[align=center]كشفت دراسة علمية أجرتها جمعية مكافحة التدخين في المملكة العربية السعودية عن استمرار زيادة ارتفاع نسبة التدخين بين النساء في السعودية، وخصوصا بين سيدات الأعمال والطبيبات والجامعيات والإعلاميات، وأوضحت الدراسة أن نسبة المدخنات في مدينة الرياض من الطبيبات السعوديات وصلت إلى (16%) ومن الجامعيات (10%)، في حين بلغت نسبة المترددات على مراكز الرعاية الصحية الأولية ويشتكين من أعراض صحية سببها التدخين (10%)، وبلغت نسبة الطالبات المدخنات في إحدى مدارس البنات المتوسطة في مدينة جدة (27%). كما أشارت دراسة إحصائية عن التدخين في السعودية إلى أنه يبلغ عدد المدخنات في السعودية (600) ألف مدخنة معظمهن من المراهقات.
نسب وأرقام مخيفة تنذر بكارثة جديدة ستنضم إلى الكوارث التي تصيب الفتاة المسلمة في السعودية، إن لم تبادر ويبادر أولياء أمورها والمصلحون والتربويون والمهتمون بتقديم البرامج العلاجية والوقائية، ومساهمة مع "الوطن" في توعية فتيات مجتمعنا بالابتعاد عن هذه العادة السيئة، أقول:
مع تطور وسائل الإعلام والاتصال وتبادل المعلومات ونقل الثقافات وتغيير العادات، تسارعت الشركات والمؤسسات التجارية في استخدامها لترويج بضائعها ومنتجاتها، ومن ذلك تنافس شركات التبغ والتدخين في استخدام الوسائل الإعلامية والأساليب الدعائية المغرية لإيقاع أكبر عدد من أفراد المجتمعات في تعاطي هذه العادة الخبيثة والإدمان عليها.
ولمواجهة التعاليم الدينية والتقاليد الثقافية والعادات الاجتماعية التي تحول دون وقوع الفتاة المسلمة في آفة التدخين استخدمت تلك الشركات في دعاياتها وإعلاناتها أساليب خداعة مضللة لإيقاعها في حبائله، ومن ذلك ربطها بين التدخين والجمال والتحضر ـ الموضة ـ فتنشر صورا لنساء جميلات رشيقات بملابس فاتنة وهن يدخن، كما أنها تنتج سجائر بأسماء نساء وفتيات مشهورات في عالم الفن والأزياء وتكثب ضمن الدعاية والإعلان: أنها سجائر أخف ضررا من السجائر العادية، وتربط بين التدخين وقوة شخصية الفتاة وحريتها، وصممت علباً وحقائب نسائية بسلاسل براقة خاصة بعلب الدخان، وغيرها من أساليب الدعاية الماكرة، إضافة إلى ذلك ما تشاهده وتسمعه الفتاة في المسلسلات والأفلام والفيديو كليب من دعاية ومباركة مباشرة أو غير مباشرة. مما نتجت عنها تلك النسب والأرقام المخيفة، وهذا ما أكده المجتمعون في مؤتمر التبغ والصحة في (هلسنكي)، ومما جاء في تقرير المؤتمر: أن الحملات التسويقية المتصاعدة لشركات التدخين والموجهة للفتاة في البلدان النامية رفعت من معدل النساء المدخنات.
ومن يتابع أوضاع وأخلاق فتياتنا بنفس محبة وعين فاحصة وقلب ناصح يلحظ بداية انتشار آفة التدخين في أوساطهن بشكل لافت للنظر، فتياتنا المسلمات في أعمار الزهور يمارسن هذه المخالفة الشرعية والعادة السيئة، ويحملن بين أصابعهن السيجارة، ويخرجن من أفواههن وأنوفهن دخان السجائر الكريهة الرائحة والمنظر. بل وصل الحال ببعضهن ألا يخرجن إلا وبرفقتهن علب دخان في حقائبهن، ويذهبن إلى المحلات ويشترين الدخان بدون خجل أو حياء، وآخر الموضات التدخينية أن يجتمعن في المقاهي والكوفي شوب على شرب الدخان.
وتوعية للفتاة المسلمة من أن تقع في موضة التدخين القاتلة وأن تقلع عنها إن كانت وقعت فيها أذكرها بأن التدخين محرم شرعا لما فيه من أضرار على البدن والمال، يقول سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله ـ: "الدخان محرم لكونه خبيثاً مشتملا على أضرار كثيرة، والله سبحانه وتعالى إنما أباح لعباده الطيبات من المطاعم والمشارب وغيرها: وحرم عليهم الخبائث قال تعالى: "يسألونك ماذا أحل لهم قل أحل لكم الطيبات". كما أذكرها بأهم الآثار الصحية للتدخين على المرأة، إضافة إلى الأضرار الأخرى التي تصيب الرجل وتصيبها هي أيضا، ومن ذلك: أنه تميل بشرة الفتاة المدخنة إلى اللون الرمادي الشاحب المصحوب بالاكتئاب بسبب ما للنكوتين من أثر في انقباض الأوعية الدموية، كما أنه يتسبب في الشيخوخة المبكرة وظهور تجاعيد الوجه والرقبة، ويؤدي إلى تقصف وهشاشة الأظافر وإصفرار الأسنان وبرودة الأطراف وفقدان الشهية والإحساس بالتعب المزمن والإجهاد والعصبية والتوتر وتغير نبرة الصوت وخشونته والروائح الكريهة في الفم والشعر والملابس، كما يحدث اضطرابات في الدورة الشهرية بشكل مألوف ومتكرر ويتسبب في انخفاض نسبة الخصوبة لدى المرأة ويزيد من احتمالية الإصابة بالعقم، ويزيد بنسبة كبيرة من احتمالية الإصابة بمرض سرطان الثدي، وتؤكد الأبحاث أن النساء اللواتي يدخن ما بين سيجارة وخمس سجائر يوميا معرضات للإصابة بأمراض القلب بنسبة تقدر بخمسة أضعاف النساء غير المدخنات. أما اللواتي يدخن علبة سجائر كاملة يوميا فتتضاعف احتمالات إصابتهن بسرطان الرئة (30) مرة. أما المرأة الحامل فلا تتوقف جناية الأم المدخنة على طفلها بالمرض بل إن تأثيره يمتد إلى سلوكه أيضا.
أخيرا: إن كانت بعض فتياتنا ينسقن وراء كل موضة دون أن يعرضنها على الدين والأخلاق، فإن هذه الموضة التي تعتبرها بعض الفتيات رمزا للحرية والتحضر والأناقة سيدفعن مقابلها حياتهن، فقد أكدت الأبحاث العلمية حول الآثار المدمرة للتدخين على المرأة أن حوالي (25%) من المدخنات يتوفين بسبب أمراض ناجمة عن التدخين، وأن ثلث هؤلاء يمتن دون سن (56). والفتاة العاقلة لا تلقي بنفسها في موضة مميتة، والرجال جميعا لا يبحثون عند الزواج إلا عن الفتاة العاقلة.
حمد عبدالله القميزي ـ الخرج[/align]
نشر المقال في جريدة الوطن الخميس 11 صفر 1428هـ الموافق 1 مارس 2007م العدد (2344) السنة السابعة
http://alwatan.com.sa/daily/2007-03-01/readers.htm