تمر بي اللحظات كئيبة الخطى , أهرب إلى أوراقي لأجد متنفسا, التقي وجوها عتقها الزمن في حب نجد
كل الملامح تشير إلى أن انجدوا فالهوى نجد , الحبر واصفرارالورق, الوجوه, الأفكار, اللحظات, كلها نجدية ,
وعلى ضفاف الزمن يتوالد الشجن, تتداعى الأسئلة , على جوانب أوراق أرهقها تقادم العهد ودثرها البلى, لكنها لم تزل خالدة,وجوه أتأملها وهي ماثلة أمامي, تورق حبا ,ويسطو عليها الغرام, يبرز وجه فيزاحمه آخر, عبدالله بن العجلان النهدي, ابن الدمينة الخثعمي, مجنون ليلى, كثير, الصمة القشيري,غيلان, سفر من العشاق لنجد وأهل نجد , يستوقفني ابن الدمينة الخثعمي أتأمله , أدنو إليه فهو الأقرب إلى نفسي منهم جميعا,بوجهه الجنوبي المعتق في حب نجد, وإمام شعراء عذرة الجنوبيين في حبه لنجد,حضن نجد خفقة بين أضلعه , تتيم في هواها ,عشقها أرضاء , هواء , إنسانا,كأني برئتيه ملئت من صبا نجد,فإن أهرقها مات الأسئلة تتقاذفني كمركب تتقاذفه الأمواج , والأسئلة تزرعني إجابة في مهب الصبا,فيبحر الشوق في دمي صوب نجد .أسائل ابن الدمينة داخلي لعلّي أجد منه إجابة تثبط عزيمتي وتؤجل السفر, فيزلزلني الصمت, حتى أبدو كصخرة حيرى على قمة جبل, عبد الله بن الدمينة الخثعمي الإنسان, وعبد الله بن الدمينة , الآتي من أكمات تبالة, ليهيم حبا بنجد ويتمنى لها سقيا سحاب خوال من الرعد, وقصيدة خالدة في وجدان كل من حن إلى نجد, وقد شط به النوى, وأبعدته عنها صورف الزمن
ألا ياصبا نجد متى هجت من نجد وسؤال يطرحه ابن الدمينة للصبا ليتبعه كل متيم بنجد ليسائل الصبا وكلما أوغل الصبا في الصمت أوغل السائل في الحنيين إلى نجد
ألا ياصبا نجد لعبد الله بن الدمينة الخثعمي رحمه الله شاعر من العصر الأموي
[poem=font="Simplified Arabic,5,orange,bold,normal" bkcolor="black" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
أَلاَ هَل مِن البَينِ المُفَـرِّقِ مِـن بُـدِّ= وَهَل لِلَيَـالٍ قَـد تَسَلَّفـنَ مِـن رَدِّ
وَهـل مِثـلُ أََيّـامٍ بِنَعَـفِ سَوِيقَـةٍ= رَوَاجِـعُ أيّـامٍ كمـا كُـنَّ بالسَّعـدِ
وَهل أَخَوَاكَ اليَومَ إِن قُلـتَ عَرِّجـا =عَلَى الأَثلِ مِن وَدّانَ وَالمَشرَبِ البَردِ
مُقِيمانِ حتّـى يَقضيـا مِـن لُبَانَـةٍ= فَيَستَوجِبَا أَجرى وَيَستَكمِـلاَ حَمـدِى
وإلاّ فَسِيـرَا فالـسَّـلاَمُ عَلَيكُـمـا= فمالَكمـا غَـيِّ وَمالَكُمـا رُشــدِى
وَلاَ بِيَدَىِّ اليَومَ مِـن حَبلِـي الَّـذِى= أُنَازَعُ مِـن إِرخَائِـهِ لاَ وَلاَ شَـدِّى
وَلكِـن بِكَّقـى أُمِّ عَمـرٍو فَليتَـهَـا= إِذا وَلِيَت رَهناً تَلِى الرَّهنَ بِالقَصـدِ
أَلاَ لَيتَ شِعرِى مالَّذِى تُحدِثَـنَّ لـي= نَوَى غَربَةِ الـدّارِ المُشِتَّـةِ وَالبُعـدِ
نَوَى أُمِّ عَمرٍو حَيثُ تَغتَرِبُ النَّـوَى= بها ثُمَّ يَخلو الكاشِحُونَ بهـا بَعـدِى
أَتَصرِمُ لِلاّئى الّذيـنَ هُـمُ العِـدَى =وَتُشمِتُهُم بى اُمُّ عَمـرِو عَلَـى وُدِّى
وَظَنِّى بِها مِـن كُـلِّ ظَـنٍّ بِغَائِـبٍ =وَفِىٍّ بِنُصحٍ أَو يَـدُومُ عَلَـى العَهـدِ
وَظَنِّى بها وَاللهِ أَن لَـن تَضِيرَنِـى= وُشَاةٌ لَدَيهـا لاَ يَضِيرُونَهَـا عِنـدِى
وَقَـد زَعَمُـوا أَنَّ المُحِـبَّ إِذَا دَنَـا= يَمَلُّ وَاَنَّ النَّأى يَشفِـى مِـنَ الوَجـدِ
بِكُلٍّ تَدَاوَينَـا فَلَـم يُشـفَ مَـا بِنَـا= عَلَى أَنَّ قُربَ الدَّارِ خَيرٌ مِنَ البُعـدِ
هَوَاىَ بِهـذَا الغَـورِ غَـورِ تِهَامَـةٍ=وَلَيسَ بِهَذا الحَيِّ مِن مُستـوَى نَجـدِ
فَـوَاللهِ رَبِّ البَيـتِ لاَ تَجِدِينَـنِـى =تَطَلَّبتُ قَطعَ الحَبلٍ مِنكُم عَلَى عَمـدِ
وَلا أَشتَـرِى أَمـراً يَكُـونُ قَطِيعَـةً= لِمَا بَينَنَا حَتّى اُغَيِّـبَ فِـى اللَّحـدِ
فَمِن حُبِّهَا اَحبَبـتُ مَـن لاَ يُحِبُّنِـى= وَصَانَعتُ مِن قَد كنتُ أُبعِدُهُ جَهـدِى
أَلاّ رُبَّمَا أَهدَى لِيَ الشَّوقَ وَالجَـوَى= عَلى النَّأىِ مِنهَا ذُكرَةٌ قَلَّمَـا تُجـدِى
أَلا يا صَبا نَجدٍ مَتَى هِجتَ مِن نَجـدِ= لَقَد زَادَنِى مَسرَاكَ وَجداً عَلَى وَجدِى
أَأَن هَتَفَت وَرقَاءُ فِى رَونَقِ الضُّحَى= عَلَى فَنَنِ غَضِّ النَّباتِ مِـنَ الرَّنـدِ
بَكيتَ كَما يَبكِى الوَليـدُ وَلَـم تَكُـن= جَلِيداً وَاَبدَيتَ الَّذِى لَم تَكُـن تُبـدِى
وَحَنَّت قَلُوصِى مِن عَدَانَ إِلى نَجـدِ= وَلَم يُنسِهَـا أَوطَانَهَـا قِـدَمُ العَهـدِ
إِذا شِئتُ لاَقَيـتُ القِـلاَصَ وَلا أَرَى= لِقَومِـىَ أَشبَـاهـاً فَيَألَفَـهُـم وُدِّى
وَأَرمِى الَّذِى يَرمُون عَن قَوسِ بِغضَةٍ= وَلَيسَ عَلى مَولاَىَ حَدِّى وَلاَ جِـدِّى[/poem]