![اقتباس](images/misc/quote_icon.png)
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة استاذ الأحياء
أخي الفاضل السفير
موضوع رائع
وشدني من أم رأسي لأن أتفاعل مع قلمك الرائع
ومع فكرك المنير
قبل مدة وقع بين يديّ كتاب "السلطانات المنسيات" للكاتبة والمفكرة "فاطمة الرنيسي" استعرضت فيه السيرة التاريخية لبعض النسوة العربيات والمسلمات اللواتي حكمن دولاً عربية وإسلامية، وأثبتن كفاءة عالية في إدارة شؤون الحكم، وفي أوقات حرجة، مثلما فعلت "شجرة الدر".. وأعتقد أن قصتها لا تحتاج إلى تفصيل.
أثارني الأمر وقتها فحاولت الرجوع إلى مراجع أصول الفقه لأعرف هل كان شذوذاً ونشوزاً من قواعد الشرع ما حدث؟ فهالني منذ البدء أن النبي صلى الله عليه وسلم، وجه المسلمين قائلاً "خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء" ويعني بالحميراء أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
أي إنها مؤهلة لهذا الشأن الديني العظيم، فما بالك بشؤون الدنيا التي تتبع للدين وتشريعاته؟ وحين تتبعت سيرته عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم في علاقاته بأهله، تيقنت بأنهن كن يتمتعن بعميق احترامه، بل أعطاهن حرية أن ينطلقن منه، وقد فعلت إحداهن ذلك.
قلت لنفسي: حسناً فلنعد إذن إلى نظامنا الاجتماعي، فلعل فيه ما يبرر هذه النظرة الدونية للمرأة من مجتمعنا.
ولكنك ستفاجأ - مثلي - حين تقرأ الكتب والمذكرات التي خلفها السلف من عرب وأجانب ومواطنين قبل هذا وذاك.
أما إذا كنت مخضرماً مثلي، عايشت فترة ما قبل طوفان الوفرة الاقتصادية والاجتماعية يعني ( حياة البدو وحياة الحضر )، فستعرف أن المرأة السعودية كانت جزءاً فاعلاً ومؤثراً في حياة مجتمعها، بل إن دورها أحيانا يتعاظم على دور الرجال.
ففي ظل مجتمع بسيط، مثل ذاك الذي كانت عليه المجتمعات السعودية، كانت المرأة ترعى الشياه وتزرع الأرض وتحرثها، وتربي الدجاج والماعز، وتذهب للسوق لتبيع منتجاتها بكل اعتزاز بالنفس، لأنها جزء فاعل ومؤثر وإيجابي في نسيج مجتمعها، سواء كانت أماً أو ابنة.
كانت تمارس مسؤولياتها الاجتماعية بهذه الروح. وشخصياً، لم أشاهد فقط، بل عايشت هذه المشاهد الاجتماعية التي ستظل حية وماثلة في ذاكرتي ما حييت.
يا أحبتي الكرام أنا لا أتحدث من أجل أن أطيل ولكن دعونا نتوقف عند هذه النقطة لنطرح على أنفسنا هذا السؤال البسيط هل يعتقد معارضون أن السائق الأجنبي سيكون أكثر حرصاً على أعراض نسائنا وبناتنا من حرصهن على عفتهن؟
ومن ناحية شرعية: هل خلوتهن مع السائق الأجنبي في سيارة مغلقة تعتبر خلوة شرعية؟ وإذا أبعدنا الشبهة عن السائق الأجنبي، أوليس هو أجيراً يطيع أمر مخدمته أينما تريد أن تذهب؟ فما لكم كيف تحكمون؟
ألا يبدو لك المشهد هذا غرائبياً؟
حكومة تسعى للتغير مستجيبة لمنطق العصر، ومواكبة تحدياته، من ناحية. ومعارضة تسعى للثبات بعناد وتحاول فرض سيطرتها وهيمنتها على الفكر السعودي وتحاول زرع فتيل الإشتعال بين الوطن والمواطن وتشككنا في فتاوى الشيوخ بأقوالهم وأفعالهم. على كل، يجب ألا يفهم هذا الذي نقوله على نحو خاطئ، وكأننا ندعو إلى اتباع خطوات غيرنا في حسم مثل هذه القضايا.
فليس هذا بدافعنا ولا هدفنا بالتأكيد ولكن ألا يدعونا هذا لأن نطرح على أنفسنا السؤال: لماذا تسبقنا خطوات الغير نحو التغيير والاستجابة للمستجدات بينما نحن الأكثر تأهيلاً واستعداداً لهذه الاستجابة؟
هذا هو السؤال الذي ينبغي أن يشغلنا.
لأني أعلم تماما من فتوى الشيخ بن باز رحمه الله
أنه لا يجوز ركوب المرأة مع سائق لبس محرماً لها وليس معهما غيرهما لأن هذا في حكم الخلوة. وقد صحَّ عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قد قال : "لا يخلو رجل بامرأة إلا ومعهما ذو محرم" وقال -صلى الله عليه وسلم- : " لا يخلو رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما". أما إن كان معهما رجلٌ آخر أو أكثر أو امرأة أخرى فلا حرج في ذلك، إذا لم يكن هناك ريبة، لأن الخلوة تزول بوجود الثالث أو أكثر، وهذا في غير السفر. أما في السفر فليس للمرأة أن تسافر إلا مع ذي محرم لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لا تسافر امرأة إلا مع ذي محرم". متفق على صحته. ولا فرق بين كون السفر من طريق الأرض أو الجو أو البحر. والله ولي التوفيق.
تروني ضد أن المره تسوق سياره عشان ماتفهمون كلامي غلط
أخوكم ومحبكم
أ0 الأحيـــــــــاء