السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني رواد المنتدى احببت ان اطرح مثل هذه القضية لأنها قضية تمس صلب مجتمعنا الاسلامي وهي ظاهرة خطيرة تؤدي الي تفكك المجتمعات وتفشي الامراض النفسية اجارنا الله واياكم .
فمن وجهة نظري المتواضعة ارى ان القضية لها ابعاد اجتماعية كبيرة وخطيرة .
فالمسؤول الأول في هذه الظاهرة هو الشاب . فأنا احملة جزء كبير من المسؤولية .
فعزوف الشباب عن الزواج هو اللذي ادى الي تفشي ظاهرة العنوسه بين الشابات . فالشاب السعودي على سبيل المثال لا الحصر نراه في هذه الايام عازف عن الزواج بحجة ان هناك عوائق تمنعه من الزواج .
ففي نظري ان العوائق مهما كانت لاتمنع المسلم من اكمال نصف دينه فكثير من الشباب يدعون بان غلاء المهور والتكاليف الباهضة للزواج وكثرة الطلبات هي السبب الرئيسي للعزوف عن الزواج .
وأنا اقول لمثل هؤلاء نعم هي في الحقيقة مشكلة ولكنها ليست المشكلة التي تجعل الشاب يرتمي في احضان العزوبية ويضيع احلى ايام شبابه في اللهو والطيش وربما تطور الوضع لارتكاب ما حرم الله .
فالواحد منا لو اراد ان يشترى سيارة مثلا من نوع معين فهو يبذل الغالي والنفيس في سبيل الحصول عليها مهما كلفه الثمن . فلماذا لايكون مثل هذا الاصرار موجه ناحية الزواج والعفه . فهو امر يستحق ان يبذل في سبيله الغالي والنفيس .
والبعض الآخر يعزف عن الزواج بحجة تأمين المستقبل وكأنه هو اللذي بيده تأمين المستقبل .المستقبل هذا اللذي يدعيه ما هو الا أمر مقدر بيد الله عز وجل وما على الانسان سوى بذل الجهد . وهذا لا يمنع من ان يبذل الانسان جهده وهو مستقر عاطفيا ونفسيا مع زوجة ترعاه وتحتضنه وتشاركه همومه وافراحه .
كيف لا والانسان يجتهد وقد رسم خط حياته واصبح لدية اسرة واولاد يبني لاجلهم .
لقد اثبتت التجارب ان الرجل المتزوج اكثر نجاحا من الرجل الاعزب .
والبعض الآخر يعزف عن الزواج ويريده في سن متأخره نسبيا بدعوى انه يجب ان لا يتزوج الا بعد ان يكتمل عقله ويصبح لديه خبره في الحياة ويصبح لديه القدرة على الاختيار من بين العرائس .
وهذا في نظري وهم فلقد اضاع زهرة شبابه واحلى ايام عمره فالخبرة التي يدعيها لا يمكن ان تكتسب الا بالممارسة الفعلية للحياة الزوجية أما قدرته على الاختيار فهو في ذلك واهم . فهذا امر مقدر من الله عز وجل فوالله لو بذل كل ما في وسعه فلن يحصل الا على ما قدر الله له . فالزواج كما يقال ( قسمة ونصيب ) فلا يزوج من في الارض حتى يزوج من في السماء .
فالزواج المبكر فيه عفه وحصانة وفيه متعة رهيبة للجنسين فهما بذلك يعيشان مختلف مراحل العمر ويتلذذون بطعم كل مرحلة من العمر .
هذا في نظري ما يحص الشاب .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
اما ما يحص الفتيات :
فهناك فتيات يمتنعن عن الزواج بحجة اكمال الدراسة . وهذا مبأ زائف فالفتاة تستطيع ان تكمل دراستها في بيت زوجها والمناذج كثر .
او بحجة انتظار العريس الملأئم للمواصفات والمقاييس المستحيلة التي رسمتها لنفسها بناء على الخبرات الزائفة التي اكتسبتها من المسلسلات الهابطة او المجلات الساقطة وغيرها .
فالرسول صلى الله علية وسلم يقول ( من جائكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ) أو كما قال صلى الله علية وسلم .
او بحجة صغر السن وعدم قدرتها على تحمل المسؤلية . فعائشة رضي لله عنها تزوجت الرسول صلى الله علية وسلم وهي ابنة التاسعة من عمرها .
الحياو خبرة والخبرة لا تكيسب الا بالممارسة . مثلا : زوجة تزوجت وعمرها 17 سنة ستكون أم مثالية بمجر بلوغها الخامسة والعشرين على الاقل . بعكس من تتزوج في سن الثلاثين فهي لن تكون ام مثالية الا في حدود الاربعين . فهنا الفرق .
هذا ما جادة به قريحتي وللحديث بقية .
اخوكم / الباحث