****
بيدي أغمضت جفون الذكريات
وتركتها ثكلى بين احضان الآهات..
وحملت على كتف الأيام
تـابوت الأماني والأحلام..
وحفرت هناك خلف تلك الحنايا
في رياض المشاعر
المثوى الأخير
لتلك البقايا
التي كانت تُدْعَى أَنا..
نعم..
قد أعلنت التمرد والعصيان
على قيود الألم والأحزان..
ومن حيث انتهيت
ستكون نقطة الإنطلاق
لما تحت الأعماق..
إلى نفسي وذاتي
حيث كنت من قبل ..
وكُنْت أُدْعَى أَنا ..
نعم ..
إنه النداء الأخير
لرحلة التحرير..
إلى اللاعودة
من بوابة الأمل
عبر المستحيل
بين أروقة النسيان
وأوردة الحرمان..
إلى حيث كنت من قبل
وكُنْت أُدْعَى أَنا ..
نعم..
قد حان موعد الإقلاع
عن مدن الضياع..
عن قيودك التي
ادمت معصمي
باسم الحب
باسم الوفاء
باسم عهد الهوى
باسمك أنت..
فقد سئمت الأغلال
وأفقت من سكرة الإذلال..
وتبت للهوى فالهوى
عن عشق(ن)
ذبَّل أزهار الربيع
ووأد الشوق رضيع
فتراكمت فوق غيومه
رايات الإنهزام
لتمطر سحابه صيفه
زخات الهيام..
كم احتسيت منه الشوق كأسا ..
كنت ارتشفه عشقاً طعمه كالزلال..
أما وقد تبت عن مُدامه
سأعود حيث كنت من قبل
وكُنْت أُدْعَى أَنا ..
نعم سيبقى لقيودك وشم وآثار
وستندمل وتبقى على الشوق تذكار..
ويبقى ذلك العنيد
داخل أحشائي يُقيد..
لك مشاعل الحنين
كلما داهمته الذكريات
بين أركان الأنين..
ورغم هذا أعِدُكِ سيدتي بأني سأعود
إلى حيث كنت من قبل
وكُنْت أُدْعَى أَنا ..
صلاح محمد الاحمدي
ابو تغريد
تحياتي للجميع
***
[align=center][/align]