عندما كانت الطفلة "سري" في عمر الخامسة، باعتها أسرتها إلى بيت دعارة في كمبوديا.. الآن وهي في السادسة بعد إنقاذها من براثن الاستغلال وممارسة الجنس بالقوة وتعاطي المخدرات، أصبحت الطفلة ضحية من ضحايا فيروس HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "الايدز". وفيما لم يعرف المبلغ الذي قبضته أسرة الصغيرة، إلا أن تقارير تشير إلى أن المبالغ المدفوعة تتراوح عادة بين 10 دولارات إلى مائة دولار.
وقبل إنقاذ سري من براثن هذا الواقع الظالم، تحملت الصغيرة الاستغلال من قواديها ومن السائحين المهووسين بممارسة الجنس مع الأطفال. وأجبرت سري من التنقل من حضن رجل إلى آخر وهي تحت تأثير المخدر لإخضاعها، لتصبح تجسيدا حيا ومؤلما في قلب صناعة جنس ضخمة تدر ملايين الدولارات على كمبوديا.
بيع الطفولة مقابل.. 10$!!!!!
وتقول مو سوشوا، وزيرة كمبودية سابقة وأحد الناشطين في مكافحة تجارة الجنس إن هذه الصناعة "ضخمة جدا". وأضافت أنه مع نضال ملايين الكمبوديين للبقاء على قيد الحياة والعيش بأقل من 50 سنتا يوميا، يدفع هذا الواقع العديد من النساء إلى هذا الحل المؤلم، كما أن الفقر هو أحد الأسباب الذي يدفع بالأسر إلى بيع فلذات أكبادهم.
فيما تقول منظمات دولية بينها "اليونيسف" و"أنقذوا الأطفال" أن هناك بين 50 ألف إلى مائة ألف امرأة وطفلة تعملن في هذا المجال.
يُشار إلى أن الطفلة سري تم إنقاذها على يد بائعة هوى سابقة "سومالي مام"، وهي تدير حاليا ملجأ لضحايا تجارة الجنس في كامبوديا. وقد استطاعت هذه الإنسانة إنقاذ أكثر من 53 طفلة حتى الآن من هذا المصير الحالك، ومعظمهم يعانون من اضطرابات نفسية حادة.
إحدى هذه الصغيرات الموجودات في الملجأ مصابة باضطراب نفسي حاد، فقد تم أنقاذها بعد سجنها لعامين في قفص مع اغتصاب متكرر لها، وهي الآن بحاجة ماسة لعلاج نفسي، رغم عدم توفره في الملجأ.
وتقول مام إن كل ما تستطيع توفيره لضحايا هذه التجارة هو الحنان والدعم، وإن كان ذلك صعب جدا مع وجود العديد من الأطفال المحتاجين حولها. كما أن نسبة 20 في المائة من يحملن فيروس الـ HIV المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب "الايدز".
وفي شأن ما يحمله المستقبل للصغيرة سري، قالت مام وهي تربت على رأسها: "سراي تحمل الفيروس HIV". وفي بلد مثل كمبوديا يفتقر إلى مستشفيات متخصصة والاهتمام الصحي، يبقى مصير هذه الصغيرة مجهولا. وتأمل مام ان توفر لسري حياة كريمة طالما هي على قيد الحياة.
أخوكم
أ0 الأحيــــــــــــــــاء