السلام عليكم:صباح الخير جميعا .
رسم "كروكي" لمنزلها ووضع أرقام هواتفها ووعد بفضحها في الإنترنت
الشرطة تقبض على مروج صور فتاة شرق الرياض
الرياض - مناحي الشيباني:
___________________
ألقت شرطة منطقة الرياض القبض على شاب قام بنشر صورة فتاة في بروشورات في أحياء شرق الرياض وقام بتهديدها بعرض فيلم فاضح على مواقع الانترنت.
وقال المتحدث الرسمي لشرطة منطقة الرياض في تصريح ل"الرياض": انه بعد انتشار بروشور في أحد أحياء شرق الرياض قام كاتبه بوضع عبارات بذيئة لفتاة ووضع صورتها ورسم "كروكي" لمنزل الفتاة وبعد انتشار هذا البروشور تم تكليف جهة الاختصاص بشرطة منطقة الرياض لمتابعة الموضوع وتم الاستدلال على مقر سكن الشاب المتورط في القضية وألقي القبض عليه.
وأضاف الرائد سامي الشويرخ في تصريحه ل"الرياض" انه تم استدعاء الفتاة برفقة شقيقيها اللذين لم يتقدما للإبلاغ عن الحادثة وأحيلوا جميعاً لجهة الاختصاص لاستكمال الاجراءات النظامية بحقهم.
من جانب آخر علق مدير إدارة التعاون الدولي بجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور صقر بن محمد المقيد على تلك الحادثة في تصريح ل"الرياض" ان مثل هذا التصرف يأتي لتأثر مرتكبها بالغزو الثقافي الذي يتعرض له أبناؤنا اليوم وتأثير الفضائيات في خصوصية المجتمع.
وأضاف الدكتور صقر بقوله: لعل هذه الجريمة المستحدثة تأتي تقليداً وترجمة لجرائم سينمائية، وقد جرى الشيطان من مرتكبها مجرى الدم، وقد تكون من الآثار التي خلفها ويخلفها الغزو الثقافي على شخصية الشباب وفي مقدمة هذه الآثار استلاب شخصياتهم أي جعلها شخصيات لا حول لها ولا قوة، شخصيات مغتربة تقلد الآخرين في سكناتهم وحركاتهم وأنواع جرائمهم.
ولابد من الإشارة إلى أن الطوفان الفضائي بغثه وسمينه شرع في التأثير على خصوصية المجتمع، وأن القيم الإعلامية السلبية، وكذا الاستخدام الفاجر للتقنيات الحديثة مثل الانترنت والهاتف النقال وملحقاته لها الأثر الأكبر في إضعاف الشباب وتشتيت جهودهم وجعلهم عناصر للهدم بدلاً من أن يكونوا عناصر للبناء والتنمية والتقدم الاجتماعي.. كما تعد الازدواجية من الرواسب التي تفرزها هذه الفضاءات الملوثة، فالازدواجية تجعل الفرد ذا وجهين متناقضين.. وجه يدعي الصدق والنزاهة والاستقامة في السلوك.. ووجه اخر يحمل كل العقد والتناقضات والرواسب التي يرفضها المجتمع وتأباها الإنسانية.. وأنا على يقين أن مثل هؤلاء معزولون اجتماعيا، وهذه العزلة تسبب ضعفهم وضياعهم.. كما أنني على ثقة تامة بأن المجتمع سيبقى متماسكاً أمام مثل هذه الجرائم، وسيظل محافظاً على أصالته، وسيظل الأمن وهو قطب الرحى، وسيظل رجال الأمن هم مضرب الامثال في التضحية والفداء.
ومن هنا تبرز الحاجة الى التفاتة حقيقية من قبل جهات الاختصاص، ليكونوا يداً بيد مع رجال الأمن والعدالة والقضاء، بدءاً بالبيت والمدرسة ودور العبادة ووسائل الاعلام لكشف اساليب الابتزاز التي يتعرض لها الفتيان والفتيات على حد سواء، وكذا التعامل مع هؤلاء على انهم مرضى تجب معالجتهم واؤكد مرة اخرى على دور التربية في تخفيف الأمن في المجتمع المدني حيث ان دورها لا يقتصر فقط على الأمن الجسدي والعاطفي والانفعالي والانساني.. انما يمتد ايضاً للحفاظ على الهوية والتطوير والتنمية وتوجيه الطاقات.
من جانبه بين الدكتور سعد بن محمد السعد المستشار بمكتب البحوث والدراسات ان مثل هذا الاسلوب الذي قام فيه هذا الشاب يدل على وهن في قوة المجتمع وتماسكه ويزرع البغضاء والتفريق بين افراده. واضاف وعلى ذلك فإن الفعلة التي قام بها هذا الجاني تعد من انواع الجرائم في حق الناس، وأفظع اصناف الاعتداءات على اعراضهم، سواء كانت موفورة او غير ذلك. وبغض النظر عما قد يكون في هذه القضية من جوانب خافية فإنها جريمة تثير السخط والاشمئزاز والألم والحزن وذلك للتشهير المخزي بحق المجني عليها، ورميها بالأذى، مما يعد من قبيل الدعوة الى الخنى، وتحريك الشهوات الكامنة في نفوس الفساق وغيرهم من المراهقين، وإن الإنسان ليحزن اشد الحزن على ما وصلت اليه تصرفات هذا وامثاله من تعد لكل حدود الشرع والخلق والمروءة، وما ذلك الا لضعف في تدين بعض الناس في هذا الزمان وانحطاط في اخلاقهم وتخلف في العلم لديهم.
والا فالمسلم يحس بإحساس اخوانه المسلمين ويشعر بشعورهم، ويرى انه جزء منهم يسره ما يسرهم ويؤذيه ما يؤذيهم. ولا ريب ان مثل هذه الممارسات توهن من قوة المجتمع وتماسكه وتزرع البغضاء والتفرق بين افراده.. وتجعل العلاقة بين الناس علاقة شك وريبة وخوف بدل ان تكون علاقة أمن وثقة وسلام.
وغني عن البيان ان الإسلام يحرم الظلم، ولا يحل انتهاك الاعراض ولو بكلمة او حتى اشارة نابية قال الله تعالى (ويل لكل همزة لمزة). فكيف بقذف الناس في اعز ما يحرصون على الحفاظ عليه والتشهير بهم ورميهم بالعهر والخنى، ودعوة ارباب الشهوات واهل الخنى - ظلماً وعدوانا - الى فلانة او فلان، كما يزعمون ولست ادري هل كان هذا الجاني - وهو يفعل ما فعل - في قواه العقلية ام لا؟.
فقد سول له الشيطان ونفسه الامارة بالسوء ان يفعل ما فعل قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر..) الآية 21من سورة النور.
وقال تعالى (والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثماً مبينا) آية 58من سورة الاحزاب. وفي هذا المقام ينبغي ان يتأدب الجميع رجالاً ونساء، كباراً وصغاراً، بآداب هذا الدين العظيم ويتمسكوا بأهدابه، ويحرصوا على التزام الستر - حتى في حالة غشيانهم شيئاً من المعاصي او الذنوب مع غيرهم، او حتى معرفتهم بمن يعلم ذلك عنه "فمن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة" وغير ذلك من الشواهد التي تؤكد (فضيلة الستر).
الأحد 21صَفر 1428هـ - 11مارس 2007م - العدد 14139 :جريدة الرياض