عطر وحبر ــــ من عجائب المدارس المستأجرة!! -
-----------------------------------------------------------
نوال الراشد
المشهد الأول: رفعت مديرة مدرسة لمحو الأمية في احدى المناطق التابعة لادارة تعليم البنات التابعة لمنطقة الرياض شكوى منذ بداية
العام الدراسي الحالي تشتكي فيها من مالك المبنى الذي تم استئجاره للمدرسة وكانت فحوى المشكلة التي لاتزال قائمة أن مديرة المدرسة
رفضت القيام بواجباتها الوظيفية هي وزميلاتها من المعلمات ما لم يبت في الشكوى المرفوعة ضده وقالت في الخبر المنشور في إحدى
الصحف بأن مالك المدرسة دائم التواجد في المدرسة اثناء فترة الدوام الرسمي في احدى الغرف وفي فناء المدرسة وانها سبق وان تحدثت
إليه بصفتها مديرة المدرسة برفضها تواجده في المبنى أثناء فترة دراسة الطالبات الأمر الذي واجهه طلبها بالرفض مبدياً استغرابه من حديثها
فقد أكد لها انه تم تأجير ادارة تعليم البنات لمحو الأمية ثلاث غرف فقط من المبنى!! لذلك هو موجود في بقية الغرف وله الحق في
التجوال في مبناه كيفما يشاء! وذكر الخبر بأن مديرة المدرسة قد أرسلت أخاها لمدير التربية والتعليم في تلك المنطقة ولكن حتى الآن لم
تحسم هذه المشكلة!!
المشهد الثاني: كتب أحد أولياء الأمور شكوى لادارة التربية والتعليم رفع لها شكواه من عمال الصيانة الذين يقتحمون الفصول اثناء شرح
الدرس ليفاجأ الطلاب لإصلاحهم أي عطل في مكيف أو مفاتيح الإنارة وقال في تصور طريف ومحزن في نفس الوقت تصوروا أن كل
مراحل تغيير اللمبات وتنظيف المكيفات تكون اثناء الحصص وعلى طاولات الطلاب حيث يختلط العمال وأدوات الصيانة مع الكتب المدرسية في
منظر يثير الشفقة على الطلاب الذين تتجه عيونهم من شرح المعلم إلى أماكن الإصلاح وكأن الأمر لا يتعلق بمؤسسة تعليمية، المدرسة لها
الحق في احترام العلم والمتعلمين وقال من المؤسف أن تتحول مدارسنا إلى ورش صيانة وفي وضع لا يعطي الطالب أهمية التعليم ووقته كما
ترسخ في ذهنه مفاهيم عدم اهتمام الوزارة بأبنائها الطلبة وترسخ مبدأ انعدام التخطيط والفوضى وتنزع من ذاته احترام مدرسته وتقديره الوقت
والعلم ومادام يتعلم شيئاً ويرى بأم عينه شيئاً آخر؟
قبل عدة سنوات كان السائد العام للكتابة في مشاكل وزارة المعارف سابقاً أو رئاسة تعليم البنات هو أهمية غرس التعليم في نفوس الأبناء
وأسرهم ومكافحة الأمية والعمل على تنشيط افتتاح مدارس للتعليم في كل منطقة وهجرة في المملكة وبعد انتشار التعليم وزيادة عدد السكان
والاقبال على التعليم ظهرت مشاكل المدارس المستأجرة للبنين والبنات وانها لا تخدم العملية التعليمية السريعة التي تشهدها المملكة لأنها مبانٍ لا
ترتقي بالجو الصحي والتعليمي للطلبة، وبدأ العمل جدياً في طرح مشاريع المباني المدرسية وبدأت الوزارة في تناقص أعداد المدارس المستأجرة
عاماً بعد آخر حتى انه قيل ان الوزارة في عام 1432ه سوف تكون جميع المباني المدرسية في جميع مناطق المملكة حكومية وذات
مواصفات تعليمية عالية، واننا من خلال المشهدين الماضيين لم نعد نجد أن المشكلة في المبنى المدرسي المستأجر وصيانته فقط إنما هي بأننا
قد دخلنا في مرحلة الاستهتار في المؤسسات التعليمية ككيان حكومي له خصوصيته واحترامه وإذا كان هناك تساهل من ادارات التعليم لهذه
الخصوصية فهذه فعلاً مشكلة لأنه لا يستطيع المجتمع إرجاع هيبة التعليم واحترام مؤسساته إلى الصحافة إلا إذا انعدمت المتابعة والإشراف من
قبل ادارات التعليم في الوزارة على المباني المدرسية والتعرف على احتياجاتها بصفة دورية وقبل بداية العام الدراسي حتى تسير العملية دون
تعثر أو عقبات تعليمية.
[email protected]
http://www.alriyadh.com/2006/12/11/article208134.html