الوطن:الجمعة 10 ذو القعدة 1427هـ الموافق 1 ديسمبر 2006م
العدد (2254) السنة السابعة
----------------------------------------------------------------
البيان الختامي يؤكد على المنطلقات الرئيسية في التعليم والمشاركون إلى الرياض للقاء خادم الحرمين الشريفين
العبيد ينتقد غياب الرقابة على تنفيذ الخطط والمشاركون يدعون للخروج عن النمطية في التعليم والتدريب
تأكيدات على أن التطور في شتى المجالات يتطلب الاستفادة من معطيات العصر دون مساس بالثوابت
وزير التربية: الرقابة الحالية على صرف المال فقط أحدثت لدينا فراغاً رقابياً وبعض الإشكالات
إحدى جلسات اللقاء للحوار الوطني
الجوف: موسى بن مروي، ياسر العلي، ظافر القحطاني، علي العطشان، تيسيرالعيد، فريح الرمالي، منور بطاح انتقد وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله بن صالح العبيد خلال الجلسة الختامية للحوار الوطني السادس الذي اختتم فعالياته أمس في الجوف ضعف الرقابة على خطط البرامج الحكومية وقال يجب "أن يكون الجميع على قدر المسؤولية" مضيفا" ليس هناك رقابه فعلية على تنفيذ خطط الدولة والرقابة الحالية على صرف المال فقط ولا تشمل الرقابة على طريقة تنفيذ الخطط مما أحدث لدينا فراغاً رقابياً وبعض الإشكالات".
وذكر الدكتور زهير السباعي أن التحديات أمام المؤسسة كبيرة، وأضاف أن تكلفة التدريب في وحدات المؤسسة تزيد عن الرسوم التي يدفعها المتدرب في المعاهد الأهلية الخاصة، متسائلا عن إمكانية إلقاء مهمة التدريب على عاتق القطاع الخاص.
وذكرت بهية النقادي أنه عند انتقال الإشراف على المعاهد الخاصة إلى المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني لم يكن بدء العمل بالقدر المأمول بل شمل ذلك زيادة في الأعباء على المعاهد الخاصة، وطالبت أن تعطي المؤسسة المعاهد النسوية نفس القدر من الاهتمام الذي تحظى به معاهد البنين.
وأكدت الدكتورة مريم التميمي على ضرورة إدخال بعض تخصصات التعليم الفني في التعليم العام، وأن تكون هناك حصة في المدارس للتدريب على المهن الضرورية، ورأت أن إدخال التعليم الفني في تعليم البنات يحتاج إلى حكمة ودقة، وقالت: يمكن أن نلحق التعليم الفني بالاقتصاد المنزلي شريطة أن تدرس المهن الرقيقة التي تلائم المرأة.
من جهة أخرى صدر البيان الختامي في نهاية جلسات اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري وتلا البيان أمين عام مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر وجاء فيه: "الحمد لله، والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وبعد:
فإن مشروع الحوار الوطني الذي حظي برعاية القيادة الرشيدة لبلادنا الغالية لم يعد مجرد مشروع حضاري يستهدف إشاعة ثقافة الحوار، وإنما تجاوز ذلك ليكون منهجاً متطوراً قام مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بتوظيفه بأسلوب علمي ومنهجي؛ للتوصل إلى رؤى وطنية تمثل رافداً أساسياً لمناقشة القضايا الوطنية بجميع أبعادها.
وإيماناً من المركز بضرورة بحث القضايا بمشاركة مسؤولي مؤسسات الدولة ذات العلاقة، وتحقيقاً لأهداف الحوار وتفعيلاً لخطواته، فقد انتقل المركز نقلة متميزة بعقد لقاء يضم المسؤولين عن تلك المؤسسات مع أطياف المجتمع.
وقد جاء اللقاء الوطني السادس للحوار الفكري، الذي عقد في منطقة الجوف على مدى ثلاثة أيام خلال الفترة من 7 ـ 9 ذي القعدة 1427هـ الموافق 28 ـ 30 نوفمبر 2006م، بعنوان "التعليم: الواقع وسبل التطوير" مسبوقاً بثلاثة عشر لقاءً تحضيرياً في مناطق المملكة للحوار حول واقع التعليم، بهدف التعرف على جميع وجهات النظر الهادفة إلى تطويره بوصف ذلك قضية وطنية ذات تأثير في جوانب الحياة كافة ومتطلباتها الراهنة والمستقبلية. وقد التقى فيه جمع من العلماء والمفكرين والمثقفين السعوديين رجالاً ونساءً مع وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي ومحافظ المؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني وبعض مديري الجامعات وكبار مسؤولي هذه المؤسسات وبعض كبار مسؤولي الوزارات ذات العلاقة.
ويثمن المشاركون ما حظي به التعليم في المملكة العربية السعودية من مكانة واهتمام منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ـ رحمه الله ـ ويذكرون بالفخر النقلات الكبيرة في مسيرة التعليم والتطوير المنشود في وسائله وآلياته.
والجميع يثمنون لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ القرارات الأخيرة لتأسيس عدد من الجامعات في مناطق المملكة وإنشاء جامعة متخصصة في مجال العلوم والتقنية، مع توظيف جزء من الوفر في ميزانية الدولة لمجال التعليم وإنشاء المباني للمؤسسات التعليمية.
ويؤكد المشاركون المنطلقات الرئيسة في مجال التعليم وهي:
- أن الإسلام ـ وهو المنهج الشامل لحياتنا ـ هو المنطلق لمنظومة التعليم سياسة ومنهجاً، وممارسة.
- أن التعليم يعد الركيزة الأساسية والعامل المشترك للتنمية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وأحد الدعامات الرئيسة لتعزيز الوحدة الوطنية، وتقوية الجبهة الداخلية، والمواجهة الملائمة للتحديات كافة.
- أن التطورات المتلاحقة في شتى المجالات تتطلب الاستفادة من معطيات العصر والتقنيات الحديثة، مع المحافظة على الثوابت والمكتسبات.
وأضاف المعمر "لقد استطاعت المملكة في وقت قياسي، على الرغم من التحديات والصعوبات، تحقيق إنجازات كمية ونوعية كبيرة في مختلف جوانب التعليم، مما أسهم في تعزيز التنمية الشاملة في المملكة، إلا أن ثمة متغيرات محلية وعالمية تستلزم مراجعة واسعة ورؤية جديدة لتطوير التعليم.
ولعل من أبرز هذه المتغيرات ما يأتي:
1. التكيف الاجتماعي السليم مع المتغيرات الاقتصادية والسكانية الكبيرة.
2. التطور الكبير في مجال تقنية المعلومات والاتصالات والحاجة إلى توظيفها في مؤسسات التعليم.
3. الانفتاح الإعلامي والثقافي وتأثيره في العملية التربوية.
هذه التحديات والمتغيرات تتطلب عملاً علمياً ينبثق من رؤى مشتركة بين مفكري المجتمع ومثقفيه من جهة، والقائمين على العملية التعليمية من جهة أخرى تسهم في تطوير التعليم وتحسين مخرجاته.
وقد ناقش المشتركون واقع التعليم وسبل تطويره، وفي ضوء " تحليل المحتوى" لتقارير الرصد للقاءات الحوارية في المناطق، التي شارك فيها أكثر من ألف مشارك ومشاركة يمثلون جميع شرائح المجتمع تم التوصل فيها إلى تحديد واقع التعليم والتحديات التي تواجهه متمثلة في المحاور الآتية:
- السياسات والأنظمة والأهداف والخطط.
- المناهج والمقررات والأنشطة.
- الجودة والكفاءة وتقويم الأداء.
- القبول والطاقة الاستيعابية.
- المباني والتجهيزات والتقنيات التعليمية.
- اختيار القائمين على العملية التعليمية وتطوير أدائهم.
- طرائق التدريس وأساليب التقويم.
- البحث العلمي والدراسات العليا.
- التمويل والعلاقة مع القطاع الخاص.
ويؤكد المشاركون والمشاركات ضرورة مراجعة واقع التعليم، وتبني إستراتيجية وطنية مشتركة لتطوير التعليم العام والعالي والفني بجميع مكوناته وعناصره ترتكز على التطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمتغيرات المحلية والعالمية تتضمن مراجعةً لسياسة التعليم، والاستمرار في مراجعة المناهج والمقررات الدراسية وتطويرها، والارتقاء بالمستوى الوظيفي للمعلمين والمعلمات وأعضاء هيئة التدريس، وتوفير المباني والتجهيزات التقنية، وتفعيل برامج التقويم واعتماد الجودة، وبالذات تقويم أداء مؤسسات التعليم ومخرجاته من قبل جهات مستقلة، والارتقاء بالبحث العلمي، وإسناد مهمة تنفيذ بعض برامج التعليم الجامعي والفني والتقني إلى القطاع الخاص والأهلي، والإفادة من التجارب العالمية المتميزة في هذا المجال.
ونظراً لتقارب وجهات النظر بين المشاركين والمشاركات في هذا اللقاء ومسؤولي التعليم عن قضايا التعليم وسبل تطويره، وثقة من المشاركين بقدرة مؤسساتنا التعليمية علمياً ومهنياً على تطوير التعليم وإصلاحه، فقد رأى المجتمعون تسليم وثائق هذا اللقاء واللقاءات التحضيرية إلى مسؤولي وزارة التربية والتعليم، ووزارة التعليم العالي، والمؤسسة العامة للتعليم الفني والتدريب المهني.
وتشمل هذه الوثائق ما يأتي:
* الرصد العلمي لما طرح في جميع اللقاءات.
* التوصيات المقدمة من المشاركين.
* الدراسات والمداخلات المكتوبة.
* التسجيل الصوتي والمرئي لمضامين الحوار والندوات وورش العمل.
ويدعو المشاركون والمشاركات هذه الجهات إلى دراسة هذه النتائج والإفادة منها؛ .لما تحتوي عليه من آراء نخب من مثقفي المملكة ومثقفاتها والعاملين في المجالات التعليمية والتربوية وبعض شرائح المجتمع من ذوي العلاقة على جميع المستويات".
المعلمون والطلاب يتفاعلون مع فعاليات اللقاء
الجوف: فريح الرمالي
أصبحت حوارات اللقاء الوطني السادس محط متابعة وتفاعل من قبل فئات المجتمع المختلفة سواء بشكل مباشر أو عن طريق الإنترنت وتحديدا من قبل الطلبة والمعلمين خاصة وأنه يناقش موضوع "التعليم وسبل التطوير" حيث تفاعل عدد كبير من المعلمين والطلاب مع لقاءات الحوار والذي ينقل على الهواء مباشرة أيضا بواسطة قناة الإخبارية.
وقد عزا المعلمون والمعلمات والطلاب والطالبات هذه المتابعة إلى ملامسته لبعض همومهم وكذلك المكاشفة الصريحة التي قام بها وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي ولم تقتصر هذه المتابعة على الموجودين داخل المملكة بل تخطت إلى الطلبة المبتعثين للخارج عن طريق الإنترنت.
ويقول الطالب أحمد الحارثي إنه تابع ما دار بالحوار عبر وسائل الإعلام ومواقع الإنترنت التي تنقل فعاليات الحوار الوطني وسعد بما طرح من نقاشات ومداخلات من المشاركين والتي حملت جملة من همومنا وأضاف فهد أن جرأة الطرح التي حظيت بها نقاشات الحوار الوطني من قبل المشاركين زادت من متابعة هذا الحوار والحوارات السابقة وأضاف أن حضور وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله عبيد مع قيادات الوزارة للحوار وكذلك وزير التعليم العالي كان عنصرا إيجابيا لإنجاح الملتقى.
ومن جهته قال المعلم عبدالله الشمري "إن خطوة النقل المباشر لجلسات الحوار الوطني الخامس تعد خطوة لنتعرف على ما كان يدور فيه موضحا أن فعاليات الحوار تحظى بمتابعة كبيرة وخصوصا الصباحية حيث يقوم بتسجيلها لمتابعتها بوقت لاحق ومع الحرص على قراءة ومتابعة ما ينشر أو يعرض في وسائل الإعلام عن الحوار لمعرفة ما دار به.
إلى ذلك قالت لطيفة الشمري خريجة إحدى الجامعات إن المؤتمر فرصة لفتح ملفات التعليم وكذلك لمناقشة السلبيات ومعالجتها لتحسين التعليم مؤكدة أن التعليم يمس المجتمع بأكمله لذا حظي هذا الحوار بهذه المتابعة الكبيرة.
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006...rst_page01.htm