[align=center]الفتاة السعودية تحاكم الصحافة الرياضية
حمد بن عبدالله القميزي[/align]
قدم منتخبنا السعودي في خليجي (18) مستوى رياضي متميز، حقق خلاله نتائج فوز متلاحقة، آزرها متابعة شخصية من صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد، وسبقه وصاحبه بذل أموال وتسخير طاقات وحشد إمكانات وتفاعل جمهور، ولكن المباريات الرياضية فائز ومهزوم، وليس الذكي من يفوز فقط ولكن الذكي هو الذي يستفيد من الخسارة ليحولها فوز، فيعالج الأخطاء ويسدد النقص ويتلافى العيوب، ولا يركز على جانب وينسى الجوانب الأخرى. ومن هنا جاءت هذه الأسطر...
الفتاة السعودية
لم تكن الفتاة السعودية هي الفتاة المعصومة أو المطهرة من بين فتيات العالم من الوقع في الخطأ أو المخالفة، ولكن بشهادة عقلاء العالم وبرؤية الواقع الحياتي لمجتمعنا السعودي تبقى الفتاة السعودية في الجملة من أكثر فتيات العالم حشمة وحياء والتزاماً بتعاليم دينها، وإن وجدت بعض الفتيات يخالفن ذلك السمت فإن الحكم على العموم لا على الحالات النادرة والغريبة، ونحن مأمورون بأن نظهر للعالم بل للتاريخ الوجه الناصع والصفات الجميلة التي تتميز بها الفتاة السعودية، ولا يحق لنا أن نتصيد الأخطاء ونتحين الفرص لنظهر الجوانب السلبية والسيئة التي تقع فيها بعض فتياتنا ونجعل للآخرين فرصة لكي يناولوا من قيمنا وعاداتنا الإسلامية والعربية الأصيلة. ثم يعمموا ذلك على فتيات مجتمعنا.
الفتاة السعودية في خليجي (18)
حدثت بعض المظاهر والسلوكيات الواقعية وشوهدت بعض المقاطع الإعلامية في خليجي (18) والتي شوهت صورة الفتاة السعودية عند الكثيرين، وتبقى الصحافة الرياضية التي نشرت صور تشجيع المنتخب السعودي وفيها فتيات سعوديات أو على أنهن سعوديات و بين الجماهير السعودية ويحملن العلم السعودي والشعارات السعودية هي التي أسهمت بشكل كبير في زيادة ذلك التشويه، فالصورة تعتبر من أكثر وسائل الدعاية والإعلان سرعة في نقل الأفكار والتأثير في النفوس.
ومن الأمثلة: في إحدى صحفنا المحلية وفي صفحتها الأولى نشرت صورة كتب تحتها: (جانب من الجمهور الذي آزر المنتخب السعودي في مباراته التي أقيمت أمس...)، وتشاهد في هذه الصورة فتاة كشفت عن وجهها وشعرها، وربطت رأسها بالشماغ الأحمر ولبست النظارة الشمسية ورفعت لوحة كتب عليها: (آوه ... يا سعودي)، وخلفها وبجانبها فتاتان بنفس المظهر، وعن يسارها شاب يلبس قبعة تحمل الشعار السعودي. ونشرت صحيفة أخرى صورة كتب تحتها: (جمهور سعودي ساند الأخضر) وتشاهد فيها: فتيات يلبسن الشمغ الحمراء (السعودية)، وأخريات يلبسن الملابس الملونة باللون الأخضر والأبيض (قميص وجنز) وفتيات يشجعن في أوساط الشباب (اختلاط. بل احتكاك بالأجساد)، وفتيات وضعن على وجههن الأصباغ البيضاء والخضراء، وأخريات يحملن العلم السعودي وشعارات كتب عليها: (أوه... يا سعودي). وكان من بين الصور التي نشرتها إحدى الصحف المحلية صورة فتاة كشفت عن وجهها وشعرها ولبست النظارة السوداء ولبست قميصاً عليه العلم السعودي، وحملت بيدها العلم السعودي. السؤال: هل هذه تمثل الفتاة السعودية؟
ماذا تتضمن تلك الصور؟
وبالتأمل في هذه الصور وغيرها من الصور التي سلكت نفس المسلك يمكن القول أنها تتضمن ما يلي:
- الدعوة إلى نزع الحياء والحشمة من نفوس فتياتنا، إذ بمشاهدتهن لهذه الصور ومثيلاتها يهون عليهن رؤيتها ومع تكرارها وبمرور الأيام يفكرن في فعله ثم يسهل عليهن فعله ثم يمارسنه كأمر من الأمور الطبيعية، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت). فإذا نزع الحياء فعل القبيح وترك الحسن، ورأيت من الناس عجباً. يقول ابن حجر –رحمه الله-: (ليس عجباً ما نراه من منكرات الأخلاق، إذا علمنا أن رادع الحياء قد مات، فالذي لا يستحي –عادة- يصنع ما يشاء بلا حرج من أحد.
- نشر المخالفات الشرعية، مثل: تبرج وسفور النساء، والاختلاط –بل الاحتكاك الجسدي بين الشباب والفتيات-، وشرب الدخان، ورفع المرأة صوتها وغيرها من المخالفات، لأن الصور من أكثر وسائل الدعاية والإعلان تأثيراً في نفوس مشاهديها وإيصال الأفكار –الحسنة والقبيحة- إليهم، والله تعالى يقول: "إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون"، وقال عليه الصلاة والسلام:(من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من أوزارهم شيئاً).
- الدعاية غير المباشرة للفتاة السعودية بأن تسافر إلى تلك الأماكن في تلك البلاد، وتدخل إلى المدرجات الرياضية وتشجع منتخب بلادها، وهذا قد يدفع بضعيفات الإيمان منهن إلى السفر ولو لمجرد التجربة.
- عدم مراعاة رغبة شريحة كبيرة من قراء الصحف اليومية، فهناك شريحة كبيرة من أبناء مجتمعنا السعودي لا ترغب مشاهدة مثل تلك الصور و أو إطلاع أفراد أسرها عليها، ويمكن أن تجري الصحف استطلاعاً للتعرف على آراء القراء في نشر تلك الصور. وقد أشارت معظم التعقيبات التي جاءت في الموقع الإلكتروني لجريدة الرياض على هذا الموضوع إلى عدم الرضا عن مثل ذلك السلوك وعن نشر مثل هذه الصور.
- أخيرا: بعد المداولة والمناقشة وسماع الأقوال من جميع الأطراف والشهود في قاعة المحكمة اعتذرت الصحافة الرياضية عما حدث للفتاة السعودية ووعدت بأن لا يتكرر ما حدث، كما أقرت الفتاة السعودية بمتانة صحافتنا الرياضية وأنا لها الكثير من الحسنات والمواقف الجميلة تجاهها، تقول الفتاة السعودية: ولأني أغمر السيئات في بحر الحسنات فقد غمرت تلك السيئة في بحار حسناتك على أن لا تكدري خاطري وتسيلي دمعتي وتؤرقي مضجعي في خليجيات أو مناسبات قادمة. ثم ابتسما لبعضهما. قال القاضي: رفعت الجلسة.
[email protected]