على رغم أن منتدى جدة الاقتصادي حفل بالكثير من الآراء والتوصيات الاقتصادية المهمة بشأن قضايا العمالة المواطنة, وتنويع مصادر الدخل, وتفعيل الايدي العاملة النسائية "المعطلة", والوضع التنافسي للسعودية في سوق الاستثمارات, إلا أن كل ذلك تلاشى امام غضبة "دينية" و"اجتماعية" بسبب وجود النساء مباشرة امام المنتدين, ثم بسبب صورة تذكارية "مختلسة" نشرتها بحجم كبير احدى الصحف المحلية على صدر صفحتها الاولى, وهو أمر لم يتعود عليه المجتمع السعودي المحافظ.
اجتمعت نحو 20 سيدة اعمال وبعض الفتيات في كواليس منتدى جدة الاقتصادي الذي اختتم اعماله اخيراً لالتقاط صورة تذكارية "خاصة" مع الملكة رانيا العبدالله حرم العاهل الاردني التي اعتبرتها السيدات من وجوه المجتمع العربي "ذات الشعبية العالية" ليفاجأ الجمع النسائي بالصورة منشورة على صدر الصفحة الاولى في احدى الصحف المحلية, وفي طبعة الرياض فقط, لتشتعل الانتقادات الاجتماعية التي بدأت مع انطلاق المنتدى بسبب اشراك سيدات الاعمال وغيرهن في كلمات المنتدى بدون الشبكة التلفزيونية المغلقة .
وتظهر الصورة مجموعة من الفتيات والسيدات السعوديات تتوسطهن الملكة (كانت محجبة) في حين كان معظمهن حاسرات الرؤوس وفي وضع لا يوحي بأنها صورة رسمية للنشر.
وتروي احدى سيدات الاعمال وهي موجودة في الصورة لـ"الحياة" قصة الصورة: "كنا نود اخذ صورة تذكارية مع الملكة بكاميراتنا الخاصة, وعلى هذا الاساس اتخذنا وضعية غير رسمية وبعضنا نزعن حجابهن على هذا الاساس". وتضيف ان احدى الكاميرات كانت تخص احدى الصحافيات وهي التي سربتها الى زملائها فقاموا بنشرها فوراً وبتعليق يوحي بأنها صورة ملتقطة رسمياً من دون الاشارة الى ان الصورة لا علاقة لها بالمنتدى.
ومن جهتها تؤكد سيدة الاعمال مضاوي الحسون هذه الراوية وتضيف: "لقد اعطي الموضوع اكبر من حجمه, وتداولت مواقع الانترنت الصورة على أنها دعوة الى تحرير المرأة من الحجاب. كانت الاجواء مشحونة بعض الشيء بسبب القاء احدى سيدات الاعمال كلمتها مباشرة امام الجمهور بدون شبكة تلفزيونية مغلقة, وهو امر غير متعارف عليه في السعودية, ثم جاءت الصورة المختلسة لتقصم ظهر البعير"!
ووفقاً لمواقع منتديات على الانترنت فإن نشر الصورة تسبب بمشاكل عائلية لبعض السيدات اللاتي ظهرن فيها, كما أحرج منظمي المنتدى خصوصاً بعد صدور تعليق المفتي العام في السعودية على ما سماه "مخالفات شرعية" في المنتدى تتناقض مع الشريعة الاسلامية.
وأعادت هذه المداولات الى الاذهان قضية قديمة تعيشها المناطق السعودية بشأن طبيعة التعامل مع المرأة وحجابها في السعودية, اذ يعرف عن المناطق الساحلية انها أقل تشدداً قياساً الى المناطق الاخرى, كما جددت النقاش القديم على ازدواجية الانظمة والقوانين بين مدينة واخرى في البلاد في ما يتعلق بدخول العوائل الى الاماكن العامة
[align=center]الجارح010[/align]