سألوا ممثلة شابة (غانية) في إحدى القنوات الفضائية عن مواصفات زوج المستقبل فلم تتردد وهي بكامل قواها العقلي و حضورها الجمهوري عن القول: ( سي السيد) ولما سُئلت عن سبب اختيارها المعاكس لخط سيرها الفني ؟؟ قالت: والبسمة تلازمها والحبور يتوقد منها هو الرجل الذي أراه الأقدر على حمايتي من عوادي الدهر والمتفهم لطبيعتي الأنثوية 00 والممثلة صادقة ولكن طلبها صعب المنال ولو كنت بالقرب منها لأسررت بإحدى أذنيها الجميلتين ( كان زمان) ونجيب محفوظ لن يستطيع أن يخرج لنا ولآلكِ من حواريه الغابرة( بالفتوات) نسخة مكررة أو معدلة عصرياً علي الأقل, خصوصا و سي السيد ( الرمز) المقبور مازال يتلقى الصفعات والركلات الترجيحية والمزاجية في كل مناسبة تتأتى لكل امرأة أصبح الرجل في نظرها سبباً في تخلفها وتعاستها لذا أصبح من دون منازع الشماعة المناسبة لكل ذوات الحاجة اللاتي يُجدن فنون اللجاجة, وأضحى بعيون التغريب الفزاعة لكل من تدعي زوراً وبهتاناً المجاعة, والعدو اللدود للغرب الذي أصبح يجاهر بمدى ظلمه وتعسفه وتسلطه وأينما وجد التخلف فسي السيد الشرقي النزعة هو السبب المؤدي إليه, وإذا عرف السبب بطل العجب لذا فقد قاموا الغربيين مشكورين مأجورين بالعمل على استنهاض همم النساء الشرقيات الناعسات وتثقيفهم ثقافة المعاملات التي معه يبطل أعتا سحر الفتوات من شاكلة سي السيد في لحظات وتصبح العنجهية المفتعلة مجرد كلمات غير مؤذيات ولا مجديات 00نعم هذا الهذر الآتي من الأعماق قد يكون صدى لكلمات تلك الممثلة الفاتنة ولكنه أيضا ترحما على زمن كانت النساء يتعلمن بفطرهن السليمة أكثر مما يتعلمن بالتقليد والمحاكاة 00ثقافة التحرير الآتية من الغرب تتلقفها بعض النساء وكأنها الحل السحري لجميع مشاكلهن مع المجتمع ونصب العينين (الرجل) المسكين الذي يُرى أنه من معوقات التقدم والرقي 00 سيمون دي بفوار في كتابها ( الجنس الآخر ) لم تغفل التكوين الفسيولوجي للمرأة بل جعلته مرتكزا يؤدي إلى هويتها وقدراتها ولم تجد في تلك المعضلات التي تواجه المرأة أي غضاضة في تشخيصها وتسليط الأضواء عليها بشفافية وكـأنها تقول للعالم بأسره المرأة لها خصوصيتها لذا فقد أسمت كتابها الجنس الآخر وليس الأول اعترافا بدور الرجل وريادته في محتفل الحياة ومع أنها كاتبة وجودية لم تسبح إلا مع ما تعتقده وتؤمن به من منطلق قناعتها الفكرية وليس ما يـُملى عليها من عقيدة الإلحاد والاضطراب الذي حارب آنذاك كل دين وأدان كل فضيلة وجاهر بهتك المحرمات 00 نعم سي السيد ظاهرة منقوصة ليست مثالية التكوين في مجملها ولكنها ليست أيضاً أداة للتجريم المطلق فهناك جوانب ايجابية تطلبها المرأة في الرجل ومن دونها تصبح محرومة معلقة مذبذبة مع عواطفها مترجلة من مشاعرها الفطرية مكبله بقيود التحرر المزعوم حينها سوف تبحث عن نصف سي السيد أو الربع ولن تجــد فقد تحرر سي السيد من دوره المثقل بالمسؤولية والتبعية وأصبح خارج التغطية والسيطرة وبيديها أوكتا والجهل نفخ 0