رسالة حب بلا عنوان
مايزال ساعي البريد يتجولُ في مُدن العُشاق
يحمِلُ رسالة بلا عُنوان
نابضة بالشوق ناطقة بالحنين
تتنفسُ الوجدان ويبوح منها الأنين
رساله ترفُضُها سِلال النسيان
وتترفق بها نسائم الفُراق
ينظُرُ إليها الساعي
في مساءاتِ السهر
ويتأملُها تحت ضوء القمر متسائلاً
أين تقع مُدن الوفاء وهل يوجد مُدن بهذا الإسم
وأين عنوان صاحب الرساله
حيرة تُلهِب شراين القهر
رسالة تفوحُ بأرق عِطر
ومكتوبه بحبر أزرق يموج بالحياة كالبحر
و بقايا دمع تاركا عليها أثر
كاطلال قصور الهوى
تلك التي كان يملُكُها هارون الرشيد
على سواحٍل الغروب
وبقايا أحمر شفاه من النوعِ الفاخِر
من تكون تلك الفتاة
فالرساله عليها طابع بريد غريب
(( قلب في قلب بينهُما ناب ))
ومخلب وسهم يخترقُ ظلال القلوب
وختم يحملُ تاريخ خارج حدود الزمان
يتسأل أما تزالُ تغزِلُ بخيوط الأمل الكاذبه
أثوابُ الرجاءِ وتنتظرُ على شُرفات الوعد الزائِف
بارقة الأماني وترسُمُ لوحات الخيال
لعل غُبار السكون يثيرهُ حصان
الحب المجنون فتتراقصُ النجوم
ويبتسمُ القمر
ويترجل فارسهُ شامِخاً
تحت ظِلال اليقين
أما تزال تشِدُ مِعطف الصبرِ
حين تشتدُ رياح الحنين
وتلتحفُ شال الحياء
حين يشتد الأنين وتغسل الحُزن
بدموع الأرق
أمــــــا تـــــــــــزال
تهمس بحنان
لما جئت الأن لا أريدُك في
آخر الصُفوف تسلُبُ صمت المكان
أحتاجُ ضجيج نبضِك
سئمتُ صمت جدران الخوف
وتعبتُ من حيرة الأسى
ومن صدأ الحناجِر ومن برودة الجفاء
ومن عواصف الأشجان
أُريدُ أن أُصغي إلى دفِء همسِك
تُناديني بإسمي تُذوبني في فُنجان عينيك
وتطلِقني عصفور أسيرتُبعثرني أصابِعُك
وتجمعني نظراتك وتُرسِلني إلى الجُنون
في قواربُ الغرور فأفِر مِنك إليك
كموجة محصورةبين ضِفتيك
آآآه كم تمنيتُ أن ألمسُ الحُلم معك
على أضواء الشموع وأن أسكُب الشوق
في كؤس الفرح ونشرب معاً نخب الرُجوع
هأنا أقِفُ وحدى للمرةِ الألف
وتهُزُ قامتي رغبات الخضوع
وتنهش جسدي أوجاعُ الأسى
فتهوي قدمي في مُستنقع الضياع
لأصبُح فاقدة الإحساس مُتحجرة الدموع
أتدلي بخيوط الرجاء وأخشى السُقوط
في هاوية الندم
أُرددُ لن أنساك يا حبيبي
بكُل لغات الأرض
وبأني بدونك أفقِدُأبجديات الحرفِ
وأجهلُ طُرق العد وأتوهُ في جهات الأرض
لا أفرق بين الطول والعرض
ولا الشرق ولا الغرب
ولا الليل ولا النهار
وفي لحظة اللقاء نُفكِرُ في الوداع
أي جنون يتلبسُني وأي عِناد يتلبسُك
حين تلقاني على مشارف الخيال
فأُترك بعض مني لديك
وأحضن بعض منك لدي
وننشطِرُ إثنين بسيف القدر
أو سيف الغدر أو سيف العِناد
ونضيعُ في مستنقع البعاد
ونعود نُفكر كيف سنعود
هل ترانا نلتقي بعد هذا الفُراق
يخنُقني حر الصيف وصقيع دُخان الشتاء
ويرعِبني أن وقوفي سيطول
بين حقيقة الفراقِ ووهمُ اللقاء
ويرهِبني وقوفك بين جمرِ الشوق
وأطلالُ الأحلام
اصرخُ أريد أن أنام بجوارك وعلى نفسِ سريرك
وأريدُك أن تبقى هناك بعيداً عن مُدن حُزني
إني أُعيذُك من الهلاك
سأحتمِلُ نهايتي في قلبِك
وموتي تحت نيران الصدود
فلم أعُدأملِكُ إلا دمعاً يجرحُ الخدود
لم يعد لدي من حروف الحقيقه
إلا آآآآهات ليل حالِكُ السوادِ
بلا عطر ولا ورود
أُريدك بحر شوق يثور
وبُركان غضب تُذيبُ حِممُهُ
جدران المُستحيل
أريدُك أن تغرِفني في بحِر مشاعِرِك
رجلاً يعي حُدود الأمان
فأتلاشى في رجولتِك
أوتتحطم ذكراي على صُخور
قسوتك وتدفنني الرمال
أُريدُك أن تجهلني
حتى تعرف أننا وجهان لعملة واحدة
لن يلتقيان حتى لو قلبتني
على اليمن أو على الشِمال
آآآآه لو تحرقني في ليل الجنون
لأكون رماد تُبعثِرُها رياح النسيان
أو تُرسِل مشاعري إلى حُدود العدم
مُشيعه بتراتيل الفراق
وتشنُق مشاعر شوقي
على عتبات الوداع
(( مُلخص الحكايه ))
بأن كُل سِلال النسيان رافضة
رسالة حب بلا عنوان
من إمرأه أرسلت الشوقُ
من مُدن الوفاء
ولم يهُمها أن جهل ساعي البريدالمكان
فلندع الساعي يُكمِلُ البحثُ
عن مُدن تقع بين الوفاء والفُراق
حتى يموت من القهرِ
أو تموتُ مُرسِلتها من الشوق
وتبقى رسالة الحب
تتنفس عبر الأزمان ساخرة من جهلِنا
إن زرعنا الوفاء
لا ينبت في مُدن الفُراق
مادُمنا نسقيه مياة السراب
ونزرعهُ في مُستنقعات الوهم