فخ الدروس الخصوصية مازال يواصل دوره لاصطياد جيوب اولياء امور ابنائنا الطلاب مقنعا اياهم بفعاليته في وصول المعلومة الى عقول ابنائنا بطريقة سحرية مبتكرة وتلك القناعة المزيفة اسهمت مساهمة حثيثة في استشراء تلك الظاهرة واصبحت الخصوصية في التدريس لها شأو قصي ولم يعد المدرسون الذين اتخذوا من الخصوصية تجارة رابحة لايجدون اي عناء في اصطياد فرائسهم الطلابية بل انهم اصبحوا يصنفون الطلاب على حسب اهوائهم يرفضون من شاءوا ويقبلون من كان لهم يمثل صيدا ثمينا من الناحية المادية التي هي همهم وديدنهم الاول والاخير وتناسوا ان رسالة التعليم رسالة مقدسة حملها الشرفاء دائما على محمل الجد وبها وعن طريقها اناروا دياجير الظلام عن العقول وازاحوا الجهل عن الامم فهي قضية اخلاقية وادبية واجتماعية ولعل الذي زاد الطين بلة ان بعض المدرسين الذين يقضون مع الطلاب عاما دراسيا كاملا يكون بعضهم عاجزا عن دوره الامثل في توصيل المعلومة الى طلابه وهذا ما يجعل الهوة تزداد وتجير تلك الفجوة بين الطالب ومدرسه الرسمي لصالح المدرس الخصوصي وقد فعلت ادارة التعليم خيرا عندما سمحت يفتح فصول للتقوية في بعض المدارس بمبالغ رمزية ولعل القائمين على تلك الفصول يساهمون مساهمة حثيثة في استئصال تلك الظاهرة غير الصحية فمن غير المعقول ان يقوم المدرس الخصوصي في توصيل مقرر كامل الى عقل طالب في مدة وجيزة لا تتعدى الاسبوع او الاسبوعين بينما يعجز المدرس النظامي عن عمل ذلك في فصل كامل. هذا يجب عدم تصديقه مهما كانت المبررات ومهما كانت التصورات.. ان همزة الوصل ما بين ادارة المدرسة واولياء امور الطلاب هي الحلقة المفقودة ومعظم المدرسين النظاميين يملكون القدرة ويملكون الكفاءة ولكنهم بحاجة الى تفعيل الدور الاجتماعي مع الطلاب واولياء الامور لكي يتم القضاء على السلبيات التي لا تمنح الطالب الجو الصحي في التلقي والاستيعاب.
ان الاموال المهدرة في جيوب اولئك المدرسين الخصوصيين يدل على اهتمام الاباء بذل كل غالي ونفيس من اجل نجاح ابنائهم وهذا مؤشر مشجع ولكنه بذل بطريقة خاطئة وبطريقة فيها من الطرف الاخر الاستغلال والتغفيل فقبل الامتحانات باسابيع قليلة تزداد الاسعار وتتحول الساة التعليمية في نظر اولئك المدرسين الى اراض واسهم يحكمها العرض والطلب وفي تلك الظاهرة غير الصحية ظلم يجب ان تضع ادارة التعليم حدا لمن يساهم فيه ويعمل على استشرائه في المجتمع من اجل السمعة التعليمية ومثاليتها المتجذرة في الوعي الانساني.
يجب ان يكون المدرس قدوة اخلاقية لاقدوة تجارية تنمي وعيا ماديا يربي الماديات ويحفزها في غير موضعها الصحيح وفي هذا خلط يمنح الطلاب النظرة الخاطئة تجاه معلميهم ومربيهم جراء ما يعمله القلة القليلة منهم.