مع كل صباح - وكالعادة – أتصفح جريدة الجزيرة بصورة سريعة ، وبعد العصر لابد أن
أعود لها لأقرأها مرة أخرى بكل تأني ، ولأن صفحة مدارات شعبية تستهويني ، بما ينشر بها
من قصائد و مقالات ولتميزها في النشر ، مما جعلني أترك كثراً من الجرائد لتكون المفضلة
هي الجزيرة .
لكن مقال الأستاذ والشاعر / الحميدي الحربي ، سبب لي كثيراً من الضيق
فكيف بشاعر واعلامي كالحميدي – وفي عمره الصحفي - يستشهد في آخر مقاله
ببيت يدعو إلى الفاحشة ، وفي جريدة مرموقة ، وأمام الملأ ، هل ضاق قاموس الشعر
النبطي بالأبيات التي يمكن أن يستشهد بها ؟ ، ثم ان البيت الذي استشهد به للشاعر
محمد القاضي رحمه الله ،والذي يقول فيه :
[poem=font="MS Dialog,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
إلى عرض لك صاحبك وأنت مشتاق = اقطف زهر مالاق والعمر ملحوق .[/poem]
لا يتناسب مع مقاله ، فهو يبحث عن مفردات من العصر في قصيدة تحافظ على البناء
المعروف للقصيدة من وزن وقافية وجرس ، فكان الأحرى به أن يبحث عن شاعر شاب
( أو حتى شبه شاب ) المهم شاعر معاصر يكتب القصيدة باللهجة التي – على حد تعبيره - تواكب
جديد العصر من الأفكار والمفردات ، بدون هذه الدعوة الصريحة إلى فساد الأخلاق ، حتى لا يصبح
الحب الذي يتغنى به الشعراء ، هو حب الشهوة ، كبرت أو صغرت .
وعندما يكون مثل هذا البيت ومثل هذه الفكرة قد استخدما من أكثر من شاعر وفي
أكثر من موقف ، فهذا لا يبرر تشويه الذوق العام ونقاء الجريدة ، حتى ولو كان البيت لشاعر
بقامة القاضي ، فنحن غير مجبرين على الأخذ بكامل نتاج الشاعر ، فما لا يتناسب مع الدين
وسمو الأخلاق ، يجب أن نلقيه خلفنا ، وأن نبحث عن الجمال في المفردة ، والفكرة ،
والمعنى ، ليس هذا وحسب ، بل علينا أن نبحث عن الجمال في القافية ، فقد ضقنا
ذرعاً بـ ( آت ، إيين ، أون ، آن ، ... ) .
المهم : أرجو أن لا تكون صفحاتنا ومجلاتنا الشعرية ، بيئة خصبة للإعلام الجنسي ، فما
أجده عبر صفحات المجلات الشعرية هو إعلام جنسي مقيت ، فخلفية القصيدة لامرأة ، وغلاف
المجلة لفنانة أو شاعرة ( ؟؟؟ ) تلبس الجينز ، والستر ( نص استواء ) ، وطبعاً الصورة لابد
أن تكون جانبية وبكامل الطول !!! .
اكتب هذا الكلام وأتقبل الرأي الآخر بكل رحابة صدر .
وللمعلومية ، فوالله الذي لا إله إلا هو ، أن لي أكثر من عشر سنوات لم أشترِ مجلة شعرية ولا غيرها .
،،،
،،
،