-1-1 ماهية المنهج
يعدّ المنهج أحد المحاور المهمة في العملية التعليمية والتربوية، وهو الوسيلة الفعالة لتحقيق أهداف التربية وقد تعددت الآراء وتضارب بعضها في تحديد مفهوم له
لقد ظهرت مفاهيم كثيرة للمنهج، ارتبطت بالفكر التربوي ولكنها ما زالت تعني ما يدخل ضمن العملية التعليمية من تخطيط وتنفيذ وتقويم التي كان لها التأثير المباشر في تغيير وتطوير مناهج التعليم إذا دخلت العلوم واللغات الحديثة إلى المنهج.
كانت بداية مفهوم المنهج بسيطة وجاءت متلائمة مع النظرة المحددة والضيقة المقتصرة على عد المنهج وسيلة لنقل مظاهر التراث الثقافي وإيصاله إلى عقول الطلبة عن طريق تزويدهم بالمعلومات وحشو أذهانهم بها.
فكان المهتمون بالتعليم ضمن هذا المفهوم يوجهون اهتماماتهم إلى المعرفة، وأهملوا الجوانب النفسية والاجتماعية والوجدانية بمعناها الشامل فكان ينظر إلى المتعلم في ظل المنهج القديم على انه (عقل محمول على جسد)
ولذلك فأن المنهج الدراسي ضمن هذا المفهوم السابق كان يقوم على تنظيم المعلومات على أساس الترتيب المنطقي الذي يبدأ من البسيط وينتهي بالمركّب (وهي فكرة تبدو سليمة، لكن يعاب عليها أنها لم تكن تأخذ في اعتبارها إلا محتوى المادة الدراسية وأهملت جانب الخبرات التعليمية التي تكون السلوك المرغوب لدى الطلبة).
1 مفهوم المنهج الحديث
المنهج بمفهومه الحديث (مجموعة من الخبرات المربية التي تهيّؤها المدرسة للطلبة داخلها أو خارجها من أجل مساعدتها على النمو الشامل الذي يؤدي إلى تعديل سلوكها والعمل على تحقيق الأهداف التربوية).(1)
ولكن ما الخبرات التي يتضمنها المنهج؟ إن الخبرات التي نقصدها هنا هي تنمية الخبرات وفق مواصفات ومعايير تساهم في تربية سلوكه فالخبرات المربية هي خبرات تدفع بسلوك الفرد إلى أن يكون إيجابياً مثل النشاطات داخل وخارج المدرسة كالمعارض والملاعب والمعسكرات والرحلات والزيارات ومن خلال هذه الأنشطة يمر بخبرات إيجابية مخطط لها، إن مرور الطالب بالخبرات المريبة هو مساعدتهم على النمو الشامل من جميع الجوانب (العقلي والمعرفي والجسمي والنفسي والاجتماعي والديني).
وللمنهج عدة تعاريف نذكر منها:
1. ذكر الرازي ما يأتي (المنهج والمنهاج الطريق الواضح)
2. هو كل المقررات التي تقدمها المدرسة للطلبة.
3. عَرَفَته (ماكيبا Macciba) بأنه المحتوى التعليمي الذي يقدم للتلاميذ.
4. هو كل دراسة أو نشاط أو خبرة يكتسبها أو يقوم بها الطلبة تحت إشراف المدرسة وتوجيهها سواءً أكان ذلك داخل الفصل أم خارجه.
5. أما ويلسون فقد عرفه بأنه (نظام مخطط للمشاركة الإنسانية في التفكير للوصول إلى نهوض المتعلم ومضاعفة طاقاته).
6. دل عَرَفَها (كل الخبرات التي لدى الطلبة تحت إشراف ورقابة وتوجيه المدرسة).
منقول من رسالة ماجستير للطالب
سعد لايذ عبد الكريم 2007