السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في غمرة أحزاني وجدت بصيص من بعيد ينادي يقول : أيها الطيب ما بك ! لماذا يبدو وجهك شاحباً
فقلت له : كثرت الهموم , وزالت الغيوم . فرد علي : وأين أنت من الحي القيوم !
أيها الطيب ... هل فقدت احدى عينيك , هل تسمع جيدا , هل تمشي على قدميك بخطى ثابتة ...
وفجأة ... أحسست بشعور غريب , شعور ايقظني من سبات عميق لأجد أمامي عدد من العمالقة
الكبار فقدوا بعضاً من حواسهم الحسية ولم يفقدوا حواسهم المعنوية . تذكرت الشخص الذي فقد بصره
ومع ذلك يستطيع ان يستخدم بصيرته في التفكير والإبداع , اندهشت كثيراً وانا ارى بعض حفظة القرآن
الكريم الذين فقدوا البصر , وزادت دهشتي حين رأيت بعض لاعبي كرة السلة الذين فقدوا القدرة على
المشي وهم يرسلون الكرة بكل دقة نحو الهدف . ومع مرور الأيام والليالي أتأمل أحبابنا الذين فقدوا
حاستي السمع والكلام وهم ينثرون إبتساماتهم الرقيقة في كل مكان , وتذكرت ذلك البطل الذي فقد
يديه ومع ذلك كان يكتب ويرسم ويخطط ويبدع بقدميه , إنهم حقاً أبطال .
أحبتي في الله ... هولاء الأبطال سطروا وما زالوا يسطرون أعذب القصص والملاحم على أن الإعاقة
ليست في فقدان اليدين أو القدمين أو البصر وإنما المعاق هو الذي لا يستطيع أن يبني فكراً ولا يعرف
كيف يضحي ليسعد من حوله , إن المعاق هو الذي يهدم قلوب المحبين بنقل النميمة والكذب , إن
المعاق شخص متبلد الأحاسيس لا يشعر بمن حوله حتى وإن كانوا إخوته وعشيرته .
إن العالم اليوم يحتفل بهولاء الأبطال الحقيقيين وذلك بتخليد أعمالهم ونشر كتاباتهم وإبداعاتهم ,
ونحن جزء من هذا العالم لذلك علينا أن نذكر هولاء الأبطال ونقف صفاً واحداً مع ما قدموه ونشروه
ليصبح المجتمع المسلم كله (( أبطال ))