[align=center]
رحمني الله وإياكم أحبتي من كل ابتلاء يعوق حركتنا عن العبادات المفروضة
وعن كل الانجاز.. وعمّا في الدنيا من عطاءات و زخرف محبب ومباح لنا
المجتمع وتلك النظرة المشوبة المنتقصةالقاصرة
إخوتي وأحبتي في الله
حقيقة احترت والحيرة تجعل قلمي ركيكاً بطيء الحركة فيما سيكتبه
وما أحسه.. وما أود لو أفعله من أجل تلك المآساة الحقيقة.. ( المعاق ) ..
عفوكم يالغاليين ..
ليست لتلك الحيرة التي تنتابني لحظة رؤية المعاق علاقة بمأساة البدن وما يعانيه..
فالله وحده أعلم حيث وضع ابتلاءه ومحنته لمن ولماذا.. ؟!
فلعله الخير كله لذات الإنسان...
لكن تباطؤ قلمي وذهول فكري يجول في البعيد والقريب .. في تلك الفئة من البشر ممن امّحت العاطفة من قلوبهم
وفي تعاملهم الغير الحسن مع الأصحاء في البدن والسمع والبصر .. والطيبون على وجه التحديد
فما بالكم فيمن انتقص له شيء من نعمة..
والله المستعان..!
فقد جاءتني رسالة من حبيبة تعاني وتطلبني الرد على رسالتها ... والتالي هو نصّها.. ][/align]
[align=right](((لن أنزوي خلف الجدار
ولن أغلق أبواب الخوف خلفي ،
سأظهر لكل الناس ...سأعلَن وبكل قوة وصمود ....
وسأثبت وجودي بين العالم المتعجرف ...الظالم بكل أحكامه
حرمت من نعم الله الجسدية ..
لم أتحرك بطلاقة كغيري
لم أمشي خطوة واحدة بثبات واتزان
لكن خطاي المستقبلية أثبت من زعزعة الوجود الذي يحيط بي
أخذ مني الخالق جزء من جسدي لكنه عوضني بقدرات تفوق الغير
حُكم علي بالاعدام المؤقت ....
ففي نظر من هم حولي ...ممنوع الاندماج
((لا تقل أو تقولي كلام خاطئ))فاندماجهم بشفقة وعطف
لا مجال لمهنة تثبت بها وجودك الا ماقل وندر
ولا يديرها الا أصحاب القلوب الرحيمة
وان اختلط وعمل في مجال ما فالخوف والحذر عليه من الجميع
لاأنكر أن العطف صفة رائعة
لكنها لاتعني التلاشي كلياً
فالمعاق شخص موهوب بأي مهنة
قد يكون رساماً،قارئاً ،حرفي ،قارئاً،مفكراً،أو أديباً..........أو ،أو ، أو]))))
(((سؤالي الجاد بعد كل هذه المقدمة الطويلة ...........
للفتاة:
هل تقبلين بزوج مقعد رهين الكرسي المتحرك ؟
وللشاب :
هل تقبل بزوجة معاقة ؟؟
قبل أن تجيبين أو تجيب على سؤالي
اسألي نفسك : هل ستقدرين على مراعاة حقوقه الزوجية كرجل أولاً
وهل ستقدرين على مراعاة وضعه الجسدي والنفسي والصحي والاجتماعي
واركز كثيراًعلى الاجتماعي لأن المجتمع صلب الحياة والدائرة التي نعيشها
واسأل نفسك أخي الفاضل : هل سترضى بها زوجة وأماً لأبنائك
هل ستصبر لكونها مقعدة لا تستطيع استقبالك عند عودتك من العمل لتأخذ غترتك وتمسح عرق جبينك بيديها
هل ستقبل بطعام الخدم وأنت لاتشتهي الا لقمة من يد شريكة عمرك
هل ستساعدها في تحمل السهر وألم الحمل والولادة والتربية
نظرة المجتمع ليست بيدي أو بيدك أخي الفاضل أختي الفاضلة
لكنها باختصار نظرة جـــــــــــــــادة وواقـــــــــــــعية
وسؤالي للمجتمع الى متى تنظرون إلى هذه الفئة بهذا الشكل
هم ضعفاء الأبدان ..........أقوياء القلوب والعزيمة
"""لفتة """"
المــــــــــــــــــــــ ـــعاق مــــــــــــــــــــــــ ــعاق العــــــــــــــــــــــ ــــقل ))))
انتهى [/align]***
وما كان لي غير هذا الإحساس جواباً .. والله ولي التدبير
أما وفي جوابك المجمل يالحبيبة
أجدك تغوصين في الأعماق بسكين الحسرة المميتة .. التي تجعلك في منأى عن التفاؤل المطلوب لكل إنسان
خاصة المعاق..
فإن فكَّرتي لحظة .. بابتلاء سيدنا أيوب.. وقصته مع الألم.. وما وصل إليه من الوجع ..
حتى بات كومة من دود .. ولم يسلم منه إلا اللسان..
ليذكر الله دؤوباً ناسياً كل ماصار وكان...
ثم هناك من كان سليماً وابتلاه الله بانقطاع الحبل الشوكي .. فأصبح لا يتحرك منه غير الرأس والعينان..
كل تلك ابتلاءات من الله .. وبإذن الله يكون لهم الأجر الكبير والثواب العظيم
ففي تذكُر تلك الفئة .. يأتيك الحمد والرضى من كل مكان ..
والتفاؤل بالأمل الذي بالكاد يكون لديك وهو مفقوداٌ.. كما ورد في خاطرتك المرفقة بذات القضية
.. وكما اسلفت يالغالية ..
فالمعاق معاق الفكر والتصرف وليس هو بعاق الأبدان .
. وقل ما تجدين معاق البدن غبياً أو غير مبدع وتلك حكمة الله .. ولله في خلقه شؤون ..
بالطبع نحن نتحدث عن إعاقة البدن وليس المتخلف عقلياً ..
لذا وحبذا لو يعتد كل معاق على قدراته .. وما لديه من قوة في الأعماق تكمن لمواجهة العالم أجمع..
فالحياة يالغالية .. لن تتوقف عند حد المجتمع ونظرته..
لأن المجتمع وبكل صدق يالغالية يسعى وراء المظاهر ..
ونظرته في كثير من الأحيان قاصرة منتقصة مشوبة .. حتى الموت لمن هم اصحاء البدن والعقل والمسيرة
فكيف هو مع من هم دون ذلك ...
ومسألة الزواج تلك .. فهي قدر الله وحده
فكم من معاق تزوج وعاش الحياة باجملها وحلوها ولا زال كذلك ..
فلا يعمم القبول والرفض لكون المعاق معاقاً ..
فأيضاً هناك سلوك مرفوض ممن هم اصحاء.. ومقبول من البعض الأخر .. عند الزواج للرجل والمرأة على حد سواء ..
وتلك نسب متفاوتة بحسب نظرة الطالب للزواج
وفي النهاية لا يلتقيان إلا بقضاء.. والقدر مكتوب في اللوح المحفوظ قبل خلق الإنسان نفسه.. بمئة عام .. والله أعلم
فمن عرف حقاً ويقيناً بأن الله وراء كل قدر ... لما هُلكنا وأهلكنا انفسنا يالغالية ..
ففي قوله تعالى.. (واعبد ربك حتى يأتيك اليقين(
أرجو منه المغفرة والثبات واليقين الصادق
وعلى ذكر هذا قابلت رجلاً في المطار باسم المحيا بشوش الكلمة متفائلاً ومعه تسعة أطفال من صُلبه
طوله لا يتجاوز طول طفلا في الرابعة من عمرة ... ليس له أطراف .. جزع ورأس فقط ... وزوجته تحمله لكل مكان
وهو سعيد مفتخراً بما له من ولد وزوجة ...؟!
ثم هناك رجلا أُصيب حبله الشوكي ..
وعند علاجه الطبيعي أحب الممرضة وأحبته وتزوجته وعاشت معه سبع سنوات وأنجبت له الولد ولازالت الحياة بينهما كما هي
قبل اسبوعين على وجه التحديد سمعت بقصته من زوجة أخيه ..
ولو تعلمين يالغالية كم فرح القلب بهذا المرأة العظيمة .. ودعوت لها بكل الخير ولا زلت أدعوا لها كلما تذكرتها وطلبت لها من الله الأجر والثواب العظيم وان يعينها ويثبتها مع ذاك الشاب حتى النهاية
علماً انه لا يتحرك البتة.. فقط رأسه المتحرك ..
لكم ودي
أمة الله على هذه الأرض الغرور
سلوى عبد العزيز دمنهوري