[motr1][align=center].. ولكنّه نثرُ القبائل[/align][/motr1]
[poem=font="Simplified Arabic,5,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/15.gif" border="none,4,gray" type=2 line=1 align=center use=ex num="0,black"]
نبا السيفُ والهامُ العنيدةُ تَصطفّ = وقد أيْنعتْ لكن نبا دونها السَّيفُ
كأنْ لم يكنْ عَضبًا يُدوِّنُ مقطعا = من الشعر، والهَيجاءُ يُنشدها الكفُّ
وما كان بتّارًا وأجذمَ مخذمٍ = إذا الضارياتُ الغُمضُ عاج بها العسفُ
ولا كان هنديًّا ظباتُه رحلةٌ = بأروعَ خنذيذٍ إلى حيثما الرَّجفُ
ولا سفرًا بالمُعتدين إلى الردى = وقد وجمتْ عينٌ وما صدَّقَ الطرفُ
ولا عبرًا والحادثاتُ هواتفٌ = بأخبارها الجُلَّى، فما نزلتْ سجْفُ
نبا السيفُ، والتاريخُ عريٌ، وما نبا = كلامٌ من التاريخ بالوهم يلتفُّ
كأنَّ الذي قد كان مجدا مؤثلا = على عَمدٍ شمَّاءَ لم يعرُه كسفُ
ولم تغتمضْ شمسٌ ولم يخْبُ عمرُها = ولمْ تغدُ نثرًا أمةٌ ما لها صفُّ
زمانٌ وقدْ دارَ الزمانُ كما ترى = على العربِ " الأمجادِ " واستحكمَ الخلفُ
موانعُ، ما بينَ الحدودِ، قواطعٌ = ولا إلف.َ هلْ يدنو منَ المُديةِ الإلفُ ؟
وهلْ يطرقُ المهوى وقدْ أوقد الغضى = مجامرَه تلهو، ومحجرُها كهفُ
أم الوحدة الكبرى منازلُ درَّسٌ = وقدْ وقفَ الباكون وانصرفَ الوصفُ ؟
" لخولة أطلالٌ " هل اسْتنوقَ العلى = وما برحتْ أعناقُه مائلةً تغفو ؟
تراها تغضُّ الطرفَ تكتنهُ المدى = أم الشعرُ يدعو أنْ يُغضّ لها طرفُ ؟
" وقوفا بها صحبي " وللنخل آيةٌ = وآيلة أعْجازُها حينما تقفـو !
ولا خطوَ تقفو غير ما ترك النوى = من الهذي في صحراءَ ضاعَ بها الخُفُّ
حفاةٌ من الأحلام تَمضي عصائبٌ = تحفُّ بها الأوهامُ منْ حيثما تهفو
ولا نعلَ .. للأطلال ذاكرةُ السدى = جدارٌ من الأسْمال يعلو ويلتفُّ
ولا أيكَ يشتارُ الهديلُ أريَّه = مُنادمةً، والأيكُ رُمته كهفُ
فما نرتدي إلا كهوفا من البلى = وإلا صروفا صبَّها الراقدُ الصِّرفُ !
تئنُّ الجباهُ الناضراتُ منَ الونى = ويَسودُّ في إطراقِها البارقُ الرفُّ
قتادُ الأسى زادٌ ألا حبذا الطوى = إذا ما سِنادُ الأمر أعْوزه الثقفُ
ولا رُقيةٌ ، كلُّ الكلام مدائنٌ = إذا سلسلتْ معنى تَشرَّبه الزَّيفُ
كلامٌ، وقد طارَ الحمامُ وأقفرتْ = مرايا، ولم يعبرْ حواشيَها حرفُ
لكم خطبة عجماء سامرها الصَّدى = كأن الصدى، من خطبةٍ ، عربٌ تغفو!
يطيرُ الحمامُ الحرُّ منْ غبش هَمى = يحط حمامُ القلب في نبرةٍ تصفو
على وتر يحنو وقد شدَّ قوسَه = إلى وتر، في القلب، بالعزِّ يلتفُّ
وغنىَّ بأقدام البطولةِ شارعٌ = له الصدرعمرٌ، ما الغناءُ؟ وما الدفُّ ؟
فلولا انحراقُ الذاتِ معنىً وسطوةً = لما انسربتْ نارٌ، ولا غمغمَ الكشفُ !
خرائبُ غرثى ذاتُنا ومفازةٌ = تَعاورها الإبلاسُ واليأسُ والنزفُ
إذا لم يُتوِّجْها انحراقٌ بنوره = ولم يَستبقْ شوقٌ إلى حيثما الشوفُ
خرائبُ تعوي أم هيَ الذاتُ لا تني = عن اللغو أم بيداءُ غرَّبَها الطوفُ ؟
كأنَّ الحديثَ المَحْلَ غِربيبُ نخلةٍ = توغَّلَ تاريخا تطاوحَه العقفُ
فمِنْ كلِّ حِقْفِ السارياتِ تذكرًا = معالمُ منْ طخياءَ يعدو بها حقفُ
على الأفق والذكرى تَمائمُ صِرفةٍ = إلى خَبر ترنو وقد همهمَ الطرفُ
هنالكَ آياتٌ ، وثمة دارةٌ = منَ العزِّ سُقياها غَمائمُها الوُطفُ
عَمائمُها زُهرٌ ولا نجمَ غيرها = إذا المُدلهمَّاتُ اسْتعرَّ بها الحِلفُ
وحوَّم حولَ الدار منْ باشق الذُّرى = دَعيٌّ تَغشَّاه حجارتُه الرَّصفُ
أتى ضاريا فانهارَ مسعى ومخلبا = وقام خطيبا في مضاربه السيفُ
" ألا ما لسيفِ الدولةِ اليوم عاتبا " = وما ظفرت رومٌ ولا استحكمَ الخُلفُ
" فداه الورى أمْضى السيوفِ مضاربا " = وهَبَّ إليه الشعرُ والبشرُ والرَّفُّ
تولتْ فلولٌ والدمستقُ خرقةٌ = منَ الرُّعبِ خرقاءٌ وقد ولولَ الحتفُ
أموقعةٌ ما راء أم أسدُ الشرى = إليه سرى والمَوجُ بالموج يلتفُّ ؟
أتيٌّ من الإيمان عمَّ زئيرُه = وأنشبَ ظفرا عزمُه فانجلى الكسفُ
وحملقَ خبلا ذا الدمستقُ وانثنى = يُحاوره عند انثناءتِه الخفُّ
قتامٌ من الإرجافِ ينهشُ قلبَه = سوادا إذا ما شابَ خضَّبه الرجفُ
وثقَّفه حتى ثمالة أمْته = وما اعوجَّ من أمر له الرجلُ الثقفُ
وخبَّره أن المجنَّ مهلهلٌ = وأهونُ منه غزو قوم همُ الأنفُ
وأن سيوفَ العربِ مشبوبةُ الظبى = إذا جرِّدتْ يصحو ... ولا يغفو
فيا ليتَ شعري والقصيدةُ واحةٌ = إليها يُولي وجهةً شاعرٌ صرفُ
" ألا ما لسيف الدولة اليوم عاتبا " = أراء دويلاتٍ وما راءه السيفُ
أمَ انه وارى القصيدة غاضبا = وما راقه الإقواءُ يندى به الوقفُ
ورابه منها ما تشظى وما برى = وأعمدةٌ معقوفةٌ أسُّها الحذفُ ؟
فخلِّ " مفاعيلن " يرجُّ خباءَها = وخُذكَ سرى والليلُ للمُنتهى طرفُ
لعلَّ ديار القلب تبدو ضواحيا = فلا حجبٌ والسَّمهريَّةُ تصطفُّ
ألا " فاعلن " يغشى الكريهة باسما = يُناجزُ صرفا والمهامزُ تلتفُّ
ويأتي النواصي و " المنايا مواثل " = وللنقع ألهوبٌ تداوله الحتفُ
فمنْ عجبٍ أنَّ الدُّمستقَ ما قضى = رمادا وقد وافى دمارا له عسفُ
وأمَّ ديارَ العربِ يلهثُ قاصفا = ومن عجبٍ أنَّ الحصارَ له سيفُ
ومنْ تعبٍ أنَّ القبائلَ ما درتْ = وما عبرتْ خوفا يُدثره خوفُ
هي الرومُ سيفَ الدولةِ اليوم أقبلتْ = بأبرهةٍ، لا فيلَ، لكنَّه القصفُ
شواظ سعير يصطليه أحبةٌ = فما ترتئي يا ابنَ الحسين وما تقفو؟
أنحرقُ ديوانَ الفروسيةِ التي = أتتها القوافي منكَ مادحةً تهفو؟
أتَشرَقُ بالماء الذي حاكَ غصةً = أم القصة الثكلى تهمُّ ولا تصفو ؟
وفيمَ رحيلُ الشعر عنكَ إلى الصَّدى = كأنكَ ما قلتَ افتخارا ولم تقفُ
وما الشارداتُ الآبداتُ شواهدٌ = ولا الهادياتُ الغادياتُ لها ردفُ ؟
أحقا عيونُ الشعر تلكَ أم القذى = تعقَّبها، يا ابن الحسين، ولم يطفُ ؟
وكيفَ مدارُ العمر ليسَ قصيدةً = تؤلفُ ما يربدُّ مِنْ دونه الصفُّ ؟
ولكنه نثرُ القبائل ما درى = وماءُ عراق الخير يشربُه القصفُ
وماءُ عراق الخير ينهلُّ قامةً = منَ الكبرياء الحرِّ لم يعْره حرفُ
هي القامة الشمَّاء لا تنحني إذا = عواصفُ أرغتْ واستبدَّ بها العسفُ
وإما صدورُ " الأهل " ضاقتْ فأرَّختْ = مباذلَ من خُلفٍ إذا ذكرَ الحلفُ
هيَ النخلة / التاريخ تنشدُ مقطعا = من القافياتِ البابليَّاتِ إذ تصفو
هو الشعرُ من نخل العراق قصيدةٌ = تعالى، إباءً ، ذلك النخلُ والعرفُ
تعالى على عزفِ النوائب قدرُه = وأربى سُموًّا، من تمنعِه ، العزفُ
جناحاه سـرٌّ : عزة ومهابةٌ = وذكرٌ: صمودُ الصخر ما هزه الرجفُ
وقد سافرتْ، في الجرح، أشلاءُ وحدةٍ = وسُلَّ، لكي ينكي جراحاتِها، السيفُ
إذا حَملقتْ ، بالبتْر، عَينُ أخُوةٍ = تَوزَّعها الغافون منذ ابتدا القصفُ
فما جمَّعتْها قافياتٌ لأحْمدٍ = لتصفو كأنْ عينُ العروبةِ لا تصفو!
زمانٌ، وقد عاد الزمانُ بغربةٍ = مَدائنُها خُرسٌ وأجراسُها نزفُ
هو البحرُ فاحذرْه " إذا كان مُزبدا " = وما زبدٌ، يا ابنَ الحُسين، إذا يطفو ؟
تكسَّر ماءُ البحر وانفلقَ الصدى = فراغا، فلا بحرٌ، هناك، ولا طيفُ
وما قد ترى، يا ابنَ الحُسين، بوارجٌ = تُحيلُ الندى نارا إذا انهمرَ القذفُ
حرائق تردي أم زنابق مثلة = تمورُ بها الدنيا ويأخذها النزفُ ؟
كأنَّ الليالي فاقداتٌ نجومَها = سوى شُهبٍ ضاءتْ يُضرِّجُها الحتفُ
وبغدادُ ليلٌ مُطبقٌ بحصاره = تخاوصَ حتىَّ فارقَ الغلةَ الرَّشفُ
" تطاولَ حتىَّ قلت ليسَ بمنقضٍ " = وأن الذي يرعاه همَّ به الكهفُ
وإذ جئتُ بغدادا أسائلها الرؤى = تأوَّه صوتٌ لا يغيم له حرفُ
ألا إنما بغدادُ أمُّ حضارةٍ = وبابلُ للدنيا عَجائبُها الألفُ
ومنها الصُّعودُ المولويُّ أصالة = تحفُّ بها " الأعرافُ " و" الرومُ" و" الصفُّ "
هنالكَ فجرٌ والسَّواعدُ أهبةٌ = ولا يدَ إلا دونَها تنْطوي السُّجفُ
هنا ماردٌ ، منْ أول الشعر، خالدٌ = وإنْ زحفتْ رومٌ وحاصَره الزحفُ
تَلاحقتِ الآهاتُ والطودُ شامخٌ = مدارَ عقودٍ بابليتُه أنفُ
وأرسلتِ الأيامُ منْ حدثانِها =غرابيبَ لكنْ غالها فارسٌ ثقفُ
ومهما يكنْ ظلُّ الدمُستُق شاخصًا = يُؤازره بغيٌ وينصرُه حيفُ
فإنا الحصارُ الحَقُّ للأمَم التي = إذا اتحدتْ أسرى إلى يدِها الصَّرفُ
عراقَ صُمودِ الحقِّ ألفُ تحيةٍ = سَلمتَ منَ الأرزاء ما تُليَ اللطفُ
وما رقرقَ الماءَ الفراتُ ودجلةٌ = ليطلعَ مِنْ رقراقكَ الفارسُ العِفُّ
يُجرِّدُ من ذاتِ العروبةِ ذاتَها = ويُلقي حديثـًا، بَعدَ بسْملةٍ، سَيفُ [/poem]