النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: القرآن الكريم واللياقة

  1. #1
    نقيب المعلمين
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    467

    القرآن الكريم واللياقة

    كيف نظر القرآن الكريم للقوة البدنية ؟

    إن الله سبحانه وتعالى لم يعط قيمة للقوة الجسمية المجردة، بل اعتبر هذه القوة ذات أهمية فيما إذا وظفت في طريق الخير ، أي في نفع الإنسان و الناس .

    فهو حينما يحدثنا عن (طالوت) يقول : ( وزاده بسطة في العلم و الجسم ) أي جمع القوتين معا: العلمية و العملية ، ذلك أن القوة العضلية لوحدها هي قوة حيوانية ، فالثور قوي ، و الحصان قوي ، و الأسد قوي ، و الذئب قوي ، و النمر قوي ، و الفيل قوي ، و الجمل قوي ، ولكنها قوة إما لحمل الأثقال ، و قطع المسافات الطويلة ، وإما قوة إفتراسية .. ضارية ..ضاربة .. متوحشة .ولذا فأننا حينما نقرأ قوله تعالى عن موسى (عليه السلام ): ( قال رب بما أنعمت غلي فلن أكون ظهيرا للمجرمين )، نعرف أن القوة الممنوحة لموسى (عليه السلام) كشاب يراد لها أن تكون مسخرة في الدفاع عن المظلومين ونصرة الحق، وليس ألة ضاربة بيد الظالمين وإعزاز الباطل .
    وحينما نقرأ قصة (عليه السلام ) مع بنتي شعيب ( عليه السلام ) فتراه يسقي لهما من بئر عليه حشد من الرعاة ،يمارس قوته الفتية في الحفظ على عفاف البنتين ، ولذا فإنهما حين رجعتا إلى أبيهما ، إمتدحتا موسى (عليه السلام ) أمامه في قوته وفي أمانته ( يا أبت إستأجره إن خير من إستأجرت القوي الأمين ) ، فلم فلم تنجذبا إلى قوته البدنية فقط ، بل إلى أمانته الخلقية أيضاً .
    والفتى محطم الأصنام (إبراهيم الخليل) (عليه السلام) لم يندفع بقوة البدنية ليجرح هذا أو يقتل ذاك ، أو يتباهى بعضلاته المفتولة أمام الأخرين، بل حمل فأسه ليحطم أصناماً لا تضر ولا تنفع فيجعل قومه يتسائلون عن حقيقة هذه الأحجار التي لم تتمكن عن الدفاع عن نفسها:(فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم لعلهم اليه يرجعون) .
    و عندما وجهوا إليه أصابع الإتهام:( قالو سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ) ، لم يرتعد خوفا من التهمه ، ولم يفزع عندما إتخذو قرارا بإلقائه في النار حيث وجه مكدتهم بقوة أخرى ، هي قوته الإيمانية الروحية العالية ، ثقة منه بأن الله سينصره ويخذل الكائدين له ، مما يؤكد أن القوة البدنية ليست سلاح فعال لوحده.
    وفي لقائه بين (نمرود الطاغية القوي ) ماديا ، واجهه بقوتين: عقلية و روحية ولم يواجهه بقوة مادية لمعرفته أن قوة نمرود المادية أقوى (قال فإن الله يأتي بالشمس من المشرق فأت بها من المغرب فبهت الذي كفر).
    فالقوي في هذا المشهد هو إبراهيم (عليه السلام ) و الغلبة له وليس لنمرود الذي لم يكن قويا و إنما يدعي القوة شأنه شأن كل الطواغيت و الجبابرة .
    و نلتقي في صفحات القرآن الكريم المضيئة بإبراهيم (عليه السلام) وابنه إسماعيل (عليه السلام) وهما يتعاونان على بناء بيت الله(الكعبة) المشرفة ، حيث يحمل إسماعيل الأبن الصخر و إبراهيم الأب يبني ، حتى أكتمل البنيان.

    وهذا رقم آخر يضاف إلى الأرقام السابقة أن القدرة البدنية في الإسلام يراد بها أن توضع في موضع الخدمة لبناء أي صرح علمي أو ثقافي أو تربوي أو عبادي أو خدمي.

    ويذكرنا هذا المثال ببناء المسجد النبوي الشريف ، حينما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة ببنائه ، فهرعالمسلمون من المهاجرين و الأنصار لبنائه بأنفسهم ، فكان كل مسلم يحمل حجرا و عمار بن ياسر رضي الله عنه يحمل حجرين ، فبارك النبي صلى الله عليه وسلم له فتوته وهمته.

    ونلتقي في القرآن بالفتى داود عليه السلام الذي ينبري لقتال الطاغية جالوت رغم فارق السن و القوة البدنية بينهما ، فلقد خرج داود وهو يحمل أحجارا ومقلاعا ، وما أن سدد حجرا كبيرا لجهة جالوت حتى شجها وخر صريعا . إنها فتوة الإيمان لا فتوة البدن .
    كما نلتقي أيضا بالعبد الصالح (ذي القرنين) الذي استثمر طاقته المبدعة في الدفاع عن المستضعفين ، حيث يصنع لهم سدا يقيهم من هجمات الأعداء (يأجوج ومأجوج) .وقد طلب منهم أن يبذلوا طاقاتهم البدنية معه فيعينوه على ذلك العمل الكبير الذي أنقذهم من عدوان دائم يشنه الأعداء عليهم.
    فبناء سد حديدي يحتاج كما هو معلوم إلى جهود كبيرة متضافرة ، ولذا تداعت السواعد الفتية إلى إنجاز لحمايتهم وحماية المستضعفين من أبناء مجتمعهم.
    وفي قبال هذه القوة المسخرة في الخير ، نجد في القرآن الكريم القوى المادية المسخرة في الشر والإثم و العدوان (ألم تر كيف فعل ربك بعاد * إرم ذات العماد * التي لم يخلق مثلها في البلاد * وثمود الذين جابو الصخر بالواد * وفرعون ذي الأوتاد * الذين طغو في البلاد * فأكثرو فيها الفساد).
    فهذه القوة مادية جبارة ،لكنها وضعت من أجل نشر الشر و الفساد في الأرض وتدميرها و تحطيم إنسانها وجعله تابعا ذليلا مهانا فأي القوتين نريد كشباب ؟

    قوة الخير ، و دعم الخير ،و الدفاع عن الخير و الخيرين ؟

    قوة الشر، وإسناد الشر ، و الوقوف مع الشر و الشريرين ؟

    في أي صف نقف كرياضيين أبطال أو كرجال أشداء؟

    صف الأقوياء المؤمنين :إبراهيم و موسى وداود وذي القرنين؟

    أم ضف الأقوياء الكفرة كنمرود وفرعون وهامان وجالوت ؟

    وهذه أهم الألعاب الممارسة في صدر الإسلام:-

    1- الفروسية

    2- الرمي

    3- الصيد

  2. #2
    موقوف الصورة الرمزية امجاد نجد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    الدولة
    مكة المكرمة
    المشاركات
    5,977
    بسم الله الرحمن الرحيم


    عقيل الخزرجي

    شكرا لك على مواضيعك المفيدة

    الله بعطيك العافية

  3. #3
    ~ [نائب المدير العام ] ~
    ونائب رئيس مجلس الإدارة
    الصورة الرمزية عاشق الحزن
    تاريخ التسجيل
    Dec 2002
    الدولة
    في بيتنا
    المشاركات
    8,297
    اخي الفاضل عقيل

    بارك الله فيك وتسلم الايادي

    تحياتي

  4. #4
    ~ [ مستشار إداري ] ~

    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    7,511
    بارك الله فيك وربي يعطيك العافية على هذا الجهد

    لك خالص تحياتي

  5. #5

    مراقبة

    الصورة الرمزية لمياء الديوان
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    الدولة
    العراق -
    المشاركات
    10,059


    الخزرجي عقيل

    كل يوم تعطينا معلومه جديده

    أحسنت أخي وبارك الله بجهدك وما يحويه من موضوعات مميزه حقا



    لمياء الديوان
    أخي لن تنال العلم إلا بستـة
    سأنبيك عن تأويلها ببيـان
    ذكاء.. وحرص ... واجتهاد وبُلغة
    وصحبة أستاذ.... وطول زمان

  6. #6
    نقيب المعلمين
    تاريخ التسجيل
    Dec 2006
    المشاركات
    467
    [mark=CC0033]
    شكري لكم جميعا ايها الاحبة
    [/mark]بارك الله بكم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. .:: ركن القرآن الكريم ::.
    بواسطة طيف في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 21-09-2006, 01:27 AM
  2. فضل سور القرآن الكريم
    بواسطة كليوباترا في المنتدى المنتدى الإسلامي
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 06-06-2005, 12:32 AM

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •