتها وتحقيق الصلاح فيها والتي تأخذ معاييرها أو معايير الصلاح فيها من نموها وبنائها تحت نفس المظلة ,"مظلة عبوديته سبحانه".

    د)بناء الحضارة الإنسانية الخيرة:ففي بناء وتنمية التربية الإسلامية للإنسان الصالح الخير , وبناء وتنمية الأمة الخيرة توفير لتلك اللبنات الصالحة والتربة المناسبة لبناء خير حضارة إنسانية . وكما يتم بناء الإنسان الصالح وبناء الأمة الخيرة على أساس العبودية لله ,فانم بناء الحضارة الإسلامية الخيرة يتم على أساس العبودية لله وحده ؛ليحقق لها النمو والازدهار , والضبط والتوجيه نحو الخير والصلاح.
    وتهدف التربية الإسلامية إلى بناء حضارة إنسانية خيرة تعنى بالتقدم والرقي المادي والمعنوي , في جميع ميادين الحياة : الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية والفنية وغيرها على أن يكون التقدم بوسائل مشروعة ,وموجها نحو غايات خيرة تسعد الأفراد والمجتمعات الإنسانية جميعا. ويتم كل ذلك بما يتفق مع تعاليم الدين الإسلامي.

    وتعليقي الذي خرجت به أو نتيجة مقارنة وبحث واستقصاء هو نفسه ما قاله الكيلاني:"إن النظم والمؤسسات التربوية التي أنشئت في الأقطار التي هي على النمط الأوربي والأمريكي مازالت مغتربة ثقافيا وتربويا في هاتين القارتين .وهي في هذا الاغتراب والتقليد تحتفظ دائما بفجوة تربوية واسعة بينها وبين النظم التي تقلدها . وهذا أمر كامن في طبية التقليد نفسه إذا لايمكن للمقلد أن يلحق بمقلده أو يتساوى معه ."(13)


    ولاشك أن ذلك يعزى إلى بعد تلك الأقطار عن الاعتماد على مصادر شاملة ثابتة خالدة نقية كاملة لا تشوبها شائبة إذ أن معظم النظم فيها نظم بشرية وضعية وقتية أن أوفت بجانب أهملت الجوانب الأخرى وان عدلت في مجال ظلمت اشد الظلم في المجالات الباقية وهذا حال كل من حاول البعد عن منهاج الرب تباك وتعالى والتي تتمثل في عبوديته وطاعته والانقياد لااومره ونواهييه ."فشتان شتان بين تلك النظم التي اعتمدت على فكر البشر المحدود التي تحيط به عوامل كثيرة تؤثر فيه وتتحكم به وينزع إلى الهوى أو ينحرف إلى التعصب الأعمى وبين ذلك المنهاج الذي هو من الرب العظيم الذي خلق الإنسان وهو اعلم به وبما يصلح له وسنة مطهرة ماهي الاوحي يوحى , ومثل إسلامية عالية لها في كل ميدان اثر."(14)[/align]
    [align=center][/align]

  6. #21

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]وهذا خاتمة


    الخاتمة


    وخاتما لا يسعني الا أن اشكر المولى عز وجل الذي اعانني في كتابه آخر كلماتي البسيطة في هذا البحث المتواضع أني اضعه "البحث" بين يديك أيها القارئ الكريم لكي تقراه على روية وتتأمل الفكر الإسلامي العميق الذي جاء لكي يلبي حاجة الإنسان في كل العصور والأزمنة والأمكنة لكي تخرج بالغبطة الشديدة التي سوف تملئك وأنت تقرأ عن أسس التربية للدين الذي تعتنقه متكاملة شاملة متوازنة إنسانية كيف لا وأنت أيها المسلم تشعر بالفخر بدينك وأنت تقارع خصومك الذين سخروا الوقت والجهد لكي يفتنوك عما أنت عليه فلم يستطيعوا أن يأتي ولو بشيء اليسير لكي يعيبوه على دينك كلا بالعكس بل يزداد إعجابهم وحبهم حتى يعتنقوا الإسلام والأمثلة على ذلك كثيرة الا المتطرفين منهم فماذا عساي أن أقول على من حاقت عليه اللعنه في الدنيا والآخرة.الحمد لله على نعمة الإسلام فما برح الفكر الإسلامي ظاهرا على أفكار النوع الإنساني كله وكان ما أتخذه الإسلام من مقاييس للخير والشر والحسن والقبح والخطأ والصواب هي المقاييس السليمة . فلما تخلف الفكر الإسلامي على يد المسلمين أنفسهم بتأثير المجتمعات الغربية تنازلوا عن مكانتهم القيادية وأهملوا ثرواتهم الروحية والمادية وقعدوا يتفرجون على من حولهم حتى إذا أفاقوا من سكرتها وجدوا الغرب الذي كان متخلفا متسلحا بسلاح العلو والتطور ووجدوا أنفسهم متراجعين إلى الوراء راضين بما يلحق به من الذل والخنوع.
    على كل العموم نسأل الله العفو والعافية والله المستعان على ما تصفون

    كاتبة البحث: واثقة الخطى[/align]
    [align=center][/align]

  7. #22

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=right][align=justify]وهذا موضوع عن خصائص التربية الإٍسلامية


    1- ربانية المصدر : فهي مستمدة من شرع رب البشر؛ سواء منها ما أثبته الشرع ابتداءً أو أقره مما قد تعارف عليه الناس، وحتى ما لم ينص عليه من محاسن الأخلاق , فربانيته في اندراجه تحت أصل شرعي عام: [ما رآه المسلمون حسنًا فهو عند الله حسن].

    2-عبادية القصد: ليس الغرض من الأخلاق الإسلامية وجود صورتها الخارجة , وإنما تهدف إلى أن تملك على المسلم قلبه , فيدفعه إليها إيمانه , ويزيده الالتزام بها إيمانًا.

    3-مثالية واقعية: الأخلاق الإسلامية تدعو الناس إلى السمو , وتراعي نفسية البشر واحتياجاتهم وقدراتهم على الارتقاء, فلا تطالبهم بما فوق طاقاتهم عملاً بقوله تعالى: ] فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا ..... [16] [ سورة التغابن ، فلا يعد الجائع خائنًا للأمانة إن سرق ليأكل من جوع شديد أصابه، ولا يعتبر الخائن أو المكره ناقضًا للصدق إن كذب لينجو.

    4-شمولية متكاملة: الأخلاق الإسلامية تشمل جميع جوانب حياة الإنسان مع ربه ومع الناس؛ في بيته، وفي عمله، وفي خلوته, وفي المجتمع.

    5-ثابتة: فهي أصلية في نفس صاحبها؛ فلا يتغير خلقه مع الضعفاء ولا الأقوياء , ولا في خلوته أو جلوته .

    و مصدر ثبات هذه الأخلاق أنها تعبدية يدور صاحبها مع الحق حيث يدور، ومصـدر تذبذب الأخلاق غير الإسلامية أنها تدور مع المصالح والأهواء , وهذه متقلبة تدير صاحبها عـلى حسب تقلبها.

    6-متوازنة: الأخلاق الإسلامية لا تغلّب جانبًا على جانب؛ فكل الأخلاق الإسلاميـة مطلوبة , دون تغليب على بعضها وإغفال البعض؛ فهي تدعو إلى العزة والتواضع كما تدعو إلى الانتصـار والعفو , فيها الصراحة والاحترام، وفيها الكرم والاقتصاد، وهي الشجاعة بغير تهور ولـين في غير ضعف.

    7-تنال بالمجاهدة: هنالك أخلاق يتفضل الله عز وجل على بعض خلقه فيطبعهم بها، ومن لم يؤتها مكلّف بمجاهدة نفسه إلى أن تصبح هذه الصفات الفاضلة خلقًا مكتسبًا , وإلى أن يكتسبها يحتاج إلى أن يتكلف فعل هذه الأخلاق الفاضلة , فيؤدي تكراره لها إلى ترشحها في قلبه , وانقلابها مع الزمن إلى طبع ثابت، ولذلك جـاء في الحديث: [مَنْ يَسْتَعِفَّ يُعِفَّهُ اللَّهُ وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللَّهُ ] خرجه السبعة ماعدا الترمذي ، وهكذا كل الأخلاق.. بالتشجيع يصبح شجاعًا، وبالتسامح يصبح سمحًا , وبالتورع يصبح درعًا.

    8-تؤخذ بالتأسي: الذي يسهل على من يضعفون عن اكتساب الأخلاق بالمجاهدة بأنفسهم أن يكتسبوها بالاقتداء بالداعية القدوة , فهو الذي ينقش في أذهان الناس صورًا عملية لا تنسى للخلق الفاضل؛ بينما قد يتسنى الناس التعليمات النظرية و لا يدركون كيفية تطبيقها , أو يحول بينهم وبين العمل بها اعتقاد مثاليتها واستبعاد واقعيتهـا ، ولذلك فإن الله لم ينزل كتبه إلا ومعها العامل بها , والقائم عليها من رسله: ] أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ ....[90] [ سورة الأنعام , ] لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ .....[21] [ سورة الأحزاب .

    ولذلك فإن فطرة الصبيّ تبدأ بالانحراف حين يعيش بين والدين لا يلتزمان بمحاسن الأخلاق , ولأجل ذلك أيضا كان من توبة قاتل المائة أن يهجر قرية السوء ليعيش في قرية صالحة بين قوم صالحين يعينه التأسي بهم الطاعة.

    9-تراعي التدرج: إنها لا تُطْلَب من الناس وبكليتها الشاملة منذ الانخلاع من الجاهلية , والولوج في بوابة الهداية , وإنما تقوم تربية الإسلام على التدرج في إلقاء الأوامر والواجبات بتقديم الأهم والأوجب , واجتناب الأفحش والأكبر، فيطالب ابتداء بالصدقة بما تجود به نفسه , ولا يطالب بالتنازل عن كل ماله كما فعل أبو بكر رضي الله عنه.

    10-ذات أثر اجتماعي: أخلاق الرهبنة تبقى بين العبد وربه، وبما أن الإسلام دين الحياة , فإنك ستجد المسلم في كل مجالات الحياة متخلقًا بأخلاق الإسلام , فالعبادات تنعكس على السلوك الاجتماعي ] إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ .....[45] [ سورة العنكبوت .[/align][/align]
    [align=center][/align]

  8. #23

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=right]مكانة العلوم الطبيعية في التربية الإسلامية



    تهدف التربية الإسلامية – كما يقول الباحث إلى إعداد الإنسان لعبادة الله وحده ولعمارة الأرض والاستفادة من خيراتها ومن ثم شكر الله وحمده على نعمه، وطاعته وتوحيده بالعبادة وتطبيق شرعه .

    كما توجه التربية الإسلامية تحقيقاً لهذا الهدف إلى النظر وإعمال الفكر في هذا الكون ثناء وحمداً للمنعم ومحاولة لكشف السنن والأنظمة المحكمة التي تنظم الحياة في هذا الكون بدقة متناهية .

    وقد تحقق للعلوم الطبيعية التي تدرس هذا الكون وما فيه تقدم مذهل في هذا العصر هيأ للإنسان سبل الراحة .

    وقد استهدف الباحث من دراسته التوصل إلى ما يأتي :

    أولاً: تحديد العلاقة بين العلوم الطبيعية والتربية الإسلامية .

    ثانياً: التعرف على الأسباب التربوية لتأخر المسلمين في العلوم الطبيعية.

    ثالثاً: تحديد دور التربية في تحقيق التقدم في العلوم الطبيعية .

    ومن خلال الدراسة التي قام بها الباحث توصل إلى نتائج أهمـها :

    1- اشتمال القرآن الكريم على ما يقارب (750) سبعمائة وخمسين آية تحث وتدعو إلى إعمال الفكر في هذا الكون وما فيه من مخلوقات مسخرة للإنسان . هذا الكون الذي هو ميدان العلوم الطبيعية .

    2- عدم الاعتناء الكافي من المسلمين قديماً وحديثاً بتوجيه القرآن الكريم ودعوته بما يكفي لازدهار العلوم الطبيعية التي هي علوم التفكر والتسخير وتعميق الإيمان في النفوس .

    3- تأثر كثير من علماء الطبيعة المسلمون حديثاً بالفلسفات المادية الغربية المعاصرة، نظراً لتقدم الغربيين في هذه العلوم، ودراسة كثير من العلماء المسلمين هذه العلوم في الغرب .

    4- ضعف الرابطة بين علماء الدين، وبين علماء الطبيعة في العالم الإسلامي المعاصر .

    5- وجود علاقة ترابط وتكامل بين معطيات العلم الحديث وما جاءت به آيات القرآن الكريم .

    6- أن العلوم الطبيعية بالرغم من مظهرها الموضوعي إلا إنها تحمل كثيراً من القيم، والأفكار، والمعتقدات التي توجه تقدم هذه العلوم كما توجه استثمارها وتطبيقاتها .

    7- أن التخلف العلمي والتقني في العالم الإسلامي، والتقدم غير المنضبط في العالم الغربي من أهم أسباب الانهيار القيمي والأخلاقي لدى الشباب في العالم الإسلامي، حيث يولد هذا التخلف الشعور بالانهزامية الذاتية، ومحاولة تقليد الآخرين في استهلاك معطيات العلوم المعاصرة .

    8- أن التربية العلمية الإسلامية الصحيحة هي التي تبين للتلاميذ أسرار خلق ودقة الصنع، وتهيئة الكون وما فيه لحياة الإنسان وكل ذلك مما يقوي الإيمان، ويدعمه في النفوس .

    9- أن تخلف العلوم الطبيعية في العالم الإسلامي، وقلة الوعي العلمي العام وإدراك العلاقة الصحيحة بين الأسباب والنتائج وراء كثير من صور التأخر والتخلف في النواحي الصحية، والاجتماعية والاقتصادية، ويظهر ذلك في انتشار السحر والشعوذة والخرافات التي توجه سلوك كثير من الناس .

    10- أن العلوم الطبيعية تحتل مكانة هامة في هذا العصر لأنها أساس التقدم في مجالات الطب، والهندسة، والزراعة، والألكترونيات وغيرها .

    11- أن التربية الإسلامية لا يمكن أن تؤدي وظيفتها على الوجه الأكمل حتى يتحقق لها الارتباط بالتنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتعايش مشكلات المجتمعات الإسلامية المعاصرة.

    12- أن من أسباب تخلف الأمة الإسلامية علميا شيوع التربية التقليدية والجمود الفكري الذي انتشر في الأمة الإسلامية ابتداء من القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) التي كان شعارها (ليس بالإمكان أفضل مما كان) و (لم يترك الأول للآخر شيئاً) وبالتالي حصر عمل العقل في فهم، وشرح، واختصار ودراسة علوم السابقين وتقديس آرائهم بلا تمحيص.

    13- عدم إدراج الأهداف التربوية الإسلامية في مناهج العلوم في معظم دول العالم الإسلامي، وإهمالها للجانب الإيماني، والتفكر العلمي في مخلوقات الله .

    14- تأثير كثير من المؤلفات في العلوم الطبيعية المكتوبة باللغة العربية بالنظريات الإلحادية كنظرية دارون في الأحياء، ونظريات تشكل الأرض في الجيولوجيا .

    15- تأثر العلوم الاجتماعية والإنسانية بنظرية دارون وبوجه خاص التربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الأخلاق .

    16- قلة توظيف الإنتاج العلمي للمسلمين في مناهج العلوم في العالم الإسلامي .

    17- عدم كفاية التأهيل العلمي والتربوي لمعلمي العلوم في مراحل التعليم العام مقارنة مع بعض الدول المتقدمة كألمانيا واليابان .

    18- أن ضعف اتجاه المعلمين نحو العلوم ونحو تدريسها يرتبط بضعف إعداد المعلمين .

    19- قلة الوعي العلمي في العالم الإسلامي وارتباط ذلك بانتشار الأمية .

    20- وجود حاجة لتدريس مقررات علمية لنشر الوعي بحقائق العلوم الطبيعية ونظرياتها وأهميتها لكافة المراحل وكافة التخصصات .

    21- أثبتت تجارب الأمم وخبراتها أن التربية هي الأداة الرئيسية في إحداث أي تغير مطلوب سواء في المجال العلمي أو الاجتماعي.

    22- أن التربية العلمية في الإسلام تعني تكامل أنواع المعرفة، والشرعية والاجتماعية، والطبيعية .

    23- أن العقيدة، والأخلاق والتربية في الإسلام علوم أساسية ينبغي أن تقوم عليها العلوم الطبيعية في الإسلام .

    24- أن التفكر في خلق الله يعزز ويتكامل مع النهج التجريبي المتبع في العلوم الطبيعية، لأن التفكر الدقيق يستلزم الملاحظة الدقيقة، وإجراء الدراسات المقارنة .

    25- أن من أهداف العلوم الطبيعية في التربية الإسلامية تعميق الإيمان في النفوس وإيضاح وبيان معاني بعض آيات القرآن الكريم، وبيان الإعجاز العلمي للقرآن الكريم، والاستجابة إلى دعوة الله عز وجل في الاستفادة مما سخره الله لعباده .

    26- أن المخاطر التي تتعرض لها بيئة الكرة الأرضية في هذا العصر نتيجة للتقدم العلمي غير الأخلاقي في الغرب وانعدام التربية البيئية الإسلامية .

    27- أن التربية البيئية المتوازنة لا تتحقق إلا بالوازع الداخلي الذي تبنيه التربية الإسلامية التي توازن بين الحقوق والواجبات .

    28- أن البحث في العلوم الطبيعية استثمار له عوائده الاقتصادية العالية والمتحددة .

    29- أن تحقيق التقدم في العلوم الطبيعية لا بد أن يصاحبه تقدم في النظام الاجتماعي والقيمي يما يهيئ الناس لاستيعاب التقدم والتكامل معه بإيجابية .

    30- أن ما يرصد للبحث العلمي من ميزانيات في العالم الإسلامي قليل جداً مقارنة بالمعايير الدولية .

    31- أن الوعي العلمي، وتطبيق المنهج العلمي في حل المشكلات يرتبط بالمستوى التعليمي .

    32- أن منهج التربية الإسلامية يتفق مع منهج العلوم الطبيعية التجريبي في رفض الأسباب الخيالية، والخرافات التي تربط بين بعض الظواهر الطبيعية وبعض الأحداث، وأن ذلك قد يصل حد الإشراك بالله أو يؤدي إليه إذا تطور هذا الاعتقاد إلى حد القول بتأثير بعض الظواهر والمخلوقات في الأحداث .

    33- أن العلوم الطبيعية، والتطبيقية تسمو وتزدهر وتتقدم إذا استنبتت وزرعت في داخل البيئة، وتفشل إذا نقلت واستوردت

    34- تخلف المناهج في العالم الإسلامي عن التطورات الحاصلة في علم المناهج الذي يراعي الأسس النفسية والعقلية للتلاميذ، ويهتم بمفهوم تفريد التعليم ويراعي المواهب ويركز على تفتيح الطاقات العقلية من الداخل بدلاً من التشكيل من الخارج .

    35- وجود صراع قيمي بين قيم التخلف والجمود والتعصب الأعمى وبين القيم العلمية والعقلية المرتبطة بالتقدم العلمي

    36- وجود ازدواجية في النظام التعليمي في العالم الإسلامي بين التعليم التقليدي والتعليم الحديث يسهم في خلخلة المجتمع وينتج اتجاهات متباينة في مخرجات النظامين .

    37- أن الساعات الدراسية المقررة على طلاب التعليم العام، والتعليم العالي في كثير من البلاد الإسلامية أقل من نظيراتها في الدول المتقدمة علمياً .

    38- إهمال دور الإعلام العلمي، وتدني مستواه في العالم الإسلامي المعاصر .

    39- أن طريقتي الاستكشاف والاستقصاء من أهم طرق التعليم وأكثرها فاعلية في تدريس العلوم .

    40- أن مادة العلوم الطبيعية يمكن الاستفادة منها في التربية الاقتصادية والحد من الاستهلاك، والاستفادة من إمكانات البيئة، وعدم الإسراف.

    41- ضعف التنسيق والتكامل والتعاون في البرامج العلمية، وتبادل المعلومات العلمية بين الدول الإسلامية مع شدة حاجتها لذلك، ووجود مثل هذا التعاون في الدول الأوربية مثلاً وهي الأكثر تقدماً ومقدرة على الصرف في مجالات البحث العلمي .

    ثانياً: التوصيات :

    1- ضرورة التأصيل الإسلامي لأهداف تدريس مادة العلوم الطبيعية في مراحل التعليم العام، وربطها بدعوة القرآن الكريم إلى النظر والتفكر والإيمان والاستفادة مما هيأه الله للإنسان في هذا الكون .

    2- تضمين مناهج العلوم الطبيعية في التعليم العام فصلاً في كل مقرر على الأقل عن إسهامات العلماء المسلمين في العلوم .

    3- توثيق العلاقة بين علوم التفسير، والعقيدة، والدعوة، والثقافة الإسلامية من جهة وبين العلوم الطبيعية بفروعها المختلفة من جهة أخرى عن طريق الندوات، والمؤتمرات المشتركة بين المتخصصين في هذه العلوم . [/align]
    [align=center][/align]

  9. #24

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]دور الأسرة في التربية الإسلامية


    تتفق النظم التربوية على أهمية الأسرة في تربية أبنائها وأفرادها، وعلى دورها الكبير في ذلك، وهي تعدها المؤسسة التربوية الأولى المؤثرة في تربية الطفل، وتكوين شخصيته المستقبلية، والتربية الإسلامية تتفق مع تلك النظم التربوية في ذلك، ولذا نجدها تولي اهتماماً كبيراً بتكوين الأسر وبنائها في المجتمع ، وحيث إن التربية الإسلامية تريد من الأسرة المسلمة أن تكون مؤسسة تربوية إسلامية، وليس مجرد مؤسسة تربوية لا تقيم أهمية لما سيكون عليه أبناؤها وأفرادها، جعلت التربية الإسلامية من وظائفها تربية أفراد المجتمع المسلم الكبار والمسؤولين عن تكوين الأسر على معرفة المبادئ والمعايير والأحكام التي ينبغي أن تراعى في تكوين الأسرة، لتكون أولاً أسرة مسلمة، ولتكون-بالتالي- مؤسسة تربوية إسلامية، صالحة لتربية الجيل المسلم من الأطفال والناشئين، وذلك بتعريف مؤسسي الأسرة المسلمة- الوالدين - بوظائفهما، وواجباتهما التربوية تجاه أولادهم، والناشئين تحت رعايتهم.
    إن التربية الإسلامية لا تعد الأسرة مؤسسة تربوية إسلامية إلا إذا روعي في بنائها
    التوجيهات، والمبادئ والأحكام التي حددها الإسلام لذلك، والتي منها:
    أولا- أن يكون الزوجان صاحبي دين وخلق :
    بمعنى أن يكون الزوجان صاحبي فهم حقيقي للإسلام، وتطبيق سلوكي لكل فضائله السامية وآدابه الرفيعة، والتزام كامل بمناهج الشريعة ومبادئها، ولذا وجه القرآن الكريم، وأكدت السنة النبوية أن يكون الدينُ والخلق أساس اختيار الزوجين، قال عليه الصلاة والسلام (تُنكح المرأة لأربع لمالها، ولحسبها، ولجمالها ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك)أخرجه الشيخان وغيرهما.
    ثانياً- أن يهتم الزوجان بالإنجاب:
    يوجه الإسلام الأزواج إلى الاهتمام بالإنجاب لأسباب متعددة من أهمها أن تكون الأسرة مؤسسة تربوية إسلامية تمد المجتمع المسلم بالأفراد المسلمين ، يقول عليه الصلاة والسلام (تزوجوا الولود الودود، فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة) أخرجه أبو داود والنسائي.
    ثالثاُ- أن يقيم الزوجان حدود الله في الأسرة :
    بمعنى أن يكون سلوك كل منهما متعلقاً بتنفيذ أوامر الله وأحكامه، فيقوم بما أوجب الله عليه، ويبتعد عما نهى عنه، وأن يعين كل منهما صاحبه على تحقيق ذلك لتصبح الأسرة بيئة تربوية إسلامية، ومناخاً صالحاً لتربية الأولاد ورعايتهم على الوجه الذي يرضي الله ويهيئ للمجتمع أفراداً مسلمين بنائين منتجين صالحين.
    رابعا- أن يكون الزوجان على معرفة بالتربية الإسلامية
    أي بالنظام التربوي الذي جاء به الإسلام لتتم من خلاله عملية صياغة الإنسان المسلم الصالح التقي، فيكونا على دراية وعلم بمفهومها ومتطلباتها ومبادئها وأسسها، وقيمها واتجاهاتها وعلى معرفة ما توصّل إليه علماء التربية المسلمون لتوجيه الفطرة السليمة لدى الأطفال ورعايتها وصونها من الانحراف والزيغ ومعرفة الآراء والتوجيهات التربوية العالمية والحديثة المعينة على تحقيق التربية الإسلامية في الناشئين، مع اليقظة والحذر مما لا يتفق مع مصادرها، لأن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها.
    إن توجيه التربية الإسلامية للكبار والمسؤولين عن بناء الأسر في المجتمع المسلم لما ينبغي مراعاته لتكون الأسرة مؤسسة تربوية إسلامية هو الضمان الأول-بعد توفيق الله تعالى- لقيام الأسرة المسلمة بواجباتها وبوظائفها التربوية والتي من أهمها:
    1 - المحافظة على جعل الأسرة مؤسسة تربوية إسلامية:
    فالطفل مخلوق حساس، وقابل للتأثر والتشكيل من خلال المؤثرات التي تحيط به أو يتعرض إليها، ومن أولها البيئة الأسرية بجميع مكوناتها وعناصرها البشرية والمادية والمعنوية، لذا ينبغي أن تربط جميع تلك العوامل والمؤثرات التربوية في الأسرة بالتربية الإسلامية، وهذا يعني أن يرتبط بها كل من يشرف على شؤون الطفل من مربين ومعلمين وكل ما يقدم له من الأهازيج والأناشيد والقصص والحكايات، ومبادئ العقائد والعبادات والآداب والعادات، ما يؤثر فيه من مجلات وصحف وكتب، وصور ورسوم، وإذاعة وتلفاز وأفلام وغير ذلك.
    إن فقدان إقامة حدود الله في الأسرة، وإعطاء الطفل لمربيات أو معلمات غير مسلمات أو غير ملتزمات بالإسلام وتعاليمه يجعل الطفل بعيدا عن التربية الإسلامية لتعرضه لاستماع مفاهيم عقدية ولقيم وقصص وحكايات أو لمشاهدة صور أو رسومات تتصل بثقافات أجنبية غير إسلامية، ولعل لمثل ذلك قال تعالى (ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن، ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم، أولئك يدعون إلى النار والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بأذنه، ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون) ونحن نرى اليوم أن الأسر التي لا تكون مناخاً للتربية الإسلامية تخرج أجيالاً أبعد ما تكون عن الإسلام، وبخاصة في المجتمعات المتداخلة عقدياً وأخلاقياُ.
    2 - المحافظة على فطرة الطفل السوية
    إن نجاح الأسرة المسلمة في وظيفتها الأولى يساعدها في نجاحها في وظيفتها الثانية" المحافظة على فطرة الطفل السوية" من الانحراف أو التشويه في أية مرحلة من مراحل نموه- مرحلة الولادة والرضاعة، أو مرحلة الحضانة والطفولة المبكرة، أو مرحلة الطفولة المتأخرة أو دخول المدرسة الابتدائية وهكذا، ويؤكد هذا قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من مولود إلا يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه) فالأبوان بشخصيهما أو بمن يحضرانه لتربية المولود أو تعليمه ربما يهيئان من عوامل ومؤثرات في تربيته وإعداده هما المسؤولان عن صبغة المولود بصبغة الله والإسلام ، أو صبغته بالصبغة الجاهلية البعيدة عن الإسلام ومنهجه وتعاليمه، ومما يؤكد ذلك أيضا قول الإمام الغزالي:"اعلم أن الطريق في رياضة الصبيان من أهم الأمور وأوكدها، والصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة نفسية ساذجة ، خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل نقش، ومائل إلى كل مايمال به إليه، فإن تعود الخير وتعلمه نشأ عليه، وسعد في الدنيا والآخرة، وشاركه في ثوابه أبواه، وكلُّ معلم له ومؤدب، وإن عود الشر وأهمل إهمال البهائم شقي وهلك. وكان الوزر في رقبة القيم والوالي له".
    فما أحوجنا جميعاً نحن المسلمين أن نتعرف على دور الأسرة في التربية الإسلامية، وأن نعمل على بناء أسرنا المسلمة في ضوء المبادئ والتوجيهات التي يدعو إليها الإسلام فيكون الزوجان صاحبي دين وخلق، ومهتمين بالإنجاب ومقيمين لحدود الله في الأسرة وعلى معرفة بالتربية الإسلامية لتتمكن من القيام بوظائفها التربوية والتي من أهمها: جعل الأسرة مؤسسة، تربوية إسلامية، والمحافظة على فطرة الطفل السوية في جميع مراحل نموه[/align]
    [align=center][/align]

  10. #25

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    [align=justify]الطفل والإيمان بالله


    عندما يبدأ الوالدان مهمة التربية الدينية لطفلهما في سن مبكرة، فإن ذلك يهيئ الطفل لتنمو في نفسه عقيدة الإيمان بالله تعالى.

    وهناك وسائل كثيرة لتنمية هذه العقيدة لدى الطفل منها:

    تشجيع الطفل على التأمل والتفكر فيما حوله:

    فالصغير يميل إلى البحث والسؤال والتأمل فيما حوله من عجائب الكون التي تدل على عظمة الله، ولكن هذا الميل يخبو ويزول مع الوقت إذا لم يتوفر له التشجيع من قبل المربي.

    فعلى المربي أن يثير انتباه الطفل وحسه للتأمل فيما حوله ويبدأ في سن مبكرة، فيلفت انتباه الصغير إلى السماء والنجوم والسحاب والمطر والرمال والبحر، وإلى تلك الزهرة وإلى هذه الصخرة. ولابد أن يُظهر ذلك للطفل باندهاشه بما حوله وبنبرة صوته وبانبهاره بما يرى.

    ويمكن استخدام الوسائط المختلفة في ذلك كمشاهدة البرامج أو اقتناء أفلام عن الطبيعة والكائنات المختلفة، وتوفير الكتب المزودة بالصور.

    كما يمكن تربية دواجن وحيوانات أليفة لملاحظة تكاثرها ونموها وموتها وإرجاع ذلك كله إلى قدرة الله. وكذلك زيارة حدائق الحيوان والمزارع، وزراعة الطفل للنباتات ورعايتها وملاحظة تدرج نموها.

    كما يمكن إتاحة الفرصة للطفل لتذوق الفنون المختلفة والتعرف على الاكتشافات والتقدم الذي أحرزه الإنسان وإثارة إحساس الطفل للتعرف إلى الله الخالق ملهم البشر الذي منح الإنسان عقلاً يفكر به ويخترع. ولتحقيق ذلك يمكن زيارة المتاحف والمعارض والرجوع إلى الكتب والمجلات.

    الاقتداء بمن حوله يقوي إيمان الطفل بربه بالسماع والمشاهدة:

    فعندما يرى الطفل من حوله ويسمعهم يذكرون الله في صلواتهم وفي كل حين وعلى أي حال فإنه يقلدهم. كما أنه يقلد من يحبه ويألفه من معلمين وأقارب.

    تعويد الطفل على اللجوء إلى الله في كل وقت خاصة عند الصعوبات:

    والمشاكل التي يواجهها الطفل قد تكون بسيطة جدًّا ولكنها تبدو غير ذلك بالنسبة له، وعند حدوثها يوجَّه الطفل إلى دعاء الله وطلب العون منه، وللقدوة دور كبير في ذلك، فلو أن الوالدين ذكرا الله عند حلول أي مصيبة عند كسر كأس مثلاً فقالا "لا حول ولا قوة إلا بالله"، لتابعهما الطفل وعلم أن كل شيء بقدر الله، وعند حدوث ما يسر الوالدين رآهما يفرحان ويستبشران ويحمدان الله الذي أنعم عليهما ويرجعان ما بهما من خير وسعادة إلى الله ، فعندما يشعر الطفل بالضيق لحدث معين كفقدان لعبة أو صديق أو قريب ، يحسن بالوالدين بدلاً من حماية الطفل من المرور بالتجربة وإعطائه الحلول الجاهزة، أن يساعدا الطفل على تحمل الخوض في التجربة عن طريق احتضانه ومشاركته مشاعره وإفهامه أن الله معه وسوف يساعده ويمكن اختيار دعاء بسيط يردده الطفل كلما شعر بالضيق.

    كما أن الطفل في سنواته الأولى يمر بمرحلة خوف طبيعية، فيخاف من الظلام ويخاف من بعض الحيوانات.. وهذه فرصة للمربي كي يعالج مشكلة الخوف ويُشعر الطفل بالأمان وذلك بربطه بخالقه، فالله معه ويحفظه من كل شر خاصة إذا ردد أذكارًا معينة "المعوذات و آية الكرسي...".

    تعويد الطفل على الإحساس برقابة الله الدائمة له:

    فالله مع الإنسان أينما كان، وهو يعلم بما يخفي وما يعلن. والطفل يكتسب ذلك عندما نتحدث معه عن علم الله الشامل ونحث الطفل على استشعار ذلك في المواقف المختلفة دون تخويف أو تهديد.

    تعويد الطفل على ذكر الله:

    يردد المربي مع الطفل الأدعية والأذكار في المناسبات المختلفة كدعاء الاستيقاظ ودعاء النوم وعند نزول المطر والتسمية عند الأكل .. بكل استشعار وحب فيتعود الطفل على ذكر الله في كل وقت وعلى أي حال مما يجعله يتعلق بالله ويحبه.

    وعلى المربي الحرص على الاستمرارية والمتابعة فلا يكفي مرة واحدة أو مرتين وإنما دائمًا مهما كانت الظروف.

    وعندما يربَّى الطفل على الحياة الدائمة مع الله والتطلع الدائم إليه والإحساس الدائم به والمراقبة الدائمة له في كل ما يفعله، عندها يتدفق حب الله في قلب الطفل، حب كفيل بطاعته طاعة منبعثة من الرضا لا من القهر والخوف والعقاب.

    تعويد الطفل على التسليم المطلق لله:

    فالله هو الذي خلقنا ويعلم ما يناسبنا وما فيه مصلحة لنا. والطفل يكتسب ذلك من خلال الخطوات السابقة ومن السهل عليه الآن الامتثال لأوامر الله حتى لو لم يعرف السبب (الحكمة).

    وفي الدين أمور كثيرة لا نعرف الحكمة منها ولا تتضح لنا، فإذا ثبت في القرآن والحديث أمر شرعي وجب علينا الامتثال له وإن لم تتضح لنا الأسباب. [/align]
    [align=center][/align]

  11. #26

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    إن شاء الله تكون هذا الموضوعات كافية


    ولو في المزيد راح اكون في الخدمة


    تمنياتي لك بدوام التوفيق
    [align=center][/align]

  12. #27
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    12
    [overline]حياك الله اخوي 000000
    تسلم والله ماقصر وتعبتك معي
    السموحه منك الشيخ0000
    كلفت عليك
    بس انااخذت البحث الاول اللي نزلته مع الخاتمه الاخير ومشكور عليها
    الله يسلم يميك ويعطيك العافيه
    اختك
    سجم[/overline]

  13. #28
    ~ [ عضو جديد ] ~
    تاريخ التسجيل
    Oct 2006
    المشاركات
    12
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    صبحتو بالخير
    حبيت اشكر اخوي ناو ون على هالبحوث
    والله استفاد منها 3 من خوياتي وجزاك الله اللف خير عنا
    تسلم اخوي



    اختك
    سجم

  14. #29

    مشـرف سابق


    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,141
    هلا بك خيتي سجم

    وحياك الله ويانا في منتداك

    وفي الخدمة إن شاء الله على الي اقدر عليه

    تمنياتي لك وللجميع بدوام التوفيق
    [align=center][/align]

  15. #30

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059

    أحسنتم ان استفدت كثيرا من هذي المادة

    بارك الله فيكم اخي
    أخي لن تنال العلم إلا بستـة
    سأنبيك عن تأويلها ببيـان
    ذكاء.. وحرص ... واجتهاد وبُلغة
    وصحبة أستاذ.... وطول زمان

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. كشف متابعه الطلاب في حصه التربيه البدنيه
    بواسطة ريف العين في المنتدى طرائق التدريس في التربية الرياضية وتكنولوجيا التعليم
    مشاركات: 42
    آخر مشاركة: 02-01-2015, 06:18 PM
  2. وسائل التربيه بالــــ ( حب )
    بواسطة ينابيع الأمل في المنتدى منتدى الأناقه والمكياج
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 21-07-2008, 09:02 AM
  3. الفزعه يامعلمات التربيه الفنيه
    بواسطة انوسه في المنتدى التربيه الفنية
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 20-10-2006, 04:01 PM
  4. التربيه بالحب .. lamma
    بواسطة lamma في المنتدى منتدى الأخبار
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 09-09-2005, 04:10 PM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •