منطقة مدائن صلاح التي وقع بها الهجوم على الفرنسيين
الرياض- رجح خبراء سعوديون أن يكون تنظيم القاعدة هو المسئول عن الهجوم الذي أودى بحياة 4 فرنسيين قبل يومين قرب بلدة تبوك شمال السعودية، كما لم يستبعدوا وقوع حوادث مشابهة في المستقبل على خلفية عودة "الفكر التكفيري" في المملكة من خلال دعوات العنف والقتل التي تنامت مؤخرا على مواقع ومنتديات الإنترنت.
وقال فارس بن حزام الإعلامي المختص بشئون القاعدة في تصريحاته لجريدة "المدينة" نشرتها اليوم الأربعاء: "يتضح من خلال سيناريو وتفاصيل الهجوم الذي شمل الرصد والمتابعة، أنه عمل منظم تقف خلفه مجموعة لها قيادة، ويمكن أن يكون من عمل القاعدة".
ومتفقا معه قال الشيخ ماجد محمد المرسال، المتخصص الشرعي بشئون الإرهاب، رئيس القسم العلمي لحملة السكينة عضو لجنة المناصحة الرسمية التي تعمل على استتابة من يتبنون فكر القاعدة في السعودية: "العمل يشبه في تفاصيله كثيرا من أعمال القاعدة ويمكن أن يكونوا هم المسئولين عنه؛ فهم لا يفرقون بين أجنبي وآخر، وهم في نفس الوقت يريدون إثارة إعلامية".
احتمال آخر لم يستبعده ابن حزام وهو أن يكون المسئولون عن الحادث هم أشخاصا ليس لهم علاقة بالقاعدة، ولكن من المتشددين الذين يرفضون فكرة زيارة المواقع الأثرية مثل مدائن صالح والعلا.
وقال: "لذلك يمكن أن تكون تلك العناصر قد تابعت الزيارات اليومية التي تتم لهذه المواقع من قبل السياح فقاموا بترصد مجموعة منهم وقتل رجالهم ليوجهوا رسالة لكل من يريد زيارة هذه الأماكن بأن القتل سيكون نصيبه".
ولقي 4 فرنسيين -بينهم مسلمان (أب وابنه) كانا متوجهين لأداء العمرة- مصرعهم إثر إطلاق مسلحين مجهولين النار عليهم في منطقة صحراوية قرب طريق المدينة المنورة- تبوك.
وفاجأ الجناة الأسر الفرنسية خلال عودتهم من منطقة مدائن صلاح الجبلية، وعزلوا النساء وعددهن 3 نسوة وطفلة (15 عاما) وطفل (11 عاما) عن الرجال، واقتادوهم إلى حيث رشقوهم بوابل من الأعيرة النارية فأردوا ثلاثة منهم على الفور فيما فارق الرابع الحياة في اليوم التالي متأثرا بجراحه.
وأفادت الخارجية الفرنسية بأن المجموعة التي تعرضت للاعتداء هي جزء من مجموعة من 26 شخصا من المواطنين، (14 فرنسيا و12 بلجيكيا) انطلقت من الرياض صباح 22 فبراير في رحلة سياحية نظمت بمبادرة فردية.
الفكر التكفيري
هذا الحادث اعتبره المحللون نتيجة طبيعية لـ"الفكر التكفيري المتشدد" الذي بدأ يظهر مرة أخرى داخل المجتمع السعودي خصوصا على الإنترنت.
يقول ابن حزام: "مثل هذه العمليات هي نتاج فعلي ومنطقي للخطاب الديني التكفيري المتشدد الذي يرى بقتل غير المسلمين وتحريم زيارة الآثار ويدعو لهدمها درءا للفتنة وغيرها". وشدد على ضرورة أن يقوم الجميع بأدوارهم كاملة لمجابهة هذا الفكر الضال المنحرف الذي يسيء لسمعة المملكة".
الدعوات للعنف نشطت مؤخرا على العديد من مواقع الإنترنت بحسب المحللين. فيقول المرسال: "من خلال رصدي ومتابعتي لمواقع الإنترنت لاحظت أن هناك دعوة للعنف وهي تشهد تعاطفا كبيرا في الآونة الأخيرة من المجتمع مع الفئة الضالة، وهو ما ينذر بخطر داهم".
عمليات مستقبلية
ولم يستبعد المرسال حدوث عمليات مماثلة في المستقبل، وقال: "بالنسبة لفترة الركود الأخيرة للقاعدة فقد كانت بسبب النجاح الأمني من السلطات السعودية في منع وقوع كثير من العمليات الإرهابية".
واستدرك قائلا: "لكن رافق ذلك الركود تحرك كبير على مستوى مواقع الإنترنت في الدعوة للعنف والقتل؛ لأن فكر القاعدة ما زال موجودا وإن قل، وهناك متعاطفون مع هذا الفكر من قبل بعض أطراف المجتمع".
وأضاف: "وهناك مشكلة تتمثل في عدد من المسائل الشرعية التي لم يجب عليها العلماء مثل دعوة الجهاد في العراق وضوابطها، وهو ضعف من قبل العلماء الذين يجب أن يكون لهم دور أكبر في كشف هذه الشبهات وتفنيدها وحسم هذه المسائل بشفافية حتى يمكننا القضاء على هذا الفكر المدمر".
الدكتور علي بن شايع النفيسة، مدير التوجيه والتوعية بوزارة الداخلية، اتفق مع المرسال وابن حزام بقوله: حدوث هذا العمل في هذا الوقت يدل دلالة قاطعة على أن الفكر التكفيري ما زال موجودا في مجتمعنا، وما زال يمارس التحريض ضد شبابنا، وهذا يدعونا لضرورة المجابهة الفكرية للقضاء على الفكر الضال".
ودعا النفيسة العلماء والدعاة والمفكرين وأئمة المساجد للقيام بأدوارهم كاملة "للقضاء على هذا الفكر"، خاصة أنه "خلال الفترة الماضية كان هناك استرخاء كبير في إظهار ضحالة الفكر الضال وتفنيد آرائهم التدميرية".
خلايا نائمة
ومن جهتها قالت جريدة "الوطن" في عدد الأربعاء: "الحادث أعاد إلى الأذهان الهجوم الذي ضرب مدينة ينبع الصناعية غرة مايو 2004، وراح ضحيته 5 من الأجانب (أمريكيين، وبريطانيين، وأسترالي) يعملون في مجمعات صناعية كبرى لتكرير النفط في المدينة الصناعية".
وأَضافت أن الحادثتين تطابقتا في استهداف الأجانب، وقتل ضحايا، كما تطابقتا في كون العناصر المنفذة لكل منهما تنتمي إلى "خلايا نائمة" لعناصر إجرامية تحركت فجأة وبفارق زمني عن آخر عملية إرهابية مسجلة.
ووقعت الحادثة الأخيرة في منطقة تناهز مقر البرنامج السعودي للخزن الإستراتيجي وبامتداد خط الـ"تابلاين" النفطي على طريق المدينة المنورة - تبوك؛ وهو ما أثار لغطا، في اللحظات الأولى من العملية، حول استهدافها منشآت صناعية.
وأدى آلاف السعوديين صلاة الجنازة عقب صلاة العشاء مساء الثلاثاء في المسجد النبوي الشريف على اثنين من ضحايا الاعتداء، وهما جون مارك بوتي وابنه مبارك، وذلك تحقيقا لرغبة والدة مبارك، وهي فرنسية من أصل مغربي.
كما أجرى العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصالا هاتفيا بالرئيس الفرنسي جاك شيراك قدم فيه تعازيه وشعبه.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية أن بلادها مستعدة للتعاون مع التحقيق السعودي في الاعتداء. ويوجد بالسعودية نحو 3600 فرنسي، بينهم 2200 بالرياض، و1400 بجدة.
إسلام أون لاين.نت
أخوكم
أ0 الأحيـــــــــــــــــاء
همســــــــــــــــــــة
كــلُّ الأسـودِ تُنْـهِـكُـهـا اللَّـيالِــي -*-*- ويُضـني قَـلـْبَها الزَّمَـنُ الشَّـحِـيحُ